علمنا رسول الله ان بر الوالدين من اعلا درجات الإيمان واللقاء 240 التقي أن شاء الله 15/3/20019
صفحة 1 من اصل 1
علمنا رسول الله ان بر الوالدين من اعلا درجات الإيمان واللقاء 240 التقي أن شاء الله 15/3/20019
علمنا رسول الله
ان بر الوالدين من اعلا درجات الإيمان
واللقاء 240
التقي أن شاء الله
15/3/20019
●•●•●•●•●•●•
الحمد لله
العفو الغفور
●●●●●●●●●●●
الحمد لله
الذي لا
تنقضى نعمه ولا تحصى على مر الدهور
وسـع
الخـلائـق حلمـه مهمـا ارتـكبـوا مـن شـرور
سبقت
رحمتـه غضبـه مـن قبـل خـلق الأيـام والشهـور
يتوب
على من تاب ويغفـر لمن أنـاب و يجـبر الـمكسور
نحمـده تبـارك و تعـالى
حـمـد القـانـع الشكور
◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆
و نعـود
بنـور وجهـه الكريـم مـن الكفـر والضلالة والفـجـور
ونسأله
السـلامـة ممـا يورث الكلالـة أو النـفـور
ونرجوه
العصمة فيما بقي من أعمارنا
وأن ينور قلوبنا و القبـور
وأشـهد أن لا إله إلا الله
وحده لاشريك له
جعـل الظـلمـات و النـور
●●●●●●●●●●●●●
خلق
سبع سموات طباقا ما ترى فيها من تفاوت أو فطور
أنـزل
مـن السمـاء مـاء فمنـه أنهـار و آبـار و بحـور
جعل
الليل لباسا و النـوم سبـاتـا و فى النهار نشـور
ميـز الأشياء بأضدادها
فبالظـل عـرف الحرور
ولولا الأعمى مـا اعتـبر البصـر ..
و لـولا الحـزن مـا عـرف السـرور .
ولولا السقيـم مـا شـكر السليـم ..
و لولا السفه ما مدح للعقـل حضور .
ولولا القحـط مـا طلـب الرخاء ..
و لـولا الخوف مـا كان للأمان ظهور.
ولولا الظلم ما كان للعدل فضيلة ..
و لولا الفسق ما كان للطائعين أجور .
ولـولا القبح ما مدح الجمـال ..
و لـولا الحمـائم مـا توحشت الصقور .
ولولا النقـص مـا عـرف الكمال ..
و لـولا الجـبن مـا انتـصر الجسـور .
ولولا الطمع مارجونا،
ولولا الخوف ما انتهينا،
ولولا الله ما إهتدينا،
وإلى الله ترجع الأمور.
وأشهـد أن سيـدنـا محمـدا عبـده و رسـولـه
كـامـل النـور
◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆
المـرفـوع ذكـره فى التوراة والإنجيل
وكذلك فى الـزبـور .
المزمـل بالفضـيلة
والمدثـر بـالطهر والعفاف
و الـمبرأ من الشرور .
ما كان سبابا ،
و ما كـان صخـابا ،
ولا دعا بالويل أو الثبـور .
ما لبس الحرير ،
و ما نام على الوثير ،
ولا شيدت لسكناه القصور .
ما زيفت له الحقائق ،
وما رفـعت لتحيته البيارق ،
ولا صفق لـه مـا أجـور .
ما مشت أمامه الأحراس،
وما دقت لأجله الأجراس،
ولا تغنت بأمجـاده الحـور .
ما أثاب على النفاق ،
وما أجاز لأمته الشقاق ،
ولا قيـل مـن أجـله الـزور .
إذا تكلم وعى سامعوه،
وإذا عمل قلده تابعوه،
بالإخـلاص
و ليس من أجل الظهور .
هو الرحمة المهداة،
وهو النعمة المسداة،
ولو تبعنا سنته ما اختلطت علينا الأمور .
اللهـم صـل وسـلم وبـارك عـلى نبينـا بـدر البدور .
وعلى الصحب والآل ومن تبع
وقنا بحبهم كل الشرور .
أمـا بـعـد
■◆■◆■◆■◆■◆
موعظة
في اية
◆◆◆◆◆
((وما كان ربُك نسيا))
....
كثيرا ما تمر بنا هذه الآية الكريمة ولكن هل تدبرناها ،
هل عقلناها،
هل تفكرنا بها
والله إنها لآية تطيب القلوب،
وتريح الصدور
كيف لا وقد قالها رب العزة والجلال…
ومن أصدق من الله قيلا وحديثا…
[[وما كان ربك نسيًّا]]
~~~~~~~~~~~~~~
الإنسان مراقَبٌ على مدار اللحظة،
الكتاب الإلهي ينسخ ما يفعل،
ويسجِّلُ ما يترك
حتى يوم العرض الأكبر
\\\\////
﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ﴾
[الحاقة: 18[
عملُك
يُنسَخُ في آلة إلهية لا تضل ولا تنسى،
ويُحفَظُ
في مكان مأمون لا يتلف ولا يسرق،
ولا يصادر،
ولا يتغير بتغير المناخ من أعاصير أو رياح، كلا!
وإنما:
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾
[الزلزلة: 7، 8[
كيف؟!
الله تعالى يقول
﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُو
ا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾
[المجادلة: 6[
أي:
إن أعمالنا تُحصَى علينا،
يستوي في ذلك
كبيرُها وصغيرها،
جليلُها ودقيقُها،
سرُّها وجهرها،
إحصاء دقيق، وحفظ وثيق!
أحصى كلَّ شيء في كتاب
﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴾
[النبأ: 29[
في يوم القيامة وبين يدي الله تعالى سيُفاجَأُ الخلق
بهذه الأعمال
مكتوبةً يقرؤونها،
ومسطورةً يشهدونها،
وبارزةً يُحسونها،
فيُسقَط في أيديهم،
وتعلو الحسرة وجوههم،
ويقولون كما قال القرآن:
﴿ مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾
[الكهف: 49[
تؤكد آيات القرآن الكريم على أن جميع المخلوقات
تقع تحت
سمع الله وبصره،
وإحاطته وعلمه،
صغرت هذه المخلوقات أم كبرت،
رأتها العيون أو اختفت عنها
﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُو
َ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر
ِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا
وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾
[الأنعام: 59[
قال الشافعي رحمه الله
●•●•●•●•●•●
آية من القرآن هي
سَهمٌ في قلبِ الظالم،
وبَلسمٌ على قلبِ المظلوم!
قيل:
وما هي؟
فقال:
قوله تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾
[مريم: 64[
فإذا رأيت من
يَهزَأُ بدين الله،
ويتآمر على دعوة الله،
ويستبيح حرمات الله،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يداهن الحكَّام،
وينافق المحكومين؛
لينالَ عرضًا من الدنيا،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يكذب على الله في دينه ورسله،
في بلاده وعباده،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يُلبس على الناس الحقَّ بالباطل،
ويخلط بين المعروف والمنكر،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يهتك أعراض الناس
بالغيبة أو اللعن أو إشاعة الفاحشة،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يُعاند السماء،
ويسفك الدماء،
ويبعثر الأشلاء،
ويُمثِّل بالشهداء،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يبثُّ الرعبَ في البلاد،
وينشر الخوفَ في العباد؛
فتتساقط دموع الثَّكالى،
وتتعالى صرخات الأيتام،
وتتصاعد آهات الأرامل،
ويعلو أنين الجرحى،
ويزداد ألم المصابين،
فقل لكل هؤلاء:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت زوار الليل يُعربدون ويعبثون،
ويهددون ويعتقلون،
يكشفون الأستار،
ويَفجعون الصغار،
ويُفزعون الكبار،
فقل لهم:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت الظالمين يصادرون الأموال،
وينهبون الأغراض،
ويهتكُون الأعراض،
فقل لهم:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت تضحيات المجاهدين،
وصبر المناضلين،
وثبات المرابطين،
فقل لكل هؤلاء:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
ولا يغرنَّ أحدًا منا حلمُ الله عليه؛
فإنه سبحانه يُمهِلُ ولا يُهمِلُ،
وما من مظلوم دعاه إلا رفع دعْوتَه فوق الغمام
وفتح لها أبواب السماء،
وقال:
((وعزتي، لأنصرنَّك ولو بعد حين)).
(وما كان ربك نسيا..)
لأعمالك الصالحة،
فاطمئن
ستأخذ اجرك عليها وافيا
(ماكان ربك نسيا)
لأعمال قلبك..
هل رحمت حيوان كاد أن يموت من الجوع والعطش.
والله ما كان ربك نسيا
هل تصدقت خفية.
والله ما كان ربك نسيا
هل أدخلت سرورا على مهموم
هل بررت والديك ولو بابتسامة
هل ساعدت جارك ولو بوصلة حبل،
او حمل كيس كادت يده أن تتمزق من الثقل …
هل رفعت قشرة موز من الطريق كادت أن تكسر أحدا ..
أو قطعة زجاج كادت أن تجرح طفلا او حتى حيوان...
اشياء نظنها صغيرة. ولكنها عند الله عظيمة…
وذلك وما كان ربك نسيا
هل توجعت..
هل بكيت. .
هل ناديت.
والله ما كان ربك نسيا
لن ينسى الله أوجاعك وآلامك ولن ينسى عبراتك
ودعائك وتوسلاتك.....
لأنه الله…
نعم الله البر الرحيم.
استودع كل حياتك لله.
أعمالك .
أقوالك أوجاعك.
حاجاتك..
حتى ذنوبك التي لا يعلمها إلا الله
ادعو الله ان تبقى بينك وبينه
ولا يكشفها أمام الخلق بنية التوبة والرجوع..
فهو الستيير الذي يستر عباده ولا يفضحهم. ..
أعمل صالحا بالخفاء..
غداً عملك الصالح في المحشر..
تجده اوفر واحوج ما تكون له
وينادي أن ينقذك الله به …
وبحسن إخلاصك
ثق بالله.
أرسل اعمالك الصالحة.
أرسل دعواتك. ..أ
أرسل حاجاتك في الخلوات
أخبره باوجاعك وهمومك .
ألزم صحبة الصالحين
ولبي نداء الكريم
{َاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
والله لن ينساااااااك
((وما كان ربك نسيا))
■◆■◆■◆■◆■
\\\\////
وبعد الموعظة نحيا مع التذكرة
علمنا رسول الله
ان بر الوالدين من اعلا درجات الإيمان
واللقاء 240
التقي أن شاء الله
15/3/20019
●•●•●•●•●•●•
أيها المؤمنون.
إن برَّ الوالدين من آعظم ما أمرَ اللهُ به عبادَه،
كيف لا؟
وقد قرَنَ اللهُ حقَّهُما بحقِّه سبحانه وتعالى،
وشُكْرَهُما بشُكرِهِ جلَّ في علاه،
فقال الله تعالى:
﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)
، وقال جل وعلا
﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}
.
ومما يُظهِرُ مكانةَ بِرِّ الوالدين في دينِنا الحنيفِ النصوصُ النبويةُ الكثيرةُ المستفيضةُ، والتي تحثُّ على بِرِّ الوالدين،
وتنهى عن عقوقِهِما،
فمن ذلك ما في "الصحيحين"
من حديث
ابن مسعود رضي الله عنه
قال
«سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أيُّ العملِ أحبُّ إلى اللهِ؟
قال: الصلاةُ على وقتِها،
قلت:
ثم أيُّ ؟
قال: بِرُّ الوالدين،
قلت: ثم أيُّ ؟
قال:
الجهادُ في سبيلِ اللهِ»
.
وفيهما أيضاً
من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال:
جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم
يستأذنُه في الجهادِ،
فقال:
«أحيٌّ والداك؟
قال:
نعم،
قال:
ففيهما فجاهدْ»
.
وعنه أيضاً قال:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
«رضا الرَّبِّ في رضا الوالدِ،
وسخطُ الرَّبِّ في سخطِ الوالدِ»
.
أيها المؤمنون.
فضلُ الوالدين كبيرٌ،
وإحسانُهما سابقٌ عظيمٌ،
تذكَّرْ رعايتَهُما لك
حالَ الصِّغَرِ،
وضَعفِ الطفولةِ.
حملتْك أُمُّك يا عبدَ اللهِ في أحشائِها تسعةَ أشْهُرٍ،
وهناً على وهنٍ،
حملتك كُرْهاً ووضعتك كُرْهاً.
فبالله يا عبد الله :
كم ليــلةٍ باتتْ بثقلِك تشتكِي ...... لها من جَــواها أنَّةٌ وزَفِيرُ
وفي الوضعِ لو تدرِي عليك مشقة ....... فكم غَصَصٍ منها الفؤادُ يطيرُ
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتَها ...... صفواًوإشـفاقاً وأنت صغيرُ
هذه حالُ أمِّك.
\\\\////
أما أبوك
###########
أيها الأخُ فتذكَّر كَدَّه وسعيَه وتنقُّلَه وسفرَه،
وتحمُّلَه الأخطار والأكدار؛ بحثاً عن كل ما تصلح به معيشتُك،
وإن كنت ناسياً فلا تنس انشغالَه بك وبصلاحِك ومستقبلِك وهمومِك.
نعم أيها الأخُ الكريمُ،
هذان هما والداك،
ألا يستحِقَّان منك البرَّ والإحسانَ والعطفَ والحنانَ؟!
بلى، والله إن ذلك لمن أعظمِ الحقوقِ.
◆◆◆◆◆◆◆◆
أيها المؤمنون
إنَّ مما يحثُّنا ويشجِّعُنا على برِّ الوالدين
تلك الفضائل
ُ التي رتَّبها الكريمُ العليم
ُ على برِّ الوالدين.
فمن تلك الفضائلِ:
""""""""""""""""""""""""
]}١[{
أن برَّ الوالدين سببٌ لدخولِ الجنةِ،
ففي "صحيح مسلم"
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
قال:
«رغِمَ أنفُه،
ثم رغِمَ أنفُه،
ثم رغِمَ أنفُه،
من أدرك أبويه عند الكِبَرِ،
أحدَهما أو كليْهما، ثم لم يدخِلاه الجنةَ»
]}٢[{
ومن فضائل برِّ الوالدين:
تفريجُ الكُرُباتِ،
وإجابةُ الدعواتِ،
فعن ابن عمر رضي الله عنهما
قال:
سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
«انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوُا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ،
فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ،
فَقَالُوا:
إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا اللهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ،
\\\\////
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمُ: اللَّهُمَّ
كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَان،
ِ وَكُنْتُ لاَ أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلاً وَلاَ مَالاً،
فَنَأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا،
فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ،
وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلاً أَوْ مَالاً،
فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا،
حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ،
فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا،
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ،
فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا،
لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ.
\\\\////
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
\\\\////
وَقَالَ الآخَرُ:
اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ
فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي،
حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ،
فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِئَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا،
فَفَعَلَتْ حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا،
قَالَتْ لاَ أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ،
فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا،
فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهْيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ،
وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا،
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجَ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ،
فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا.
\\\\////
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
\\\\////
وَقَالَ الثَّالِثُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ،
فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْوَالُ،
فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ
فَقَالَ:
يَا عَبْدَ اللهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي،
فَقُلْتُ لَهُ كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ،
فَقَالَ:
يَا عَبْدَ اللهِ، لاَ تَسْتَهْزِئْ بِي
فَقُلْتُ:
إِنِّي لاَ أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ،
فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا،
اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ،
فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ »
]}٣[{
ومن فضائلِ برِّ الوالدين:
سعةُ الرزقِ،
وطولُ العمرِ،
ففي "الصحيحين"
عن أنس رضي الله عنه
قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من سرَّه أن يُبسطَ عليه رزقُه،
ويُنسأُ في أثَرِه
فليصِلْ رحمَه»
، وبرُّ الوالدين
أعظمُ صورِ صلةِ الرحمِ.
]}٤[{
ومن فضائلِ برِّ الوالدين:
ما ورد في شأنِ من عقَّ والديه،
فإن الأحاديثَ كثيرةٌ مستفيضةٌ في تغليظِ عُقُوقِ الوالدينِ،
ولو لم يكن في ذلك إلا تحريمُ الجنَّةِ على العاقِّ -
نعوذُ باللهِ من الخُسران- لكفى،
ففي
"الصحيحين"
من حديث عائشة رضي الله عنها
قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يدخُلُ الجنَّةَ قاطعُ رحمٍ»
فيا أيها المؤمنون:
اتقوا اللهَ،
وقوموا بما فرضَ اللهُ عليكم من بِرِّ والديكم،
والإحسانِ إليهم، فإن حقَّهما عليكم عظيمٌ كبيرٌ،
\\\\\/////
جاء رجلٌ إلى
أميرِ المؤمنين عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه ،
فقال:
إن لي أمًّا قد بلغ منها الكبرُ،
أنها لا تقضي حوائجَها، إلا وظهْري لها مَطِيةٌ،
فهل أدَّيتُ حقَّها؟
فقال الفاروقُ المحدَّثُ رضي الله عنه :
"لا؛
لأنها كانت تصنعُ بك ذلك، وهي تتمنَّى بقاءَك،
وأنت تصنعُه، وأنت تتمنَّى فراقَها"
، ولكنك محسنٌ،
واللهُ يجزي المحسنين على القليل الكثير.
الخطبة الثانية
¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡
أما بعد.
فياأيها المؤمنون.
إن للوالدين حقوقاً وواجباتٍ،
أُذَكِّرُ ببعضها؛ رجاءَ أن يثمرَ ذلك
عملاً صالحاً،
وبرًّا حانياً،
فلئن كانت النفوسُ السَّوِيَّةُ مجبولةً على حبِّ مَن أحسَنَ إليها،
فإنَّ من شرائعِ الدِّينِ، وسماتِ المروءةِ، وضروراتِ العقلِ أن يُقابلَ الإحسانُ بالإحسانِ،
قال الله تعالى:
﴿هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلا الإحْسَانُ)
]1 [
فمن حقوقِ الوالدينِ عليْك:
محبتُهُما وتوقِيرُهُما على من سِواهما،
روى البخاريُّ في الأدبِ المفرد
ِ أن أبا هريرة رضي الله عنه
أبْصَرَ رجُلَين،
فقال لأَحَدِهما:
ما هذا منْك؟
فقال: أَبِي،
فقال:
"لا تُسمِّهِ باسمِهِ،
ولا تمشِ أمامَه،
ولا تجْلِسْ قبلَه"
]2 [
ومن بِرِّهِما:
الإحسانُ إليهما
بالقولِ والعملِ،
كما قال الله تعالى:
﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾
]3 [
ومن حقوقِهِما:
الدعاءُ لهما في الحياةِ،
وبعدَ المماتِ،
قال الله تعالى:
﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾،
وفي الحديث:
«إن الرجلَ ليرتفعُ في الجنةِ،
فيقولُ:
أَنَّى لي هذا؟
فيقال:
باستغفارِ ولدِك لك»
]4 [
ومن حقوقِهما:
صلةُ أهلِ وُدِّهِما،
فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
«إن أبرَّ البِرِّ صلةُ الرَّجُلِ أهلَ ودِّ أَبِيه»
]5 [
ومن حقوقِهِما:
النفقةُ عليهما إذا كانا محتاجِين للنَّفقة،
وعند الولدِ ما يزيدُ على حاجتِه،
قال شيخ الإسلام رحمه الله
"على الولدِ الموسرِ أن ينفقَ على أبِيه وزوجةِ أبيه،
وعلى إخوتِه الصغارِ،
وإن لم يفعلْ ذلك كان عاقًّا لأبيه،
قاطعاً لرَحِمِه،
مستحقاً لعقوبةِ اللهِ في الدنيا والآخرةِ"
]6 [
ومن حقوقهما:
التواضعُ لهما،
وخفْضُ الجناحِ،
قال الله تعالى:
﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا
فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً *
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة
ِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
]7 [
ومن حقوقِهِما:
إنفاذُ عهْدِهِما ؛
أي: وصيتهما،
ففي سنن أبي داود
أن رجلاً قال:
يارسول الله هل بقِيَ من برِّ أبَوَي شيءٌ،
أبرَّهُما بعد موتِهما؟
قال:
«نعم، الصلاةُ عليهما- ؛أي: الدعاءُ لهما –
وإنفاذُ عهدِهما من بعدِهِما،
وصلةُ الرحمِ، التي لا تُوصلُ إلا بهما»
وفي الختام
==========
هذه أيها المؤمنون بعضُ الحقوقِ التي افترضَها اللهُ عليكم لوالديكم،
ولا يظنُّ من وفَّقَه اللهُ في القيامِ ب????بعضِ الحقوقِ أنه قد قامَ بما عليه، وقد جزى والديه حقَّهُما
، قال النبي صلى الله عليه وسلم
:«لا يجزي ولدٌ والِدَه، إلا أنْ يجِدْه مملوكاً فيشترِيه، فيعتقه»
، ورأى ابن عمر رضي الله عنهما
رجلاً يمانيًّا بالبيت،
قد حمل أمَّه وراءَ ظهرِه،
وهو يقول:
إنِّي لها بعيرُها المذلَّلُ
إنْ أذْعَرَتْ ركابُها لم أُذعَرُ
ثم قال:
يا ابنَ عمرَ، أتراني جزيتُها ؟
قال:
لا، ولا بزفرةٍ واحدةٍ
؛ أي: عندَ الولادةِ.
اللهم إنا نسألُك أن تعيننا على القيام بما افترضت علينا من برِّ الوالدين.
ان بر الوالدين من اعلا درجات الإيمان
واللقاء 240
التقي أن شاء الله
15/3/20019
●•●•●•●•●•●•
الحمد لله
العفو الغفور
●●●●●●●●●●●
الحمد لله
الذي لا
تنقضى نعمه ولا تحصى على مر الدهور
وسـع
الخـلائـق حلمـه مهمـا ارتـكبـوا مـن شـرور
سبقت
رحمتـه غضبـه مـن قبـل خـلق الأيـام والشهـور
يتوب
على من تاب ويغفـر لمن أنـاب و يجـبر الـمكسور
نحمـده تبـارك و تعـالى
حـمـد القـانـع الشكور
◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆
و نعـود
بنـور وجهـه الكريـم مـن الكفـر والضلالة والفـجـور
ونسأله
السـلامـة ممـا يورث الكلالـة أو النـفـور
ونرجوه
العصمة فيما بقي من أعمارنا
وأن ينور قلوبنا و القبـور
وأشـهد أن لا إله إلا الله
وحده لاشريك له
جعـل الظـلمـات و النـور
●●●●●●●●●●●●●
خلق
سبع سموات طباقا ما ترى فيها من تفاوت أو فطور
أنـزل
مـن السمـاء مـاء فمنـه أنهـار و آبـار و بحـور
جعل
الليل لباسا و النـوم سبـاتـا و فى النهار نشـور
ميـز الأشياء بأضدادها
فبالظـل عـرف الحرور
ولولا الأعمى مـا اعتـبر البصـر ..
و لـولا الحـزن مـا عـرف السـرور .
ولولا السقيـم مـا شـكر السليـم ..
و لولا السفه ما مدح للعقـل حضور .
ولولا القحـط مـا طلـب الرخاء ..
و لـولا الخوف مـا كان للأمان ظهور.
ولولا الظلم ما كان للعدل فضيلة ..
و لولا الفسق ما كان للطائعين أجور .
ولـولا القبح ما مدح الجمـال ..
و لـولا الحمـائم مـا توحشت الصقور .
ولولا النقـص مـا عـرف الكمال ..
و لـولا الجـبن مـا انتـصر الجسـور .
ولولا الطمع مارجونا،
ولولا الخوف ما انتهينا،
ولولا الله ما إهتدينا،
وإلى الله ترجع الأمور.
وأشهـد أن سيـدنـا محمـدا عبـده و رسـولـه
كـامـل النـور
◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆
المـرفـوع ذكـره فى التوراة والإنجيل
وكذلك فى الـزبـور .
المزمـل بالفضـيلة
والمدثـر بـالطهر والعفاف
و الـمبرأ من الشرور .
ما كان سبابا ،
و ما كـان صخـابا ،
ولا دعا بالويل أو الثبـور .
ما لبس الحرير ،
و ما نام على الوثير ،
ولا شيدت لسكناه القصور .
ما زيفت له الحقائق ،
وما رفـعت لتحيته البيارق ،
ولا صفق لـه مـا أجـور .
ما مشت أمامه الأحراس،
وما دقت لأجله الأجراس،
ولا تغنت بأمجـاده الحـور .
ما أثاب على النفاق ،
وما أجاز لأمته الشقاق ،
ولا قيـل مـن أجـله الـزور .
إذا تكلم وعى سامعوه،
وإذا عمل قلده تابعوه،
بالإخـلاص
و ليس من أجل الظهور .
هو الرحمة المهداة،
وهو النعمة المسداة،
ولو تبعنا سنته ما اختلطت علينا الأمور .
اللهـم صـل وسـلم وبـارك عـلى نبينـا بـدر البدور .
وعلى الصحب والآل ومن تبع
وقنا بحبهم كل الشرور .
أمـا بـعـد
■◆■◆■◆■◆■◆
موعظة
في اية
◆◆◆◆◆
((وما كان ربُك نسيا))
....
كثيرا ما تمر بنا هذه الآية الكريمة ولكن هل تدبرناها ،
هل عقلناها،
هل تفكرنا بها
والله إنها لآية تطيب القلوب،
وتريح الصدور
كيف لا وقد قالها رب العزة والجلال…
ومن أصدق من الله قيلا وحديثا…
[[وما كان ربك نسيًّا]]
~~~~~~~~~~~~~~
الإنسان مراقَبٌ على مدار اللحظة،
الكتاب الإلهي ينسخ ما يفعل،
ويسجِّلُ ما يترك
حتى يوم العرض الأكبر
\\\\////
﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ﴾
[الحاقة: 18[
عملُك
يُنسَخُ في آلة إلهية لا تضل ولا تنسى،
ويُحفَظُ
في مكان مأمون لا يتلف ولا يسرق،
ولا يصادر،
ولا يتغير بتغير المناخ من أعاصير أو رياح، كلا!
وإنما:
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾
[الزلزلة: 7، 8[
كيف؟!
الله تعالى يقول
﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُو
ا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾
[المجادلة: 6[
أي:
إن أعمالنا تُحصَى علينا،
يستوي في ذلك
كبيرُها وصغيرها،
جليلُها ودقيقُها،
سرُّها وجهرها،
إحصاء دقيق، وحفظ وثيق!
أحصى كلَّ شيء في كتاب
﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴾
[النبأ: 29[
في يوم القيامة وبين يدي الله تعالى سيُفاجَأُ الخلق
بهذه الأعمال
مكتوبةً يقرؤونها،
ومسطورةً يشهدونها،
وبارزةً يُحسونها،
فيُسقَط في أيديهم،
وتعلو الحسرة وجوههم،
ويقولون كما قال القرآن:
﴿ مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾
[الكهف: 49[
تؤكد آيات القرآن الكريم على أن جميع المخلوقات
تقع تحت
سمع الله وبصره،
وإحاطته وعلمه،
صغرت هذه المخلوقات أم كبرت،
رأتها العيون أو اختفت عنها
﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُو
َ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر
ِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا
وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾
[الأنعام: 59[
قال الشافعي رحمه الله
●•●•●•●•●•●
آية من القرآن هي
سَهمٌ في قلبِ الظالم،
وبَلسمٌ على قلبِ المظلوم!
قيل:
وما هي؟
فقال:
قوله تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾
[مريم: 64[
فإذا رأيت من
يَهزَأُ بدين الله،
ويتآمر على دعوة الله،
ويستبيح حرمات الله،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يداهن الحكَّام،
وينافق المحكومين؛
لينالَ عرضًا من الدنيا،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يكذب على الله في دينه ورسله،
في بلاده وعباده،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يُلبس على الناس الحقَّ بالباطل،
ويخلط بين المعروف والمنكر،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يهتك أعراض الناس
بالغيبة أو اللعن أو إشاعة الفاحشة،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يُعاند السماء،
ويسفك الدماء،
ويبعثر الأشلاء،
ويُمثِّل بالشهداء،
فقل له:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت من يبثُّ الرعبَ في البلاد،
وينشر الخوفَ في العباد؛
فتتساقط دموع الثَّكالى،
وتتعالى صرخات الأيتام،
وتتصاعد آهات الأرامل،
ويعلو أنين الجرحى،
ويزداد ألم المصابين،
فقل لكل هؤلاء:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت زوار الليل يُعربدون ويعبثون،
ويهددون ويعتقلون،
يكشفون الأستار،
ويَفجعون الصغار،
ويُفزعون الكبار،
فقل لهم:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت الظالمين يصادرون الأموال،
وينهبون الأغراض،
ويهتكُون الأعراض،
فقل لهم:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
وإذا رأيت تضحيات المجاهدين،
وصبر المناضلين،
وثبات المرابطين،
فقل لكل هؤلاء:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
ولا يغرنَّ أحدًا منا حلمُ الله عليه؛
فإنه سبحانه يُمهِلُ ولا يُهمِلُ،
وما من مظلوم دعاه إلا رفع دعْوتَه فوق الغمام
وفتح لها أبواب السماء،
وقال:
((وعزتي، لأنصرنَّك ولو بعد حين)).
(وما كان ربك نسيا..)
لأعمالك الصالحة،
فاطمئن
ستأخذ اجرك عليها وافيا
(ماكان ربك نسيا)
لأعمال قلبك..
هل رحمت حيوان كاد أن يموت من الجوع والعطش.
والله ما كان ربك نسيا
هل تصدقت خفية.
والله ما كان ربك نسيا
هل أدخلت سرورا على مهموم
هل بررت والديك ولو بابتسامة
هل ساعدت جارك ولو بوصلة حبل،
او حمل كيس كادت يده أن تتمزق من الثقل …
هل رفعت قشرة موز من الطريق كادت أن تكسر أحدا ..
أو قطعة زجاج كادت أن تجرح طفلا او حتى حيوان...
اشياء نظنها صغيرة. ولكنها عند الله عظيمة…
وذلك وما كان ربك نسيا
هل توجعت..
هل بكيت. .
هل ناديت.
والله ما كان ربك نسيا
لن ينسى الله أوجاعك وآلامك ولن ينسى عبراتك
ودعائك وتوسلاتك.....
لأنه الله…
نعم الله البر الرحيم.
استودع كل حياتك لله.
أعمالك .
أقوالك أوجاعك.
حاجاتك..
حتى ذنوبك التي لا يعلمها إلا الله
ادعو الله ان تبقى بينك وبينه
ولا يكشفها أمام الخلق بنية التوبة والرجوع..
فهو الستيير الذي يستر عباده ولا يفضحهم. ..
أعمل صالحا بالخفاء..
غداً عملك الصالح في المحشر..
تجده اوفر واحوج ما تكون له
وينادي أن ينقذك الله به …
وبحسن إخلاصك
ثق بالله.
أرسل اعمالك الصالحة.
أرسل دعواتك. ..أ
أرسل حاجاتك في الخلوات
أخبره باوجاعك وهمومك .
ألزم صحبة الصالحين
ولبي نداء الكريم
{َاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
والله لن ينساااااااك
((وما كان ربك نسيا))
■◆■◆■◆■◆■
\\\\////
وبعد الموعظة نحيا مع التذكرة
علمنا رسول الله
ان بر الوالدين من اعلا درجات الإيمان
واللقاء 240
التقي أن شاء الله
15/3/20019
●•●•●•●•●•●•
أيها المؤمنون.
إن برَّ الوالدين من آعظم ما أمرَ اللهُ به عبادَه،
كيف لا؟
وقد قرَنَ اللهُ حقَّهُما بحقِّه سبحانه وتعالى،
وشُكْرَهُما بشُكرِهِ جلَّ في علاه،
فقال الله تعالى:
﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)
، وقال جل وعلا
﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}
.
ومما يُظهِرُ مكانةَ بِرِّ الوالدين في دينِنا الحنيفِ النصوصُ النبويةُ الكثيرةُ المستفيضةُ، والتي تحثُّ على بِرِّ الوالدين،
وتنهى عن عقوقِهِما،
فمن ذلك ما في "الصحيحين"
من حديث
ابن مسعود رضي الله عنه
قال
«سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أيُّ العملِ أحبُّ إلى اللهِ؟
قال: الصلاةُ على وقتِها،
قلت:
ثم أيُّ ؟
قال: بِرُّ الوالدين،
قلت: ثم أيُّ ؟
قال:
الجهادُ في سبيلِ اللهِ»
.
وفيهما أيضاً
من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال:
جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم
يستأذنُه في الجهادِ،
فقال:
«أحيٌّ والداك؟
قال:
نعم،
قال:
ففيهما فجاهدْ»
.
وعنه أيضاً قال:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
«رضا الرَّبِّ في رضا الوالدِ،
وسخطُ الرَّبِّ في سخطِ الوالدِ»
.
أيها المؤمنون.
فضلُ الوالدين كبيرٌ،
وإحسانُهما سابقٌ عظيمٌ،
تذكَّرْ رعايتَهُما لك
حالَ الصِّغَرِ،
وضَعفِ الطفولةِ.
حملتْك أُمُّك يا عبدَ اللهِ في أحشائِها تسعةَ أشْهُرٍ،
وهناً على وهنٍ،
حملتك كُرْهاً ووضعتك كُرْهاً.
فبالله يا عبد الله :
كم ليــلةٍ باتتْ بثقلِك تشتكِي ...... لها من جَــواها أنَّةٌ وزَفِيرُ
وفي الوضعِ لو تدرِي عليك مشقة ....... فكم غَصَصٍ منها الفؤادُ يطيرُ
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتَها ...... صفواًوإشـفاقاً وأنت صغيرُ
هذه حالُ أمِّك.
\\\\////
أما أبوك
###########
أيها الأخُ فتذكَّر كَدَّه وسعيَه وتنقُّلَه وسفرَه،
وتحمُّلَه الأخطار والأكدار؛ بحثاً عن كل ما تصلح به معيشتُك،
وإن كنت ناسياً فلا تنس انشغالَه بك وبصلاحِك ومستقبلِك وهمومِك.
نعم أيها الأخُ الكريمُ،
هذان هما والداك،
ألا يستحِقَّان منك البرَّ والإحسانَ والعطفَ والحنانَ؟!
بلى، والله إن ذلك لمن أعظمِ الحقوقِ.
◆◆◆◆◆◆◆◆
أيها المؤمنون
إنَّ مما يحثُّنا ويشجِّعُنا على برِّ الوالدين
تلك الفضائل
ُ التي رتَّبها الكريمُ العليم
ُ على برِّ الوالدين.
فمن تلك الفضائلِ:
""""""""""""""""""""""""
]}١[{
أن برَّ الوالدين سببٌ لدخولِ الجنةِ،
ففي "صحيح مسلم"
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم
قال:
«رغِمَ أنفُه،
ثم رغِمَ أنفُه،
ثم رغِمَ أنفُه،
من أدرك أبويه عند الكِبَرِ،
أحدَهما أو كليْهما، ثم لم يدخِلاه الجنةَ»
]}٢[{
ومن فضائل برِّ الوالدين:
تفريجُ الكُرُباتِ،
وإجابةُ الدعواتِ،
فعن ابن عمر رضي الله عنهما
قال:
سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
«انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوُا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ،
فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ،
فَقَالُوا:
إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا اللهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ،
\\\\////
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمُ: اللَّهُمَّ
كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَان،
ِ وَكُنْتُ لاَ أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلاً وَلاَ مَالاً،
فَنَأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا،
فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ،
وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلاً أَوْ مَالاً،
فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا،
حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ،
فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا،
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ،
فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا،
لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ.
\\\\////
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
\\\\////
وَقَالَ الآخَرُ:
اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ
فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي،
حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ،
فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِئَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا،
فَفَعَلَتْ حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا،
قَالَتْ لاَ أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ،
فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا،
فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهْيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ،
وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا،
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجَ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ،
فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا.
\\\\////
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
\\\\////
وَقَالَ الثَّالِثُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ،
فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْوَالُ،
فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ
فَقَالَ:
يَا عَبْدَ اللهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي،
فَقُلْتُ لَهُ كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ،
فَقَالَ:
يَا عَبْدَ اللهِ، لاَ تَسْتَهْزِئْ بِي
فَقُلْتُ:
إِنِّي لاَ أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ،
فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا،
اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ،
فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ »
]}٣[{
ومن فضائلِ برِّ الوالدين:
سعةُ الرزقِ،
وطولُ العمرِ،
ففي "الصحيحين"
عن أنس رضي الله عنه
قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من سرَّه أن يُبسطَ عليه رزقُه،
ويُنسأُ في أثَرِه
فليصِلْ رحمَه»
، وبرُّ الوالدين
أعظمُ صورِ صلةِ الرحمِ.
]}٤[{
ومن فضائلِ برِّ الوالدين:
ما ورد في شأنِ من عقَّ والديه،
فإن الأحاديثَ كثيرةٌ مستفيضةٌ في تغليظِ عُقُوقِ الوالدينِ،
ولو لم يكن في ذلك إلا تحريمُ الجنَّةِ على العاقِّ -
نعوذُ باللهِ من الخُسران- لكفى،
ففي
"الصحيحين"
من حديث عائشة رضي الله عنها
قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يدخُلُ الجنَّةَ قاطعُ رحمٍ»
فيا أيها المؤمنون:
اتقوا اللهَ،
وقوموا بما فرضَ اللهُ عليكم من بِرِّ والديكم،
والإحسانِ إليهم، فإن حقَّهما عليكم عظيمٌ كبيرٌ،
\\\\\/////
جاء رجلٌ إلى
أميرِ المؤمنين عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه ،
فقال:
إن لي أمًّا قد بلغ منها الكبرُ،
أنها لا تقضي حوائجَها، إلا وظهْري لها مَطِيةٌ،
فهل أدَّيتُ حقَّها؟
فقال الفاروقُ المحدَّثُ رضي الله عنه :
"لا؛
لأنها كانت تصنعُ بك ذلك، وهي تتمنَّى بقاءَك،
وأنت تصنعُه، وأنت تتمنَّى فراقَها"
، ولكنك محسنٌ،
واللهُ يجزي المحسنين على القليل الكثير.
الخطبة الثانية
¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡
أما بعد.
فياأيها المؤمنون.
إن للوالدين حقوقاً وواجباتٍ،
أُذَكِّرُ ببعضها؛ رجاءَ أن يثمرَ ذلك
عملاً صالحاً،
وبرًّا حانياً،
فلئن كانت النفوسُ السَّوِيَّةُ مجبولةً على حبِّ مَن أحسَنَ إليها،
فإنَّ من شرائعِ الدِّينِ، وسماتِ المروءةِ، وضروراتِ العقلِ أن يُقابلَ الإحسانُ بالإحسانِ،
قال الله تعالى:
﴿هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلا الإحْسَانُ)
]1 [
فمن حقوقِ الوالدينِ عليْك:
محبتُهُما وتوقِيرُهُما على من سِواهما،
روى البخاريُّ في الأدبِ المفرد
ِ أن أبا هريرة رضي الله عنه
أبْصَرَ رجُلَين،
فقال لأَحَدِهما:
ما هذا منْك؟
فقال: أَبِي،
فقال:
"لا تُسمِّهِ باسمِهِ،
ولا تمشِ أمامَه،
ولا تجْلِسْ قبلَه"
]2 [
ومن بِرِّهِما:
الإحسانُ إليهما
بالقولِ والعملِ،
كما قال الله تعالى:
﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾
]3 [
ومن حقوقِهِما:
الدعاءُ لهما في الحياةِ،
وبعدَ المماتِ،
قال الله تعالى:
﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾،
وفي الحديث:
«إن الرجلَ ليرتفعُ في الجنةِ،
فيقولُ:
أَنَّى لي هذا؟
فيقال:
باستغفارِ ولدِك لك»
]4 [
ومن حقوقِهما:
صلةُ أهلِ وُدِّهِما،
فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
«إن أبرَّ البِرِّ صلةُ الرَّجُلِ أهلَ ودِّ أَبِيه»
]5 [
ومن حقوقِهِما:
النفقةُ عليهما إذا كانا محتاجِين للنَّفقة،
وعند الولدِ ما يزيدُ على حاجتِه،
قال شيخ الإسلام رحمه الله
"على الولدِ الموسرِ أن ينفقَ على أبِيه وزوجةِ أبيه،
وعلى إخوتِه الصغارِ،
وإن لم يفعلْ ذلك كان عاقًّا لأبيه،
قاطعاً لرَحِمِه،
مستحقاً لعقوبةِ اللهِ في الدنيا والآخرةِ"
]6 [
ومن حقوقهما:
التواضعُ لهما،
وخفْضُ الجناحِ،
قال الله تعالى:
﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا
فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً *
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة
ِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
]7 [
ومن حقوقِهِما:
إنفاذُ عهْدِهِما ؛
أي: وصيتهما،
ففي سنن أبي داود
أن رجلاً قال:
يارسول الله هل بقِيَ من برِّ أبَوَي شيءٌ،
أبرَّهُما بعد موتِهما؟
قال:
«نعم، الصلاةُ عليهما- ؛أي: الدعاءُ لهما –
وإنفاذُ عهدِهما من بعدِهِما،
وصلةُ الرحمِ، التي لا تُوصلُ إلا بهما»
وفي الختام
==========
هذه أيها المؤمنون بعضُ الحقوقِ التي افترضَها اللهُ عليكم لوالديكم،
ولا يظنُّ من وفَّقَه اللهُ في القيامِ ب????بعضِ الحقوقِ أنه قد قامَ بما عليه، وقد جزى والديه حقَّهُما
، قال النبي صلى الله عليه وسلم
:«لا يجزي ولدٌ والِدَه، إلا أنْ يجِدْه مملوكاً فيشترِيه، فيعتقه»
، ورأى ابن عمر رضي الله عنهما
رجلاً يمانيًّا بالبيت،
قد حمل أمَّه وراءَ ظهرِه،
وهو يقول:
إنِّي لها بعيرُها المذلَّلُ
إنْ أذْعَرَتْ ركابُها لم أُذعَرُ
ثم قال:
يا ابنَ عمرَ، أتراني جزيتُها ؟
قال:
لا، ولا بزفرةٍ واحدةٍ
؛ أي: عندَ الولادةِ.
اللهم إنا نسألُك أن تعيننا على القيام بما افترضت علينا من برِّ الوالدين.
الشيخ حسنى شتيوى- Admin
- عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
مواضيع مماثلة
» علمني رسول الله واللقاء 275 ان حب الوطن من أعلا وأجل درجات الإيمان. التقي ان شاء الله 11/10/2019
» علمنا رسول الله ان اولادنافلذات اكبادنا كيف يكون زخرا لنا؟؟ واللقاء 235 التقي ان شاء الله 8/2/2019 ان شاء الله
» علمنا رسول الله ان (رَمَضَانُ فرصة لا تُعَوَّضُ) واللقاء 248 التقي ان شاء الله 3/5/2019
» مع علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء293 ان الإيمان سبيل الجنة التقي ان شاء الله 7/2/2020
» علمني رسول الله ان الثبات علي الدين دليلا الإيمان واللقاء 255 التقي ان شاء الله اول جمعة من شوال 1440 2019
» علمنا رسول الله ان اولادنافلذات اكبادنا كيف يكون زخرا لنا؟؟ واللقاء 235 التقي ان شاء الله 8/2/2019 ان شاء الله
» علمنا رسول الله ان (رَمَضَانُ فرصة لا تُعَوَّضُ) واللقاء 248 التقي ان شاء الله 3/5/2019
» مع علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء293 ان الإيمان سبيل الجنة التقي ان شاء الله 7/2/2020
» علمني رسول الله ان الثبات علي الدين دليلا الإيمان واللقاء 255 التقي ان شاء الله اول جمعة من شوال 1440 2019
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى