علمني رسول الله واللقاء297 أن سورة الحجرات هي سورة الادب والاخلاق وقفات مع سورة الحجرات مسجد القدس بنزلة ويساعده 6/3/2020
صفحة 1 من اصل 1
علمني رسول الله واللقاء297 أن سورة الحجرات هي سورة الادب والاخلاق وقفات مع سورة الحجرات مسجد القدس بنزلة ويساعده 6/3/2020
علمني رسول الله
واللقاء297
أن سورة الحجرات
هي سورة الادب والاخلاق
وقفات مع سورة الحجرات
مسجد القدس بنزلة ويساعده
6/3/2020
::::::::::::::::::
الحمد لله رب العالمين،
الحمد لله
ولي المؤمنين
القائل في محكم التنزيل،
﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ
إِلَى النّورِ
وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ
أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ﴾
[البقرة: ٢٥٧]
وهم من وصفهم ربهم
فقال عنهم
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}
[يونس: 63].
علموا سبيلهم
وابصروا طريقهم
واستجابة لنداء ربهم
الذي ناداعليهم
قائلا
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
أَطِيعُواْ اللّهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ
فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى
اللّهِ وَالرَّسُولِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
[النساء: 59].
فلبوا المؤمنين النداء
واجابوا رب الأرض والسماء
قائلين،
{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ
أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا
وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}
[سورة آل عمران )
[ 193]
"""""""""
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في علاه
######
الذي يخلق
ما يشاء ويختار
وكل شيء بقدر ومقدار
ومن أعظم تقدير الواحد القهار
انه جعل الجنة
للمتقين الأطهار
فقال سبحانه
( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ
نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ
وَلَا فَسَادًا ۚ
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)
"""""""""
سبحانه
أخذ موسي
من امه ورعاه
وساقه
الي حجر عدوه ورباه
ثم جاد
عليه بالنعم وأعطاه
فمشي
في البحر وما ابتلت قدماه
ثم خرج
ليطلب نار لاهله
فشرفه ربه بالرسالة والنبوة
وناداه
(اننى انا الله لااله إلا أنا
فعبدني واقم الصلاة لذكري..)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
واشهد ان سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد عبده ورسوله
البشير النذير
والسراج المنير
###
نبي
اخرج البشرية من الشك الى اليقين
ومن الرياء الى الاخلاص
ومن العداوة الى الى المحبة
فصلي اللهم وسلم وبارك علي
خير البرية
ومعلم البشرية
محمدا ابن عبدالله،،
!؛:'!؛:'!؛:'!؛:'':؛!
ياربِّ صلِّ على النبيِّ المجتبى
ما غردتْ في الأيكِ
ساجعةُ الربا
ياربِّ صلِّ على النبي وآلهِ
ما أمتْ الزوارُ مسجدا يثربا
ياربِّ صلِّ على النبي وآلهِ
ما قال ذو كرمٍ لضيفٍ مرحبا
صلوا على منْ ظللته غمامةٌ
و الجذعُ حنَّ لهُ
وأفصحتِ الظبا
صلوا علي من تدخلون بهدية
دار السلام
وتبلغون المطلبا
صلوا على المختارِ
فهوَ شفيعكمْ
في يومِ يبعثُ
كلَّ طفلٍ أشيبا
صلي وسلم ذو الجلال عليك
مااحلاك
ذكرا في القلوب واعذبا
صلى وسلم ذو الجلال عليك
ما ازكاك في الرسل الكرام
واطيبا
يايه الراجون خير شفاعة
من احمد
صلوا عليه ما أعظما.
¢¢¢¢¢¢¢¢¢¢¢
ايه الاحبة لقائنا اليوم مع وقفات
من سورة الادب والاخلاق
مع
*سورة الحجرات*
سورة مليئة بالوصايا والآداب والأخلاق والتوجيهات التي نحتاجها جميعاً
الكبيرة منا والصغيرة،
المتعلمة والأمية،
الداعية وطالبة العلم
فالكل محتاج أن
يربي نفسه
ويسعى لإصلاحها وتهذيبها
وتكميلها وتزكيتها
تدور سورةالحجرات حول
الآداب
والمكارم
والأخلاق
تعالج كثير من السلوكيات التي
لاينبغي للمؤمن
الذي يؤمن بالله واليوم الآخر
أن يتصف بها
كالغيبة
والنميمة
والسخرية
واللمز
والتنابز
والتجسس
وسوء الظن
وكثرة الشائعات
والخصام
والهجر
ونحوها.. ِّ
فالسورة تعطيك قواعد في
التعامل
وقواعد في الآداب سواء كان
الأدب مع الله عز وجل
أوالأدب مع رسوله
أوالأدب مع النفس ومع الناس
فالسورة نزلت لتربي المسلمين
وتكملهم بالأخلاق.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عباد الله
تعالوا بنا اليوم لنطوف حول سورة من سور القرآن آياتها قليلة لكن احكامها كثيره
فيها الغيبة
وفيها النميمة
فيها أمر الله وأمر رسوله
فيها لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
فيها ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
فيها لا يسخر قوم من قوم
فيها ولا تجسسوا
فيها إن بعض الظن اثم
انها سورة الحجرات
وفيها
يقول تعالي
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
عباد الله
تبدأ السورة بنداء الكرامة وهو
الإيمان
هذا النداء المحبب للنفوس والمحرك للقلوب، يقول ابن عباس رضي الله عنهما
إذا سمعت الله تعالى
يقول
يأيها الذين آمنوا:
فأرعها سمعك
فإنه خير يؤمر به
أو شر ينهى عنه
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
ويقول عبد الله بن عباس :
(لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )
: أي :
“لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة”
فالله يأمرنا
قائلا سبحانه
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ
إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا
أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ
وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}
[ سورة الأحزاب 36]
أي:
لا ينبغي ولا يليق،
ممن اتصف بالإيمان
إلا الإسراع في مرضاة اللّه ورسوله،
والهرب
من سخط اللّه ورسوله،
وامتثال أمرهما،
واجتناب نهيهما
فيجب الطاعة والانقياد والتسليم
لحكم الله تعالى في كل الأمور،
قال تعالى:
(إنَّما كان قولَ المؤمنينَ
إذا دُعُوا إلى الله ورسولِهِ
لِيَحْكُمَ بينهم
أن يقولوا
سَمِعنا وأطَعنا
وأولئِكَ هم المفلِحونَ )
النور ٥١.
فالمؤمن مطالب
بعدم
تقديم رأيه على أوامر
الله ورسوله
في الكتاب والسنة،
فلا يقول
ولا يقضي في الدين ،
بخلاف ما تنص عليه الشريعة،
و يكون رأيه تبعاً لما جاء به النبي
صلى الله عليه وسلم،
وتكون محبته وولاؤه
لله ورسوله أقوى وأشد من محبته وولائه لنفسه وأهوائه ومصالحه،
وقد روى
أبو داود وغيره
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ
مُعَاذًا
إِلَى الْيَمَنِ
قَالَ
« كَيْفَ تَقْضِى إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ ».
قَالَ أَقْضِى بِكِتَابِ اللَّهِ.
قَالَ
« فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ».
قَالَ
فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم-.
قَالَ
« فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم-
وَلاَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ».
قَالَ
أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلاَ آلُو.
فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم-
صَدْرَهُ
وَقَالَ
« الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى وَفَّقَ
رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ
لِمَا يُرْضِى رَسُولَ اللَّهِ ».
وهؤلاء اصحاب
رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -
يسألهم عن اليوم الذي هم فيه،
والمكان الذي هم فيه،
وهم يعلمونه حق العلم،
فيتحرجون أن يجيبوا إلا بقولهم:
الله ورسوله أعلم.
خشية أن يكون في قولهم
تقدم بين يدي الله ورسوله!
جاء في حديث
أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي -
رضي الله عنه -
أن النبي -
صلى الله عليه وسلم -
سأل في حجة الوداع:
"أي شهر هذا ? "..
قلنا:
الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا
أنه سيسميه بغير اسمه
.فقال:
" أليس ذا الحجة ? "
قلنا بلى!
قال:
" أي بلد هذا ? "
قلنا:
الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.
فقال:
" أليس البلدة الحرام ? "
قلنا: بلى!
قال:
" فأي يوم هذا ? "
قلنا:
الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.
فقال:
أليس يوم النحر ?
قلنا بلى!
.. الخ.
فهذه صورة من الأدب،
ومن التحرج،
ومن التقوى،
التي انتهى إليها المسلمون بعد سماعهم
ذلك النداء،
وذلك التوجيه،
وتلك الإشارة إلى التقوى،
تقوى الله السميع العليم
!!!!!!!!!!!!!!!!!
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ"
___________
وكما يكون الأدب مع الله تعالى
يكون مع نبيه صلى الله عليه وسلم
ففي حياته يكون الأدب في الحديث والخطاب والتوقير في القلوب توقيراً ينعكس على نبراتهم وأصواتهم ويميز شخص الرسول
صلى الله عليه وسلم من بينهم،
والله عز وجل يدعوهم لذلك
ويحذرهم من مخالفته
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾
فأين نحن من تعظيمنا لسيدنا محمد ﷺ؟
******
قال
أحد الصالحين
واجب على كل مؤمن
متى ذكره،
أو ذكر عنده
أن يخضع،
ويخشع،
ويتوقَّر،
ويسكن من حركته،
ويأخذ في هيبته، وإجلاله بما كان يأخذ به نفسه
لو كان بين يديه،
ويتأدب بما أدبنا الله به.
*****
وروى بسنده عن
ابن حميد
قال:
ناظر
أبوجعفرٍ أميرُ المؤمنين
مالكًا
في مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
فقال له مالك:
يا أمير المؤمنين ،
لا ترفع صوتك في هذا المسجد
فإن الله تعالى
أدب قومًا
فقال:
( لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)
ومدح قومًا
فقال:
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ
الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى
لَهُمْ
مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
وذم قومًا
فقال:
(إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ
مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
وإن حرمته ميتًا كحرمته حيَّاً.
فاستكان لها أبو جعفر
وقال:
يا أبا عبد الله
أستقبل القبلة وأدعو
أم أستقبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟
فقال:
ولم تصرف وجهك عنه
وهو وسيلتك
ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى
يوم القيامة؟
بل استقبله،
واستشفع به،
فيشفعه الله،
قال الله تعالى:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُوا اللَّهَ
تَوَّابًا رَحِيمًا)
[ النساء: 64].
******
ولقد تربى جيل الصحابة
رضي الله عنهم على هذا الفهم الواعي
فكانوا قمة في الأدب والتأدب
مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
ومن ذلك ما جاء من حديث
أنس رضي الله عنه
قال:
لما نزلت هذه الآية
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ..﴾
كان
ثابت بن قيس بن الشماس
رضي الله عنه رفيع الصوت
فقال:
أنا الذي كنت أرفع صوتي على
رسول الله
أنا من أهل النار،
حبط عملي
وجلس في أهله حزيناً،
ففقده رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فانطلق بعض القوم إليه
فقالوا له:
تفقدك رسول الله مالك؟
قال أنا الذي
أرفع صوتي فوق النبي
واجهر له بالقول،
حبط عملي
أنا من أهل النار
فاتوا النبي
فاخبروه بما قال:
فقال
(لا بل هو من أهل الجنة)،
قال أنس
رضي الله عنه:
فكنا نراه يمشي بين أظهرنا
ونحن نعلم أنه من أهل الجنة )
رواه الإمام أحمد في مسنده.
*****
وقف عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
عند
جثمان النبي
الطاهر الندي
صلى الله عليه وسلم
بعد ارتحاله من عالم الفناء
إلى عالم البقاء
يخاطبه
قائلا،
(بأبي أنت وأمي يارسول الله)
لقد بلغ من فضيلتك عند الله
أن جعل طاعتك طاعته
فقال سبحانه
( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لقد بلغ من فضيلتك عنده
أن أخبرك بالعفو
قبل أن يخبرك بالذنب
فقال:
( عفا الله عنك لم أذنت لهم)!
بابي انت وامي يارسول الله
أن الله أرسلك
آخر الأنبياء
وذكرك أولهم
فقال سبحانه
( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ
وَمِنْك
َ وَمِنْ نُوحٍ
وَإِبْرَاهِيمَ
وَمُوسَى
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَم
َ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)
صدق الله العلى العظيم
بابي انت وامي يارسول الله
فلقد كنت تخطب في الناس على جذعة نخله
فلما كثر الناس
اتخذوا لك منبرا
فحن ذلك الجذع اليك!!!
حتى وضعت يدك الشريفه عليه…
فسكت
فأمتك اولى بالحنين اليك يارسول الله،
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لئن كان موسى بن عمران
أعطاه الله حجرا يتفجر منه الأنهار،
فما ذاك بأعجب
من أصابعك
حين نبع منها الماء،
صلى الله تعالى عليه وسلم.
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لئن كان الله اعطا سليمان بن داود
الريح،
غدوها شهر ورواحها شهر
فما ذاك بأعجب من البراق
حين سرت عليه إلى
السماء السابعة
ثم صليت الصبح من ليلتك بالأبطح
صلى الله تعالى عليك!
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لئن كان عيسى بن مريم
أعطاه الله تعالى إحياء الموتى،
فما ذاك بأعجب من الشاة المسمومة
حين كلمتك
فقالت
لا تأكلني فإني مسمومة!
صلى الله تعالى عليك.
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لقد دعا نوح على قومه
فقال
"رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا"
ولو دعوت علينا لهلكنا اجمعين.
فلقد وطئ ظهرك
وأدمي وجهك
وكسرت رباعيتك،
فأبيت أن تقول
إلا خيرا،
وقلت يارسول الله
اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون.
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لقد اتبعك في قلة سنينك وقصر عمرك
ما لم يتبع نوحا في كثرة وطول عمره،
فلقد آمن بك الكثير
وما آمن معه إلا قليل.
أنه رسول الله ياساده
انه حبيب الله ياساده
انه الشفيع لنا جميعا يوم الورود
حتي وان كنا مذنبين وعصاه
◆◆◆
والله ما في الخلــق مثل محمدا
في الفضل والجود والأحسان..
***
فهو النبي الهاشمـي المصطفى
من خيرة الأنساب من عدنان..
***
لو حاول الشعراء وصف محمد
وأتـو بأشعار مـن الأوزان..
***
ماذا يقـول الواصفـون لأحمد
بعد الـذي جاء في القـرآن..
*******
هذا رسول الله
•••••••••••••
إمام المرسلين فداك روحي
وأرواح الأئمة والدعاة
رسول العالمين فداك عرضي
وأعراض الأحبة والتقاة
ويا تاج التقى تفديك نفسي
ونفس أولي الرئاسة والولاة
فعرضك عرضنا ورؤاك فينا
بمنزلة الشهادة والصلاة
ولو سفكت دمانا ودماء ابنائنا وأزواجنا
ما قضينا وفاءك والحقوق الواجبات
،،،،،،،
●●●●●●
والتأدب مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بعد وفاته يكون في احترام شريعته وعدم تقديم العقل عليها والاعتزاز بها والعمل بموجبها والدعوة لها.
ولقد وعى المسلمون
هذا الأدب الرفيع
وتجاوزوا به كل أستاذ وعالم جليل
لا يزعجونه حتى يخرج إليهم
ولا يقتحمون عليه حتى يدعوهم،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"}
!!!!!!!!!!!!!!!
قال صلي الله عليه وسلم.
{{والذي نفسي بيده
لن تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا
ولن تؤمنوا حتي تحابوا
أولا أدلكم علي شئ إذا فعلتموه تحاببتم .أفشوا السلام بينكم.}}
ظن كثير من الناس ان إفشاء السلام
هو إلقاء تحيه الإسلام فحسب
وهذا فهم قاصر.
ولكن إفشاء السلام المقصود
هو أَنْ يُسَلِّمَ كُلُّ النَّاسِ مِنْك
فَلَا يُرِي صَدِيقِك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وَلَا يُرِي جَارِك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وَلَا يُرِي وَالِدَيْك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وَلَا تُرِي زَوَّجْتُك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وَلَا يُرِي أَوْلَادَك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وهكذا حتي لا يري منك كل الناس
إلا السلام.
ثم تأتي تحيه الاسلام علي الناس مكمله لكل هذا.
حينها نكون قد عم السلام فينا
فينتج عن ذلك
الحب في الله
لنستحق الإيمان
الذي به ندخل الجنه.
@@@@@@@@@@@
الجنة لم اعلا
المحبة
في ذات الرحمن.
روى أبو داود عن
عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وأرضاه
انه قال:
قال
النبي
صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا
مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ
وَلَا شُهَدَاءَ
يَغْبِطُهُمُ
الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ
مِنَ اللَّهِ تَعَالَى».
فقالوا:
يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
تخبرنا من هم؟
قال:
«هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا ِبرُوحِ اللَّهِ
عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بِيْنَهُمْ
وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطُونَهَا،
فَوَاللَّهِ
إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ،
وِإِنَّهُمْ عَلَى منابر من نُورٍ،
لَا يَخَافُونَ
إِذَا خَافَ النَّاسُ،
وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ».
ثم قرأ
صلى الله عليه وسلم:
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
[يونس:62].
***
ولقد جاء
بالحديث القدسي
الذي رواه الإمام أحمد
عن معاذ بن جبل
رضي الله عنه
قال:
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
«قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
حَقَّتْ
وفي رواية
وَجَبَتْ
مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ،
وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ،
وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ،
وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ».
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومن أجل واعلا معاني المحبة والأخوة
ان تكون سندا وعونا
لاخيك المسلم
روى مسلم
عن أبي هريرة
رضي الله عنه وأرضاه
قال:
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا
نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ
يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
فالجزاء من جنس العمل،
أخرج الطبراني، والبيهقي، والحاكم،
وقال: صحيح.
عن ابن عباس
رضي الله عنهما
أنه كان معتكف، في مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
وأمر الاعتكاف أمر هام جدًا،
وأمر خطير جدًا،
والمؤمن لا يخرج من الاعتكاف إلا لضرورة شديدة.
فآتاه رجل،
فسلم عليه،
ثم جلس،
فقال له ابن عباس -
الرجل قاعد جنب ابن عباس،
لم يتكلم، لكن شكله مكتئب جدًا،
شكله حزين-،
فقال له ابن عباس رضي الله عنهما:
يا فلان
مالي أراك حزينًا.
قال:
نعم يا ابن عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ان لفلان علي حق،
وحان أجله،
وليس معي ما يقضيه.
فقال له ابن عباس
رضي الله عنهما:
إن أحببت أن أكلمه لك.
ولم يكن معه مال ليساعده بالإنفاق،
ولكن أكلم الرجل ليصبر عليك،
فقال الرجل:
نعم.
فخرج
ابن عباس رضي الله عنهما من اعتكافه ليقضي حاجة الرجل،
فقال الرجل:
أنسيت ما كنت فيه؟
فقال ابن عباس
رضي الله عنهما:
سمعت صاحب هذا القبر،
الكلام والعهد به قريب،
فدمعت عين ابن عباس
رضي الله عنهما فدمعت عيناه
وهو يقول،
وهذا الكلام للرسول
صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ،
وَبَلَغَ فِيهَا
"أي قضاها"
كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنْ اعْتِكَافِ
عَشْرِ سِنِينَ».
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وأعظم معاني ومثالا في الإخوة
موقف عثمان
تجاه اخوانه واهله
في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في عام القحط
ذكر ابن عباس
رضي الله عنها
أن الناس قحطوا
في زمان أبي بكر،
وفي هذا الوقت جاءت قافلة
لعثمان بن عفان
رضي الله عنه وأرضاه
إلى المدينة المنورة،
جاءت هذه القافلة
فتسارع التجار لشراء هذه القافلة الكبيرة، فسألهم عثمان:
كم تربحوني؟
قالوا:
العشرة اثني عشر.
قال:
قد زادني على هذا الربح.
قالوا:
فالعشرة خمسة عشر.
وهذا ربح ضخم جدًا،
أمام كل عشرة دراهم سيكون المكسب خمسة درهم،
قال:
قد زادني.
قالوا:
من الذي زادك ونحن تجار المدينة؟
قال:
الله عز وجل زادني بكل درهم عشرة،
فهل لديكم أنتم المزيد.
ثم قال:
اللهم إني وهبتها فقراء المدينة.
بلا ثمن،
وبلا حساب
تبرع بكل القافلة الضخمة إلى فقراء المدينة.
يقول ابن عباس
فنمت من ليلتي
فرأيت رسول الله في رؤيتي
وكان حديث عهد بالموت
رأيته علي فرس في الجنة مسرعة
فقلت الي اين يارسول الله
والله اني اليك مشتاق
فقال يابن عباس
اني اسرع لتجهيز عروس عثمان من الحور العين
جزاء صدقته اليوم علي فقراء المسلمين ومساكينهم
وايتامهم.
،،،،،،،،،،،،،،،،
وفي الحديث الذي رواه
البخاري ومسلم
عن أبي هريرة
رضي الله عنه،
يقول:
قال
رسول الله
صلى الله عليه وسلم
«السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلِةِ وَالْمِسْكِينِ
كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
أَوْ كَالَّذِي
يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ».
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومن أجل وأعظم
معاني الإخوة هي
الإيثار والكرم
وخاصة عند الحاجة.
الحديث الذي رواه
البخاري ومسلم
عن أبي هريرة
رضي الله عنه وأرضاه
قال:
آتى رجل رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
والرجل لا يعرفه الرسول
صلى الله عليه وسلم،
فقال:
يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أصابني الجهد.
بلغ به الجوع مبلغًا حتى أصابه الجهد، فأرسل
صلى الله عليه وسلم
إلى نسائه
فلم يجد عندهن شيئًا،
فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
والرسول، لم ينسى القضية
فهو يشعر بأخوة حقيقية له
مع أنه لم يره من قبل،
قال:
«أَلَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ».
فقام رجل من الأنصار،
فقال:
أنا يا رسول الله.
فذهب إلى أهله،
فقال لامراته:
ضيف رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لا تدخري شيئًا.
قالت:
والله ما عندي
إلا قوت الصبية.
قال:
فإذا أرادت الصبية العشاء
فنوميهم،
فأطفئ السراج
وأريه أنّا نأكل،
ونطوي بطوننا الليلة.
ففعلت،
ثم غدى الرجل على
رسول الله
صلى الله عليه وسلم
اليوم الثاني،
فقال له الرسول
صلى الله عليه وسلم
وهذا الكلام في البخاري:
«لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ مَنْ
صَنِيعِكُمَا بَضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ».
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
"ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"
______
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾
وخصص الفاسق –
لأن المسلم
لا يكذب
ولا يجوز في حقه أن يكون مصدر معلوماته ومنطلقات حكمه الصحف والمجلات والفضائيات التي ثبت الفسوق والفجور والعصيان،
حتى إن بعضها يقلب المفاهيم
ويطمس الحقائق
ويشوه الفضيلة
ويزين الرزيلة
ويهاجم الشريعة،
وصدق الله العظيم بقوله
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾
إنه ندم يصيب المؤمن في الدنيا
إذا اكتشف الحقيقة
وردت قصة نبأ الفاسق
في الآيتين 6 -8 من سورة الحجرات
بقوله تعالى
يا أيها الذي آمنوا انْ جاءَكم فاسقٌ بنبأ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين *
.
هذه الآيات الكريمات قد نزلت في
الوليد بن عقبة
رضي الله عنه
وذلك بعد عام من انتصار النبي
صلى الله عليه وسلم
على بني المصطلق ,
وقد بني النبي
صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين السيدة - جويرية بنت الحارث -
رضي الله عنها ابنة زعيم وسيد بني المصطلق, وكان بني المصطلق
قد أعلنوا اسلامهم عن بكرة أبيهم,
ودخلوا في دين الله,
ودخلوا تحت راية سيد المرسلين
صلوات ربي وسلامه عليه.
فلما دار الحول
دورته على تلك الغزوة,
أرسل النبي
صلى الله عليه وسلم
الوليد بن عقبة
رضي الله عنه
ليأخذ صدقات أموالهم
ويردُّها على فقراءهم ,
ووصاه النبي صلى الله عليه وسلم
خيرا ودعا له.
مضى الوليد بن عقبة
رضي الله عنه
في طريقه الى بني المصطلق
على رأس نفر من المسلمين ,
وفي احدى الليالي ,
وبينما هو رضي الله عنه
في خيمته لم ينم
لأنه تذكر
العداوة بينه وبين بني المصطلق
فشعر ببعض الخوف في نفسه
فقال لنفسه
ان ذهبت اليهم
قتلوني وثأروا مني,
وقال في نفسه
مالي ولهذه المهمة,
الأولى بي أن أرجع من مكاني ,
وفي الصبح كرّ راجعا من حيث أتى
دون أن يُكمل طريقه اليهم,
ولما رجع
الوليد بن عقبة
رضي الله عنه الى المدينة
أخبر النبي
صلى الله عليه وسلم
بما أخبر به أصحابه
بانّ بني المصطلق
قد ارتدوا عن الاسلام
وكادوا أن يفتكوا به وبأصحابه,
فغضب النبي
صلى الله عليه وسلم
غضبا شديدا
وأعطى أوامره وتوجيهاته
بالاستعداد لغزو
بني المصطلق
نتيجة ارتدادهم عن دينهم
كما ادّعى الوليد
كذبا وزوراُ وبهتانا,
وكادت أن تقع حربا ضروساً
بين فئتين مؤمنتين
لولا رحمة الله بعباده
حين وصل
نبأ هذا الفاسق
لبني المصطلق
وأنّ ما نقله زورا وبهتانا وافكا,
فشكلوا على جناح السرعة
وفدا من كبارهم واشرافهم
الى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فاستقبلهم النبي
صلى الله عليه وسلم
وهو في أشدّ الغضب عليهم,
فقالوا:
يا رسول الله !
حنانيك ورضاك,
فنحن على غير ما وصلك عنّا,
لقد كنا قد سمعنا برسولك قادم الينا,
فخرجنا بجموعنا اليه لنكرمه ونستقبله,
ونُؤدي اليه ما عندنا من الصدقة,
وما يتوجّب علينا من الزكاة,
ولا ندري لماذا كرّ راجعاً,
ثم بلغنا أنه قد زعم اليك
أننا خرجنا اليه لنقتله ومن معه,
وأنا قد ارتددنا عن الاسلام,
وامتنعنا عن آداء الزكاة,
فوالذي بعثك بالحق ما حدث شيء
من ذلك أبداً
و ما كفرنا بالله منذ ان آمنا,
ولا انسلخنا عن الاسلام منذ دخلنا فيه.
ذُهل النبي
صلى الله عليه وسلم
وهو يسمع منهم ما يقولون,
فتوقف عليه الصلاة والسلام
عن الفصل في الموضوع,
لا يُصدّق
ولا يُكذّبُ,
لا الى الوليد وخبره يميل,
ولا الى بني المصطلق يميلُ ,
حتى يتبيّنُ له الحق....
وينزل قول الحق تبارك وتعالى
بقوله:
"يا أيها الذي آمنوا انْ جاءَكم فاسقٌ بنبأ
فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة
فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين"
ومع نزول هذه الآية الكريمة
وما بعدها
جاء الحق وزهق الباطل,
واستبشر وفد بني المصطلق
بحكم الله تبارك وتعالى,
وبآياته الكريمة تنزل فيهم,
فقبل النبي
صلى الله عليه وسلم
مقالتهم
وأكرم وفادتهم,
وافتضح أمر الوليد
رضي الله عنه,
فأبدى عذره وندمه ورجوعه الى الحق ,
وانابته الى الصراط المستقيم ,
فقبل منه رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وعفا عنه
والفساق والكذابون في كل زمان وأوان يملأون الأرض .
فعلى المرء أن يتثبت ، ويتأنى .
ولا يتعجل بالحكم على أحد ، وقد أمره الله بهذه الآية بالتثبت والتبين
******
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ"
***********
السخرية والاستهزاء
من مساوئ الأخلاق؛
والسخرية:
هي الاستهانة والتحقير،
والتنبيه على العُيوب والنَّقائِص
على وَجهٍ يُضحَك منه،
وقد يكون ذلك
بالمُحاكاة في القَولِ والفِعْل،
وقد يكون
بالإشارة والإيماء، والاستهزاء:
هو حَمْل الأقوال والأفعال على الهَزْل واللَّعِب لا على الجد والحقيقة.
نهى الله عز وجل
عن السخرية
فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ}،
وتَوَعَّد من
يهمز الناس ويلمزهم
فقال تعالى:
{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}،
ووصف من
يفعل ذلك بالجُرُم
فقال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ
وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ}،
ثم بَيَّن الله
حَسرتهم في الآخرة
فقال تعالى:
{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى
مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ
وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}.
*****
• عن أبي هريرة
قَالَ:
قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ:
لا تَحاسدُوا،
وَلا تناجشُوا،
وَلا تَباغَضُوا،
وَلا تَدابرُوا،
وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ،
وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا،
المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم:
لا يَظلِمُه،
وَلا يَحْقِرُهُ،
وَلا يَخْذُلُهُ،
التَّقْوَى هَاهُنا
(ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ)
بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ،
كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ:
دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ )
رواه مسلم.
******
وقد نزل قوله تعالى :
لا يسخر قوم من قوم ،
في ثابت بن قيس بن شماس
وكان في أذنه وقر
أي ثقل في السمع
وكان إذا دخل المسجد
تفسحوا له حتى يقعد
عند النبي
صلى الله عليه وسلم
ليسمع
ما يقول ،
فدخل المسجد يوماً
والناس قد فرغوا من الصلاة
وأخذوا أماكنهم في الجلوس
فجعل يتخطى رقاب الناس
ويقول :
تفسحوا تفسحوا ،
حتى انتهى إلى رجل
فقال له :
أصبت مجلساً فاجلس ،
فجلس ثابت بن قيس خلف ذلك الرجل مغضباً ،
فلما انجلت الظلمة
قال ثابت :
من هذا ؟
قال الرجل :
أنا فلان .
فقال ثابت :
ابن فلانة
فنكس الرجل رأسه حياءً وخجلاً ،
فنزلت هذه الآية الكريمة :
" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم " .
فقال ثابت بن قيس
لا أفخر على أحد في الحسب
بعدها أبداً . .
وقوله تعالى :
" ولا نساء من نساء " ،
نزل في نساء النبي
صلى الله عليه وسلم
فعن عكرمة
عن ابـن عباس
رضي الله تعالى عنهما :
أن صفية بنت حيي
أتت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فقالت :
إن النساء يعيرنني
ويقلن : يا يهودية بنت يهوديين ،
فقال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
هلاّ قلت
إن أبي هرون ،
وابن عمي موسى ،
وأن زوجي محمد ،
عليه الصلاة والسلام ،
فنزلت هذه الآية في حقها
وحق من عيّرها
وطعنها في نسبها
********
!!!!!!
"إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"
_______
لقد ابتلى بها كثير من الناس ،
فظنوا بالآخرين سوءاً
فوقعوا بالآثام
ولو أنهم اهتدوا بهدي
الله عز وجل لما ظنوا سوءاً
ولا تجسسوا
ولا تحسسوا
ولا اغتابوا ،
إذ للمؤمن عند الله حرمة ،
وأي حرمة
اسمعوا
ما ورد في حرمة المسلم
على لسان النبي الأمين
صلوات الله وسلامه عليه :
روى ابن ماجه عن
عبد الله بن عمر
رضي الله تعالى عنهما
قال :
رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم
يطوف بالكعبة
ويقول :
" ما أطيبك وأطيب ريحك ،
ما أعظمك وأعظم حرمتك ،
والذي نفس محمد بيده
لحرمة المؤمن
أعظم عند الله تعالى حرمة منك .
ماله ودمه .
وأن يظن به إلا خيراً " .
هذا مقام المؤمن عند الله سبحانه ،
ومنزلته الرفيعة عند الخالق الأعظم .
فليس لأحد من الخلق أن يحطّ من قدر هذا المؤمن ، فيظن به شراً وسوءاً ،
أو يتجسس عليه ويغتابه .
وظن السوء
خدش للعرض وهتك للحرمة ،
ونيل من الكرامة
لذا نهى الله تعالى عنه بهذه الآية الكريمة ،
وقد جعله الرسول
صلى الله عليه وسلم
أكذب الحديث ،
فقال :
" إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث " .
"وَلا تَجَسَّسُوا"
_____
إن من حق المسلم على المسلم ، ستر عوراته ، ومن ستر على مسلم ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة .
وفي الحديث الشريف
عن ابن عمر
رضي الله تعالى عنهما
قال :
صعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم المنبر
ونادى بصوت رفيع
حتى اسمع العواتق في خدورهن :
" يا معشر من آمن بلسانه
ولم يصل الإيمان إلى قلبه
لا تؤذوا المسلمين
ولا تتبعوا عوراتهم ،
فإن من تتبع عورة أخيه المسلم
تتبع الله عورته ،
ومن تتبع الله عورته
يوشك أن يفضحه ولو في جوف رحله" .
.
وقوله تعالى :
ولا تجسسوا أي على بعضكم بعضاً .
والتجسس غالباً يطلق في الشر ،
ومنه الجاسوس وهو الشرير .
وأما التحسس فيكون غالباً في الخير
كما قال عز وجل
اخباراً عن يعقوب عليه الصلاة والسلام
أنه قال :
" يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه
ولا تيأسوا من رَوْح الله
إنه لا ييأس من رَوْح الله
إلا القوم الكافرون " .
وقد يستعمل كل منهما في الشر
كما ثبت في الصحيح
أن رسول رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال:
ولا تجسسوا ولا تحسسوا
ولا تباغضوا
ولا تدابروا
وكونوا عباد الله إخواناً . . " .
وفي حديث
رسول الله
صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة
رضي الله تعالى عنه
قال :
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم
فقد حل لهم أن يفقأوا عينه " .
وقد نقل الشيخ محمد مصطفى المراغي في تفسيره لسورة الحجرات :
أن عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه
كان يعس بالمدينة
ويحرس الناس
ويكشف أهل الريبة منهم ،
فسمع صوت رجل في بيته يغني ،
فتسور عليه ،
ووجد عنده امرأة وخمراً
فقال عمر :
يا عدو الله !
أطننت أن الله يسترك وأنت على معصيته ،
فقال الرجل :
وأنت يا أمير المؤمنين
لا تعجل عليّ ،
إن كنت عصيت الله في واحدة ،
فقد عصيته أنت في ثلاث :
قال الله تعالى:
" لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم
حتى تستأنسوا
وتسلموا على أهليها " ،
وقد دخلت بغير إذني
فقال أمير المؤمنين
رضي الله تعالى عنه :
فهل عندك من خير إن عفوت عنك !
قال الرجل : نعم .
والله يا أمير المؤمنين لئن عفوت
لا أعود إلى مثلها أبداً ،
فعفا عنه عمر وتركه .
*********
فَمَنْ يُبَارِي أبَا حَفْصٍ وَسِيَرتِه
أوْ مَنْ ْيُحَاوِلُ للفَارُوقِ تَشْبِيهاً
***
يَوْمَ اشْتَهتْ زَوْجه الحَلْوَى فَقَالَ لَهَا
مِنْ أَيّنَ لِي ثَمِنِ الحَلْوىَ فَأَشْرِيها
***
مَا زَادَ عَنْ قُوتِنَا فالمُسْلمون بِه أوْلَى
فَقُومِي لبيّتِ المَالِ رُدْيها
***
كَذَاكَ أخْلاقُه كانَتْ ومَا عَهِدَت
بَعْد َالنّبُوةِ أخْلاقٌ تُحَاكِيها
***
عباد الله
____
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
*************
الحمد لله على إحسانه،
والشكر له على توفيقه وامتنانه،
وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه،
وأشهد أن نبينا محمدًا
عبده ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أما بعد
وأخيرا
"ولا يغتب بعضكم بعضا"
_____________
وتضمنت الآية الكريمة
نهي الله عز وجل عن الغيبة ،
وهي :
أن يذكر الإنسان أخاه المسلم في غيبته
بما يكره ،
سواء كان الذكر
صراحة
أو كتابة
أو إشارة
أو رمزاً .
وسواء كان ما اغتابه به متعلقاً
بدينه أو بدنياه ،
بخلقه أو خلقه ،
وسواء أكان متصلاً به أو بمن له به رابطة أو صلة ، من ولد أو زوجة أو أب وأم .
وقد نقل
الإمام القرطبي
رحمه الله تعالى
إجماع المسلمين على
أن الغيبة من الكبائر ،
وبعد أن صورها الله سبحانه
أبشع تصوير في آخر الآية ،
فلا يصح أن تعد في الصغائر .
ومن الغيبة ما هو
هين بسيط ،
كعيب الشخص في لباسه أو سيارته ،
وما أشبه ذلك مما لا يتصل بالدين والخلق ،
فإذا قيل أن أمثال هذه الغيبة من الصغائر
كان مقبولاً ،
أما ما يتعلق بالدين والخلق والعرض
فلا .
والغيبة محرّمة بالإجماع ،
ولا يستثنى من ذلك إلا في الجرح والتعديل والنصيحة ،
كقوله صلى الله عليه وسلم
لما استأذن عليه
الرجل الفاجر :
" ائذنوا له وبئس أخو العشيرة " .
وكقوله
صلى الله عليه وسلم
لفاطمة بنت قيس
رضي الله تعالى عنها
وقد خطبها معاوية
وأبو الجهم :
" أما معاوية فصعلوك ،
وأما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه " ،
وكذا ما جرى مجرى ذلك
وقد فسّر الشارع الحكيم الغيبة تفسيراً واضحاً ،
فقد جاء في الحديث
الذي رواه أبو داود
رحمه الله تعالى
عن أبي هريرة
رضي الله تعالى عنه قال :
قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟
قال
صلى الله عليه وسلم :
" ذكرك أخاك بما يكره " ،
قيل :
يا رسول الله أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟
قال
صلى الله عليه وسلم :
" إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،
وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " .
والبهتان كذب وزور ،
والغيبة إثم وفجور
وكلاهما شر وثبور .
**********
وقد ثبت في الصحيحين
عن ابن عباس
رضي الله عنهما
قال:
مرّ رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بقبرين
فقال:
انهما ليُعذبان وما يعذبان في كبير,
اما أحدهما
فكان لا يستبرىء من البول,
وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة.
************
*******
****
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث العظيم الذى رواه البخارى
عَنْ أَنَسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّ رَجُلًا
سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ،
فَقَالَ :
مَتَى السَّاعَةُ ؟ ،
قَالَ :
" وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ "
قَالَ :
لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقَالَ :
" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " .
قَالَ أَنَسٌ :
فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا
بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " ،
قَالَ أَنَسٌ :
فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ
وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ " .
فهل وصلتكم..؟
************
عباد الله:
إن الله تعالى قد أمرنا
بأمر بدأ فيه بنفسه
فقال سبحانه:
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
[الأحزاب: 56.
هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله وحده،
وما كان من خطأٍ، أو سهوٍ، أو نسيانٍ،
فمني ومن الشيطان،
وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه،
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ
وعلى آله وأصحابه
الأطهار الأخيار
ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
!!!!!!!!!!!
واللقاء297
أن سورة الحجرات
هي سورة الادب والاخلاق
وقفات مع سورة الحجرات
مسجد القدس بنزلة ويساعده
6/3/2020
::::::::::::::::::
الحمد لله رب العالمين،
الحمد لله
ولي المؤمنين
القائل في محكم التنزيل،
﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ
إِلَى النّورِ
وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ
أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ﴾
[البقرة: ٢٥٧]
وهم من وصفهم ربهم
فقال عنهم
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}
[يونس: 63].
علموا سبيلهم
وابصروا طريقهم
واستجابة لنداء ربهم
الذي ناداعليهم
قائلا
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
أَطِيعُواْ اللّهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ
فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى
اللّهِ وَالرَّسُولِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
[النساء: 59].
فلبوا المؤمنين النداء
واجابوا رب الأرض والسماء
قائلين،
{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ
أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا
وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}
[سورة آل عمران )
[ 193]
"""""""""
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في علاه
######
الذي يخلق
ما يشاء ويختار
وكل شيء بقدر ومقدار
ومن أعظم تقدير الواحد القهار
انه جعل الجنة
للمتقين الأطهار
فقال سبحانه
( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ
نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ
وَلَا فَسَادًا ۚ
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)
"""""""""
سبحانه
أخذ موسي
من امه ورعاه
وساقه
الي حجر عدوه ورباه
ثم جاد
عليه بالنعم وأعطاه
فمشي
في البحر وما ابتلت قدماه
ثم خرج
ليطلب نار لاهله
فشرفه ربه بالرسالة والنبوة
وناداه
(اننى انا الله لااله إلا أنا
فعبدني واقم الصلاة لذكري..)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
واشهد ان سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد عبده ورسوله
البشير النذير
والسراج المنير
###
نبي
اخرج البشرية من الشك الى اليقين
ومن الرياء الى الاخلاص
ومن العداوة الى الى المحبة
فصلي اللهم وسلم وبارك علي
خير البرية
ومعلم البشرية
محمدا ابن عبدالله،،
!؛:'!؛:'!؛:'!؛:'':؛!
ياربِّ صلِّ على النبيِّ المجتبى
ما غردتْ في الأيكِ
ساجعةُ الربا
ياربِّ صلِّ على النبي وآلهِ
ما أمتْ الزوارُ مسجدا يثربا
ياربِّ صلِّ على النبي وآلهِ
ما قال ذو كرمٍ لضيفٍ مرحبا
صلوا على منْ ظللته غمامةٌ
و الجذعُ حنَّ لهُ
وأفصحتِ الظبا
صلوا علي من تدخلون بهدية
دار السلام
وتبلغون المطلبا
صلوا على المختارِ
فهوَ شفيعكمْ
في يومِ يبعثُ
كلَّ طفلٍ أشيبا
صلي وسلم ذو الجلال عليك
مااحلاك
ذكرا في القلوب واعذبا
صلى وسلم ذو الجلال عليك
ما ازكاك في الرسل الكرام
واطيبا
يايه الراجون خير شفاعة
من احمد
صلوا عليه ما أعظما.
¢¢¢¢¢¢¢¢¢¢¢
ايه الاحبة لقائنا اليوم مع وقفات
من سورة الادب والاخلاق
مع
*سورة الحجرات*
سورة مليئة بالوصايا والآداب والأخلاق والتوجيهات التي نحتاجها جميعاً
الكبيرة منا والصغيرة،
المتعلمة والأمية،
الداعية وطالبة العلم
فالكل محتاج أن
يربي نفسه
ويسعى لإصلاحها وتهذيبها
وتكميلها وتزكيتها
تدور سورةالحجرات حول
الآداب
والمكارم
والأخلاق
تعالج كثير من السلوكيات التي
لاينبغي للمؤمن
الذي يؤمن بالله واليوم الآخر
أن يتصف بها
كالغيبة
والنميمة
والسخرية
واللمز
والتنابز
والتجسس
وسوء الظن
وكثرة الشائعات
والخصام
والهجر
ونحوها.. ِّ
فالسورة تعطيك قواعد في
التعامل
وقواعد في الآداب سواء كان
الأدب مع الله عز وجل
أوالأدب مع رسوله
أوالأدب مع النفس ومع الناس
فالسورة نزلت لتربي المسلمين
وتكملهم بالأخلاق.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عباد الله
تعالوا بنا اليوم لنطوف حول سورة من سور القرآن آياتها قليلة لكن احكامها كثيره
فيها الغيبة
وفيها النميمة
فيها أمر الله وأمر رسوله
فيها لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
فيها ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
فيها لا يسخر قوم من قوم
فيها ولا تجسسوا
فيها إن بعض الظن اثم
انها سورة الحجرات
وفيها
يقول تعالي
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
عباد الله
تبدأ السورة بنداء الكرامة وهو
الإيمان
هذا النداء المحبب للنفوس والمحرك للقلوب، يقول ابن عباس رضي الله عنهما
إذا سمعت الله تعالى
يقول
يأيها الذين آمنوا:
فأرعها سمعك
فإنه خير يؤمر به
أو شر ينهى عنه
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
ويقول عبد الله بن عباس :
(لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )
: أي :
“لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة”
فالله يأمرنا
قائلا سبحانه
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ
إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا
أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ
وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}
[ سورة الأحزاب 36]
أي:
لا ينبغي ولا يليق،
ممن اتصف بالإيمان
إلا الإسراع في مرضاة اللّه ورسوله،
والهرب
من سخط اللّه ورسوله،
وامتثال أمرهما،
واجتناب نهيهما
فيجب الطاعة والانقياد والتسليم
لحكم الله تعالى في كل الأمور،
قال تعالى:
(إنَّما كان قولَ المؤمنينَ
إذا دُعُوا إلى الله ورسولِهِ
لِيَحْكُمَ بينهم
أن يقولوا
سَمِعنا وأطَعنا
وأولئِكَ هم المفلِحونَ )
النور ٥١.
فالمؤمن مطالب
بعدم
تقديم رأيه على أوامر
الله ورسوله
في الكتاب والسنة،
فلا يقول
ولا يقضي في الدين ،
بخلاف ما تنص عليه الشريعة،
و يكون رأيه تبعاً لما جاء به النبي
صلى الله عليه وسلم،
وتكون محبته وولاؤه
لله ورسوله أقوى وأشد من محبته وولائه لنفسه وأهوائه ومصالحه،
وقد روى
أبو داود وغيره
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ
مُعَاذًا
إِلَى الْيَمَنِ
قَالَ
« كَيْفَ تَقْضِى إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ ».
قَالَ أَقْضِى بِكِتَابِ اللَّهِ.
قَالَ
« فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ».
قَالَ
فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم-.
قَالَ
« فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم-
وَلاَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ».
قَالَ
أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلاَ آلُو.
فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم-
صَدْرَهُ
وَقَالَ
« الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى وَفَّقَ
رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ
لِمَا يُرْضِى رَسُولَ اللَّهِ ».
وهؤلاء اصحاب
رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -
يسألهم عن اليوم الذي هم فيه،
والمكان الذي هم فيه،
وهم يعلمونه حق العلم،
فيتحرجون أن يجيبوا إلا بقولهم:
الله ورسوله أعلم.
خشية أن يكون في قولهم
تقدم بين يدي الله ورسوله!
جاء في حديث
أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي -
رضي الله عنه -
أن النبي -
صلى الله عليه وسلم -
سأل في حجة الوداع:
"أي شهر هذا ? "..
قلنا:
الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا
أنه سيسميه بغير اسمه
.فقال:
" أليس ذا الحجة ? "
قلنا بلى!
قال:
" أي بلد هذا ? "
قلنا:
الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.
فقال:
" أليس البلدة الحرام ? "
قلنا: بلى!
قال:
" فأي يوم هذا ? "
قلنا:
الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.
فقال:
أليس يوم النحر ?
قلنا بلى!
.. الخ.
فهذه صورة من الأدب،
ومن التحرج،
ومن التقوى،
التي انتهى إليها المسلمون بعد سماعهم
ذلك النداء،
وذلك التوجيه،
وتلك الإشارة إلى التقوى،
تقوى الله السميع العليم
!!!!!!!!!!!!!!!!!
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ"
___________
وكما يكون الأدب مع الله تعالى
يكون مع نبيه صلى الله عليه وسلم
ففي حياته يكون الأدب في الحديث والخطاب والتوقير في القلوب توقيراً ينعكس على نبراتهم وأصواتهم ويميز شخص الرسول
صلى الله عليه وسلم من بينهم،
والله عز وجل يدعوهم لذلك
ويحذرهم من مخالفته
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾
فأين نحن من تعظيمنا لسيدنا محمد ﷺ؟
******
قال
أحد الصالحين
واجب على كل مؤمن
متى ذكره،
أو ذكر عنده
أن يخضع،
ويخشع،
ويتوقَّر،
ويسكن من حركته،
ويأخذ في هيبته، وإجلاله بما كان يأخذ به نفسه
لو كان بين يديه،
ويتأدب بما أدبنا الله به.
*****
وروى بسنده عن
ابن حميد
قال:
ناظر
أبوجعفرٍ أميرُ المؤمنين
مالكًا
في مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
فقال له مالك:
يا أمير المؤمنين ،
لا ترفع صوتك في هذا المسجد
فإن الله تعالى
أدب قومًا
فقال:
( لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)
ومدح قومًا
فقال:
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ
الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى
لَهُمْ
مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
وذم قومًا
فقال:
(إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ
مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
وإن حرمته ميتًا كحرمته حيَّاً.
فاستكان لها أبو جعفر
وقال:
يا أبا عبد الله
أستقبل القبلة وأدعو
أم أستقبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟
فقال:
ولم تصرف وجهك عنه
وهو وسيلتك
ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى
يوم القيامة؟
بل استقبله،
واستشفع به،
فيشفعه الله،
قال الله تعالى:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُوا اللَّهَ
تَوَّابًا رَحِيمًا)
[ النساء: 64].
******
ولقد تربى جيل الصحابة
رضي الله عنهم على هذا الفهم الواعي
فكانوا قمة في الأدب والتأدب
مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
ومن ذلك ما جاء من حديث
أنس رضي الله عنه
قال:
لما نزلت هذه الآية
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ..﴾
كان
ثابت بن قيس بن الشماس
رضي الله عنه رفيع الصوت
فقال:
أنا الذي كنت أرفع صوتي على
رسول الله
أنا من أهل النار،
حبط عملي
وجلس في أهله حزيناً،
ففقده رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فانطلق بعض القوم إليه
فقالوا له:
تفقدك رسول الله مالك؟
قال أنا الذي
أرفع صوتي فوق النبي
واجهر له بالقول،
حبط عملي
أنا من أهل النار
فاتوا النبي
فاخبروه بما قال:
فقال
(لا بل هو من أهل الجنة)،
قال أنس
رضي الله عنه:
فكنا نراه يمشي بين أظهرنا
ونحن نعلم أنه من أهل الجنة )
رواه الإمام أحمد في مسنده.
*****
وقف عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
عند
جثمان النبي
الطاهر الندي
صلى الله عليه وسلم
بعد ارتحاله من عالم الفناء
إلى عالم البقاء
يخاطبه
قائلا،
(بأبي أنت وأمي يارسول الله)
لقد بلغ من فضيلتك عند الله
أن جعل طاعتك طاعته
فقال سبحانه
( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لقد بلغ من فضيلتك عنده
أن أخبرك بالعفو
قبل أن يخبرك بالذنب
فقال:
( عفا الله عنك لم أذنت لهم)!
بابي انت وامي يارسول الله
أن الله أرسلك
آخر الأنبياء
وذكرك أولهم
فقال سبحانه
( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ
وَمِنْك
َ وَمِنْ نُوحٍ
وَإِبْرَاهِيمَ
وَمُوسَى
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَم
َ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)
صدق الله العلى العظيم
بابي انت وامي يارسول الله
فلقد كنت تخطب في الناس على جذعة نخله
فلما كثر الناس
اتخذوا لك منبرا
فحن ذلك الجذع اليك!!!
حتى وضعت يدك الشريفه عليه…
فسكت
فأمتك اولى بالحنين اليك يارسول الله،
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لئن كان موسى بن عمران
أعطاه الله حجرا يتفجر منه الأنهار،
فما ذاك بأعجب
من أصابعك
حين نبع منها الماء،
صلى الله تعالى عليه وسلم.
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لئن كان الله اعطا سليمان بن داود
الريح،
غدوها شهر ورواحها شهر
فما ذاك بأعجب من البراق
حين سرت عليه إلى
السماء السابعة
ثم صليت الصبح من ليلتك بالأبطح
صلى الله تعالى عليك!
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لئن كان عيسى بن مريم
أعطاه الله تعالى إحياء الموتى،
فما ذاك بأعجب من الشاة المسمومة
حين كلمتك
فقالت
لا تأكلني فإني مسمومة!
صلى الله تعالى عليك.
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لقد دعا نوح على قومه
فقال
"رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا"
ولو دعوت علينا لهلكنا اجمعين.
فلقد وطئ ظهرك
وأدمي وجهك
وكسرت رباعيتك،
فأبيت أن تقول
إلا خيرا،
وقلت يارسول الله
اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون.
بأبي أنت وأمي يارسول الله،
لقد اتبعك في قلة سنينك وقصر عمرك
ما لم يتبع نوحا في كثرة وطول عمره،
فلقد آمن بك الكثير
وما آمن معه إلا قليل.
أنه رسول الله ياساده
انه حبيب الله ياساده
انه الشفيع لنا جميعا يوم الورود
حتي وان كنا مذنبين وعصاه
◆◆◆
والله ما في الخلــق مثل محمدا
في الفضل والجود والأحسان..
***
فهو النبي الهاشمـي المصطفى
من خيرة الأنساب من عدنان..
***
لو حاول الشعراء وصف محمد
وأتـو بأشعار مـن الأوزان..
***
ماذا يقـول الواصفـون لأحمد
بعد الـذي جاء في القـرآن..
*******
هذا رسول الله
•••••••••••••
إمام المرسلين فداك روحي
وأرواح الأئمة والدعاة
رسول العالمين فداك عرضي
وأعراض الأحبة والتقاة
ويا تاج التقى تفديك نفسي
ونفس أولي الرئاسة والولاة
فعرضك عرضنا ورؤاك فينا
بمنزلة الشهادة والصلاة
ولو سفكت دمانا ودماء ابنائنا وأزواجنا
ما قضينا وفاءك والحقوق الواجبات
،،،،،،،
●●●●●●
والتأدب مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بعد وفاته يكون في احترام شريعته وعدم تقديم العقل عليها والاعتزاز بها والعمل بموجبها والدعوة لها.
ولقد وعى المسلمون
هذا الأدب الرفيع
وتجاوزوا به كل أستاذ وعالم جليل
لا يزعجونه حتى يخرج إليهم
ولا يقتحمون عليه حتى يدعوهم،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"}
!!!!!!!!!!!!!!!
قال صلي الله عليه وسلم.
{{والذي نفسي بيده
لن تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا
ولن تؤمنوا حتي تحابوا
أولا أدلكم علي شئ إذا فعلتموه تحاببتم .أفشوا السلام بينكم.}}
ظن كثير من الناس ان إفشاء السلام
هو إلقاء تحيه الإسلام فحسب
وهذا فهم قاصر.
ولكن إفشاء السلام المقصود
هو أَنْ يُسَلِّمَ كُلُّ النَّاسِ مِنْك
فَلَا يُرِي صَدِيقِك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وَلَا يُرِي جَارِك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وَلَا يُرِي وَالِدَيْك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وَلَا تُرِي زَوَّجْتُك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وَلَا يُرِي أَوْلَادَك مِنْكَ إِلَّا السَّلَامَ .
وهكذا حتي لا يري منك كل الناس
إلا السلام.
ثم تأتي تحيه الاسلام علي الناس مكمله لكل هذا.
حينها نكون قد عم السلام فينا
فينتج عن ذلك
الحب في الله
لنستحق الإيمان
الذي به ندخل الجنه.
@@@@@@@@@@@
الجنة لم اعلا
المحبة
في ذات الرحمن.
روى أبو داود عن
عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وأرضاه
انه قال:
قال
النبي
صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا
مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ
وَلَا شُهَدَاءَ
يَغْبِطُهُمُ
الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ
مِنَ اللَّهِ تَعَالَى».
فقالوا:
يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
تخبرنا من هم؟
قال:
«هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا ِبرُوحِ اللَّهِ
عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بِيْنَهُمْ
وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطُونَهَا،
فَوَاللَّهِ
إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ،
وِإِنَّهُمْ عَلَى منابر من نُورٍ،
لَا يَخَافُونَ
إِذَا خَافَ النَّاسُ،
وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ».
ثم قرأ
صلى الله عليه وسلم:
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
[يونس:62].
***
ولقد جاء
بالحديث القدسي
الذي رواه الإمام أحمد
عن معاذ بن جبل
رضي الله عنه
قال:
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
«قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
حَقَّتْ
وفي رواية
وَجَبَتْ
مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ،
وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ،
وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ،
وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ».
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومن أجل واعلا معاني المحبة والأخوة
ان تكون سندا وعونا
لاخيك المسلم
روى مسلم
عن أبي هريرة
رضي الله عنه وأرضاه
قال:
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا
نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ
يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
فالجزاء من جنس العمل،
أخرج الطبراني، والبيهقي، والحاكم،
وقال: صحيح.
عن ابن عباس
رضي الله عنهما
أنه كان معتكف، في مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
وأمر الاعتكاف أمر هام جدًا،
وأمر خطير جدًا،
والمؤمن لا يخرج من الاعتكاف إلا لضرورة شديدة.
فآتاه رجل،
فسلم عليه،
ثم جلس،
فقال له ابن عباس -
الرجل قاعد جنب ابن عباس،
لم يتكلم، لكن شكله مكتئب جدًا،
شكله حزين-،
فقال له ابن عباس رضي الله عنهما:
يا فلان
مالي أراك حزينًا.
قال:
نعم يا ابن عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ان لفلان علي حق،
وحان أجله،
وليس معي ما يقضيه.
فقال له ابن عباس
رضي الله عنهما:
إن أحببت أن أكلمه لك.
ولم يكن معه مال ليساعده بالإنفاق،
ولكن أكلم الرجل ليصبر عليك،
فقال الرجل:
نعم.
فخرج
ابن عباس رضي الله عنهما من اعتكافه ليقضي حاجة الرجل،
فقال الرجل:
أنسيت ما كنت فيه؟
فقال ابن عباس
رضي الله عنهما:
سمعت صاحب هذا القبر،
الكلام والعهد به قريب،
فدمعت عين ابن عباس
رضي الله عنهما فدمعت عيناه
وهو يقول،
وهذا الكلام للرسول
صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ،
وَبَلَغَ فِيهَا
"أي قضاها"
كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنْ اعْتِكَافِ
عَشْرِ سِنِينَ».
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وأعظم معاني ومثالا في الإخوة
موقف عثمان
تجاه اخوانه واهله
في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في عام القحط
ذكر ابن عباس
رضي الله عنها
أن الناس قحطوا
في زمان أبي بكر،
وفي هذا الوقت جاءت قافلة
لعثمان بن عفان
رضي الله عنه وأرضاه
إلى المدينة المنورة،
جاءت هذه القافلة
فتسارع التجار لشراء هذه القافلة الكبيرة، فسألهم عثمان:
كم تربحوني؟
قالوا:
العشرة اثني عشر.
قال:
قد زادني على هذا الربح.
قالوا:
فالعشرة خمسة عشر.
وهذا ربح ضخم جدًا،
أمام كل عشرة دراهم سيكون المكسب خمسة درهم،
قال:
قد زادني.
قالوا:
من الذي زادك ونحن تجار المدينة؟
قال:
الله عز وجل زادني بكل درهم عشرة،
فهل لديكم أنتم المزيد.
ثم قال:
اللهم إني وهبتها فقراء المدينة.
بلا ثمن،
وبلا حساب
تبرع بكل القافلة الضخمة إلى فقراء المدينة.
يقول ابن عباس
فنمت من ليلتي
فرأيت رسول الله في رؤيتي
وكان حديث عهد بالموت
رأيته علي فرس في الجنة مسرعة
فقلت الي اين يارسول الله
والله اني اليك مشتاق
فقال يابن عباس
اني اسرع لتجهيز عروس عثمان من الحور العين
جزاء صدقته اليوم علي فقراء المسلمين ومساكينهم
وايتامهم.
،،،،،،،،،،،،،،،،
وفي الحديث الذي رواه
البخاري ومسلم
عن أبي هريرة
رضي الله عنه،
يقول:
قال
رسول الله
صلى الله عليه وسلم
«السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلِةِ وَالْمِسْكِينِ
كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
أَوْ كَالَّذِي
يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ».
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومن أجل وأعظم
معاني الإخوة هي
الإيثار والكرم
وخاصة عند الحاجة.
الحديث الذي رواه
البخاري ومسلم
عن أبي هريرة
رضي الله عنه وأرضاه
قال:
آتى رجل رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
والرجل لا يعرفه الرسول
صلى الله عليه وسلم،
فقال:
يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أصابني الجهد.
بلغ به الجوع مبلغًا حتى أصابه الجهد، فأرسل
صلى الله عليه وسلم
إلى نسائه
فلم يجد عندهن شيئًا،
فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
والرسول، لم ينسى القضية
فهو يشعر بأخوة حقيقية له
مع أنه لم يره من قبل،
قال:
«أَلَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ».
فقام رجل من الأنصار،
فقال:
أنا يا رسول الله.
فذهب إلى أهله،
فقال لامراته:
ضيف رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لا تدخري شيئًا.
قالت:
والله ما عندي
إلا قوت الصبية.
قال:
فإذا أرادت الصبية العشاء
فنوميهم،
فأطفئ السراج
وأريه أنّا نأكل،
ونطوي بطوننا الليلة.
ففعلت،
ثم غدى الرجل على
رسول الله
صلى الله عليه وسلم
اليوم الثاني،
فقال له الرسول
صلى الله عليه وسلم
وهذا الكلام في البخاري:
«لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ مَنْ
صَنِيعِكُمَا بَضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ».
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
"ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"
______
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾
وخصص الفاسق –
لأن المسلم
لا يكذب
ولا يجوز في حقه أن يكون مصدر معلوماته ومنطلقات حكمه الصحف والمجلات والفضائيات التي ثبت الفسوق والفجور والعصيان،
حتى إن بعضها يقلب المفاهيم
ويطمس الحقائق
ويشوه الفضيلة
ويزين الرزيلة
ويهاجم الشريعة،
وصدق الله العظيم بقوله
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾
إنه ندم يصيب المؤمن في الدنيا
إذا اكتشف الحقيقة
وردت قصة نبأ الفاسق
في الآيتين 6 -8 من سورة الحجرات
بقوله تعالى
يا أيها الذي آمنوا انْ جاءَكم فاسقٌ بنبأ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين *
.
هذه الآيات الكريمات قد نزلت في
الوليد بن عقبة
رضي الله عنه
وذلك بعد عام من انتصار النبي
صلى الله عليه وسلم
على بني المصطلق ,
وقد بني النبي
صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين السيدة - جويرية بنت الحارث -
رضي الله عنها ابنة زعيم وسيد بني المصطلق, وكان بني المصطلق
قد أعلنوا اسلامهم عن بكرة أبيهم,
ودخلوا في دين الله,
ودخلوا تحت راية سيد المرسلين
صلوات ربي وسلامه عليه.
فلما دار الحول
دورته على تلك الغزوة,
أرسل النبي
صلى الله عليه وسلم
الوليد بن عقبة
رضي الله عنه
ليأخذ صدقات أموالهم
ويردُّها على فقراءهم ,
ووصاه النبي صلى الله عليه وسلم
خيرا ودعا له.
مضى الوليد بن عقبة
رضي الله عنه
في طريقه الى بني المصطلق
على رأس نفر من المسلمين ,
وفي احدى الليالي ,
وبينما هو رضي الله عنه
في خيمته لم ينم
لأنه تذكر
العداوة بينه وبين بني المصطلق
فشعر ببعض الخوف في نفسه
فقال لنفسه
ان ذهبت اليهم
قتلوني وثأروا مني,
وقال في نفسه
مالي ولهذه المهمة,
الأولى بي أن أرجع من مكاني ,
وفي الصبح كرّ راجعا من حيث أتى
دون أن يُكمل طريقه اليهم,
ولما رجع
الوليد بن عقبة
رضي الله عنه الى المدينة
أخبر النبي
صلى الله عليه وسلم
بما أخبر به أصحابه
بانّ بني المصطلق
قد ارتدوا عن الاسلام
وكادوا أن يفتكوا به وبأصحابه,
فغضب النبي
صلى الله عليه وسلم
غضبا شديدا
وأعطى أوامره وتوجيهاته
بالاستعداد لغزو
بني المصطلق
نتيجة ارتدادهم عن دينهم
كما ادّعى الوليد
كذبا وزوراُ وبهتانا,
وكادت أن تقع حربا ضروساً
بين فئتين مؤمنتين
لولا رحمة الله بعباده
حين وصل
نبأ هذا الفاسق
لبني المصطلق
وأنّ ما نقله زورا وبهتانا وافكا,
فشكلوا على جناح السرعة
وفدا من كبارهم واشرافهم
الى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فاستقبلهم النبي
صلى الله عليه وسلم
وهو في أشدّ الغضب عليهم,
فقالوا:
يا رسول الله !
حنانيك ورضاك,
فنحن على غير ما وصلك عنّا,
لقد كنا قد سمعنا برسولك قادم الينا,
فخرجنا بجموعنا اليه لنكرمه ونستقبله,
ونُؤدي اليه ما عندنا من الصدقة,
وما يتوجّب علينا من الزكاة,
ولا ندري لماذا كرّ راجعاً,
ثم بلغنا أنه قد زعم اليك
أننا خرجنا اليه لنقتله ومن معه,
وأنا قد ارتددنا عن الاسلام,
وامتنعنا عن آداء الزكاة,
فوالذي بعثك بالحق ما حدث شيء
من ذلك أبداً
و ما كفرنا بالله منذ ان آمنا,
ولا انسلخنا عن الاسلام منذ دخلنا فيه.
ذُهل النبي
صلى الله عليه وسلم
وهو يسمع منهم ما يقولون,
فتوقف عليه الصلاة والسلام
عن الفصل في الموضوع,
لا يُصدّق
ولا يُكذّبُ,
لا الى الوليد وخبره يميل,
ولا الى بني المصطلق يميلُ ,
حتى يتبيّنُ له الحق....
وينزل قول الحق تبارك وتعالى
بقوله:
"يا أيها الذي آمنوا انْ جاءَكم فاسقٌ بنبأ
فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة
فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين"
ومع نزول هذه الآية الكريمة
وما بعدها
جاء الحق وزهق الباطل,
واستبشر وفد بني المصطلق
بحكم الله تبارك وتعالى,
وبآياته الكريمة تنزل فيهم,
فقبل النبي
صلى الله عليه وسلم
مقالتهم
وأكرم وفادتهم,
وافتضح أمر الوليد
رضي الله عنه,
فأبدى عذره وندمه ورجوعه الى الحق ,
وانابته الى الصراط المستقيم ,
فقبل منه رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وعفا عنه
والفساق والكذابون في كل زمان وأوان يملأون الأرض .
فعلى المرء أن يتثبت ، ويتأنى .
ولا يتعجل بالحكم على أحد ، وقد أمره الله بهذه الآية بالتثبت والتبين
******
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ"
***********
السخرية والاستهزاء
من مساوئ الأخلاق؛
والسخرية:
هي الاستهانة والتحقير،
والتنبيه على العُيوب والنَّقائِص
على وَجهٍ يُضحَك منه،
وقد يكون ذلك
بالمُحاكاة في القَولِ والفِعْل،
وقد يكون
بالإشارة والإيماء، والاستهزاء:
هو حَمْل الأقوال والأفعال على الهَزْل واللَّعِب لا على الجد والحقيقة.
نهى الله عز وجل
عن السخرية
فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ}،
وتَوَعَّد من
يهمز الناس ويلمزهم
فقال تعالى:
{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}،
ووصف من
يفعل ذلك بالجُرُم
فقال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ
وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ}،
ثم بَيَّن الله
حَسرتهم في الآخرة
فقال تعالى:
{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى
مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ
وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}.
*****
• عن أبي هريرة
قَالَ:
قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ:
لا تَحاسدُوا،
وَلا تناجشُوا،
وَلا تَباغَضُوا،
وَلا تَدابرُوا،
وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ،
وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا،
المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم:
لا يَظلِمُه،
وَلا يَحْقِرُهُ،
وَلا يَخْذُلُهُ،
التَّقْوَى هَاهُنا
(ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ)
بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ،
كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ:
دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ )
رواه مسلم.
******
وقد نزل قوله تعالى :
لا يسخر قوم من قوم ،
في ثابت بن قيس بن شماس
وكان في أذنه وقر
أي ثقل في السمع
وكان إذا دخل المسجد
تفسحوا له حتى يقعد
عند النبي
صلى الله عليه وسلم
ليسمع
ما يقول ،
فدخل المسجد يوماً
والناس قد فرغوا من الصلاة
وأخذوا أماكنهم في الجلوس
فجعل يتخطى رقاب الناس
ويقول :
تفسحوا تفسحوا ،
حتى انتهى إلى رجل
فقال له :
أصبت مجلساً فاجلس ،
فجلس ثابت بن قيس خلف ذلك الرجل مغضباً ،
فلما انجلت الظلمة
قال ثابت :
من هذا ؟
قال الرجل :
أنا فلان .
فقال ثابت :
ابن فلانة
فنكس الرجل رأسه حياءً وخجلاً ،
فنزلت هذه الآية الكريمة :
" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم " .
فقال ثابت بن قيس
لا أفخر على أحد في الحسب
بعدها أبداً . .
وقوله تعالى :
" ولا نساء من نساء " ،
نزل في نساء النبي
صلى الله عليه وسلم
فعن عكرمة
عن ابـن عباس
رضي الله تعالى عنهما :
أن صفية بنت حيي
أتت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فقالت :
إن النساء يعيرنني
ويقلن : يا يهودية بنت يهوديين ،
فقال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
هلاّ قلت
إن أبي هرون ،
وابن عمي موسى ،
وأن زوجي محمد ،
عليه الصلاة والسلام ،
فنزلت هذه الآية في حقها
وحق من عيّرها
وطعنها في نسبها
********
!!!!!!
"إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"
_______
لقد ابتلى بها كثير من الناس ،
فظنوا بالآخرين سوءاً
فوقعوا بالآثام
ولو أنهم اهتدوا بهدي
الله عز وجل لما ظنوا سوءاً
ولا تجسسوا
ولا تحسسوا
ولا اغتابوا ،
إذ للمؤمن عند الله حرمة ،
وأي حرمة
اسمعوا
ما ورد في حرمة المسلم
على لسان النبي الأمين
صلوات الله وسلامه عليه :
روى ابن ماجه عن
عبد الله بن عمر
رضي الله تعالى عنهما
قال :
رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم
يطوف بالكعبة
ويقول :
" ما أطيبك وأطيب ريحك ،
ما أعظمك وأعظم حرمتك ،
والذي نفس محمد بيده
لحرمة المؤمن
أعظم عند الله تعالى حرمة منك .
ماله ودمه .
وأن يظن به إلا خيراً " .
هذا مقام المؤمن عند الله سبحانه ،
ومنزلته الرفيعة عند الخالق الأعظم .
فليس لأحد من الخلق أن يحطّ من قدر هذا المؤمن ، فيظن به شراً وسوءاً ،
أو يتجسس عليه ويغتابه .
وظن السوء
خدش للعرض وهتك للحرمة ،
ونيل من الكرامة
لذا نهى الله تعالى عنه بهذه الآية الكريمة ،
وقد جعله الرسول
صلى الله عليه وسلم
أكذب الحديث ،
فقال :
" إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث " .
"وَلا تَجَسَّسُوا"
_____
إن من حق المسلم على المسلم ، ستر عوراته ، ومن ستر على مسلم ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة .
وفي الحديث الشريف
عن ابن عمر
رضي الله تعالى عنهما
قال :
صعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم المنبر
ونادى بصوت رفيع
حتى اسمع العواتق في خدورهن :
" يا معشر من آمن بلسانه
ولم يصل الإيمان إلى قلبه
لا تؤذوا المسلمين
ولا تتبعوا عوراتهم ،
فإن من تتبع عورة أخيه المسلم
تتبع الله عورته ،
ومن تتبع الله عورته
يوشك أن يفضحه ولو في جوف رحله" .
.
وقوله تعالى :
ولا تجسسوا أي على بعضكم بعضاً .
والتجسس غالباً يطلق في الشر ،
ومنه الجاسوس وهو الشرير .
وأما التحسس فيكون غالباً في الخير
كما قال عز وجل
اخباراً عن يعقوب عليه الصلاة والسلام
أنه قال :
" يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه
ولا تيأسوا من رَوْح الله
إنه لا ييأس من رَوْح الله
إلا القوم الكافرون " .
وقد يستعمل كل منهما في الشر
كما ثبت في الصحيح
أن رسول رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال:
ولا تجسسوا ولا تحسسوا
ولا تباغضوا
ولا تدابروا
وكونوا عباد الله إخواناً . . " .
وفي حديث
رسول الله
صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة
رضي الله تعالى عنه
قال :
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم
فقد حل لهم أن يفقأوا عينه " .
وقد نقل الشيخ محمد مصطفى المراغي في تفسيره لسورة الحجرات :
أن عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه
كان يعس بالمدينة
ويحرس الناس
ويكشف أهل الريبة منهم ،
فسمع صوت رجل في بيته يغني ،
فتسور عليه ،
ووجد عنده امرأة وخمراً
فقال عمر :
يا عدو الله !
أطننت أن الله يسترك وأنت على معصيته ،
فقال الرجل :
وأنت يا أمير المؤمنين
لا تعجل عليّ ،
إن كنت عصيت الله في واحدة ،
فقد عصيته أنت في ثلاث :
قال الله تعالى:
" لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم
حتى تستأنسوا
وتسلموا على أهليها " ،
وقد دخلت بغير إذني
فقال أمير المؤمنين
رضي الله تعالى عنه :
فهل عندك من خير إن عفوت عنك !
قال الرجل : نعم .
والله يا أمير المؤمنين لئن عفوت
لا أعود إلى مثلها أبداً ،
فعفا عنه عمر وتركه .
*********
فَمَنْ يُبَارِي أبَا حَفْصٍ وَسِيَرتِه
أوْ مَنْ ْيُحَاوِلُ للفَارُوقِ تَشْبِيهاً
***
يَوْمَ اشْتَهتْ زَوْجه الحَلْوَى فَقَالَ لَهَا
مِنْ أَيّنَ لِي ثَمِنِ الحَلْوىَ فَأَشْرِيها
***
مَا زَادَ عَنْ قُوتِنَا فالمُسْلمون بِه أوْلَى
فَقُومِي لبيّتِ المَالِ رُدْيها
***
كَذَاكَ أخْلاقُه كانَتْ ومَا عَهِدَت
بَعْد َالنّبُوةِ أخْلاقٌ تُحَاكِيها
***
عباد الله
____
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
*************
الحمد لله على إحسانه،
والشكر له على توفيقه وامتنانه،
وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه،
وأشهد أن نبينا محمدًا
عبده ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أما بعد
وأخيرا
"ولا يغتب بعضكم بعضا"
_____________
وتضمنت الآية الكريمة
نهي الله عز وجل عن الغيبة ،
وهي :
أن يذكر الإنسان أخاه المسلم في غيبته
بما يكره ،
سواء كان الذكر
صراحة
أو كتابة
أو إشارة
أو رمزاً .
وسواء كان ما اغتابه به متعلقاً
بدينه أو بدنياه ،
بخلقه أو خلقه ،
وسواء أكان متصلاً به أو بمن له به رابطة أو صلة ، من ولد أو زوجة أو أب وأم .
وقد نقل
الإمام القرطبي
رحمه الله تعالى
إجماع المسلمين على
أن الغيبة من الكبائر ،
وبعد أن صورها الله سبحانه
أبشع تصوير في آخر الآية ،
فلا يصح أن تعد في الصغائر .
ومن الغيبة ما هو
هين بسيط ،
كعيب الشخص في لباسه أو سيارته ،
وما أشبه ذلك مما لا يتصل بالدين والخلق ،
فإذا قيل أن أمثال هذه الغيبة من الصغائر
كان مقبولاً ،
أما ما يتعلق بالدين والخلق والعرض
فلا .
والغيبة محرّمة بالإجماع ،
ولا يستثنى من ذلك إلا في الجرح والتعديل والنصيحة ،
كقوله صلى الله عليه وسلم
لما استأذن عليه
الرجل الفاجر :
" ائذنوا له وبئس أخو العشيرة " .
وكقوله
صلى الله عليه وسلم
لفاطمة بنت قيس
رضي الله تعالى عنها
وقد خطبها معاوية
وأبو الجهم :
" أما معاوية فصعلوك ،
وأما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه " ،
وكذا ما جرى مجرى ذلك
وقد فسّر الشارع الحكيم الغيبة تفسيراً واضحاً ،
فقد جاء في الحديث
الذي رواه أبو داود
رحمه الله تعالى
عن أبي هريرة
رضي الله تعالى عنه قال :
قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟
قال
صلى الله عليه وسلم :
" ذكرك أخاك بما يكره " ،
قيل :
يا رسول الله أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟
قال
صلى الله عليه وسلم :
" إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،
وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " .
والبهتان كذب وزور ،
والغيبة إثم وفجور
وكلاهما شر وثبور .
**********
وقد ثبت في الصحيحين
عن ابن عباس
رضي الله عنهما
قال:
مرّ رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بقبرين
فقال:
انهما ليُعذبان وما يعذبان في كبير,
اما أحدهما
فكان لا يستبرىء من البول,
وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة.
************
*******
****
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث العظيم الذى رواه البخارى
عَنْ أَنَسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّ رَجُلًا
سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ،
فَقَالَ :
مَتَى السَّاعَةُ ؟ ،
قَالَ :
" وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ "
قَالَ :
لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقَالَ :
" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " .
قَالَ أَنَسٌ :
فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا
بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " ،
قَالَ أَنَسٌ :
فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ
وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ " .
فهل وصلتكم..؟
************
عباد الله:
إن الله تعالى قد أمرنا
بأمر بدأ فيه بنفسه
فقال سبحانه:
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
[الأحزاب: 56.
هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله وحده،
وما كان من خطأٍ، أو سهوٍ، أو نسيانٍ،
فمني ومن الشيطان،
وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه،
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ
وعلى آله وأصحابه
الأطهار الأخيار
ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
!!!!!!!!!!!
الشيخ حسنى شتيوى- Admin
- عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
مواضيع مماثلة
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء 292 ان الهمة طريق القمة ابو هريرة المواسير ان شاء الله 30/1/2020 والتقي 7/2/2020 ان شاء الله
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الإسلام سماحة تسامح واللقاء9 28 التقي ان شاء الله 10/1/2020 إن شاء الله
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم سماحة الاسلام واللقاء 290 التقي ان شاء الله 17/1/2020
» علمني رسول الله ♦ هذا النبع الصافي الا وهو هدي الحبيب وفعل الحبيب (ص) .. فأين الواردون ؟ واللقاء 219 التقي 9/11/2018 ان شاء الله. وعباد الرحمن شارع المواسير 20/2/2020 أن شاء الله ♦
» علمني رسول الله ان الله مع المتقين واللقاء 288 التقي ان شاء الله 3/1/2020
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الإسلام سماحة تسامح واللقاء9 28 التقي ان شاء الله 10/1/2020 إن شاء الله
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم سماحة الاسلام واللقاء 290 التقي ان شاء الله 17/1/2020
» علمني رسول الله ♦ هذا النبع الصافي الا وهو هدي الحبيب وفعل الحبيب (ص) .. فأين الواردون ؟ واللقاء 219 التقي 9/11/2018 ان شاء الله. وعباد الرحمن شارع المواسير 20/2/2020 أن شاء الله ♦
» علمني رسول الله ان الله مع المتقين واللقاء 288 التقي ان شاء الله 3/1/2020
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى