علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اصحابه هم مصابيح الهدي لمن أرادوا أن يهتدوا واللقاء 279 التقي ان شاء الله 8/11/2019
صفحة 1 من اصل 1
علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اصحابه هم مصابيح الهدي لمن أرادوا أن يهتدوا واللقاء 279 التقي ان شاء الله 8/11/2019
علمني رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ان اصحابه هم مصابيح الهدي
لمن أرادوا أن يهتدوا
واللقاء
279
التقي ان شاء الله
8/11/2019
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله ذي
العزة والعظمة
والكمال والجمال
والجلال،
الحمد لله الذي
نزّل الأمانة
في قلوب من شاء من الرجال
بعد أن أبت
عن حملها
السماوات والأرض والجبال،
قال عز من قائل
"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا
وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"
***********************
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
**************
أمر المؤمنين
بالصدق والأمانة،
وزجرهم
ونهاهم وحذرهم
من الكذب والخيانة،
ووعد من
حفظ الأمانة ورعاها
أجراً كريماً،
وأعد
للخائنين عذاباً مهيناً.
*******
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
******************
الذي
بلّغ الرسالة
وأدى الأمانة،
ونصح الأمة،
وجاهد في الله حق جهاده.
**************
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأَعْرَابِ وَالْعَجَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ مَنْ يـَمْشِي عَلَى قـَدَمِ
مُحَمَّدٌ بَاسِطُ الْمَعْرُوفِ جَامِعُهُ
مُحَمَّدٌ صَاحِبُ الإِحْسَانِ وَالْكَرَمِ
مُحَمَّدٌ تَاجُ رُسْلِ اللَّـهِ قـَاطِبَةً
مُحَمَّدٌ صَادِقُ الأَقـْوَالِ وَالْكَلِمِ
مُحَمَّدٌ ثَابِتُ الْمِيثَاقِ حَافِظُهُ
مُحَمَّدٌ طَيِّبُ الأَخْلاقِ وَالشِّيَمِ
مُحَمَّدٌ رُوِيَتْ بِالنُّورِ طِينَتُهُ
مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَل نُوراً مِنَ الْقِدَمِ
مُحَمَّدٌ حَاكِمٌ بِالْعَدْلِ ذُو شَرَفٍ
مُحَمَّدٌ مَعْدَنُ الإِنْعَامِ وَالْحِكَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللَّـهِ مِنْ مُضَرٍ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللَّـهِ كُلِّهِمِ
مُحَمَّدٌ دِينُهُ حَقٌّ نَّدِينُ بِهِ
مُحَمَّدٌ مُجْمِلاً حَقّاً عَلَى عَلَمِ
مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رَوْحٌ لأَنْفُسِنَا
مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَىَ الأُمـَمِ
مُحَمَّدٌ زِيْنَةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا
مُحَمَّدٌ كَاشِفُ الْغُمَّاتِ وَالظُّلَمِ
مُحَمَّدٌ سَيِّدٌ طَابَتْ مَنَاقـِبَهُ
مُحَمَّدٌ صَاغـَهُ الرَّحِمَنِ بِالنِّعَمِ
مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ الْبَارِي وَخِيرَتَهُ
مُحَمَّدٌ طَاهِرٌ مِنْ سَائِرِ التٌّهَمِ
مُحَمَّدٌ ضَاحِكٌ لِلضَّيْفِ مُكْرِمُهُ
مُحَمَّدٌ جَارُهُ وَاللَّـهِ لَمْ يُضَمِ
مُحَمَّدٌ طَابَت الدُّنْيَا بِبِعْثَتِهِ
مُحَمَّدٌ جَاءَ بِالآيَـاتِ وَالْـحِكَمِ
مُحَمَّدٌ يَوْمَ بَعْثِ النَّاسِ شَافِعُنَا
مُحَمَّدٌ نُورُهُ الْهَادِي مِنَ الظُّلَمِ
مُحَمَّدٌ قـَائِمٌ للَّـهِ ذَو هِمَمِ
مُحَمَّدٌ خَاتـِمٌ لِلْرُسْلِ كُلِّهِمِ
اللَّهـُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بَقَدْرِ حُبَّكَ
وبعــــد..
الموعظة قبل التذكرة
كما تعودنا
وموعظة اليوم
بعنوان
لا تقلق.!
****************
اخي في الله
اختي المسلمة العفيفة الطاهرة
بني..ابنتي..
ياكل سامع
لا تقلق إن كنت تتقي الله!!
لا تقلق إن كنت تخاف الله وتخشاه!!
نعم والله .ثم والله.
لا يقلق
في الحياة من كان له أب يرعاه
فكيف يقلق من كان
له رب يتولاه !!
وهنا السؤال الأهم
هل تحب ربك انت حتى يتولاك؟
هل تخافه وتخشاه حتى يرعاك؟
بداية النجاة
ان نستمع الى هذا التحذير الرباني
فالله يحذرنا
فيقول
عن داء العصر
عن القيل والقال.
او ان شئت فالله يعلمك انت الان
إن تستحضر عظمته
في كل أحوالك
واقولك و اعمالك.
اسمع الي
قول الله
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ
وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم
مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا
وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
الله يحذرنا من
القيل والقال
وسيئ المقال
في كل زمان وفي أي مكان
في كل أمور حياتنا.
*******
ولقد حذرنا كذلك
النبي
صلى الله عليه وسلم
يوم أن
سَأَله أحد الصحابة يارسول الله
صلّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
انحاسب عَلِيّ مانقول
فقال النبي
صلى الله عليه وسلم
لِصَحَابِيّ
"وَيْحَك الايكب النَّاسُ فِي النَّارِ
عَلِيّ وُجُوهِهِم
الاحصائد أَلْسِنَتُهُم "
!!!!!!!!!!!!
والسؤال الآن
كيف النجاة من هذا الداء؟
وأين نجد الدواء؟
والإجابة
أن نتقي الله
ونخافه ونخشاه
ولي ولكم ولكل المسلمين
الجزاء
الأمن والأمان من النار وعذاب الرحمن
فعن أبى هريرة رضي الله عنه
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لا يلج النار
رجل
بكى من خشية الله..
(الترمذى)
يخشى لقاء الله
وسؤال الله
وعتاب الله
فيتحري كل اقواله وافعاله واحواله
خوف من يوم يلتقي فيه مع الله
….
ايه الاحبة ان اجدادنا
قديما قالوا
رأس الحكمة
مخافة الله
************
إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ . خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيْبُ ..
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفَلُ سَاعَةً ...
وَلا أَنَّ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيْبُ
************
انظروا الي رجل يخشى عتاب الله له
انه امير المؤمنين
عمر بن عبدالعزيز
الخاشع
القانت
البكاء
يبكي يوما ما
فقيل له ما يبكيك
فقال
قد ولّيت أمر هذه الأمة
فتفكرت في
الفقير الجائع
والمريض الضائع
وتذكرت أن الله سيسألني عنهم!
فلما خاف أن يسأل
أعانه الله
واسمع كيف كان حالة الامة يوم أن كان
حكامها يخافون من
سؤال الإله
ففي عهده
يتجول المنادي في الشوارع
وهو ينادي ويقول:
من يريد الزواج ..
زوجناه !!!
من يريد أن يبني بيتا ..
بنيناه له !!!
من عليه دين قضيناه له !!!
من يريد أن يذهب إلى الحج أو يعتمر أخذناه !!!
هذه العبارات ..
لم تقل في عصرنا الحالي
ولا في عصر النهضة الأوروبية !!
ولم تقل في الدول النفطية الغنية !!
الذي أمر بها أن تقال هو :
الخليفة الذي مات وعمره
40 عاما فقط ..
إنه
عمر بن عبد العزيز رحمه الله
جاؤوا إليه بأموال الزكاة ..
فقال
أنفقوها على الفقراء
فقالوا :
لم يعد في أمة الإسلام فقراء !!
قال لهم :
جهزوا بها الجيوش .
قالوا :
جيوش الإسلام تجوب الدنيا !!
قال لهم :
زوجوا بها الشباب .
فقالوا :
من كان يريد الزواج زُوِجناه ،
و بقي مال !!
فقال لهم :
اقضوا الديون عن المدينين
فقالوا :
قضيناها وبقي مال !!
فقال لهم :
انظروا إلى
( النصارى واليهود )
من كان عليه دين فسددوا عنه ..
ففعلوا وبقي مال !!
فقال لهم :
أعطوا أهل العلم ..
فأعطوهم وبقي مال !!
فقال لهم :
اشتروا قمحاً
وانثروه على رؤوس الجبال
حتى لا يقال :
جاع طير في بلاد المسلمين !!
كنا أمة عظيمة
واليوم يقتل بعضنا بعضاً .
اللهم فرج عنا مانحن فيه
يارب العالمين
************
فما حالا الان
كلٌّ في عملِه،
المدير فى إدارته
المهندس فى مكتبه
المدرس في مدرسته
العامل فى عمله
الشرطى فى مخفره
القاضى فى محكمته
كل مسئول فى موقع مهمته
فاستحضروا
رقابة الله عليكم
استحضروا
قوله تعالى
( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)
استحضروا
قوله تعالى
( أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ)
استحضروا
قوله تعالى
(وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًَا بَصِيرًا)
أيها الأحبة
وبعد أن أدركنا
أن الله يرى،
وأنه سبحانه وتعالى
مُطَّلع على دقائق أمورنا
سرِّها وعلانيتها،
دقها وجلها،
عظيمها وحقيرها،
وأنه إلى الله تعالى المُنتهى،
وأن الله تعالى سيحاسبُنا على النقير والقطمير،
بل سيحاسبنا
سبحانه وتعالى على مثقال الذرة:
• أَمَا آن لنا أن
نُحسن عبادتنا لله تعالى؟
• أَمَا آن لنا أن نراقب الله تعالى في كلِّ أمورنا؟
• أَمَا آن للعاصي أن يرجعَ ويتوب؟
• أَمَا آن للعاقِّ أن يبرَّ من يعقُّه؟
• أَمَا آن لقاطعِ رَحِمه أن يصلها؟
• أَمَا آن لآكلِ مال اليتيم والأرملة والمسكين أن يُحسِن إليهم؟
• أَمَا آن للمُسيء إلى جيرانه
وإلى عباد الله
أن يُحسِن إليهم؟
• أَمَا آن
للمُرابي،
والمرتشي،
وشاهدِ الزور،
والساعي في الفساد
أن يستفيقَ قبل فوات الأوان؟
• أَمَا آن للظالم أن يعود إلى رُشده، ويرجع عن غيِّه؟
• أَمَا آن للمعتدي أن يتوقَّف عن اعتدائه؟
•
أَمَا آن لنا أن نكفَّ الظالم عن ظلمه، والمعتدي عن اعتدائه؛
********
هل ان الان بعد أن علمت يقينا أن
الله يراقبك - الا تخاف؟
والملائكة تراقبك - الا تخاف؟
واعضاؤك تراقبك - الا تخاف ؟
******************
أتيــت الْقُبُور فساءلتــــــها
أَيْن الْمُعْظَم والمحتقر ؟ !
وَأَيْن المــــذل بسلــــــطانه
وَأَيْن الْقَوِيُّ عَلَى مَا قَدَرَ ؟ !
تَفَانَوْا جميعاً فَمَا مــــــخبر
وَمَاتُوا جميعاً وَمَات الْخَيْر ! !
فَيَا سَائِلِي عَنْ أُنَاسٍ مَضَوْا
أَمَا لَك فِيمَا مَضَى مُعْتَبَرٌ ؟ !
تَرُوح وَتَغْدُو بَنَات الــــثرى
فتمحو مَحَاسِن تِلْكَ الصُّوَرِ
********
ألا يدعوك ذلك الى الخوف ..؟
◄أيها المسلم
الخسارة الحقيقية
أن تحفظ
" وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ "
وتنسى
" وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ".
ومازال القرأن يخبرك
ببيان الرحمن
غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ"
ايه الاحبة
فليكن همك إرضاء الله وحده
والخوف منه وحده.
ﺳﺄﻟﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ
ﻳﻮﻣﺎً
ﻟﻢ ﻻ ﺗﺄﺑﻪ ﻟﻜـــﻼﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ؟!
(اي لما لا تسمع لكلام الناس
وتسير في ركب الناس)
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ :
ﺃﻧﺎ ﺣﻴﻦ ﻭﻟــﺪﺕ ..
ﻭﻟﺪﺕ ﻭﺣــﺪﻱ ..
ﻭ ﺣﻴﻦ ﺃﻣــﻮﺕ ..
ﺃﻣﻮﺕ ﻭﺣــﺪﻱ ..
ﻭ ﺣﻴﻦ ﺃﻭﺿــﻊ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ..
ﺃﻭﺿﻊ ﻭﺣـﺪﻱ ..
ﻭ ﺣﻴﻦ ﺃﺣﺎﺳﺐ ﺑﻴﻦ
ﻳﺪﻳﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ..
ﺃﺣﺎﺳﺐ ﻭﺣــﺪﻱ ..
ﻓﺈﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﺩﺧﻠﺖ ﻭﺣــﺪﻱ ..!!
ﻭ ﺇﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﺩﺧﻠﺖ ﻭﺣﺪﻱ ..!!
ﻓﻤﺎﻟـــﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ.. !! ؟
الله يقول
"وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا*
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا"
!!!!!!!!!!!!!!!!
وبعد الموعظة تأتي التذكرة
مع
علمني رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أن أصحابه هم مصابيح الهدى
لمن أرادوا أن يهتدوا
واللقاء
279
التقي ان شاء الله
8/11/2019
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الله سبحانه
يقول في كتابه العزيز
﴿ والسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
( التوبة 100)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حديثه الشريف"
خَيْرُكُمْ قَرْنِى،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ".
(رواه البخاري)
ايه الاحبة
لقد اختار الله جل وعلا لهذا الدين
نبيا كريما،
وداعيا حكيما
ومبلغا أمينا،
ألا وهو النبي صلى الله عليه وسلم؛
فبلغ الرسالة،
وأدى الأمانة،
ونصح الأمة،
وكشف الله به الغمة،
فما من خير إلا دل عليه وحث عليه،
وما من شر إلا حذر منه ونهى عنه
فكانت حياته أنموذجا تطبيقيا
لصحيح الإسلام في كل جانب من جوانبه،
وعلى هذا المنهج والطريق
كان الجيل المثالي العظيم،
الجيل الذي رباه المصطفي
صلى الله عليه وسلم،
فكانت حياتهم أنموذجا حقيقيا لصحيح الإسلام،
وبقيَت أثارهم الطيِبة بعد وَفاتهم، تتدارس حياتهم الأجيال جيل بعد
جيل يقتدون ويهتدون إلى السعادة بأهل خير القرون؛
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود
قَالَ سُئِلَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَىُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟
قَالَ
" قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " (رواه مسلم)
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ،
قَالَ
" مَنْ كَانَ مُسْتَنًّا
فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ،
أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانُوا
خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ،
أَبَّرَهَا قُلُوبًا،
وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا،
وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا
قَوْمٌ اخْتَارَهُمُ اللَّهُ
لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَنَقْلِ دِينِهِ،
فَتَشَبَّهُوا بِأَخْلاقِهِمْ
وَطَرَائِقِهِمْ
فَهُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ "
(حلية الأولياء لأبي نعيم)
إنهم بحق
جيل عظيم في
إيمانه وعمله
وصدقه وإخلاصه،
بل وفي كل جوانب الحياة، يعجز اللسان عن حصر مآثرهم،
فتشبهوا إنْ لَمْ تَكُونُوا مِثْلُهُم
أَنَّ التَّشَبُّهَ بالكرام فَلَاحٌ
*********
ولقد جسدوا في كل جانب من جوانب الحياة أنموذجا تطبيقيا لصحيح الإسلام ،
ومن ذلك
(1)
الاستجابة لله ولرسوله
*********************************
الله سبحانه وتعالى
يقول
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ
إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٥)
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٦)
فهموا الصحابة مراد ربهم
فكانت استجابتهم لله ولرسوله
استجابة خالصة
ما شابها جدال أو تسويف،
يترجمون الأمر أو النهي من فوره مباشرة ودون أدنى تأخير إلى واقع ملموس وفعل محسوس،
ومن ذلك،
ما جاء عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رضي الله عنه ،
قَالَ :
" كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ يَوْمَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ
فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ،
وَمَا شَرَابُهُمْ إِلَّا الْفَضِيخُ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ ،
فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي،
فَقَالَ :
اخْرُجْ فَانْظُرْ،
فَخَرَجْتُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي
أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ،
قَالَ :
فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ،
فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ :
اخْرُجْ فَاهْرِقْهَا فَهَرَقْتُهَا ،
فَقَالُوا أَوَ قَالَ بَعْضُهُمْ:
قُتِلَ فُلَانٌ قُتِلَ فُلَانٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ "
(رواه مسلم)
*****
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَأَى خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ،
فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ،
وَقَالَ :
" يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ " ، فَقِيلَ لِلرَّجُلِ
بَعْدَ مَا ذَهَبَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
خُذْ خَاتِمَكَ انْتَفِعْ بِهِ ،
قَالَ :
لَا وَاللَّهِ لَا آخُذُهُ أَبَدًا
وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
( رواه مسلم)
الذهب حلي للنساء
أما الرجال
فقد ذكرهم رسول الله يوما معلمهم
أي الرجال
(اخشوشنوا فإن النعم لاتدوم)
ولا يخفى عنكم ما كان في
تحويل القبلة ؛
إذ يصلون نصف الصلاة إلى بيت المقدس والآخر إلى البيت الحرام،
بل تحولوا إلى البيت الحرام وهم في هيئة الركوع،
امتثالا لأمر الله تعالى،
فهو سبحانه القائل في كتابه
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)
(الأنفال 24)
فالاستجابة لله ولرسوله
حياة ،
وفوز
وفلاح؛
وقال الله تعالى
﴿ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى)
(الرعد18)
********
(2)
حب النبي
*************
صلى الله عليه وسلم:
فحب النبي
صلى الله عليه وسلم
من الإيمان
ومن لوازم الإحسان،
الله سبحانه وتعالى
يقول
(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٣٢)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ
فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ
لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (٣٣)
(آل عمران) ،
********
ولقد سئل
علي بن أبي طالب
رضي الله عنه:
كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال:
"كان والله أحب إلينا من
أموالنا وأولادنا وأبنائنا وأمهاتنا
ومن الماء البارد على الظمأ ".
*******
وعن أم المؤمنين
أمنا عائشة الصديقة
وكل قولها حقيقة
رضي الله عنها:
" جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا رسول الله،
إنك لأحبُّ إليَّ من نفسي،
وإنك لأحبُّ إليَّ من أهلي ومالي،
وأحبُّ إليَّ من ولدي،
وإني لأكون في البيت فأذكركَ،
فما أصبر حتى آتيكَ فأنظر إليكَ،
وإذا ذكرتُ موتي وموتكَ
عرفتُ أنَّكَ إذا دخلتَ الجنَّة رُفِعْتَ مع النبيِّين، وأنِّي إذا دخلتُ الجنَّة خشيتُ ألاَّ أراكَ،
فلم يرُدَّ عليه النبيُّ ،
صلى الله عليه وسلم، شيئًا؛
حتى نزل جبريل عليه السلام ،
بهذه الآية:
﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم
مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا )
النساء69).
*******
(3)
المسابقة إلى الخيرات
******************
حتى من قبل أن يأمروا
جاء سائل إلى
علي رضي الله عنه
وقد تغير وجهه
من الحياء،
فقال له
علي رضي الله عنه:
أكتب حاجتك على
فإني أكره أن أرى في وجهك ذُلَّ السؤال.
***************
(4)
أجود الناس
وأكرمهم وأعظمهم إيثارا
********************
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَجُلًا
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ
فَقُلْنَ مَا مَعَنَا إِلَّا الْمَاءُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
مَنْ يَضُمُّ
أَوْ يُضِيفُ هَذَا "
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ
أَنَا
فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ
فَقَالَ
أَكْرِمِي ضَيْفَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَتْ
مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي
فَقَالَ
هَيِّئِي طَعَامَكِ
وَأَصْلحىي سِرَاجَكِ
وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ
إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً
فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا
وَأَصْلحَتْ سِرَاجَهَا وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا
ثُمَّ قَامَتْ
كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا
فَأَطْفَأَتْهُ
فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ
فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ
فَلَمَّا أَصْبَحَ
غَدَا إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ
" ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ أَوْ عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا "
ومن ضحك الله له ستره في الدنيا والآخرة
ومن ضحك الله له رحمة في الدنيا والآخرة
ومن ضحك الله له اسكنه جنته.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ
( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ )
(الحشر9).
(5)
سلامة الصدر
****************
عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه
قَالَ :
كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
" يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ: إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ. قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا. فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ:
"يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ،
قَالَ :
فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ :
مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ؛ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ ".
(6)
الرحمة
*************
فَعَن أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ
أُمُّنَا عَائِشَةُ الصِّدِّيقَةِ
وَكُلّ قَوْلُهَا حَقِيقَة
رضي الله عنها:
قَالَتْ:
جَاءَتني مِسْكِينَةٌ
تَحْمِل ابْنَتَيْن لَهَا،
فَأَطعمتُهَا ثَلاثَ تَمْرَاتٍ،
فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً،
وَرَفَعَتْ إِلى فِيها تَمْرةً لتَأكُلهَا،
فَاسْتَطعَمَتهَا ابْنَتَاهَا،
فَشَقَّت التَّمْرَةَ الَّتي كَانَتْ تُريدُ أَنْ تأْكُلهَا بيْنهُمَا،
فأَعْجبني شَأْنها،
فَذَكرْتُ الَّذي صنعَتْ
لرسولِ اللَّه
صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ:
إنَّ اللَّه قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الجنَّةَ،
أَو أَعْتقَها بِهَا من النَّارِ
(رواه مسلم)
****
(7)
العفو والتسامح
**************
ومن ذلك عفو أبو بكر رضي الله عنه،
عن مسطح بن أثاثة:
وكان مسطح ممن تكلم في الإفك،
فلما أنزل الله براءة
عائشة رضي الله عنها،
قال أبو بكر الصديق؛
كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري
عن أم المؤمنين عائشة
رضي الله عنه
ا "وَاللَّهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا،
بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى
( وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ
أَن يُؤْتُوا
أُولِي الْقُرْبَىٰ
وَالْمَسَاكِينَ
وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
ثم قال سبحانه
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا
أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
(البقرة: 173)،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ:
بَلَى وَاللَّهِ
إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي،
فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ:
وَاللَّهِ لاَ أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا".
(
الخوف من الله
جل وعلا
****************
يقول الله تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }.
فهم الصحابة الأمانات التي مني الله عليهم بها
ومن أعظمها
اتباع النبي
وتقدير النبي
واحترام قول النبي
ولا احد يراجع النبي
ولا يرفع قوله ولا صوته على
قول وصوت النبي (ص)
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)
( الحجرات 2)
وَكَانَ
ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ
رَفِيعَ الصَّوْتِ،
فَقَالَ:
أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي
عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَبِطَ عَمَلِي،
أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ،
وَجَلَسَ فِي أَهْلِهِ حَزِينًا،
فَتَفَقَّدَهُ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَانْطَلَقَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ،
فَقَالُوا لَهُ:
تَفَقَّدَكَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَا لَكَ؟ فَقَالَ:
أَنَا الَّذِي أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ، وَأَجْهَرُ بِالْقَوْلِ
حَبِطَ عَمَلِي،
وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ،
فَأَتَوْا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَأَخْبَرُوهُ بِمَا قَالَ،
فَقَالَ
" لَا، بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "
(رواه احمد)
الخطبة الثانية
**************
إنّ الواجب علينا أن
نحفظ لهؤلاء الأخيار قدرهم،
ونعرف لهم مكانتهم؛
فعَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ،
قَالَ :
خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ ،
فَقَالَ :
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَامَ فِي مِثْلِ مَقَامِي هَذَا ،
فَقَالَ :
" أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي ،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ..."
(رواه احمد)
وما أعظم ما جاء
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنِ السَّاعَةِ ،
فَقَالَ :
مَتَى السَّاعَةُ ؟ ،
قَالَ :
" وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ "
قَالَ :
لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقَالَ :
" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ” .
قَالَ أَنَسٌ :
فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ
فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " ،
قَالَ أَنَسٌ :
فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبَا بَكْرٍ ،
وَعُمَرَ
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ
وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ "
(رواه البخاري)
إن هؤلاء الصحابة هم
منارات لنا،
فما أحوجنا أن نتدبر صالح أعمالهم
وحسن أخلاقهم
حتى نعيش الإيمانيات التي كانوا يعيشونها، وحتى نصل إلى درجة من درجات بلغوها،
" فما أحوجنا إلى
أن نترسم خطاهم،
و نسير على آثارهم؛
فعن بْنُ مَسْعُودٍ،
انه قال
" مَنْ كَانَ مِنْكُمْ
مُتَأَسِّيًا فَلْيَتَأَسَّ بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛
فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَبَرَّ هَذِهِ الأُمَّةِ قُلُوبًا
وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا
وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا
وَأَقْوَمَهَا هَدْيًا
وَأَحْسَنَهَا حَالا ،
قَوْمًا اخْتَارَهُمُ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ
وَاتَّبِعُوهُمْ فِي آثَارِهِمْ ؛
فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ " .
فتشبهوا إنْ لَمْ تَكُونُوا مِثْلُهُم
أَنَّ التَّشَبُّهَ بالكرام فَلَاحٌ
*********
الشيخ حسنى شتيوى- Admin
- عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
مواضيع مماثلة
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء269 كيف نفز بتأييد الله في رحلة بناء النفس والوطن التقي ان شاء الله 6/2019
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم سماحة الاسلام واللقاء 290 التقي ان شاء الله 17/1/2020
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء 285بعنــــوان : أمة اقرأ .. أمة أتقن .. التقي ان شاء الله 13
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع واللقاء266 ان هذا هو الإسلام التقي 9/8/2019
» علمني رسول الله ان الصحبة سبيل النجاة واللقاء 267 التقي ان شاء الله 22/8/2019 إن شاء الله
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم سماحة الاسلام واللقاء 290 التقي ان شاء الله 17/1/2020
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء 285بعنــــوان : أمة اقرأ .. أمة أتقن .. التقي ان شاء الله 13
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع واللقاء266 ان هذا هو الإسلام التقي 9/8/2019
» علمني رسول الله ان الصحبة سبيل النجاة واللقاء 267 التقي ان شاء الله 22/8/2019 إن شاء الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى