علمني رسول الله إن أوجه لنفسي اولا ثم لكل تقي نقي تحذير الحبيب النبي أن أفيقوا أيها المتكبرون والتقي 20/9/2019 ان شاء الله
صفحة 1 من اصل 1
علمني رسول الله إن أوجه لنفسي اولا ثم لكل تقي نقي تحذير الحبيب النبي أن أفيقوا أيها المتكبرون والتقي 20/9/2019 ان شاء الله
الحمد لله
•••••••••••••••
الحمد لله
رب الأرض ورب السماء،
خلق آدم وعلمه الأسماء..
وأسجد له ملائكته،
وأسكنه الجنة دار البقاء...
وحذره من الشيطان ألد الأعداء،
ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء،
فأهبطه إلى دار الابتلاء...
وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء،
نحمده تبارك وتعالى
••••••••••••••••••••••••
على النعماء والسراء،
ونستعينه
على البأساء والضراء
ونعوذ
بنور وجهه الكريم من
جَهد البلاء،
ودرك الشقاء،
وعضال الداء،
وشماتة الأعداء...
ونسأله
عيش السعداء،
وموت الشهداء،
والفوز في القضاء،
وأن يسلك
بنا طريق الأولياء الأصفياء…
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء…
•••••••••••••••••••••••••
خلق السموات والأرض
في ستة أيام وكان عرشه على الماء..
خلق الخلق
فمنهم السعداء ومنهم الأشقياء
لا إله إلا هو
سميع بصير
يرى النملة السوداء في الليلة الظلماء
ويسمع دبيبها على الصخرة الصماء...
لا يشغله شأن عن شأن،
فكل شيء خُلق بقدَر،
وكل أمر جرى بقضاء…
وأشهد أن سيدنا محمدًا
خاتم الرسل والأنبياء
••••••••••••••••••••••••••••••
وإمام
المجاهدين والأتقياء...
والشهيد
يوم القيامة على الشهداء...
المعصوم صلى الله عليه وسلم
فما أخطأ قطُّ وما أساء...
دعا أصحابه
إلى الهدى فلبَّوُا النداء...
( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ
أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد ِ)
[آل عمران/191-194]
هو القدوة
النيرة في الصبر على البلاء،
والعمل لدار البقاء…
وهو الأسوة
المشرقة في الزهد في دار الفَناء...
فكم مرت
شهور ولا طعام له ولأهل بيته إلا التمر والماء…
سبح
الحصى في كفه بخير الأسماء...
وحين ظمئ
أصحابه نبع من بين أصابعه الماء..
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء…
وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء...
ما تعاقب الصبح والمساء،
وما دام في الكون ظلمة وضياء...
• • •
:::::::::::::::::::::::::::::::::
اللهم لا تعذب
جمعًا التقى فيك ولك
ولا تعذب
ألسنًا تخبر عنك
ولا تعذب قلوبً
ا تشتاق إلى لذة النظر إلى وجهك الكريم
،،،،،،،،،،،،،،،
احبابي
احباب رسول الله (ص)
أوصيكم ونفسي بتقوى الله
لانه سبحانه بين لنا السبيل.
فقال
{ إن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا}
••••••••••••••••••••
موعظة اليوم
وقفة مع ايه
بل هو
الله أمر
فهل من مجيب؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
وَمَن تَابَ مَعَكَ
وَلَا تَطْغَوْا ۚ
إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
[هود : 112]
أمر لنبي ولنا.
قال ابن القيم
سعادة الدنيا في ثلاث
" إذا أُنعم عليه شكر،
وإذا ابتُلي صبر،
وإذا أذنب استغفر،
فإن هذه الأمور الثلاثة عنوان سعادة العبد، وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه،
ولا ينفك عبد عنها أبداً "
(الوابل الصيب) .
…….
الله يقول.
"يا ابن آدم,"
لا تخافنَّ من ذي سلطان، ما دام سلطاني باقيًا،
وسلطاني لا يزول أبدًا.
"يا ابن آدم",
لا تخش من ضِيق الرزق ما دامت خزائني ملآنة،
وخزائني لا تنفد أبدًا.
"يا ابن آدم",
لا تطلب غيري وأنا لك،
فإن طلبتني وجدتني،
وإن فُتَّني فُتُّك
وفاتك الخير كله.
"يا ابن آدم",
خلقتك للعبادة؛ فلا تلعب،
وقسمت لك رزقك؛ فلا تتعب،
فإن أنت رضيتَ بما قسمتُه لك،
أرحتُ قلبك وبدنك،
وكنتَ عندي محمودًا،
وإن لم ترض بما قسمتُه لك،
فوعزتي وجلالي لأسلطنَّ عليك الدنيا؛ تركض فيها ركض الوحوش في البرية،
ثم لا يكون لك منها
إلا ما قسمته لك،
وكنت عندي مذمومًا.
"يا ابن آدم",
خلقت السموات السبع والأراضي السبع ولم أعيَ بخلقهن،
أيُعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب؟! "يا ابن آدم",
إنني لم أنس مَن عصاني؛
فكيف من أطاعني،
وأنا رب رحيم,
وعلى كل شيء قدير.
ولقد روى عن
سيدنا إبراهيم
أنه قال
أنه لم يفطر
أو يتعشى يوما إلا مع ضيف
ففى أحد الأيام
أتاه رجل مجوسى
يعبد النار من دون الرحمن.
يسأله الطعام
فقال له سيدنا إبراهيم
أسلم لله و أطعمك
فقال المجوسى
أتبتزنى من أجل الطعام
فتركه و خرج
فأوحى الله لسيدنا إبراهيم
أن هذا الرجل ظل
مجوسيا لمدة سبعون عام
ا وأنا أصبر عليه و أطعمه وأسقيه
و أنت عندما جاءك يوما واحدا
يسألك الطعام
فأبيت
فأسرع سيدنا إبراهيم خارج المنزل
يبحث عن الرجل المجوسي
و عندما وجده
قال له أقبل و سأطعمك
فقد عاتبني ربي فيك
فتعجب المجوسي
فقال أنت تؤمن بربك
و أنا كافر به و عاتبك أنت في أنا؟؟
أشهد أن لا إله إلا الله
و أمن الرجل بالله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
"يا ابن آدم",
لا تسألني رزق غد
كما لم أطلبك بعمل الغد.
"يا ابن آدم",
أنا لك محب؛
فبحقي عليك كن لي محبًّا".
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
:::::::::::::::::
علمني رسول الله
إن أوجه لنفسي اولا ثم لكل تقي نقي
تحذير الحبيب النبي
أن
أفيقوا أيها المتكبرون
والتقي 20/9/2019
ان شاء الله
●●●●●●●●●
فالكبرُ داءٌ من أشرسِ الأمراض الاجتماعية، التي تقوض بنيان المجتمع،
وتَمْحق الأُجُور والحسنات،
وتنذر المستكبرين بالسقوط من عَيْن الله والناس؛
لذلك فَهُم في أمسِّ الحاجة إلى جرعاتٍ من الدواء الناجع،
الذي يُذْهِب هذا الطاعون المهْلِك من نُفُوسهم، ولو كان مُرًّا،
ويقودهم إلى بَرَكات التواضُع ولو قسْرًا،
حتى يقيموا جُسُور الحب الصادق،
والود الحقيقي
مع خلق الله.
والكِبْر -
كما قيل عنه -:
رؤية النفس فوق الغَيْر في صفات الكمال،
وهو عبارة عن شُعُور داخليٍّ،
مخادعٍ لصاحبه،
يملؤه بالاسْتعلاء على الناس،
وبذرته في القلب؛
…..
حذر الرحمن المستكبرين من
عذاب اليم.
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾
[غافر: 60].
معني كلمة:
داخرين ؟
أي صاغرين، ذليلين،
خاضعين، أذلاء .
ووعد الله المتواضعين
الجنة
﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ
نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ
عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ
وَلَا فَسَادًا
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
[القصص: 83].
وبين لنا الرحمن من
نكون
﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا
إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ
وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً *
كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾ [الإسراء: 37 - 38]
ولذا أوصي لقمان ولده
فقال
كما صور لنا الرحمن
الله يقول
﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ *
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ
وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ
إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾
[لقمان: 18 - 19].
والله تعالى
لا يحب العبد المتكبِّر:
﴿ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾
[النحل: 23]،
ويحرمهم التوفيق
﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ
يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾
[الأعراف: 146]،
حتى يصل به الأمر إلى أن يختم الله تعالى على قلبه
بخاتم ِالطردِ والإِبعادِ:
﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35].
فليحذر كلنا هذا الخلق الزميم الكبر
هو أول ذنبٍ
عُصِيَ به الله تعالى في السماء،
وذلك لَمَّا أمر الله تعالى
الملائكة بالسجود لآدم
فسجدوا، إلا إبليس
أبى واستكبر؛
قال تعالى:
﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ
فَسَجَدُوا
إِلَّا إِبْلِيسَ
أَبَى وَاسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾
[البقرة: 34]،
وقد كان قياسه فاسدًا لما أجاب ربه،
بعد أن سألَه سبحانه
عن سبب إبائِه:
﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ
مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
أَسْتَكْبَرْتَ
أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ *
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ
خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ
وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾
[ص: 75، 76]،
والنبي (ص)
يذكرنا ويحذرنا
من الكبر والتكبر والاستعلاء
فاسمعوا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
وأخْرَج مسلم والترمذي
عن عبدالله بن مسعود-
رضي الله عنه -
عن النبي -
صلَّى الله عليه وسلَّم -
قال:
((لا يدخل الجنة
مَن كان في قلبه
مِثقالُ ذَرَّة من كِبْر))،
فقال رجل:
إنَّ الرجلَ يحبُّ أن يكونَ
ثوبُه حسنًا،
ونَعْلُه حَسَنةً،
قال:
((إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمالَ،
الكِبْر:
بَطَرُ الحقِّ،
وغَمْطُ الناس)).
عن أبي هريرة،
قال:
قال رسول الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((قال الله - عزَّ وجلَّ -:
الكبرياء رِدَائي،
والعَظَمة إزاري،
فمَن نازَعَني واحدًا منهما،
قذفْتُه في النار))،
ورُوِي بألفاظ مختلفة منها:
(قسمته ولاابالي)
(عذَّبْتُه) و(قصَمْتُه)، و(ألْقَيْتُه في جهنَّمَ)، و(أدخَلْتُه جهنَّمَ)، و(ألْقَيْتُه في النار).
الحديث أصْلُه في صحيح مسلم، وأخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وابن حِبَّان في صحيحه وغيرُهم، وصحَّحه الألباني.
وعن حذيفة-
رضي الله عنه -
قال:
\"كنَّا مع النبي -
صلَّى الله عليه وسلَّم -
في جنازة،
فقال:
((ألا أُخبركم بشرِّ عباد الله؟
الفظُّ المستكبر،
ألا أُخبركم بخير عباد الله؟
الضعيف المستضعَف
ذو الطِّمْرَيْنِ
لا يُؤْبَه له،
لو أقْسَمَ على الله لأَبَرَّه))\"
؛ رواه الإمام أحمد،
ورُواته رُواة الصحيح، إلاَّ محمد بن جابر.
عن أبي هريرة -
رضي الله عنه -
قال:
قال رسول الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((احتجَّتِ النار والجنة،
فقالتْ هذه:
يَدخُلُني الجبَّارون والمتكبِّرون،
وقالت ْهذه:
يدخُلُني الضُّعفاء والمساكين،
فقال الله لهذه:
أنتِ عَذَابي أعذِّبُ بكِ مَن أشاء،
ورُبَّما قال:
أُصيبُ بكِ مَن أشاء،
وقال لهذه:
أنتِ رحْمَتي أرحمُ بكِ مَن أشاء،
ولكل واحدةٍ منكما مِلْؤُها))؛
صحيح الإمام مسلم.
وفي صحيح مسلم
وسُنن النَّسائي
عن أبي هريرة -
رضي الله عنه -
قال:
قال رسول الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((ثلاثة لا يُكَلِّمهم الله يوم القيامة،
ولا يُزَكِّيهم،
ولا يَنظر إليهم،
ولهم عذابٌ أليم:
شيخٌ زانٍ،
ومَلِكٌ كذَّاب،
وعائلٌ مُستكبر)).
والمتكبرون محرومون
من دُخُول الجنة؛
ففي الحديث:
((لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه
مثقال ذرة من كِبْر))؛
رواه مسلم،
بل إن الوعيد
يسبقهم في آخرتهم بالإهانة والخزي والصَّغار،
معاملة لهم بضدِّ قصدهم؛
فعن عمرو بن شعيب،
عن أبيه، عن جده -
رضي الله تعالى عن الجميع -:
أنَّ رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -
قال:
((يُحشَر المتكبرون يوم القيامة
أمثال الذَّرِّ في صور الرجال،
يغشاهم الذُّل من كلِّ مكان،
يُساقون إلى سجن في جهنم،
يسمى: بولس،
تعلوهم نار الأنيار،
يُسقون من عصارة أهل النار
ويأكلون من طينة الخبال))؛
فأيُّ قدر أحقر من ذلك لمن يريد أن يعتبر؟!
والمتكبرون
يرثون خزايا من سبقهم،
ويحشرون معهم.
فهم أسوأ أخلافٍ لأسلافٍ؛
لأنهم جعلوا الذين لعنهم الله هم قدوتهم الماثلة دائمًا في مخيلاتهم،
ومنهم
الفرعون
الغاشِم المختال،
الذي ملأ الأرض كبرًا بمَوَاقِفه وتصْريحاته، وأَوْفَى دليلٍ هو
قوله تعالى:
﴿ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ
قَالَ يَا قَوْمِ
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ
وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي
أَفَلاَ تُبْصِرُونَ *
أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ
وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ ﴾
[الزخرف: 51، 52] ،
وقال الله تعالى:
﴿ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴾
[القصص: 39]،
ولا جرم فقد كانت النتيجة
أنه مات بعد أن أدركه الغرق
هو ومن معه؛
مصيرهم ونهايتهم
﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ
فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ *
واحذروا
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً
يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ *
وفوق ذالك
وَأَتْبَعْنَاهُمْ
فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ﴾
[القصص: 40 - 42].
ومنهم قارون
الذي صمَّ الغِنَى سمعَه عن الإصغاء للهدي الإلهي،
وعن قول العقلاء له من قومه:
﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ
مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ
إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾
[القصص: 76].
وملأ الكبر جنانه،
فصرَّح لقومِه بإرهاصات الهلاك؛
﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾
[القصص: 78]،
ولكنَّه لَمَّا طغَى وتكبَّر وأعْرَضَ عن المؤمنين - تطاولاً وتجبُّرًا -
والنتيجةُ -
كما قال الله تعالى -:
﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ
فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾
[القصص: 81].
ومنهم
ملك غسان
جبلة بن الأيهم،
الذي منعه الكبر
من الثبات على الإسلام،
بعد أن دخل فيه؛
روى ابن الكلبي وغيره:
أن عمر لما بلغه إسلام جبلة
فرح بإسلامه،
ثم بعث يستَدْعيه ليراه بالمدينة،
وقيل:
بل استأذنه جبلة في القُدُوم عليه،
فأذن له،
فركب في خلْق كثير من قومه،
قيل:
مائة وخمسين راكبًا،
فلما سلَّم على عمر رحب به عمر
وأدنى مجلسه،
وشهد الحج مع عمر في هذه السنة،
فبينما هو يطوف بالكعبة،
إذ وطئَ إزارَه رجلٌ من بني فزارة فانحل،
فرفع جبلة يده
فهشم أنف ذلك الرجل.
ومن الناس مَن يقول:
إنه قلع عينه،
فاستعدى عليه الفزاري إلى عمر،
ومعه خلْق كثيرٌ من بني فزارة،
فاستحضره عمر
فاعترف جبلة،
فقال له عمر:
أقدته منك؟
فقال: كيف،
وأنا ملك وهو سوقة؟!
فقال:
إن الإسلام جمعك وإياه،
فلست تفضله إلا بالتقوى،
فقال جبلة:
قد كنتُ أظُن أن أكونَ في الإسلام أعز مني في الجاهلية،
فقال عمر:
دع ذا عنك،
فإنك إن لم ترضِ الرجل أقدته منك،
فقال: إذًا أتنَصَّر،
فقال: إن تنَصَّرتَ ضرَبتُ عنقك،
فلما رأى الحدَّ قال:
سأنظر في أمري هذه الليلة،
فانصرف من عند عمر،
فلما ادلَهَمَّ الليلُ ركب في قومه ومن أطاعه، فسار إلى الشام،
ثم دخل بلاد الروم
وأراد عن الإسلام…
فقد أعماه كبْرُه عن رؤية الناس في عينيه
إلا صغارًا،
ومنهم
قوم عادٍ
الذين لجُّوا في طغيان الصدِّ عن الهُدى؛
بسبب الكبر الذي كان يملأ جوانحهم؛
قال
الله تعالى:
﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً
وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾
[فصلت: 15]،
وقد أبادهم الله تعالى
بعد عتوِّهم وكُفرهم؛
﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا
فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ
لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى
وَهُمْ لاَ يُنْصَرُونَ ﴾
[فصلت: 16]،
ولا شك أن الكبر كان سبب الهلاك،
ولذلك كان العقابُ أليمًا،
وقد خلَّفهم عبرةً للمتكبِّرين؛
﴿ فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى
كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ *
فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾
[الحاقة: 7، 8].
ومنهم
صناديد قريش
الذين طلَبوا من رسول الله -
صلى الله عيه وسلم -
أن يُخَصِّصَ للكُبراء مجلسًا،
وللفقراء مجلسًا،
يُجالسهم فيه منعًا من التلاقي بين الفريقَيْن، وذلك بسبب كبر نفوسهم؛
فعن خباب -
رضي الله تعالى عنه -
قال:
جاء الأقرع بن حابس التميمي،
وعيينة بن حصن الفزاري،
فوجدوا رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -
مع صهيب، وبلال، وعمار، وخباب،
قاعدًا في ناس من الضعفاء من المؤمنين،
فلما رأوهم حول النبي -
صلى الله عليه وسلم -
حقروهم،
فأتوه فخلوا به،
وقالوا:
إنا نريد أن تجعل لنا منك مَجْلسًا،
تعرف لنا به العرب فضلنا،
فإنَّ وُفُود العَرَب تأتيك،
فنسْتحي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد،
فإذا نحن جئناك فأقمهم عنك،
فإذا نحن فرغنا، فاقعد معهم إنْ شئتَ،
قال:
((نعم))،
قالوا:
فاكتُبْ لنا عليك كتابًا،
قال:
فدعا بصحيفة،
ودعا عليًّا ليكتب،
ونحن قعود في ناحية،
فنزل جبرائيل - عليه السلام -
فقال:
﴿ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ
فَتَطْرُدَهُمْ
فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾
[الأنعام: 52]
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
واخيرا
كونوا كما كان أسألكم
من
الصحابة والتابعين رضي الله عنهم
في تواضعهم
"""""""""""""""""""""""""""""
ஐ
يحكى أن سيدن
ا أبا بكر الصديق
رضي الله عنه
كان يحلب الغنم لبعض فتيات المدينة،
فلما تولى الخلافة
قالت الفتيات:
لقد أصبح الآن خليفة،
ولن يحلب لنا،
لكنه استمر على مساعدته لهن،
ولم يتغير بسبب منصبه الجديد.
وكان أبو بكر
-رضي الله عنه-
يذهب إلى كوخ امرأة عجوز فقيرة،
فيكنس لها كوخها،
وينظفه،
ويعد لها طعامها،
ويقضي حاجتها.
وقد خرج -
رضي الله عنه-
يودع جيش المسلمين الذي سيحارب الروم بقيادة أسامة بن زيد -
رضي الله عنه-
وكان أسامة راكبًا،
والخليفة أبو بكر يمشي،
فقال له أسامة:
يا خليفة رسول الله،
لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ،
فقال أبو بكر:
والله لا أركبن ولا تنزلن،
وما على أن أُغَبِّرَ قدمي ساعة في سبيل الله.
__________
ஐ
وقد حمل أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب
رضي الله عنه
الدقيق على ظهره،
وذهب به إلى بيت امرأة لا تجد طعامًا لأطفالها اليتامى،
وأشعل النار،
وظل ينفخ حتى نضج الطعام،
ولم ينصرف حتى أكل الأطفال وشبعوا.
ஐ
ويحكى أن رجلا من بلاد الفرس جاء برسالة من كسرى ملك الفرس إلى الخليفة عمر، وحينما دخل المدينة سأل عن قصر الخليفة، فأخبروه بأنه ليس له قصر فتعجب الرجل من ذلك، وخرج معه أحد المسلمين ليرشده إلى مكانه.
وبينما هما يبحثان عنه في ضواحي المدينة، وجدا رجلا نائمًا تحت شجرة،
فقال المسلم لرسول كسرى:
هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
فازداد تعجب الرجل من خليفة المسلمين
الذي خضعت له ملوك الفرس والروم،
ثم قال الرجل:
حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.
________
يحكى أن ضيفًا نزل يومًا على الخليفة
عمر بن عبد العزيز،
وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح،
فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه،
فقال له الضيف:
يا أمير المؤمنين،
لِمَ لَمْ تأمرني بذلك،
أو دعوت من يصلحه من الخدم،
فقال الخليفة له:
قمتُ وأنا عمر،
ورجعتُ وأنا عمر
ما نقص مني شيء،
وخير الناس عند الله من كان متواضعًا.
__________
ويُرْوَى أن
مُطَرِّف بن عبدالله بن الشِّخِّير
رأى المهلب
وهو يتَبَخْتَر في جُبَّة خَزٍّ،
فقال:
يا عبدالله،
هذه مِشْية يُبغِضُها الله ورسوله،
فقال له المهلب:
أما تَعرفني؟
فقال:
بل أعرفُك
أوَّلُك نُطفة مَذِرَة،
وآخِرُك جِيفة قَذِرة،
وأنت بينهم تَحمل العَذِرَة،
فمَضَى المهلب وتَرَك مِشْيته،
وكان المهلب مَلِكًا.
؛؛؛؛؛؛؛؛
واخيرا
أحذر ان تكون انت ذالك العبد
قال عمر ابن شيبه
كنت يوما فى مكه فوجدت رجل يركب بغله وامامه غلمان يدفعون الناس من امامه ليفسحوا لبغلته الطريق
فتعجبت من المشهد وانصرفت لحال سبيلى
ودخلت بغداد بعد مده
فلذا انا امام رجل
حاف
حاسر
طويل الشعر والاظافر
فجعلت اتأمله يتعجب
فقال لى الرجل:
لماذا تنظر الى هكذا؟؟؟؟
فقلت له
لقد شبهتك برجل رأيته فى مكه منذ زمن ووصفت له ما رايت وقتها من الرجل وغلمانه
فقال الرجل
أنا ذاك الرجل!!!!
إنى ترفعت فى موضع يتواضع فيه الناس
فوضعنى الله فى موضع يترفع عنه الناس
سبحان الله الحى القيوم المتكبر
لا اله الا هو
يعز من يشاء-- ويزل من يشاء
بيده الخير وهو على كل شىء قدير
::::::::::::::
::::::::::::::
الخطبة الثانية
::::::::::::::::::
أفيقوا، أيها المتكبرون
الكبرياءُ لله
اختصَّ ربُّنا - سبحانه - لنفسه صفاتِ المجد الأعلى والكبرياء والجبروت،
وعلى العبد أن يصحبَ قلْبه في جولات
من الإقرار بالفقر،
والاعتلال الدائم إلى ذي الجلال والإكرام؛ قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ
وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾
[فاطر: 15]،
وكونوا على يقينٍ من أن خيْرَ الناس من عاش ومات مسكينًا؛
فعن أبي سعيد الخدري -
رضي الله تعالى عنه -:
أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -
كان يدعو:
((اللهم أحيني مسكينًا،
وأمِتني مسكينًا،
واحْشُرني في زمرة المساكين))
قال أبو بكر الصِّدِّيق -
رَضِي الله عنه -:
\"لا يَحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين؛
فإنَّ صغيرَ المسلمين كبيرٌ عند الله تعالى\".
فقد أخرَج الإمام أحمد
عن أبي سَلَمة بن عبدالرحمن بن عوف،
قال:
الْتَقَى عبدالله بن عمر،
وعبدالله بن عمرو بن العاص-
رضي الله عنهم -
على المروة فتحدَّثا،
ثم مَضَى عبدالله بن عمرو
،وبَقِي عبدالله بن عمريبكي؛
فقال له رجل:
ما يُبْكيك يا أبا عبدالرحمن
؟قال هذا -
يَعني: عبدالله بن عمرو -
زَعَم أنَّه سَمِع رسولَ الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -
يقول:
((مَن كان في قلبه مِثقالُ حَبَّة من خَرْدَل
مِن كِبْرٍ،
كبَّه الله لوجْهه في النار))،
ورُواة هذا الحديث
رُواة الصحيح.
وقال أبو بكر المروزي
لأحمد بن حنبل
"ما أكثر الداعين لك.
فامتلأت عيونه بالدموع،
وقال:
أخاف أن يكون هذا استدراجاً،
أسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظنون،
ويغفر لنا ما لا يعلمون".
:::::::::::::::::
•••••••••••••••
الحمد لله
رب الأرض ورب السماء،
خلق آدم وعلمه الأسماء..
وأسجد له ملائكته،
وأسكنه الجنة دار البقاء...
وحذره من الشيطان ألد الأعداء،
ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء،
فأهبطه إلى دار الابتلاء...
وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء،
نحمده تبارك وتعالى
••••••••••••••••••••••••
على النعماء والسراء،
ونستعينه
على البأساء والضراء
ونعوذ
بنور وجهه الكريم من
جَهد البلاء،
ودرك الشقاء،
وعضال الداء،
وشماتة الأعداء...
ونسأله
عيش السعداء،
وموت الشهداء،
والفوز في القضاء،
وأن يسلك
بنا طريق الأولياء الأصفياء…
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء…
•••••••••••••••••••••••••
خلق السموات والأرض
في ستة أيام وكان عرشه على الماء..
خلق الخلق
فمنهم السعداء ومنهم الأشقياء
لا إله إلا هو
سميع بصير
يرى النملة السوداء في الليلة الظلماء
ويسمع دبيبها على الصخرة الصماء...
لا يشغله شأن عن شأن،
فكل شيء خُلق بقدَر،
وكل أمر جرى بقضاء…
وأشهد أن سيدنا محمدًا
خاتم الرسل والأنبياء
••••••••••••••••••••••••••••••
وإمام
المجاهدين والأتقياء...
والشهيد
يوم القيامة على الشهداء...
المعصوم صلى الله عليه وسلم
فما أخطأ قطُّ وما أساء...
دعا أصحابه
إلى الهدى فلبَّوُا النداء...
( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ
أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد ِ)
[آل عمران/191-194]
هو القدوة
النيرة في الصبر على البلاء،
والعمل لدار البقاء…
وهو الأسوة
المشرقة في الزهد في دار الفَناء...
فكم مرت
شهور ولا طعام له ولأهل بيته إلا التمر والماء…
سبح
الحصى في كفه بخير الأسماء...
وحين ظمئ
أصحابه نبع من بين أصابعه الماء..
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء…
وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء...
ما تعاقب الصبح والمساء،
وما دام في الكون ظلمة وضياء...
• • •
:::::::::::::::::::::::::::::::::
اللهم لا تعذب
جمعًا التقى فيك ولك
ولا تعذب
ألسنًا تخبر عنك
ولا تعذب قلوبً
ا تشتاق إلى لذة النظر إلى وجهك الكريم
،،،،،،،،،،،،،،،
احبابي
احباب رسول الله (ص)
أوصيكم ونفسي بتقوى الله
لانه سبحانه بين لنا السبيل.
فقال
{ إن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا}
••••••••••••••••••••
موعظة اليوم
وقفة مع ايه
بل هو
الله أمر
فهل من مجيب؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
وَمَن تَابَ مَعَكَ
وَلَا تَطْغَوْا ۚ
إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
[هود : 112]
أمر لنبي ولنا.
قال ابن القيم
سعادة الدنيا في ثلاث
" إذا أُنعم عليه شكر،
وإذا ابتُلي صبر،
وإذا أذنب استغفر،
فإن هذه الأمور الثلاثة عنوان سعادة العبد، وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه،
ولا ينفك عبد عنها أبداً "
(الوابل الصيب) .
…….
الله يقول.
"يا ابن آدم,"
لا تخافنَّ من ذي سلطان، ما دام سلطاني باقيًا،
وسلطاني لا يزول أبدًا.
"يا ابن آدم",
لا تخش من ضِيق الرزق ما دامت خزائني ملآنة،
وخزائني لا تنفد أبدًا.
"يا ابن آدم",
لا تطلب غيري وأنا لك،
فإن طلبتني وجدتني،
وإن فُتَّني فُتُّك
وفاتك الخير كله.
"يا ابن آدم",
خلقتك للعبادة؛ فلا تلعب،
وقسمت لك رزقك؛ فلا تتعب،
فإن أنت رضيتَ بما قسمتُه لك،
أرحتُ قلبك وبدنك،
وكنتَ عندي محمودًا،
وإن لم ترض بما قسمتُه لك،
فوعزتي وجلالي لأسلطنَّ عليك الدنيا؛ تركض فيها ركض الوحوش في البرية،
ثم لا يكون لك منها
إلا ما قسمته لك،
وكنت عندي مذمومًا.
"يا ابن آدم",
خلقت السموات السبع والأراضي السبع ولم أعيَ بخلقهن،
أيُعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب؟! "يا ابن آدم",
إنني لم أنس مَن عصاني؛
فكيف من أطاعني،
وأنا رب رحيم,
وعلى كل شيء قدير.
ولقد روى عن
سيدنا إبراهيم
أنه قال
أنه لم يفطر
أو يتعشى يوما إلا مع ضيف
ففى أحد الأيام
أتاه رجل مجوسى
يعبد النار من دون الرحمن.
يسأله الطعام
فقال له سيدنا إبراهيم
أسلم لله و أطعمك
فقال المجوسى
أتبتزنى من أجل الطعام
فتركه و خرج
فأوحى الله لسيدنا إبراهيم
أن هذا الرجل ظل
مجوسيا لمدة سبعون عام
ا وأنا أصبر عليه و أطعمه وأسقيه
و أنت عندما جاءك يوما واحدا
يسألك الطعام
فأبيت
فأسرع سيدنا إبراهيم خارج المنزل
يبحث عن الرجل المجوسي
و عندما وجده
قال له أقبل و سأطعمك
فقد عاتبني ربي فيك
فتعجب المجوسي
فقال أنت تؤمن بربك
و أنا كافر به و عاتبك أنت في أنا؟؟
أشهد أن لا إله إلا الله
و أمن الرجل بالله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
"يا ابن آدم",
لا تسألني رزق غد
كما لم أطلبك بعمل الغد.
"يا ابن آدم",
أنا لك محب؛
فبحقي عليك كن لي محبًّا".
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
:::::::::::::::::
علمني رسول الله
إن أوجه لنفسي اولا ثم لكل تقي نقي
تحذير الحبيب النبي
أن
أفيقوا أيها المتكبرون
والتقي 20/9/2019
ان شاء الله
●●●●●●●●●
فالكبرُ داءٌ من أشرسِ الأمراض الاجتماعية، التي تقوض بنيان المجتمع،
وتَمْحق الأُجُور والحسنات،
وتنذر المستكبرين بالسقوط من عَيْن الله والناس؛
لذلك فَهُم في أمسِّ الحاجة إلى جرعاتٍ من الدواء الناجع،
الذي يُذْهِب هذا الطاعون المهْلِك من نُفُوسهم، ولو كان مُرًّا،
ويقودهم إلى بَرَكات التواضُع ولو قسْرًا،
حتى يقيموا جُسُور الحب الصادق،
والود الحقيقي
مع خلق الله.
والكِبْر -
كما قيل عنه -:
رؤية النفس فوق الغَيْر في صفات الكمال،
وهو عبارة عن شُعُور داخليٍّ،
مخادعٍ لصاحبه،
يملؤه بالاسْتعلاء على الناس،
وبذرته في القلب؛
…..
حذر الرحمن المستكبرين من
عذاب اليم.
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾
[غافر: 60].
معني كلمة:
داخرين ؟
أي صاغرين، ذليلين،
خاضعين، أذلاء .
ووعد الله المتواضعين
الجنة
﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ
نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ
عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ
وَلَا فَسَادًا
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
[القصص: 83].
وبين لنا الرحمن من
نكون
﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا
إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ
وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً *
كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾ [الإسراء: 37 - 38]
ولذا أوصي لقمان ولده
فقال
كما صور لنا الرحمن
الله يقول
﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ *
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ
وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ
إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾
[لقمان: 18 - 19].
والله تعالى
لا يحب العبد المتكبِّر:
﴿ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾
[النحل: 23]،
ويحرمهم التوفيق
﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ
يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾
[الأعراف: 146]،
حتى يصل به الأمر إلى أن يختم الله تعالى على قلبه
بخاتم ِالطردِ والإِبعادِ:
﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35].
فليحذر كلنا هذا الخلق الزميم الكبر
هو أول ذنبٍ
عُصِيَ به الله تعالى في السماء،
وذلك لَمَّا أمر الله تعالى
الملائكة بالسجود لآدم
فسجدوا، إلا إبليس
أبى واستكبر؛
قال تعالى:
﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ
فَسَجَدُوا
إِلَّا إِبْلِيسَ
أَبَى وَاسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾
[البقرة: 34]،
وقد كان قياسه فاسدًا لما أجاب ربه،
بعد أن سألَه سبحانه
عن سبب إبائِه:
﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ
مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
أَسْتَكْبَرْتَ
أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ *
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ
خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ
وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾
[ص: 75، 76]،
والنبي (ص)
يذكرنا ويحذرنا
من الكبر والتكبر والاستعلاء
فاسمعوا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
وأخْرَج مسلم والترمذي
عن عبدالله بن مسعود-
رضي الله عنه -
عن النبي -
صلَّى الله عليه وسلَّم -
قال:
((لا يدخل الجنة
مَن كان في قلبه
مِثقالُ ذَرَّة من كِبْر))،
فقال رجل:
إنَّ الرجلَ يحبُّ أن يكونَ
ثوبُه حسنًا،
ونَعْلُه حَسَنةً،
قال:
((إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمالَ،
الكِبْر:
بَطَرُ الحقِّ،
وغَمْطُ الناس)).
عن أبي هريرة،
قال:
قال رسول الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((قال الله - عزَّ وجلَّ -:
الكبرياء رِدَائي،
والعَظَمة إزاري،
فمَن نازَعَني واحدًا منهما،
قذفْتُه في النار))،
ورُوِي بألفاظ مختلفة منها:
(قسمته ولاابالي)
(عذَّبْتُه) و(قصَمْتُه)، و(ألْقَيْتُه في جهنَّمَ)، و(أدخَلْتُه جهنَّمَ)، و(ألْقَيْتُه في النار).
الحديث أصْلُه في صحيح مسلم، وأخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وابن حِبَّان في صحيحه وغيرُهم، وصحَّحه الألباني.
وعن حذيفة-
رضي الله عنه -
قال:
\"كنَّا مع النبي -
صلَّى الله عليه وسلَّم -
في جنازة،
فقال:
((ألا أُخبركم بشرِّ عباد الله؟
الفظُّ المستكبر،
ألا أُخبركم بخير عباد الله؟
الضعيف المستضعَف
ذو الطِّمْرَيْنِ
لا يُؤْبَه له،
لو أقْسَمَ على الله لأَبَرَّه))\"
؛ رواه الإمام أحمد،
ورُواته رُواة الصحيح، إلاَّ محمد بن جابر.
عن أبي هريرة -
رضي الله عنه -
قال:
قال رسول الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((احتجَّتِ النار والجنة،
فقالتْ هذه:
يَدخُلُني الجبَّارون والمتكبِّرون،
وقالت ْهذه:
يدخُلُني الضُّعفاء والمساكين،
فقال الله لهذه:
أنتِ عَذَابي أعذِّبُ بكِ مَن أشاء،
ورُبَّما قال:
أُصيبُ بكِ مَن أشاء،
وقال لهذه:
أنتِ رحْمَتي أرحمُ بكِ مَن أشاء،
ولكل واحدةٍ منكما مِلْؤُها))؛
صحيح الإمام مسلم.
وفي صحيح مسلم
وسُنن النَّسائي
عن أبي هريرة -
رضي الله عنه -
قال:
قال رسول الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((ثلاثة لا يُكَلِّمهم الله يوم القيامة،
ولا يُزَكِّيهم،
ولا يَنظر إليهم،
ولهم عذابٌ أليم:
شيخٌ زانٍ،
ومَلِكٌ كذَّاب،
وعائلٌ مُستكبر)).
والمتكبرون محرومون
من دُخُول الجنة؛
ففي الحديث:
((لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه
مثقال ذرة من كِبْر))؛
رواه مسلم،
بل إن الوعيد
يسبقهم في آخرتهم بالإهانة والخزي والصَّغار،
معاملة لهم بضدِّ قصدهم؛
فعن عمرو بن شعيب،
عن أبيه، عن جده -
رضي الله تعالى عن الجميع -:
أنَّ رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -
قال:
((يُحشَر المتكبرون يوم القيامة
أمثال الذَّرِّ في صور الرجال،
يغشاهم الذُّل من كلِّ مكان،
يُساقون إلى سجن في جهنم،
يسمى: بولس،
تعلوهم نار الأنيار،
يُسقون من عصارة أهل النار
ويأكلون من طينة الخبال))؛
فأيُّ قدر أحقر من ذلك لمن يريد أن يعتبر؟!
والمتكبرون
يرثون خزايا من سبقهم،
ويحشرون معهم.
فهم أسوأ أخلافٍ لأسلافٍ؛
لأنهم جعلوا الذين لعنهم الله هم قدوتهم الماثلة دائمًا في مخيلاتهم،
ومنهم
الفرعون
الغاشِم المختال،
الذي ملأ الأرض كبرًا بمَوَاقِفه وتصْريحاته، وأَوْفَى دليلٍ هو
قوله تعالى:
﴿ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ
قَالَ يَا قَوْمِ
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ
وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي
أَفَلاَ تُبْصِرُونَ *
أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ
وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ ﴾
[الزخرف: 51، 52] ،
وقال الله تعالى:
﴿ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴾
[القصص: 39]،
ولا جرم فقد كانت النتيجة
أنه مات بعد أن أدركه الغرق
هو ومن معه؛
مصيرهم ونهايتهم
﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ
فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ *
واحذروا
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً
يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ *
وفوق ذالك
وَأَتْبَعْنَاهُمْ
فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ﴾
[القصص: 40 - 42].
ومنهم قارون
الذي صمَّ الغِنَى سمعَه عن الإصغاء للهدي الإلهي،
وعن قول العقلاء له من قومه:
﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ
مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ
إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾
[القصص: 76].
وملأ الكبر جنانه،
فصرَّح لقومِه بإرهاصات الهلاك؛
﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾
[القصص: 78]،
ولكنَّه لَمَّا طغَى وتكبَّر وأعْرَضَ عن المؤمنين - تطاولاً وتجبُّرًا -
والنتيجةُ -
كما قال الله تعالى -:
﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ
فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾
[القصص: 81].
ومنهم
ملك غسان
جبلة بن الأيهم،
الذي منعه الكبر
من الثبات على الإسلام،
بعد أن دخل فيه؛
روى ابن الكلبي وغيره:
أن عمر لما بلغه إسلام جبلة
فرح بإسلامه،
ثم بعث يستَدْعيه ليراه بالمدينة،
وقيل:
بل استأذنه جبلة في القُدُوم عليه،
فأذن له،
فركب في خلْق كثير من قومه،
قيل:
مائة وخمسين راكبًا،
فلما سلَّم على عمر رحب به عمر
وأدنى مجلسه،
وشهد الحج مع عمر في هذه السنة،
فبينما هو يطوف بالكعبة،
إذ وطئَ إزارَه رجلٌ من بني فزارة فانحل،
فرفع جبلة يده
فهشم أنف ذلك الرجل.
ومن الناس مَن يقول:
إنه قلع عينه،
فاستعدى عليه الفزاري إلى عمر،
ومعه خلْق كثيرٌ من بني فزارة،
فاستحضره عمر
فاعترف جبلة،
فقال له عمر:
أقدته منك؟
فقال: كيف،
وأنا ملك وهو سوقة؟!
فقال:
إن الإسلام جمعك وإياه،
فلست تفضله إلا بالتقوى،
فقال جبلة:
قد كنتُ أظُن أن أكونَ في الإسلام أعز مني في الجاهلية،
فقال عمر:
دع ذا عنك،
فإنك إن لم ترضِ الرجل أقدته منك،
فقال: إذًا أتنَصَّر،
فقال: إن تنَصَّرتَ ضرَبتُ عنقك،
فلما رأى الحدَّ قال:
سأنظر في أمري هذه الليلة،
فانصرف من عند عمر،
فلما ادلَهَمَّ الليلُ ركب في قومه ومن أطاعه، فسار إلى الشام،
ثم دخل بلاد الروم
وأراد عن الإسلام…
فقد أعماه كبْرُه عن رؤية الناس في عينيه
إلا صغارًا،
ومنهم
قوم عادٍ
الذين لجُّوا في طغيان الصدِّ عن الهُدى؛
بسبب الكبر الذي كان يملأ جوانحهم؛
قال
الله تعالى:
﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً
وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾
[فصلت: 15]،
وقد أبادهم الله تعالى
بعد عتوِّهم وكُفرهم؛
﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا
فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ
لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى
وَهُمْ لاَ يُنْصَرُونَ ﴾
[فصلت: 16]،
ولا شك أن الكبر كان سبب الهلاك،
ولذلك كان العقابُ أليمًا،
وقد خلَّفهم عبرةً للمتكبِّرين؛
﴿ فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى
كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ *
فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾
[الحاقة: 7، 8].
ومنهم
صناديد قريش
الذين طلَبوا من رسول الله -
صلى الله عيه وسلم -
أن يُخَصِّصَ للكُبراء مجلسًا،
وللفقراء مجلسًا،
يُجالسهم فيه منعًا من التلاقي بين الفريقَيْن، وذلك بسبب كبر نفوسهم؛
فعن خباب -
رضي الله تعالى عنه -
قال:
جاء الأقرع بن حابس التميمي،
وعيينة بن حصن الفزاري،
فوجدوا رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -
مع صهيب، وبلال، وعمار، وخباب،
قاعدًا في ناس من الضعفاء من المؤمنين،
فلما رأوهم حول النبي -
صلى الله عليه وسلم -
حقروهم،
فأتوه فخلوا به،
وقالوا:
إنا نريد أن تجعل لنا منك مَجْلسًا،
تعرف لنا به العرب فضلنا،
فإنَّ وُفُود العَرَب تأتيك،
فنسْتحي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد،
فإذا نحن جئناك فأقمهم عنك،
فإذا نحن فرغنا، فاقعد معهم إنْ شئتَ،
قال:
((نعم))،
قالوا:
فاكتُبْ لنا عليك كتابًا،
قال:
فدعا بصحيفة،
ودعا عليًّا ليكتب،
ونحن قعود في ناحية،
فنزل جبرائيل - عليه السلام -
فقال:
﴿ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ
فَتَطْرُدَهُمْ
فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾
[الأنعام: 52]
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
واخيرا
كونوا كما كان أسألكم
من
الصحابة والتابعين رضي الله عنهم
في تواضعهم
"""""""""""""""""""""""""""""
ஐ
يحكى أن سيدن
ا أبا بكر الصديق
رضي الله عنه
كان يحلب الغنم لبعض فتيات المدينة،
فلما تولى الخلافة
قالت الفتيات:
لقد أصبح الآن خليفة،
ولن يحلب لنا،
لكنه استمر على مساعدته لهن،
ولم يتغير بسبب منصبه الجديد.
وكان أبو بكر
-رضي الله عنه-
يذهب إلى كوخ امرأة عجوز فقيرة،
فيكنس لها كوخها،
وينظفه،
ويعد لها طعامها،
ويقضي حاجتها.
وقد خرج -
رضي الله عنه-
يودع جيش المسلمين الذي سيحارب الروم بقيادة أسامة بن زيد -
رضي الله عنه-
وكان أسامة راكبًا،
والخليفة أبو بكر يمشي،
فقال له أسامة:
يا خليفة رسول الله،
لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ،
فقال أبو بكر:
والله لا أركبن ولا تنزلن،
وما على أن أُغَبِّرَ قدمي ساعة في سبيل الله.
__________
ஐ
وقد حمل أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب
رضي الله عنه
الدقيق على ظهره،
وذهب به إلى بيت امرأة لا تجد طعامًا لأطفالها اليتامى،
وأشعل النار،
وظل ينفخ حتى نضج الطعام،
ولم ينصرف حتى أكل الأطفال وشبعوا.
ஐ
ويحكى أن رجلا من بلاد الفرس جاء برسالة من كسرى ملك الفرس إلى الخليفة عمر، وحينما دخل المدينة سأل عن قصر الخليفة، فأخبروه بأنه ليس له قصر فتعجب الرجل من ذلك، وخرج معه أحد المسلمين ليرشده إلى مكانه.
وبينما هما يبحثان عنه في ضواحي المدينة، وجدا رجلا نائمًا تحت شجرة،
فقال المسلم لرسول كسرى:
هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
فازداد تعجب الرجل من خليفة المسلمين
الذي خضعت له ملوك الفرس والروم،
ثم قال الرجل:
حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.
________
يحكى أن ضيفًا نزل يومًا على الخليفة
عمر بن عبد العزيز،
وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح،
فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه،
فقال له الضيف:
يا أمير المؤمنين،
لِمَ لَمْ تأمرني بذلك،
أو دعوت من يصلحه من الخدم،
فقال الخليفة له:
قمتُ وأنا عمر،
ورجعتُ وأنا عمر
ما نقص مني شيء،
وخير الناس عند الله من كان متواضعًا.
__________
ويُرْوَى أن
مُطَرِّف بن عبدالله بن الشِّخِّير
رأى المهلب
وهو يتَبَخْتَر في جُبَّة خَزٍّ،
فقال:
يا عبدالله،
هذه مِشْية يُبغِضُها الله ورسوله،
فقال له المهلب:
أما تَعرفني؟
فقال:
بل أعرفُك
أوَّلُك نُطفة مَذِرَة،
وآخِرُك جِيفة قَذِرة،
وأنت بينهم تَحمل العَذِرَة،
فمَضَى المهلب وتَرَك مِشْيته،
وكان المهلب مَلِكًا.
؛؛؛؛؛؛؛؛
واخيرا
أحذر ان تكون انت ذالك العبد
قال عمر ابن شيبه
كنت يوما فى مكه فوجدت رجل يركب بغله وامامه غلمان يدفعون الناس من امامه ليفسحوا لبغلته الطريق
فتعجبت من المشهد وانصرفت لحال سبيلى
ودخلت بغداد بعد مده
فلذا انا امام رجل
حاف
حاسر
طويل الشعر والاظافر
فجعلت اتأمله يتعجب
فقال لى الرجل:
لماذا تنظر الى هكذا؟؟؟؟
فقلت له
لقد شبهتك برجل رأيته فى مكه منذ زمن ووصفت له ما رايت وقتها من الرجل وغلمانه
فقال الرجل
أنا ذاك الرجل!!!!
إنى ترفعت فى موضع يتواضع فيه الناس
فوضعنى الله فى موضع يترفع عنه الناس
سبحان الله الحى القيوم المتكبر
لا اله الا هو
يعز من يشاء-- ويزل من يشاء
بيده الخير وهو على كل شىء قدير
::::::::::::::
::::::::::::::
الخطبة الثانية
::::::::::::::::::
أفيقوا، أيها المتكبرون
الكبرياءُ لله
اختصَّ ربُّنا - سبحانه - لنفسه صفاتِ المجد الأعلى والكبرياء والجبروت،
وعلى العبد أن يصحبَ قلْبه في جولات
من الإقرار بالفقر،
والاعتلال الدائم إلى ذي الجلال والإكرام؛ قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ
وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾
[فاطر: 15]،
وكونوا على يقينٍ من أن خيْرَ الناس من عاش ومات مسكينًا؛
فعن أبي سعيد الخدري -
رضي الله تعالى عنه -:
أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -
كان يدعو:
((اللهم أحيني مسكينًا،
وأمِتني مسكينًا،
واحْشُرني في زمرة المساكين))
قال أبو بكر الصِّدِّيق -
رَضِي الله عنه -:
\"لا يَحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين؛
فإنَّ صغيرَ المسلمين كبيرٌ عند الله تعالى\".
فقد أخرَج الإمام أحمد
عن أبي سَلَمة بن عبدالرحمن بن عوف،
قال:
الْتَقَى عبدالله بن عمر،
وعبدالله بن عمرو بن العاص-
رضي الله عنهم -
على المروة فتحدَّثا،
ثم مَضَى عبدالله بن عمرو
،وبَقِي عبدالله بن عمريبكي؛
فقال له رجل:
ما يُبْكيك يا أبا عبدالرحمن
؟قال هذا -
يَعني: عبدالله بن عمرو -
زَعَم أنَّه سَمِع رسولَ الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -
يقول:
((مَن كان في قلبه مِثقالُ حَبَّة من خَرْدَل
مِن كِبْرٍ،
كبَّه الله لوجْهه في النار))،
ورُواة هذا الحديث
رُواة الصحيح.
وقال أبو بكر المروزي
لأحمد بن حنبل
"ما أكثر الداعين لك.
فامتلأت عيونه بالدموع،
وقال:
أخاف أن يكون هذا استدراجاً،
أسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظنون،
ويغفر لنا ما لا يعلمون".
:::::::::::::::::
الشيخ حسنى شتيوى- Admin
- عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
مواضيع مماثلة
» وصية الحبيب النبي كن تقى هاكذا علمني رسول الله واللقاء 250 التقي ان شاء الله 17/5/2019 الجمعة الثانية من رمضان 1440 ان شاء الله
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء269 كيف نفز بتأييد الله في رحلة بناء النفس والوطن التقي ان شاء الله 6/2019
» علمني رسول الله من هو الفاروق عمر واللقاء 186
» علمني رسول الله ان الصحبة سبيل النجاة واللقاء 267 التقي ان شاء الله 22/8/2019 إن شاء الله
» علمني رسول الله سامح ليسامحك الله واعفوا عن خلقه ليعفوا عنك الله وارحم عباده يرحمك الله واللقاء 255 التقي 28/6/2019 ان شاء الله
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء269 كيف نفز بتأييد الله في رحلة بناء النفس والوطن التقي ان شاء الله 6/2019
» علمني رسول الله من هو الفاروق عمر واللقاء 186
» علمني رسول الله ان الصحبة سبيل النجاة واللقاء 267 التقي ان شاء الله 22/8/2019 إن شاء الله
» علمني رسول الله سامح ليسامحك الله واعفوا عن خلقه ليعفوا عنك الله وارحم عباده يرحمك الله واللقاء 255 التقي 28/6/2019 ان شاء الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى