ستر المسلم اولا
صفحة 1 من اصل 1
ستر المسلم اولا
استر اخاك ولك الجنة
الحمد لله الذي اذل بالموت رقاب الجبابرة,
وانهى بالموت امال القياصرة,
فنقلهم الموت من القصور الى القبور,ومن ضياء المهود الى ظلمة اللحود ,
ومن ملاعبة الجواري والنساء والغلمان الى مقاساة الهوام والديدان,
ومن التنعم في الوان الطعام والشراب الى التمرغ في الوان الوحل والتراب
احمدك يا رب واستعينك واستهديك,
لا احصي ثناء عليك,انت كما اثنيت على نفسك
جل ثناؤك وعظم جاهك,ولا اله غيرك,
اشهد ان لااله االا الله وحده لا شريك له
ينادي يوم القيامة بعد فناء خلقه,ويقول –
انا الملك,لمن الملك اليوم
,ثم يجيب على ذاته سبحانه = لله الواحد القهار,
سبحانه سبحانه
سبحانه,ذو العزة والجبروت,
سبحان ذي الملك والملكوت,
سبحان الذي لا يموت,
سبحان من كتب الفناء على الخلائق ولا يموت
واشهد ان نبينا وحبيبنا محمدا نبيه ورسوله وصفيه من خلقه وخليله,
ادى الامانة
وبلغ الرسالة ونصح للامة قكشف الله به الغمة,
وجاهد
في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين,
وعاش
طوال ايامه ولياليه يمشي على شوك الاسى,ويخطو على جمر الكيد والعنت
يلتمس
الطريق لهادية الضالين وارشاد الحائرين حتى علم الجاهل وقوم المعوج وامن الخائف وطمان القلق
ونشر اضواء الحق والخير والتوحيد والايمان كما تنشر الشمس اضواءها في سائر الاكوان
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه
رفع الله له ذكره وشرح الله صدره ووضع الله عنه وزره
وزكاه ربه على جميع الخلق ومع ذلك خاطبه
انك ميت وانهم ميتون
[الزمر]
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله وصحبه واحبابه واتباعه وعلى كل من اقتفى اثره واهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين
احبابى في الله أتقوا الله
واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هوجاز عن والده شيئا إلا من أتى الرحمن بقلب سليم
تزود للذي لابد منه فإن الموت ميقات العباد
وتب مما جنيت وأنت حي وكن متهيأ قبل الرقاد
ستندم إن رحلت بغير زاد وتشقي إذ يناديك المناد
أترضي أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد
واليوم سنتحدث عن ستر المسلم لغيره وما قد يترتب على عدم الستر لبعضنا البعض
فالله تعالى لا يحب أن يجاهر الإنسان بكلام السوء ولا بإشاعة السوء ,
قال تعالى :
لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا
إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا
(149) . سورة النساء.
ففي تتبع عورات الناس وفضحهم نشر للرذيلة بين العباد ,
وحباً لإشاعة الفاحشة بينهم ,وهو ما حذرنا الله تعالى منه , قال سبحانه :
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا
لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
(19). سورة النور:19.
فكل ما كان سيئًا من القول، فالجهر به لا يحبُّه الله عزَّ وجلَّ ,
والتفتيش عن عيوب الناس وتتبع عوراتهم وسوء الظن بهم ليس من أخلاقيات المؤمن
"إذا رأيت من أخيك عيباً فإن كتمته عنه فقد خنته،
وإن قلته لغيره فقد اغـتبته،
وإن واجهته به فقد أوحشته.
بل تعرض له في جملة حديثك وابتسم"
واعلمواإن الله أخفى ثلاثاً في ثلاث:
أخفى رضاه في طاعته .. فلا تحقرن من المعروف شيئا،،
وأخفى سخطه في معصيته .. فلا تحقرن من الذنوب شيئا،،
وأخفى أولياءه في عباده .. فلا تحقرن من الناس أحدا،
لقد كثرت النصوص التي تحثُّ على ستر المسلم،
وتحذر من تتبُّع عوراته وزلاَّته ليفضح بين الناس، من ذلك:
1- قوله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -:
((مَن ستَر مسلمًا ستَرَه الله يوم القيامة)).
2- وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -:
((مَن ستَر عورةَ أخيه المسلم، ستر الله عورته يومَ القيامة، ومَن كشفَ عورة أخيه المسلم، كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته))
-عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم أنه قال:
يا معشر مَن أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتَّبعوا عوراتهم؛
فإنه مَن يتبع عثرات أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله
ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما عَرَضَ عليه رَجُلٌ ،
فَقَالَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في النَّجْوَى
فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
:إِنَّ اللَّهَ يُدْنِى الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أي رَبِّ.
حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى في نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا ، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ ُ.
أمَّا خَيْر الخلق وأَعْرفُ الخلق بما يُرضي الله - تعالى - فقد كان بعيدًا عن كشف العورات،
حريصًا على كَتْم الزلاَّت، كان إذا رأى شيئًا يُنكره ويكرهُه، عرَّض بأصحابه وألمح، وقال للناس:
ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا.
.
وعَنْ َ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
فَجَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَىَّ ، قَالَ :
وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ ، قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا ، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللهِ ، قَالَ :
أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ ،
أَوْ قَالَ حَدَّكَ.
أخرجه البُخَارِي ومسلم
ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم النموذج الأعلى في الستر على الناس وعدم تعييرهم بأخطائهم وهفواتهم ,
قال زَيْدَ بن أَسْلَمَ قال خَوَّاتَ بن جُبَيْرٍ ، قَالَ : نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ الظَّهْرَانِ ،
قَالَ : فَخَرَجْتُ مِنْ خِبَائِي فَإِذَا أَنَا بنسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ ،
فَأَعْجَبْنَنِي ، فَرَجَعْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ عَيْبَتِي ،
فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا حُلَّةً فَلَبِسْتُهَا وَجِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُنَّ ،
وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قُبَّتِهِ ، فَقَالَ :
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا يُجْلِسُكَ مَعَهُنَّ ؟ ,
فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِبْتُهُ واخْتَلَطْتُ ،
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَمَلٌ لِي شَرَدَ ، فَأَنَا أَبْتَغِي لَهُ قَيْدًا فَمَضَى وَاتَّبَعْتُهُ ،
فَأَلْقَى إِلَيَّ رِدَاءَهُ وَدَخَلَ الأَرَاكَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ مَتْنِهِ فِي خَضِرَةِ الأَرَاكِ ،
فَقَضَى حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ ، فَأَقْبَلَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ ، أَوْ قَالَ : يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ ،
فَقَالَ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ جَمَلِكَ ؟ ,
ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَجَعَلَ لا يَلْحَقُنِي فِي الْمَسِيرِ ، إِلا قَالَ :
السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ ؟
فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَعَجَّلْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ،
واجْتَنَبْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُجَالَسَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ تَحَيَّنْتُ سَاعَةَ خَلْوَةِ الْمَسْجِدِ ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَقُمْتُ أُصَلِّي ،
وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ حِجْرِهِ فَجْأَةً فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وطَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ يَذْهَبَ ويَدَعُنِي ،
فَقَالَ : طَوِّلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ فَلَسْتُ قَائِمًا حَتَّى تَنْصَرِفَ ، ,
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي :
وَاللَّهِ لأَعْتَذِرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأُبْرِئْنَ صَدْرَهُ ،
فَلَمَّا قَالَ :
السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ ؟ ,
فَقُلْتُ :
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا شَرَدَ ذَلِكَ الْجَمَلُ مُنْذُ أَسْلَمَ ،
فَقَالَ :
رَحِمَكَ اللَّهُ ثَلاثًا ، ثُمَّ لَمْ يُعِدْ لِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ .
أخرجه الطبرانى رجال الصحيح.
الستر على العاصي من صفات المؤمن الصالح :
وفي قصة ماعزُ بن مالكٍ الأسلمي
ما يؤكد حث الإسلام على الستر على العصاة ,
فقد كان ماعز الأسلمي أحدُ الأصحاب الأخيار ممن وقر الإيمانُ في قلبه، فآمن بربه،
وصدَّق برسالة نبيِّه، وعاش في مدينة رسول الله يَحمل بين جنبَيه نورَ الإيمان، وضياء التَّقوى،
بَيْدَ أنَّه لم ينفك عن بشريَّته، ولم ينسلخ من ضعفه الآدمي؛
فزيَّن له الشيطانُ فعلَ الحرام، وأزَّته نفسُه الأمَّارة نحوَ الفاحشة أزًّا،
وفي ساعة الغفلة وسكرة الشَّهوة وقع في الإثم، وكان من أمره ما كان.
عصى ماعزٌ ربَّه، وأيقن أنَّ ذاك من عَمَلِ الشيطان؛ إنه عدو مضل مبين، فاحترق قلبه، وتلوَّعت نفسُه ندمًا وأسفًا،
وعاش أيامًا عدة في بُؤس وغمٍّ، وحسرةٍ وهمٍّ. عندها قرر ماعز أنْ يبوحَ بأمره ذاك إلى أحد بني عشيرته، وهو هزَّال بن يزيد الأسلمي،
الذي أشار عليه أن يعترفَ ويقرَّ أمام النبي - صلَّى الله عليه وسلم - بخطيئته.
مشى المذنب التائب تجرُّه رِجلاه نحوَ الرَّحمة المُهداة، فوقف في حياءٍ واستحياء، ونطق بجُرمه ومَعصيته،
فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فكرر ماعز اعترافَه، وأقرَّ أربعًا، وألح على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يُقيمَ حدَّ الله، فلم يكُن بدٌّ من إقامة الحد، حدِّ الرجم،
فرجمه الصحابة حتَّى فاضت روحُه إلى بارئها،
ثم صلَّى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم –
ودعا له، واستغفر، وأثنى على توبته وصدقه مع ربِّه.
فلما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم –
أنَّ هزَّالاً الأسلميَّ هو الذي أشار عليه بالاعتراف، دعاه ثم قال:
يا هزَّالُ، لو سترته بثَوْبك، كان خيرًا لك مما صنعت به.
ومعنى الستر هنا عامٌّ لا يتقيَّد بالستر البدني فقط، أو الستر المعنوي فقط، بل يشملهما جميعًا، فمَن ستَر مسلمًا ستَرَه الله في الدنيا والآخرة؛
ستَر بدنه كأن رأى منه عورة مكشوفة فستَرَها، أو رأت امرأة شيئًا من جسد أختها مكشوفًا غير منتبهة إليه فغطَّته، وستره معنويًّا فلم يظهر عيبه، فلم يسمح لأحدٍ أن يغتابه ولا أن يذمَّه،
مَن فعل ذلك ستَرَه الله في الدنيا والآخرة، فلم يفضحه بإظهار عيوبه وذنوبه.
ذكر ابن قدامة في التوابين:
أن بني إسرائيل لحقهم قحط على عهد موسى عليه السلام فاجتمع الناس إليه
فقالوا: يا كليم الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث
فقال موسى عليه السلام فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفاً أو يزيدون
إلهي اسقنا غيثك وانشرعلينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع فما زادت السماء إلا تقشعاً والشمس إلا حرارة
فقال موسى : إلهي اسقنا
فقال الله : كيف أسقيكم ؟
وفيكم عبد يبارزني بالمعاصي منذ أربعين سنة الناس حتى يخرج من بين أظهركم ففبه منعتكم فناد في
فصاح موسى في قومه : يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة اخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر
فنظر العبد العاصي ذات اليمين وذات الشمال فلم ير أحداً خرج فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه
إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني سرائيل وإن قعدت معهم منعوا لأجلي فانكسرت نفسه ودمعت عينه فأدخل رأسه في ثيابه نادماً على فعاله
وقال: إلهي وسيدي عصيتك أربعين سنة وأمهلتني وقد أتيتك طائعاً فاقبلني وأخذ يبتهل إلى خالقه فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب .
فعجب موسى وقال : إلهي سقيتنا وما خرج من بين أظهرنا أحد .
فقال الله : يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم .
فقال موسى : إلهي أرني هذا العبد الطائع
فقال : يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصيني أأفضحه وهو يطيعن
ورد أن سيدنا عمر رضي الله عنه جلس بين مجموعة من أصحابه، فأخرج أحد الحاضرين ريحًا،
فأراد عمر أن يأمر صاحب ذلك الريح أن يقوم فيتوضأ
فقال جرير بن عبد الله رضي الله عنه لعمر:
يا أمير المؤمنين، أو يتوضأ القوم جميعًا؟
فسُرَّ عمر بن الخطاب من رأيه وقال له:
رحمك الله نِعْمَ السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام.
ها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جاءتْها
امرأةٌ، فأخبرتها أنَّ رجلاً قد أخذ بساقها وهي مُحرمة - أي: حاول كشف عورتها - فقاطعتها عائشةُ،
وأعرضت بوجهها وقالت:
يا نساءَ المؤمنين، إذا أذنبتْ إحداكُنَّ ذنبًا، فلا تخبرن به النَّاس، ولتستغفر الله، ولتتب إليه؛ فإنَّ العباد يُعيِّرونَ ولا يُغيِّرون، والله يُغَيِّر ولا يُعيِّر.
مكارم الأخلاق للخرائطي.
وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله -:
"المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير"
حث الإسلام على الستر على المسلمين:
روى أبو داود أن عقبة بن عامر رضي الله عنه
كان له كاتب،وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر
فقال يومًا لعقبة:
إنَّ لنا جيرانًا يشربون الخمر، وسأبلغ الشرطة ليأخذوهم،
فقال له عقبة: لا تفعل وعِظْهُمْ،
فقال الكاتب:
إني نهيتهم فلم ينتهوا، وأنا داعٍ لهم الشرطة.
فقال عقبة: رضي الله عنه ويحك؛ لا تفعل
فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موؤودة)
وروى النابلسي أيضًا أن أحد خطباء دمشق،
رأى في المنام رسول الله، يقول له: قل لجارك فلان:
إنه رفيقي في الجنة
وكان جاره هذا بائعًا فقيرًا شديد الفقر، من جيران المسجد,طرق الخطيب باب الرجل، ففتح له ورحب به
فقال له: لك عندي بشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن أعلمك إياها إلا إذا أخبرتني ماذا فعلت مع ربك؟
فامتنع، فألح عليه، وأقسم
فقال له: كنت خطبت امرأة وتزوجتها، وفي الشهر الخامس، كانت حاملاً في الشهر التاسع، يعني أن الحمل لم يكن مني، زلت قدمها،
وكان بإمكاني أن أفضحها، وأن أطلقها، لكن أردت أن أسترها، فلعلها تتوب على يدي، جئت لها بولاّدة،
وولدت في الليل، وحملت الطفل الصغير الذي ليس مني تحت عباءتي، ودخلت جامعًا في
السنجقدار، بعد أن نوى الإمام فريضة الفجر، فوضعت الغلام وراء الباب، والتحقت بالمصلين، ولم يرني أحد،
فلما انتهت الصلاة تحلق الناس حول الغلام، ودهشوا،
فجئت، وكأني لم أعلم ما الخبر،فهتفت في الناس: أنا أكفله، أعطوني إياه فأنا مشتاق للولد
فأخذته أمام أهل الحي على أنه لقيط، وتوليت تربيته، ورددته إلى أمه التي تابت بعد ذلك وحسن حالها بفضل الله تعالى
******
وقد رُوِي عن بعض السلف أنه قال:
أدركت قومًا لم يكن لهم عيوب، فذكروا عيوب الناس، فذكر الناس عيوبهم،
وأدركت قومًا كانت لهم عيوب، فكفُّوا عن عيوب الناس فنُسِيت عيوبهم
الستر على العاصي من صفات المؤمن الصالح
واخيرا
من وصايا لقمان الحكيم لابنه :
يا بنى
إذا كنت في صلاة فاحفــــظ قلبك .
... وإذا كنت في مجلس الناس فاحفظ لسانك .
وإذا كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك .
وإذا كنت على الطعــام فاحفظ معدتك .
واثــنــتـــان لا تذكرهمـــا أبداً :
إســـــــــــــاءة الناس إليك
وإحسانك للناس
استر اخوانك ودع الامر لله واسمع
قول القائل
عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يسهوا عنه أن يقول
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
(83)} .......... (الأنبياء)
والله تعالى يقول بعدها:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ{
(84)}.
====================
عجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول:
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
(87) } .......... (الأنبياء)
والله تعالى يقول بعدها:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ
(88)}
====================
عجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول:
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
(173)} (آل عمران).
والله تعالى يقول بعدها:
{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
(174)}
====================
عجبت لمن كوبد في أمر، كيف يذهل عنه أن يقول:
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
(44)} ...... (غافر).
والله تعالى يقول بعدها:
{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ
(45)}.
====================
عجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول:
{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)
} (الكهف)
عَنْ مَيْمُوْنٍ قَالَ:
مَنْ أَسَاءَ سِرّاً، فَلْيَتُبْ سِرّاً، وَمَنْ أَسَاءَ عَلاَنِيَةً، فَلْيَتُبْ عَلاَنِيَةً فَإِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُوْنَ وَلاَ يَغْفِرُوْنَ، وَالله يَغْفِرُ وَلاَ يُعَيِّرُ.
سير أعلام النبلاء 9:
يروى أنهم أتوا إلى عمر رضي الله عنه برجل قد سرق فقال هذا السارق :
أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة ،
فقال عمر رضي الله عنه :
كذبت ليست هي المرة الأولى
فأراد الرجل أن تثار الظنون حول عمر فقال له :
أكنت تعلم الغيب ؟
فقال عمر رضي الله عنه : لا ،
ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة ،
فقطعت يد الرجل
فتبعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال :
أستحلفك بالله أهي أول مرة ؟
فقال :
والله إنها هي الحادية والعشرون. .
اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي
اللهم أحينا على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته.
اللهم أحينا على محبته، وأمتنا على ملته، وأكرمنا بشفاعته،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أصلح حال المسلمين
اللهم اجمع كلمتهم على الحق وردهم إلى دينك رداً جميلاً.
اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وقوِّ شوكتهم وأنزل السكينة عليهم وانصرهم على عدوك وعدوهم إنك على كل شئ قدير.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا سميع كريم مجيب الدعوات.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم أحينا على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته.
اللهم أحينا على محبته، وأمتنا على ملته، وأكرمنا بشفاعته،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أصلح حال المسلمين اللهم اجمع كلمتهم على الحق وردهم إلى دينك رداً جميلاً.
اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وقوِّ شوكتهم وأنزل السكينة عليهم وانصرهم على عدوك وعدوهم إنك على كل شئ قدير. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا سميع كريم مجيب الدعوات.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب ا
لنار.الحمد لله الذي اذل بالموت رقاب الجبابرة,
وانهى بالموت امال القياصرة,
فنقلهم الموت من القصور الى القبور,ومن ضياء المهود الى ظلمة اللحود ,
ومن ملاعبة الجواري والنساء والغلمان الى مقاساة الهوام والديدان,
ومن التنعم في الوان الطعام والشراب الى التمرغ في الوان الوحل والتراب
احمدك يا رب واستعينك واستهديك,
لا احصي ثناء عليك,انت كما اثنيت على نفسك
جل ثناؤك وعظم جاهك,ولا اله غيرك,
اشهد ان لااله االا الله وحده لا شريك له
ينادي يوم القيامة بعد فناء خلقه,ويقول –
انا الملك,لمن الملك اليوم
,ثم يجيب على ذاته سبحانه = لله الواحد القهار,
سبحانه سبحانه
سبحانه,ذو العزة والجبروت,
سبحان ذي الملك والملكوت,
سبحان الذي لا يموت,
سبحان من كتب الفناء على الخلائق ولا يموت
واشهد ان نبينا وحبيبنا محمدا نبيه ورسوله وصفيه من خلقه وخليله,
ادى الامانة
وبلغ الرسالة ونصح للامة قكشف الله به الغمة,
وجاهد
في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين,
وعاش
طوال ايامه ولياليه يمشي على شوك الاسى,ويخطو على جمر الكيد والعنت
يلتمس
الطريق لهادية الضالين وارشاد الحائرين حتى علم الجاهل وقوم المعوج وامن الخائف وطمان القلق
ونشر اضواء الحق والخير والتوحيد والايمان كما تنشر الشمس اضواءها في سائر الاكوان
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه
رفع الله له ذكره وشرح الله صدره ووضع الله عنه وزره
وزكاه ربه على جميع الخلق ومع ذلك خاطبه
انك ميت وانهم ميتون
[الزمر]
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله وصحبه واحبابه واتباعه وعلى كل من اقتفى اثره واهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين
احبابى في الله أتقوا الله
واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هوجاز عن والده شيئا إلا من أتى الرحمن بقلب سليم
تزود للذي لابد منه فإن الموت ميقات العباد
وتب مما جنيت وأنت حي وكن متهيأ قبل الرقاد
ستندم إن رحلت بغير زاد وتشقي إذ يناديك المناد
أترضي أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد
واليوم سنتحدث عن ستر المسلم لغيره وما قد يترتب على عدم الستر لبعضنا البعض
فالله تعالى لا يحب أن يجاهر الإنسان بكلام السوء ولا بإشاعة السوء ,
قال تعالى :
لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا
إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا
(149) . سورة النساء.
ففي تتبع عورات الناس وفضحهم نشر للرذيلة بين العباد ,
وحباً لإشاعة الفاحشة بينهم ,وهو ما حذرنا الله تعالى منه , قال سبحانه :
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا
لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
(19). سورة النور:19.
فكل ما كان سيئًا من القول، فالجهر به لا يحبُّه الله عزَّ وجلَّ ,
والتفتيش عن عيوب الناس وتتبع عوراتهم وسوء الظن بهم ليس من أخلاقيات المؤمن
"إذا رأيت من أخيك عيباً فإن كتمته عنه فقد خنته،
وإن قلته لغيره فقد اغـتبته،
وإن واجهته به فقد أوحشته.
بل تعرض له في جملة حديثك وابتسم"
واعلمواإن الله أخفى ثلاثاً في ثلاث:
أخفى رضاه في طاعته .. فلا تحقرن من المعروف شيئا،،
وأخفى سخطه في معصيته .. فلا تحقرن من الذنوب شيئا،،
وأخفى أولياءه في عباده .. فلا تحقرن من الناس أحدا،
لقد كثرت النصوص التي تحثُّ على ستر المسلم،
وتحذر من تتبُّع عوراته وزلاَّته ليفضح بين الناس، من ذلك:
1- قوله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -:
((مَن ستَر مسلمًا ستَرَه الله يوم القيامة)).
2- وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -:
((مَن ستَر عورةَ أخيه المسلم، ستر الله عورته يومَ القيامة، ومَن كشفَ عورة أخيه المسلم، كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته))
-عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم أنه قال:
يا معشر مَن أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتَّبعوا عوراتهم؛
فإنه مَن يتبع عثرات أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله
ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما عَرَضَ عليه رَجُلٌ ،
فَقَالَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في النَّجْوَى
فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
:إِنَّ اللَّهَ يُدْنِى الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أي رَبِّ.
حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى في نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا ، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ ُ.
أمَّا خَيْر الخلق وأَعْرفُ الخلق بما يُرضي الله - تعالى - فقد كان بعيدًا عن كشف العورات،
حريصًا على كَتْم الزلاَّت، كان إذا رأى شيئًا يُنكره ويكرهُه، عرَّض بأصحابه وألمح، وقال للناس:
ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا.
.
وعَنْ َ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
فَجَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَىَّ ، قَالَ :
وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ ، قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا ، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللهِ ، قَالَ :
أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ ،
أَوْ قَالَ حَدَّكَ.
أخرجه البُخَارِي ومسلم
ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم النموذج الأعلى في الستر على الناس وعدم تعييرهم بأخطائهم وهفواتهم ,
قال زَيْدَ بن أَسْلَمَ قال خَوَّاتَ بن جُبَيْرٍ ، قَالَ : نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ الظَّهْرَانِ ،
قَالَ : فَخَرَجْتُ مِنْ خِبَائِي فَإِذَا أَنَا بنسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ ،
فَأَعْجَبْنَنِي ، فَرَجَعْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ عَيْبَتِي ،
فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا حُلَّةً فَلَبِسْتُهَا وَجِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُنَّ ،
وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قُبَّتِهِ ، فَقَالَ :
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا يُجْلِسُكَ مَعَهُنَّ ؟ ,
فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِبْتُهُ واخْتَلَطْتُ ،
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَمَلٌ لِي شَرَدَ ، فَأَنَا أَبْتَغِي لَهُ قَيْدًا فَمَضَى وَاتَّبَعْتُهُ ،
فَأَلْقَى إِلَيَّ رِدَاءَهُ وَدَخَلَ الأَرَاكَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ مَتْنِهِ فِي خَضِرَةِ الأَرَاكِ ،
فَقَضَى حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ ، فَأَقْبَلَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ ، أَوْ قَالَ : يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ ،
فَقَالَ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ جَمَلِكَ ؟ ,
ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَجَعَلَ لا يَلْحَقُنِي فِي الْمَسِيرِ ، إِلا قَالَ :
السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ ؟
فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَعَجَّلْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ،
واجْتَنَبْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُجَالَسَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ تَحَيَّنْتُ سَاعَةَ خَلْوَةِ الْمَسْجِدِ ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَقُمْتُ أُصَلِّي ،
وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ حِجْرِهِ فَجْأَةً فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وطَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ يَذْهَبَ ويَدَعُنِي ،
فَقَالَ : طَوِّلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ فَلَسْتُ قَائِمًا حَتَّى تَنْصَرِفَ ، ,
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي :
وَاللَّهِ لأَعْتَذِرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأُبْرِئْنَ صَدْرَهُ ،
فَلَمَّا قَالَ :
السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ ؟ ,
فَقُلْتُ :
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا شَرَدَ ذَلِكَ الْجَمَلُ مُنْذُ أَسْلَمَ ،
فَقَالَ :
رَحِمَكَ اللَّهُ ثَلاثًا ، ثُمَّ لَمْ يُعِدْ لِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ .
أخرجه الطبرانى رجال الصحيح.
الستر على العاصي من صفات المؤمن الصالح :
وفي قصة ماعزُ بن مالكٍ الأسلمي
ما يؤكد حث الإسلام على الستر على العصاة ,
فقد كان ماعز الأسلمي أحدُ الأصحاب الأخيار ممن وقر الإيمانُ في قلبه، فآمن بربه،
وصدَّق برسالة نبيِّه، وعاش في مدينة رسول الله يَحمل بين جنبَيه نورَ الإيمان، وضياء التَّقوى،
بَيْدَ أنَّه لم ينفك عن بشريَّته، ولم ينسلخ من ضعفه الآدمي؛
فزيَّن له الشيطانُ فعلَ الحرام، وأزَّته نفسُه الأمَّارة نحوَ الفاحشة أزًّا،
وفي ساعة الغفلة وسكرة الشَّهوة وقع في الإثم، وكان من أمره ما كان.
عصى ماعزٌ ربَّه، وأيقن أنَّ ذاك من عَمَلِ الشيطان؛ إنه عدو مضل مبين، فاحترق قلبه، وتلوَّعت نفسُه ندمًا وأسفًا،
وعاش أيامًا عدة في بُؤس وغمٍّ، وحسرةٍ وهمٍّ. عندها قرر ماعز أنْ يبوحَ بأمره ذاك إلى أحد بني عشيرته، وهو هزَّال بن يزيد الأسلمي،
الذي أشار عليه أن يعترفَ ويقرَّ أمام النبي - صلَّى الله عليه وسلم - بخطيئته.
مشى المذنب التائب تجرُّه رِجلاه نحوَ الرَّحمة المُهداة، فوقف في حياءٍ واستحياء، ونطق بجُرمه ومَعصيته،
فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فكرر ماعز اعترافَه، وأقرَّ أربعًا، وألح على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يُقيمَ حدَّ الله، فلم يكُن بدٌّ من إقامة الحد، حدِّ الرجم،
فرجمه الصحابة حتَّى فاضت روحُه إلى بارئها،
ثم صلَّى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم –
ودعا له، واستغفر، وأثنى على توبته وصدقه مع ربِّه.
فلما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم –
أنَّ هزَّالاً الأسلميَّ هو الذي أشار عليه بالاعتراف، دعاه ثم قال:
يا هزَّالُ، لو سترته بثَوْبك، كان خيرًا لك مما صنعت به.
ومعنى الستر هنا عامٌّ لا يتقيَّد بالستر البدني فقط، أو الستر المعنوي فقط، بل يشملهما جميعًا، فمَن ستَر مسلمًا ستَرَه الله في الدنيا والآخرة؛
ستَر بدنه كأن رأى منه عورة مكشوفة فستَرَها، أو رأت امرأة شيئًا من جسد أختها مكشوفًا غير منتبهة إليه فغطَّته، وستره معنويًّا فلم يظهر عيبه، فلم يسمح لأحدٍ أن يغتابه ولا أن يذمَّه،
مَن فعل ذلك ستَرَه الله في الدنيا والآخرة، فلم يفضحه بإظهار عيوبه وذنوبه.
ذكر ابن قدامة في التوابين:
أن بني إسرائيل لحقهم قحط على عهد موسى عليه السلام فاجتمع الناس إليه
فقالوا: يا كليم الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث
فقال موسى عليه السلام فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفاً أو يزيدون
إلهي اسقنا غيثك وانشرعلينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع فما زادت السماء إلا تقشعاً والشمس إلا حرارة
فقال موسى : إلهي اسقنا
فقال الله : كيف أسقيكم ؟
وفيكم عبد يبارزني بالمعاصي منذ أربعين سنة الناس حتى يخرج من بين أظهركم ففبه منعتكم فناد في
فصاح موسى في قومه : يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة اخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر
فنظر العبد العاصي ذات اليمين وذات الشمال فلم ير أحداً خرج فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه
إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني سرائيل وإن قعدت معهم منعوا لأجلي فانكسرت نفسه ودمعت عينه فأدخل رأسه في ثيابه نادماً على فعاله
وقال: إلهي وسيدي عصيتك أربعين سنة وأمهلتني وقد أتيتك طائعاً فاقبلني وأخذ يبتهل إلى خالقه فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب .
فعجب موسى وقال : إلهي سقيتنا وما خرج من بين أظهرنا أحد .
فقال الله : يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم .
فقال موسى : إلهي أرني هذا العبد الطائع
فقال : يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصيني أأفضحه وهو يطيعن
ورد أن سيدنا عمر رضي الله عنه جلس بين مجموعة من أصحابه، فأخرج أحد الحاضرين ريحًا،
فأراد عمر أن يأمر صاحب ذلك الريح أن يقوم فيتوضأ
فقال جرير بن عبد الله رضي الله عنه لعمر:
يا أمير المؤمنين، أو يتوضأ القوم جميعًا؟
فسُرَّ عمر بن الخطاب من رأيه وقال له:
رحمك الله نِعْمَ السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام.
ها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جاءتْها
امرأةٌ، فأخبرتها أنَّ رجلاً قد أخذ بساقها وهي مُحرمة - أي: حاول كشف عورتها - فقاطعتها عائشةُ،
وأعرضت بوجهها وقالت:
يا نساءَ المؤمنين، إذا أذنبتْ إحداكُنَّ ذنبًا، فلا تخبرن به النَّاس، ولتستغفر الله، ولتتب إليه؛ فإنَّ العباد يُعيِّرونَ ولا يُغيِّرون، والله يُغَيِّر ولا يُعيِّر.
مكارم الأخلاق للخرائطي.
وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله -:
"المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير"
حث الإسلام على الستر على المسلمين:
روى أبو داود أن عقبة بن عامر رضي الله عنه
كان له كاتب،وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر
فقال يومًا لعقبة:
إنَّ لنا جيرانًا يشربون الخمر، وسأبلغ الشرطة ليأخذوهم،
فقال له عقبة: لا تفعل وعِظْهُمْ،
فقال الكاتب:
إني نهيتهم فلم ينتهوا، وأنا داعٍ لهم الشرطة.
فقال عقبة: رضي الله عنه ويحك؛ لا تفعل
فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موؤودة)
وروى النابلسي أيضًا أن أحد خطباء دمشق،
رأى في المنام رسول الله، يقول له: قل لجارك فلان:
إنه رفيقي في الجنة
وكان جاره هذا بائعًا فقيرًا شديد الفقر، من جيران المسجد,طرق الخطيب باب الرجل، ففتح له ورحب به
فقال له: لك عندي بشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن أعلمك إياها إلا إذا أخبرتني ماذا فعلت مع ربك؟
فامتنع، فألح عليه، وأقسم
فقال له: كنت خطبت امرأة وتزوجتها، وفي الشهر الخامس، كانت حاملاً في الشهر التاسع، يعني أن الحمل لم يكن مني، زلت قدمها،
وكان بإمكاني أن أفضحها، وأن أطلقها، لكن أردت أن أسترها، فلعلها تتوب على يدي، جئت لها بولاّدة،
وولدت في الليل، وحملت الطفل الصغير الذي ليس مني تحت عباءتي، ودخلت جامعًا في
السنجقدار، بعد أن نوى الإمام فريضة الفجر، فوضعت الغلام وراء الباب، والتحقت بالمصلين، ولم يرني أحد،
فلما انتهت الصلاة تحلق الناس حول الغلام، ودهشوا،
فجئت، وكأني لم أعلم ما الخبر،فهتفت في الناس: أنا أكفله، أعطوني إياه فأنا مشتاق للولد
فأخذته أمام أهل الحي على أنه لقيط، وتوليت تربيته، ورددته إلى أمه التي تابت بعد ذلك وحسن حالها بفضل الله تعالى
******
وقد رُوِي عن بعض السلف أنه قال:
أدركت قومًا لم يكن لهم عيوب، فذكروا عيوب الناس، فذكر الناس عيوبهم،
وأدركت قومًا كانت لهم عيوب، فكفُّوا عن عيوب الناس فنُسِيت عيوبهم
الستر على العاصي من صفات المؤمن الصالح
واخيرا
من وصايا لقمان الحكيم لابنه :
يا بنى
إذا كنت في صلاة فاحفــــظ قلبك .
... وإذا كنت في مجلس الناس فاحفظ لسانك .
وإذا كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك .
وإذا كنت على الطعــام فاحفظ معدتك .
واثــنــتـــان لا تذكرهمـــا أبداً :
إســـــــــــــاءة الناس إليك
وإحسانك للناس
استر اخوانك ودع الامر لله واسمع
قول القائل
عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يسهوا عنه أن يقول
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
(83)} .......... (الأنبياء)
والله تعالى يقول بعدها:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ{
(84)}.
====================
عجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول:
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
(87) } .......... (الأنبياء)
والله تعالى يقول بعدها:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ
(88)}
====================
عجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول:
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
(173)} (آل عمران).
والله تعالى يقول بعدها:
{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
(174)}
====================
عجبت لمن كوبد في أمر، كيف يذهل عنه أن يقول:
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
(44)} ...... (غافر).
والله تعالى يقول بعدها:
{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ
(45)}.
====================
عجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول:
{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)
} (الكهف)
عَنْ مَيْمُوْنٍ قَالَ:
مَنْ أَسَاءَ سِرّاً، فَلْيَتُبْ سِرّاً، وَمَنْ أَسَاءَ عَلاَنِيَةً، فَلْيَتُبْ عَلاَنِيَةً فَإِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُوْنَ وَلاَ يَغْفِرُوْنَ، وَالله يَغْفِرُ وَلاَ يُعَيِّرُ.
سير أعلام النبلاء 9:
يروى أنهم أتوا إلى عمر رضي الله عنه برجل قد سرق فقال هذا السارق :
أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة ،
فقال عمر رضي الله عنه :
كذبت ليست هي المرة الأولى
فأراد الرجل أن تثار الظنون حول عمر فقال له :
أكنت تعلم الغيب ؟
فقال عمر رضي الله عنه : لا ،
ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة ،
فقطعت يد الرجل
فتبعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال :
أستحلفك بالله أهي أول مرة ؟
فقال :
والله إنها هي الحادية والعشرون. .
اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي
اللهم أحينا على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته.
اللهم أحينا على محبته، وأمتنا على ملته، وأكرمنا بشفاعته،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أصلح حال المسلمين
اللهم اجمع كلمتهم على الحق وردهم إلى دينك رداً جميلاً.
اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وقوِّ شوكتهم وأنزل السكينة عليهم وانصرهم على عدوك وعدوهم إنك على كل شئ قدير.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا سميع كريم مجيب الدعوات.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم أحينا على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته.
اللهم أحينا على محبته، وأمتنا على ملته، وأكرمنا بشفاعته،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أصلح حال المسلمين اللهم اجمع كلمتهم على الحق وردهم إلى دينك رداً جميلاً.
اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وقوِّ شوكتهم وأنزل السكينة عليهم وانصرهم على عدوك وعدوهم إنك على كل شئ قدير. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا سميع كريم مجيب الدعوات.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب ا
الشيخ حسنى شتيوى- Admin
- عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
مواضيع مماثلة
» علمني رسول الله واللقاء 245 ان المسلم مؤتمن
» علمنا رسول الله 49 ان المسلم من يملك نفسا عظيمة وقلبا رحيما
» علمني رسول الله إن أوجه لنفسي اولا ثم لكل تقي نقي تحذير الحبيب النبي أن أفيقوا أيها المتكبرون والتقي 20/9/2019 ان شاء الله
» عباد الرحمن نزلة ابوسعده 20/3/2020 أن شاء الله علمني رسول الله واللقاء 298 كيف يواجه المسلم الابتلاء
» علمني رسول الله واللقاء261 ان صلاح المجتمع المسلم مضاره في أربعة آيات وأربعة أحاديث فاحفظوها فيهما النجاة... التقي 12/7/2019 ان شاء الله
» علمنا رسول الله 49 ان المسلم من يملك نفسا عظيمة وقلبا رحيما
» علمني رسول الله إن أوجه لنفسي اولا ثم لكل تقي نقي تحذير الحبيب النبي أن أفيقوا أيها المتكبرون والتقي 20/9/2019 ان شاء الله
» عباد الرحمن نزلة ابوسعده 20/3/2020 أن شاء الله علمني رسول الله واللقاء 298 كيف يواجه المسلم الابتلاء
» علمني رسول الله واللقاء261 ان صلاح المجتمع المسلم مضاره في أربعة آيات وأربعة أحاديث فاحفظوها فيهما النجاة... التقي 12/7/2019 ان شاء الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى