علمني رسول الله ان الثبات علي الدين دليلا الإيمان واللقاء 255 التقي ان شاء الله اول جمعة من شوال 1440 2019
صفحة 1 من اصل 1
علمني رسول الله ان الثبات علي الدين دليلا الإيمان واللقاء 255 التقي ان شاء الله اول جمعة من شوال 1440 2019
علمني رسول الله
ان الثبات علي الدين
دليلا الإيمان
واللقاء 255
التقي ان شاء الله
اول جمعة من شوال 1440
2019
■■■■■■■
الحمد لله
•••••••••••••
ذو العرش المجيد ،
والبطش الشديد ,
الفعال لمايريد ،
المنتقم
ممن عصاه بنار
تلظى
قعرها بعيد
وحرصها شديد
وطعامها
الحميم والصديد ،
ومكرم
من أطاعه واتقاه
بجنات
لا ينفذ نعيمها
ولا يغيب ،
فسبحان سبحانه
سبحان
الذي
قسم خلقه قسمين
وجعلهم
فريقين
فمنهم
شقي وسعيد
[ َمنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ
وَمَنْ أَسَاء
فَعَلَيْهَا
وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ]
[فصلت : 46]
ونشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له،
••••••••••••••••••••••••
الواحد الأحد ،
القيوم الصمد ،
الذي
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ، ،
فهو الرحمن الرحيم
الذي لا مغيث غيره ،
ولا مجير غيره ،
ولا معين غيره ,
و لا ناصر غيره ,
ولا مفرج همومنا وكروبنا إلاهو ،
فإذا
أصابك همٌ فقل يا الله ،
وإذا أصابك حزنٌ فقل يا الله ،
وإذا واجهتك عقبات الدنيا ومشاكلها
فقل يا الله ،
وإذا اجتمعت عليك الدنيا بأسرها
فقل الله ،
فإنه لا مفرج لكل ذلك
إلا الله
الشمس البـدر مـن آيـات قدرته
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
والبر والبحر فيض من عطاياه
الطير سبحــــه الوحــش مجده
والموج كبره الحــوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصـم قدسه
والنحل يهتف له حمداً في خلاياه
والناس يعصونه جهـــرا فيسترهم
والعبد ينســى
وربـى ليس ينساه
•••••••••••
وأشهد أن
محمد رسول الله
النبي المصطفى والرسول المجتبى
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
الرحمة المهداة
والنعمة المسداة ،
صاحب المقام المحمود
والحوض المورود
والشفاعة العظمى ،
سيد
الأولين والأخرين على الله ولا فخر ،
يا مصطفى
و لأنت ساكن مهجتي
روحي فداك و كل ما ملكت يدي
إني وقفت لنصر دينك همتي
وسعادتي أني بغيرك لا أقتدي
لك معجزات
باهرات جمة
وأجلها القرآن خير مؤيدي
ما حرفت
أو غيرت
اوبدلت كلماته
شلت يد الجاني وشاه المعتدي
أنا المحب و مهجتي لا تنثني
عن وجدها وغرامها
بمحمد
قد لامني فيه الكافور
و لو درى معني الإيمانية به
لكان مساعدي
فيا رب صلي
على الحبيب محمد واجعله
شافعنا لنا
بفضلك في غد
اللهم صلي عليه وسلم على أله
وأصحابه الطيبين الأبرار
الذين كانوا فيما بينهم رحماء
فرضى عنهم
رب الأرض والسموات
وعن
التابعين وتابعيهم بإحسان
إلي يوم الدين..
اوصيكم ونفسي بتقوى الله
قال تعالى
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ]
[آلعمران : 102]
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراًوَنِسَاء وَاتَّقُواْ
اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً]
[النساء : 1]
[يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوارَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ
شَيْءٌ عَظِيمٌ]
[الحج : 1]
[وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ
وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ]
[البقرة : 281]
[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاًسَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْاللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ]
[الأحزاب : 70 ، 71] .
أما بعد
فإن
أصدق الحديث كلام الله
وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثة ،
وكل بدعة ضلالة ،
وكل ضلالة في النار،
معاشر
من وحد الواحد القهار.
●●●
إذا مـــــا خلوت الدهر يـوما*** فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيبُ
ولا تـحسـبنّ الله يـغـفل سـاعـة***ولا أن ما تـخفـيه عـليه يـغـيبُ
●●●●●
عندما تمر أيام من رمضان
نقول رمضان قارب على الرحيل ،
وننسى أننا نحن من قارب على الرحيل
فرمضان إن رحل سيعود ويعيشه من كتب له العيش إلى رمضان آخر
ولكن نحن إن رحلنا فليس لنا عودة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
اللهم تقبل منا ما مضى
وبارك لنا فيما بقي
واغفر لنا تقصيرنا
●●●
لا تحزنوا على وداعه،،
بل احمدوا الله أن بلغكم إياه،،
وافرحوا وكبروا الله أن هداكم لصيامه وقيامه...
لا تودعوه ،،
بل اصطحبوه إلى باقي عامكم...
"رمضان" ليس شهراً
بل أسلوب حياة وبداية التغيير..
لا تودعوه ،،
بل افسحوا له المجال ليحيا معكم وتحيوا به طوال العام..
الصوم لا ينتهي ،
القرآن لايهجر..
والمسجد لا يترك ..
"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "
●●●●
ايه الاحبة
عودة لذ بدأ
الموعظة قبل التذكرة
وموعظة اليوم
وقفة مع ايه
والوقوف مع قول الله تعالى
" قُلْ إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾
لاَ شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"
•••••••••••○○○•••••••••••
قال أحد الصالحين
يوما
ومما زادني شرفا وتيها
وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي،
وأن أرسلت أحمد لي نبيا..
ايها الاحبة
عندما
أشاهد نفسي
ضمن تلك
الخارطة الكونية
التي لا يجاوز إدراكنا لها
قطرة في بحرٍ لجيّ،
وأرى
ضألتي وضعفي
في هذا الكون العتيد،
يلهج لساني
بالمحامد والتسبيح،
فقد اختارني الله من بين خلقه
ليسخر لي الكون كل الكون.
///////\\\\\\\
سبحانه،
من أجلي انا
خلق الشمس والقمر دائبين..
ومن أجلي انا
أنزل غيث السماء وأخرج نبات الأرض..
ومن أجلي انا
أرسل الرياح لواقح،
ومن اجلي انا
أجرى الفلك في البحر مواخر…
الجبال الراسيات
من أجلي،
والطير صافات
فوق وتحت الغيوم
من أجلي،
والنجوم الزاهرات ترصع جيد السماء
من أجلي،
فله الثناء والحمد أولا وآخرا.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°•
وأُخبِرتُ وتعلمت
وعلمت
منذ الصبا أن الله خلقني
لغاية واحدة،
عبادته سبحانه
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
وسألت
عن العبادة،
فدلوني
على الأركان الخمسة..
ثم جُلت بفكري في أرجاء الكون المسخر لي،
ومهمة العبودية التي كُلِّفت بها،
فشعرت أن هناك
حلقة مفقودة في تصوراتي،
فهل تلك الأركان
على عظيم قدرها
هي كل العبادة
التي خلقني من أجلها،
وسخر لي الكون من أجل القيام بحقها؟
فالتمستُ الفهم
في التأمل بنصوص الوحيين،
والعودة إلى الرعيل الأول
في فهمهم النقي الصافي ،
فإذ بمفهوم العبادة يتسع أمامي حتى شمل
كل حركة
وكل سكنة،
كل قول وكل فعل،
وأدركت كيف نتمثل
كلام الله
قُلْ إِنَّنِي
هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
دِينًا قِيَمًا
مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿161﴾
قُلْ إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾
لاَ شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿163﴾
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ
أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ
وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿164﴾
وَهُوَ الَّذِي
جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ
وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ
لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ
إِنَّ رَبَّكَ
سَرِيعُ الْعِقَابِ
وَإِنَّهُ
لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿165﴾
•••••••••••••••
وهنا وقفة مع
قول ربي
{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}.
•••••••••
فالعبادة
كما قال عنها
شيخ الإسلام ابن تيمية
(العبادة
اسم جامع لكل
ما يحبه الله ويرضاه
من
الأقوال والأفعال
الظاهرة والباطنة).
فأن
تصلح بين اثنين
فقد عبدت الله..
وأنت
تمسح على رأس يتيم
فقد عبدت الله..
وسعيك
في قضاء حوائج الناس
عبادة …
وقبلة
حانية تطبعها على جبين ولدك
عبادة…
إذا ما واتتك
الفرصة لإنشاء مشاريع صغيرة يستفيد منها الشباب
فتلك عبادة....
وإذا ما بنيت بدنك بالألعاب الرياضية لتنفع نفسك وأهلك وأمتك
فتلك عبادة…
وأنت يا من تتعلم الطب أو الفيزياء من أجل نهضة بلادك ونفع الناس
فقد عبدت الله..
ويا من تُتقنين عملك في المدرسة لتخريج جيل صالح واعٍ أنت بالفعل
قد عبدت الله..
وأن الكلمة الطيبة التي تمسح العناء عن جبين المتعبين
عبادة…
ازرع شجرة
فتلك عبادة،
واحفر بئرا
فتلك عبادة،
أتقن عملا
فتلك عبادة،
احفظ عهدا
فتلك عبادة.
أدركت أن مهمة القيام بحق العبودية والاستخلاف في الأرض،
يقتضي منا أن نتعبد إليه
بكل نعمة انعم بها علينا
وبكل
حركة
وسكينة
من
أفعالا وأقوال واحوال
عش وأحيا بقول ربك
قُلْ إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾
لاَ شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
■■■■■■
وما بعد الموعظة
إلا التذكرة
ابتداء
لنتعلم جميعا
إن كل مسلم صادق
يطلب
رضا الله وجنته
يهمه
أمر الثبات على دين الله،
ويخاف
من الزيغ والضلال عن طريق الله القويم وصراطه المستقيم،
ويزداد الخوف
من الزيغ والضلال في وقت
ضعف الدين والتدين
وانتشار الفتن والمغريات،
من الشبهات والشهوات،
وقد صوّر لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
صعوبة
الثبات
على الدين في زمن الفتن
بقوله
كما في المسند والسنن
بسند صحيح:
«يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ
الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ
كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ».
أيها الإخوة المؤمنون:
إذا كثرت الفتن
وهبت رياحها،
زادت الحاجة إلى
طلب الثبات،
والنظر في أسبابه،
ولعلي أقف معكم على
أهم الأسباب المثبتة للمؤمن
على دين الله،
وأسأل الله لي ولكم أن يجعل ذلك حجة لنا لا علينا،
وأن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة.
فأول أسباب
الثبات على الدين
أن يعلم المؤمن حاجته لذلك
وأن يشعر أن موضوع
الثبات
مرتبط بالقلب،
تلك المضغة الخطيرة،
التي تتقلب على صاحبها،
جاء في الحديث الحسن
" لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ
أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ
إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْيًا"،
وفي حديث آخر
صححه
بعضهم:
«مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ»
وما سمي الإنسان إلا لنسيه
ولا القلب إلا أنه يتقلب
إن الشعور بخطورة
الزيغ
والنكوص عن دين الله
هو الباعث على طلب الثبات،
●●●
(1)
طلب الثبات دائما من الله وحده
•°•°•°•°•°•°•••°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
وطلب الثبات
يكون من الله سبحانه،
فلا ثبات
ولا هداية
ولا توفيق
من غير سببه جلّ في علاه،
ألم يقل سبحانه
لخير خلقه
وأكرمهم عليه:
"وَلَوْلا أَنْ
ثَبَّتْنَاكَ
لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً ،"
لذلك قال
صلوات وسلامه عليه،
«إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا
بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ،
كَقَلْبٍ وَاحِدٍ،
يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ»
ووردت عن
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
انه قال
«اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ
صَرِّفْ قُلُوبَنَا
عَلَى طَاعَتِكَ»
أخرجه مسلم.
بل كان من اكثر ما يدعو به النبي
صلوات ربي وسلامه عليه
هذا الدعاء
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك،
فلما قيل له في ذلك
قال:
"إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله،
فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ ".
ولهذا كان
من أدعية القرآن التي
يدعو بها الصالحون
وحقا علينا إلا ننساه ماحيينا
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا).
●●●
(2)
ومن أسباب
الثبات
الإيمان الصادق
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
الله لا يثبت إلا من آمن بربه
{يُثَبِّتُ
اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة}،
وفي صحيح
البخاري في قصة
هرقل مع أبي سفيان،
لما قال هرقل :
"فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه
بعد أن يدخل فيه؟"
قال أبو سفيان:
لا.
قال هرقل:
"وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب"
●●●
(3)
ومن أسباب
الثبات المحافظة
على
العمل الصالح ولو قلّ،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
ففي الحديث المتفق عليه
«أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل»،
وقد كان
صلى الله عليه وسلم
إذا عمل عملاً
أثبته وداوم عليه،
فالمثابرة والمداومة على الصالحات
سبب للثبات،
وقد وعد الله سبحانه
بذلك،
فقال
{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا
مَا يُوعَظُونَ بِهِ
لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ
وَأَشَدَّ
تَثْبِيتًا}
••••••••••••
بقليل العمل
وعظيم الخلق
تفتح لك أبواب
الجنة
(جاء رجلٌ إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
فإذا هو
يسأله عن الإسلام،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
خمس صلوات في اليومَ والليلة،
فقال:
هل علي غيرها؟
قال:
لا،
إلّا أن تطوّع،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
وصيام رمضان،
قال:
هل عليَّ غيره؟
قال:
لا،
إلّا أن تطوّع،
قال:
وذكر له رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-
الزّكاة، قال:
هل علي غيرها؟
قال:
لا،
إلّا أن تطوّع،
فأدبر الرجلُ
وهو يقول:
والله لا أزيد على هذا ولا أنقص،
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
أفلح إن صدق).
••••••••••
●●●
(4)
ومن أسباب
الثبات
النظر في القرآن الكريم
وتلاوته
والإقبال عليه تعلماً وعملاً،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
فالقرآن هو حبل الله المتين،
الذي من تمسك به هُدي إلى صراط مستقيم،
وقد نص الله على ذلك،
فقال:
(كَذَلِكَ
لِنُثَبِّتَ
بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)،
وقال
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ
لِيُثَبِّتَ
الَّذِينَ آمَنُوا
وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}.
●●●
(5)
ومن أسباب
الثبات
كثرة ذكر الله تعالى،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
وهذا أمر مشاهد محسوس،
فالمكثر لللذكر في الصباح والمساء
وفي كل وقت مطمئن القلب
{أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
•°•°•°•°•°
كثرة ذكر الله
وذكر الرحمن في امورك كلها يأخذك الي جنة العزيز الغفار
يقول ابوالدرداء
لكل شيئ جلاء
وجلاء القلوب
ذكر الله
او قال
قولة
لا اله الا الله.
••••••••
ويقول رسول الله
(ص)
مثل الذي يذكر ربه والذي
لا يذكر ربه
كمثل الحي والميت
••••••••••••
قال أحد الصالحين
يوما
ما تحسر أهل الجنة على شئ،
كما تحسروا على ساعة لم يذكر فيها اسم الله.
إن بيوت الجنة تبنى بالذكر،
فإذا أمسك الذاكر عن الذكر
أمسكت الملائكة عن البناء.
"""""""""""
عن أم أنس
رضي الله عنها
أنها قالت:
قلت :
يا رسول الله أوصني ..
قال:
اهجري
المعاصي فإنها أفضل الهجرة
وحافظي
على الفرائض فإنه أفضل الجهاد...
وأكثري
من ذكر الله..
فإنك لا تأتين لله بشيء
أحب إليه من
كثرة ذكره ..
••••••••••••••
سُئل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ما أعظم جنود الله ؟؟
قال
إني نظرت
إلى الحديد
فوجدته أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
النار
فوجدتها تذيب الحديد
فقلت
النار أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
الماء
فوجدته يطفئ النار
فقلت :
الماء أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
السحاب
فوجدته يحمل الماء
فقلت :
السحاب أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
الهواء
وجدته يسوق السحاب
فقلت :
الهواء أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
الجبال
فوجدتها تعترض الهواء
فقلت
الجبال أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
الإنسان
فوجدته يقف على الجبال وينحتها
فقلت :
الإنسان أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى ما يُقعد الأنسان فوجدته
النوم
فقلت :
النوم أعظم جنود الله ،
ثم وجدت أن ما يُذهب النوم فوجدته
الهم والغم
فقلت :
الهم والغم أعظم جنود الله ،
ثم نظرت فوجدت أن الهم والغم محلهما
القلب
فقلت :
القلب أعظم جنود الله ،
ووجدت هذا القلب لا يطمئن
إلا بذكر الله
فقلت :
أعظـم جنـود الله ذكـره
جل في علاه
(( الـذيـن ءامنـوا وتـطمـئن قلـوبهـم بذكـر الله
ألا بذكـر الله تطمـئن القلـوب ))
•°•°•°•°•°•°•°••°•°•°
وقد جعل الله كثرة الذكر
سبباً في صلاته على عباده
وإخراجهم من الظلمات إلى النور،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً *
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}،
وفي خصوص الثبات
في الجهاد
يقول سبحانه
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً
فَاثْبُتُوا
وَاذْكُرُوا اللَّهَ
كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
●●●
(6)
ومن أسباب
الثبات
نصر دين الله
والانتصار له،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
{إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ
وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ}
، نصر دين الله سبحانه
يكون بالدعوة إليه
ومحبة أهل الدين،
والدفاع عنهم،
وبغض ما عليه الكفار والمنافقين والعصاة، نصر دين الله
بالبذل في سبيل الله
والإنفاق في وجوه البر والخير
والتعليم ونشر الدعوة.
●●●
(7)
ومن أسباب
الثبات
النظر في حقيقة الدنيا
وتأمل قرب الأجل،
وتذكر نعيم الجنة،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
وقد كان صلى الله وسلم
يثبت أصحابه
بتذكيرهم بالجنة،
ويقول:
«صَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ»
●●●
(
ومن أسباب
الثبات
النظر في سير الصالحين
من الأنبياء ومن بعدهم،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
نظراً وتدبراً،
يقود للتأثر والتأسي والقدوة،
{ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ
مَا نُثَبِّتُ بِهِ
فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }
●●●
(9)
ومن أسباب
الثبات
ترك المعاصي والذنوب،
صغيرها وكبيرها،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
جاء في الحديث الصحيح
" إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ
فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ
كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ،
فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ
حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ،
وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ "
●●●
(10)
ومن أسباب
الثبات
لزوم مجالس الخير
والبعد عن مجالس السوء،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
فإن مجالس السوء تورد الشهوات والشبهات وتنشب أظفارها في القلوب حتى الهلاك.
وحتى تعلموا أيها الإخوة قوة تأثير البيئة المحيطة والأصحاب على فكر الإنسان وعمل الإنسان،
تأملوا ما جاء في الصحيحين
في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً، وأنه سأل عن رجل عالم فقال له:
"من يحول بينه وبين التوبة،
انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها إناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم،
ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء".
●●●
الخطبة الثانية
●●●●●●●●●
(11)
ومن أسباب
الثبات
والذي
اختم
به تذكرة اليوم
وهو ثمرة التذكرة كلها
والأمر العملي لنا
والذي أوصي به نفسي الحبابي
واحذر منه نفسي واخواني
إلا وهو
ترك الظلم،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
فالظالمون للناس
المتسلطون على حقوقهم
الواقعون في أعراضهم
معرضون للزيغ والضلال،
كما قال ربنا سبحانه
{يُثَبِّتُ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ
الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ
وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}
•••••••••••••••
وقال الهنا
يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي
وهذا هو تحذير القوي القهار
في
(حديثه القدسي)
عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ ،
عَنْ أَبِي ذَرٍّ ،
عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِيمَا رَوَى ،
عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ،
أَنَّهُ قَالَ
" يَا عِبَادِي :
إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا ، فَلَا تَظَالَمُوا ،
يَا عِبَادِي :
كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ ،
فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ،
يَا عِبَادِي :
كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ ،
فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ،
يَا عِبَادِي :
كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ ،
فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ،
يَا عِبَادِي :
إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ،
فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ،
يَا عِبَادِي :
إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي ،
فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي ،
فَتَنْفَعُونِي ،
يَا عِبَادِي :
لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ،
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ،
كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ،
مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا ،
يَا عِبَادِي :
لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ،
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ،
كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ،
مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا ،
يَا عِبَادِي :
لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ،
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ،
قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ،
فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ
مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي ،
إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ،
يَا عِبَادِي :
إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ،
ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا
فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ ،
وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ " ، قَالَ سَعِيدٌ :
كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ
جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ .
••••••••••••••
لا تظلِمنّ إذا ما كنتَ مُقتدراً
فالظلمُ مرتعُه يُفضي إلى الندَم
تنام عينُك والمظلوم منتبهُ
يدعو عليك وعينُ الله لم تَنَمِ
•••••••••••••
فكن لله عبدا مؤمنا عادلا
وتجنب كل ظلم
لان الله قد قال
وعند الله تجتمع الخصوم،
ووالله
عند الله تجتمع الخصوم"
"يوم يباع الدين وبلا ثمن،
ويكون الإسلام واهله قربانًا لأعداء الدين،
لا نملك إلا أن نقول
"عند الله تجتمع الخصوم"
فعَنْ أَبِي ذَرٍّ ،
قَالَ :
رَأَى
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
شَاتَيْنِ يَنْتَطِحَانِ ،
فَقَالَ لِي :
" يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَتَدْرِي فِيمَا يَنْتَطِحَانِ ؟ "
قُلْتُ :
لا ،
قَالَ :
" وَلَكِنْ رَبُّكَ يَدْرِي ،
وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
"ولكن الله يدري
وسيحكم بيننا يوم القيامة"
"والله
لن يضيع حق عند الله،
والله
لن تضيع قولة حق عند الله،
وما نقول كلمة الحق إلا لأجل
الله
نعم قلناها لرب العالمين،
وحفاظًا على كل المسلمين"
. قال احد الرجال لاحد الصالحين الذي اصيب بالبلاء دون اصحابه
لأنه كان للحق مدافعا
وللباطل مخالفا
"قالوا له:
أتحزن لأنهم باعوك؟
فقال:
لو قلتها لهم لتألمتُ
أما لأني قلتها لربي لا أتألم".
أما_لأني_قلتها_لربي_لا_أتألم
●●●●●
الدعاء
ان الثبات علي الدين
دليلا الإيمان
واللقاء 255
التقي ان شاء الله
اول جمعة من شوال 1440
2019
■■■■■■■
الحمد لله
•••••••••••••
ذو العرش المجيد ،
والبطش الشديد ,
الفعال لمايريد ،
المنتقم
ممن عصاه بنار
تلظى
قعرها بعيد
وحرصها شديد
وطعامها
الحميم والصديد ،
ومكرم
من أطاعه واتقاه
بجنات
لا ينفذ نعيمها
ولا يغيب ،
فسبحان سبحانه
سبحان
الذي
قسم خلقه قسمين
وجعلهم
فريقين
فمنهم
شقي وسعيد
[ َمنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ
وَمَنْ أَسَاء
فَعَلَيْهَا
وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ]
[فصلت : 46]
ونشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له،
••••••••••••••••••••••••
الواحد الأحد ،
القيوم الصمد ،
الذي
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ، ،
فهو الرحمن الرحيم
الذي لا مغيث غيره ،
ولا مجير غيره ،
ولا معين غيره ,
و لا ناصر غيره ,
ولا مفرج همومنا وكروبنا إلاهو ،
فإذا
أصابك همٌ فقل يا الله ،
وإذا أصابك حزنٌ فقل يا الله ،
وإذا واجهتك عقبات الدنيا ومشاكلها
فقل يا الله ،
وإذا اجتمعت عليك الدنيا بأسرها
فقل الله ،
فإنه لا مفرج لكل ذلك
إلا الله
الشمس البـدر مـن آيـات قدرته
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
والبر والبحر فيض من عطاياه
الطير سبحــــه الوحــش مجده
والموج كبره الحــوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصـم قدسه
والنحل يهتف له حمداً في خلاياه
والناس يعصونه جهـــرا فيسترهم
والعبد ينســى
وربـى ليس ينساه
•••••••••••
وأشهد أن
محمد رسول الله
النبي المصطفى والرسول المجتبى
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
الرحمة المهداة
والنعمة المسداة ،
صاحب المقام المحمود
والحوض المورود
والشفاعة العظمى ،
سيد
الأولين والأخرين على الله ولا فخر ،
يا مصطفى
و لأنت ساكن مهجتي
روحي فداك و كل ما ملكت يدي
إني وقفت لنصر دينك همتي
وسعادتي أني بغيرك لا أقتدي
لك معجزات
باهرات جمة
وأجلها القرآن خير مؤيدي
ما حرفت
أو غيرت
اوبدلت كلماته
شلت يد الجاني وشاه المعتدي
أنا المحب و مهجتي لا تنثني
عن وجدها وغرامها
بمحمد
قد لامني فيه الكافور
و لو درى معني الإيمانية به
لكان مساعدي
فيا رب صلي
على الحبيب محمد واجعله
شافعنا لنا
بفضلك في غد
اللهم صلي عليه وسلم على أله
وأصحابه الطيبين الأبرار
الذين كانوا فيما بينهم رحماء
فرضى عنهم
رب الأرض والسموات
وعن
التابعين وتابعيهم بإحسان
إلي يوم الدين..
اوصيكم ونفسي بتقوى الله
قال تعالى
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ]
[آلعمران : 102]
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراًوَنِسَاء وَاتَّقُواْ
اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً]
[النساء : 1]
[يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوارَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ
شَيْءٌ عَظِيمٌ]
[الحج : 1]
[وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ
وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ]
[البقرة : 281]
[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاًسَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْاللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ]
[الأحزاب : 70 ، 71] .
أما بعد
فإن
أصدق الحديث كلام الله
وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثة ،
وكل بدعة ضلالة ،
وكل ضلالة في النار،
معاشر
من وحد الواحد القهار.
●●●
إذا مـــــا خلوت الدهر يـوما*** فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيبُ
ولا تـحسـبنّ الله يـغـفل سـاعـة***ولا أن ما تـخفـيه عـليه يـغـيبُ
●●●●●
عندما تمر أيام من رمضان
نقول رمضان قارب على الرحيل ،
وننسى أننا نحن من قارب على الرحيل
فرمضان إن رحل سيعود ويعيشه من كتب له العيش إلى رمضان آخر
ولكن نحن إن رحلنا فليس لنا عودة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
اللهم تقبل منا ما مضى
وبارك لنا فيما بقي
واغفر لنا تقصيرنا
●●●
لا تحزنوا على وداعه،،
بل احمدوا الله أن بلغكم إياه،،
وافرحوا وكبروا الله أن هداكم لصيامه وقيامه...
لا تودعوه ،،
بل اصطحبوه إلى باقي عامكم...
"رمضان" ليس شهراً
بل أسلوب حياة وبداية التغيير..
لا تودعوه ،،
بل افسحوا له المجال ليحيا معكم وتحيوا به طوال العام..
الصوم لا ينتهي ،
القرآن لايهجر..
والمسجد لا يترك ..
"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "
●●●●
ايه الاحبة
عودة لذ بدأ
الموعظة قبل التذكرة
وموعظة اليوم
وقفة مع ايه
والوقوف مع قول الله تعالى
" قُلْ إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾
لاَ شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"
•••••••••••○○○•••••••••••
قال أحد الصالحين
يوما
ومما زادني شرفا وتيها
وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي،
وأن أرسلت أحمد لي نبيا..
ايها الاحبة
عندما
أشاهد نفسي
ضمن تلك
الخارطة الكونية
التي لا يجاوز إدراكنا لها
قطرة في بحرٍ لجيّ،
وأرى
ضألتي وضعفي
في هذا الكون العتيد،
يلهج لساني
بالمحامد والتسبيح،
فقد اختارني الله من بين خلقه
ليسخر لي الكون كل الكون.
///////\\\\\\\
سبحانه،
من أجلي انا
خلق الشمس والقمر دائبين..
ومن أجلي انا
أنزل غيث السماء وأخرج نبات الأرض..
ومن أجلي انا
أرسل الرياح لواقح،
ومن اجلي انا
أجرى الفلك في البحر مواخر…
الجبال الراسيات
من أجلي،
والطير صافات
فوق وتحت الغيوم
من أجلي،
والنجوم الزاهرات ترصع جيد السماء
من أجلي،
فله الثناء والحمد أولا وآخرا.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°•
وأُخبِرتُ وتعلمت
وعلمت
منذ الصبا أن الله خلقني
لغاية واحدة،
عبادته سبحانه
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
وسألت
عن العبادة،
فدلوني
على الأركان الخمسة..
ثم جُلت بفكري في أرجاء الكون المسخر لي،
ومهمة العبودية التي كُلِّفت بها،
فشعرت أن هناك
حلقة مفقودة في تصوراتي،
فهل تلك الأركان
على عظيم قدرها
هي كل العبادة
التي خلقني من أجلها،
وسخر لي الكون من أجل القيام بحقها؟
فالتمستُ الفهم
في التأمل بنصوص الوحيين،
والعودة إلى الرعيل الأول
في فهمهم النقي الصافي ،
فإذ بمفهوم العبادة يتسع أمامي حتى شمل
كل حركة
وكل سكنة،
كل قول وكل فعل،
وأدركت كيف نتمثل
كلام الله
قُلْ إِنَّنِي
هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
دِينًا قِيَمًا
مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿161﴾
قُلْ إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾
لاَ شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿163﴾
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ
أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ
وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿164﴾
وَهُوَ الَّذِي
جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ
وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ
لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ
إِنَّ رَبَّكَ
سَرِيعُ الْعِقَابِ
وَإِنَّهُ
لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿165﴾
•••••••••••••••
وهنا وقفة مع
قول ربي
{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}.
•••••••••
فالعبادة
كما قال عنها
شيخ الإسلام ابن تيمية
(العبادة
اسم جامع لكل
ما يحبه الله ويرضاه
من
الأقوال والأفعال
الظاهرة والباطنة).
فأن
تصلح بين اثنين
فقد عبدت الله..
وأنت
تمسح على رأس يتيم
فقد عبدت الله..
وسعيك
في قضاء حوائج الناس
عبادة …
وقبلة
حانية تطبعها على جبين ولدك
عبادة…
إذا ما واتتك
الفرصة لإنشاء مشاريع صغيرة يستفيد منها الشباب
فتلك عبادة....
وإذا ما بنيت بدنك بالألعاب الرياضية لتنفع نفسك وأهلك وأمتك
فتلك عبادة…
وأنت يا من تتعلم الطب أو الفيزياء من أجل نهضة بلادك ونفع الناس
فقد عبدت الله..
ويا من تُتقنين عملك في المدرسة لتخريج جيل صالح واعٍ أنت بالفعل
قد عبدت الله..
وأن الكلمة الطيبة التي تمسح العناء عن جبين المتعبين
عبادة…
ازرع شجرة
فتلك عبادة،
واحفر بئرا
فتلك عبادة،
أتقن عملا
فتلك عبادة،
احفظ عهدا
فتلك عبادة.
أدركت أن مهمة القيام بحق العبودية والاستخلاف في الأرض،
يقتضي منا أن نتعبد إليه
بكل نعمة انعم بها علينا
وبكل
حركة
وسكينة
من
أفعالا وأقوال واحوال
عش وأحيا بقول ربك
قُلْ إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾
لاَ شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
■■■■■■
وما بعد الموعظة
إلا التذكرة
ابتداء
لنتعلم جميعا
إن كل مسلم صادق
يطلب
رضا الله وجنته
يهمه
أمر الثبات على دين الله،
ويخاف
من الزيغ والضلال عن طريق الله القويم وصراطه المستقيم،
ويزداد الخوف
من الزيغ والضلال في وقت
ضعف الدين والتدين
وانتشار الفتن والمغريات،
من الشبهات والشهوات،
وقد صوّر لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
صعوبة
الثبات
على الدين في زمن الفتن
بقوله
كما في المسند والسنن
بسند صحيح:
«يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ
الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ
كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ».
أيها الإخوة المؤمنون:
إذا كثرت الفتن
وهبت رياحها،
زادت الحاجة إلى
طلب الثبات،
والنظر في أسبابه،
ولعلي أقف معكم على
أهم الأسباب المثبتة للمؤمن
على دين الله،
وأسأل الله لي ولكم أن يجعل ذلك حجة لنا لا علينا،
وأن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة.
فأول أسباب
الثبات على الدين
أن يعلم المؤمن حاجته لذلك
وأن يشعر أن موضوع
الثبات
مرتبط بالقلب،
تلك المضغة الخطيرة،
التي تتقلب على صاحبها،
جاء في الحديث الحسن
" لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ
أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ
إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْيًا"،
وفي حديث آخر
صححه
بعضهم:
«مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ»
وما سمي الإنسان إلا لنسيه
ولا القلب إلا أنه يتقلب
إن الشعور بخطورة
الزيغ
والنكوص عن دين الله
هو الباعث على طلب الثبات،
●●●
(1)
طلب الثبات دائما من الله وحده
•°•°•°•°•°•°•••°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
وطلب الثبات
يكون من الله سبحانه،
فلا ثبات
ولا هداية
ولا توفيق
من غير سببه جلّ في علاه،
ألم يقل سبحانه
لخير خلقه
وأكرمهم عليه:
"وَلَوْلا أَنْ
ثَبَّتْنَاكَ
لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً ،"
لذلك قال
صلوات وسلامه عليه،
«إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا
بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ،
كَقَلْبٍ وَاحِدٍ،
يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ»
ووردت عن
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
انه قال
«اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ
صَرِّفْ قُلُوبَنَا
عَلَى طَاعَتِكَ»
أخرجه مسلم.
بل كان من اكثر ما يدعو به النبي
صلوات ربي وسلامه عليه
هذا الدعاء
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك،
فلما قيل له في ذلك
قال:
"إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله،
فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ ".
ولهذا كان
من أدعية القرآن التي
يدعو بها الصالحون
وحقا علينا إلا ننساه ماحيينا
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا).
●●●
(2)
ومن أسباب
الثبات
الإيمان الصادق
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
الله لا يثبت إلا من آمن بربه
{يُثَبِّتُ
اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة}،
وفي صحيح
البخاري في قصة
هرقل مع أبي سفيان،
لما قال هرقل :
"فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه
بعد أن يدخل فيه؟"
قال أبو سفيان:
لا.
قال هرقل:
"وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب"
●●●
(3)
ومن أسباب
الثبات المحافظة
على
العمل الصالح ولو قلّ،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
ففي الحديث المتفق عليه
«أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل»،
وقد كان
صلى الله عليه وسلم
إذا عمل عملاً
أثبته وداوم عليه،
فالمثابرة والمداومة على الصالحات
سبب للثبات،
وقد وعد الله سبحانه
بذلك،
فقال
{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا
مَا يُوعَظُونَ بِهِ
لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ
وَأَشَدَّ
تَثْبِيتًا}
••••••••••••
بقليل العمل
وعظيم الخلق
تفتح لك أبواب
الجنة
(جاء رجلٌ إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
فإذا هو
يسأله عن الإسلام،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
خمس صلوات في اليومَ والليلة،
فقال:
هل علي غيرها؟
قال:
لا،
إلّا أن تطوّع،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
وصيام رمضان،
قال:
هل عليَّ غيره؟
قال:
لا،
إلّا أن تطوّع،
قال:
وذكر له رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-
الزّكاة، قال:
هل علي غيرها؟
قال:
لا،
إلّا أن تطوّع،
فأدبر الرجلُ
وهو يقول:
والله لا أزيد على هذا ولا أنقص،
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
أفلح إن صدق).
••••••••••
●●●
(4)
ومن أسباب
الثبات
النظر في القرآن الكريم
وتلاوته
والإقبال عليه تعلماً وعملاً،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
فالقرآن هو حبل الله المتين،
الذي من تمسك به هُدي إلى صراط مستقيم،
وقد نص الله على ذلك،
فقال:
(كَذَلِكَ
لِنُثَبِّتَ
بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)،
وقال
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ
لِيُثَبِّتَ
الَّذِينَ آمَنُوا
وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}.
●●●
(5)
ومن أسباب
الثبات
كثرة ذكر الله تعالى،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
وهذا أمر مشاهد محسوس،
فالمكثر لللذكر في الصباح والمساء
وفي كل وقت مطمئن القلب
{أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
•°•°•°•°•°
كثرة ذكر الله
وذكر الرحمن في امورك كلها يأخذك الي جنة العزيز الغفار
يقول ابوالدرداء
لكل شيئ جلاء
وجلاء القلوب
ذكر الله
او قال
قولة
لا اله الا الله.
••••••••
ويقول رسول الله
(ص)
مثل الذي يذكر ربه والذي
لا يذكر ربه
كمثل الحي والميت
••••••••••••
قال أحد الصالحين
يوما
ما تحسر أهل الجنة على شئ،
كما تحسروا على ساعة لم يذكر فيها اسم الله.
إن بيوت الجنة تبنى بالذكر،
فإذا أمسك الذاكر عن الذكر
أمسكت الملائكة عن البناء.
"""""""""""
عن أم أنس
رضي الله عنها
أنها قالت:
قلت :
يا رسول الله أوصني ..
قال:
اهجري
المعاصي فإنها أفضل الهجرة
وحافظي
على الفرائض فإنه أفضل الجهاد...
وأكثري
من ذكر الله..
فإنك لا تأتين لله بشيء
أحب إليه من
كثرة ذكره ..
••••••••••••••
سُئل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ما أعظم جنود الله ؟؟
قال
إني نظرت
إلى الحديد
فوجدته أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
النار
فوجدتها تذيب الحديد
فقلت
النار أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
الماء
فوجدته يطفئ النار
فقلت :
الماء أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
السحاب
فوجدته يحمل الماء
فقلت :
السحاب أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
الهواء
وجدته يسوق السحاب
فقلت :
الهواء أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
الجبال
فوجدتها تعترض الهواء
فقلت
الجبال أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى
الإنسان
فوجدته يقف على الجبال وينحتها
فقلت :
الإنسان أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى ما يُقعد الأنسان فوجدته
النوم
فقلت :
النوم أعظم جنود الله ،
ثم وجدت أن ما يُذهب النوم فوجدته
الهم والغم
فقلت :
الهم والغم أعظم جنود الله ،
ثم نظرت فوجدت أن الهم والغم محلهما
القلب
فقلت :
القلب أعظم جنود الله ،
ووجدت هذا القلب لا يطمئن
إلا بذكر الله
فقلت :
أعظـم جنـود الله ذكـره
جل في علاه
(( الـذيـن ءامنـوا وتـطمـئن قلـوبهـم بذكـر الله
ألا بذكـر الله تطمـئن القلـوب ))
•°•°•°•°•°•°•°••°•°•°
وقد جعل الله كثرة الذكر
سبباً في صلاته على عباده
وإخراجهم من الظلمات إلى النور،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً *
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}،
وفي خصوص الثبات
في الجهاد
يقول سبحانه
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً
فَاثْبُتُوا
وَاذْكُرُوا اللَّهَ
كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
●●●
(6)
ومن أسباب
الثبات
نصر دين الله
والانتصار له،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
{إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ
وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ}
، نصر دين الله سبحانه
يكون بالدعوة إليه
ومحبة أهل الدين،
والدفاع عنهم،
وبغض ما عليه الكفار والمنافقين والعصاة، نصر دين الله
بالبذل في سبيل الله
والإنفاق في وجوه البر والخير
والتعليم ونشر الدعوة.
●●●
(7)
ومن أسباب
الثبات
النظر في حقيقة الدنيا
وتأمل قرب الأجل،
وتذكر نعيم الجنة،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
وقد كان صلى الله وسلم
يثبت أصحابه
بتذكيرهم بالجنة،
ويقول:
«صَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ»
●●●
(
ومن أسباب
الثبات
النظر في سير الصالحين
من الأنبياء ومن بعدهم،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
نظراً وتدبراً،
يقود للتأثر والتأسي والقدوة،
{ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ
مَا نُثَبِّتُ بِهِ
فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }
●●●
(9)
ومن أسباب
الثبات
ترك المعاصي والذنوب،
صغيرها وكبيرها،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
جاء في الحديث الصحيح
" إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ
فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ
كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ،
فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ
حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ،
وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ "
●●●
(10)
ومن أسباب
الثبات
لزوم مجالس الخير
والبعد عن مجالس السوء،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
فإن مجالس السوء تورد الشهوات والشبهات وتنشب أظفارها في القلوب حتى الهلاك.
وحتى تعلموا أيها الإخوة قوة تأثير البيئة المحيطة والأصحاب على فكر الإنسان وعمل الإنسان،
تأملوا ما جاء في الصحيحين
في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً، وأنه سأل عن رجل عالم فقال له:
"من يحول بينه وبين التوبة،
انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها إناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم،
ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء".
●●●
الخطبة الثانية
●●●●●●●●●
(11)
ومن أسباب
الثبات
والذي
اختم
به تذكرة اليوم
وهو ثمرة التذكرة كلها
والأمر العملي لنا
والذي أوصي به نفسي الحبابي
واحذر منه نفسي واخواني
إلا وهو
ترك الظلم،
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
فالظالمون للناس
المتسلطون على حقوقهم
الواقعون في أعراضهم
معرضون للزيغ والضلال،
كما قال ربنا سبحانه
{يُثَبِّتُ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ
الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ
وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}
•••••••••••••••
وقال الهنا
يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي
وهذا هو تحذير القوي القهار
في
(حديثه القدسي)
عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ ،
عَنْ أَبِي ذَرٍّ ،
عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِيمَا رَوَى ،
عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ،
أَنَّهُ قَالَ
" يَا عِبَادِي :
إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا ، فَلَا تَظَالَمُوا ،
يَا عِبَادِي :
كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ ،
فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ،
يَا عِبَادِي :
كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ ،
فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ،
يَا عِبَادِي :
كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ ،
فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ،
يَا عِبَادِي :
إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ،
فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ،
يَا عِبَادِي :
إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي ،
فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي ،
فَتَنْفَعُونِي ،
يَا عِبَادِي :
لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ،
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ،
كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ،
مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا ،
يَا عِبَادِي :
لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ،
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ،
كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ،
مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا ،
يَا عِبَادِي :
لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ،
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ،
قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ،
فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ
مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي ،
إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ،
يَا عِبَادِي :
إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ،
ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا
فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ ،
وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ " ، قَالَ سَعِيدٌ :
كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ
جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ .
••••••••••••••
لا تظلِمنّ إذا ما كنتَ مُقتدراً
فالظلمُ مرتعُه يُفضي إلى الندَم
تنام عينُك والمظلوم منتبهُ
يدعو عليك وعينُ الله لم تَنَمِ
•••••••••••••
فكن لله عبدا مؤمنا عادلا
وتجنب كل ظلم
لان الله قد قال
وعند الله تجتمع الخصوم،
ووالله
عند الله تجتمع الخصوم"
"يوم يباع الدين وبلا ثمن،
ويكون الإسلام واهله قربانًا لأعداء الدين،
لا نملك إلا أن نقول
"عند الله تجتمع الخصوم"
فعَنْ أَبِي ذَرٍّ ،
قَالَ :
رَأَى
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
شَاتَيْنِ يَنْتَطِحَانِ ،
فَقَالَ لِي :
" يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَتَدْرِي فِيمَا يَنْتَطِحَانِ ؟ "
قُلْتُ :
لا ،
قَالَ :
" وَلَكِنْ رَبُّكَ يَدْرِي ،
وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
"ولكن الله يدري
وسيحكم بيننا يوم القيامة"
"والله
لن يضيع حق عند الله،
والله
لن تضيع قولة حق عند الله،
وما نقول كلمة الحق إلا لأجل
الله
نعم قلناها لرب العالمين،
وحفاظًا على كل المسلمين"
. قال احد الرجال لاحد الصالحين الذي اصيب بالبلاء دون اصحابه
لأنه كان للحق مدافعا
وللباطل مخالفا
"قالوا له:
أتحزن لأنهم باعوك؟
فقال:
لو قلتها لهم لتألمتُ
أما لأني قلتها لربي لا أتألم".
أما_لأني_قلتها_لربي_لا_أتألم
●●●●●
الدعاء
الشيخ حسنى شتيوى- Admin
- عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
مواضيع مماثلة
» علمني رسول الله ان الإيمان يصنع الرجال واللقاء 251 بالتقي ان شاء الله 24/5/2019 الجمعة الثالثة من شهر رمضان 1440
» علمني رسول الله ان الإيمان يصنع الرجال واللقاء 251 بالتقي ان شاء الله 24/5/2019 الجمعة الثالثة من شهر رمضان 1440
» وصية الحبيب النبي كن تقى هاكذا علمني رسول الله واللقاء 250 التقي ان شاء الله 17/5/2019 الجمعة الثانية من رمضان 1440 ان شاء الله
» علمني رسول الله واللقاء 275 ان حب الوطن من أعلا وأجل درجات الإيمان. التقي ان شاء الله 11/10/2019
» علمني رسول الله إن لله في دهره لنفحات واللقاء 265 التقي ان شاء الله 2/8/2019
» علمني رسول الله ان الإيمان يصنع الرجال واللقاء 251 بالتقي ان شاء الله 24/5/2019 الجمعة الثالثة من شهر رمضان 1440
» وصية الحبيب النبي كن تقى هاكذا علمني رسول الله واللقاء 250 التقي ان شاء الله 17/5/2019 الجمعة الثانية من رمضان 1440 ان شاء الله
» علمني رسول الله واللقاء 275 ان حب الوطن من أعلا وأجل درجات الإيمان. التقي ان شاء الله 11/10/2019
» علمني رسول الله إن لله في دهره لنفحات واللقاء 265 التقي ان شاء الله 2/8/2019
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى