علمني رسول الله واللقاء214 ان بالعلم والعمل يتحقق الامل

علمني رسول الله
انه
بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ يَتَحَقَّقُالأَمَلُُ
واللقاء
214
التقي باذن الله
20/9/2018
########$##

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي
خَلَقَ وبراء
وأَكَرَّمَ وَأَنْعَمَ،
وَعَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ،

سُبْحَانَهُ
لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ وَالْفَضْلُ وَالْمِنَّةُ،
"""""""""

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،
جَعَلَ الْعِلْمَ نُوراً لِلْبَصَائِرِ،
وَطَهَارَةً لِلضَّمَائِرِ،
وَطَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ،

فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللهِ
«وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ»
[رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
"""""""""

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
حَمَلَةِ الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ، وَالْمُجَاهِدِينَ بِالسَّيْفِ والحجة وَالْبُرْهَانِ،
وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً إِلَى يَوْمٍ يَكُونُ فِيهِ الْعِلْمُ وَالْعَمَلُ وِقَايَةً مِنَ النَّارِ وَثمنا للجنة.
,,,,,,,,,
أَمَّا بَعْدُ:
:::::::::
فَاتَّقُوا اللهَ
وَاسْلُكُوا سَبِيلَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَاحْذَرُوا الْغُرُورَ بِالأَمَانِيِّ وَالأَمَلِ؛
فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ،
وَغَداً حِسَابٌ وَلاَ عَمَلَ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً
وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )
[الأنفال:29[




)1(
أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ آيَاتٌ تَحَثُّ عَلَى التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ *
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *
عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) [العلق:1-5[


وَلَقَدْ أَعْلَى الإِسْلاَمُ شَأْنَ الْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ،
وَرَفَعَ مَنْزِلَةَ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ، وَحَسْبُنَا فِي ذَلِكَ أَن
َّ
فَنَحْنُ أُمَّةُ (اقْرَأْ)،
أُمَّةُ الْعِلْمِ وَالْحَضَارَةِ،
أُمَّةُ الْمَجْدِ وَالْقِيَمِ بِجَدَارَةٍ،

وَلاَ أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ جَعْلِ الإِسْلاَمِ طَلَبَ الْعِلْم ِفَرِيضَةًً
عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ؛
<<<
فَالْعِلْمُ فِي الإِسْلاَمِ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
«طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ
عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»
[رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ].
،،،،،،،،

)2(
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الموحدون،
الْعِلْمُ تَرِكَةُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَحَيَاةُ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ،
وَسَهْمُ الْعَامِلِينَ الرَّابِحِينَ،
ودعوة الني
(وقل ربي زدني علما)
انه
ميراث النبي الامين
صل الله عليه وسلم ،
ففيما يروي من زمن اصحاب الحبيبي انه
بعد وفاة الرسول اصيب الصحابة بشئ من الفتور
فاراد
سيدنا بلال
ان يعظهم فذهب اليهم وهم بالسوق
وقال لهم
اتجلسون هنا وتتركون ميراث رسول الله
يقسم في المسجد
فليذهب كل واحد منكم لياخذ حقه من ميراث النبي
فاسرعوا الي مسجدالنبي
فلم يجدوا شيئا
فقالوا يا بلال
اتكذب علينا وانت مؤذن النبي قال ولما
قالوا ذكرت ان ميراث النبي يقسم بالمسجد فذهبنا فلم نجد ميراثا
فقال وماذا وجدتم
قالوا وجدنا
قراءة القران
وحلق العلم
فقال هذا هو ميراث النبي صل الله عليه وسلم
،،،،،،،،،،،
وكذلك روي عن سيدنا
ابوهريرة
وابن مسعود
ميراث النبي صلى الله عليه وسلم
مر ابو هريره رضي الله عنه ذات يوم بالسوق ،
فهاله انكباب الناس و انشغالهم بدنيا الناس .
فناداهم
: أنتم هنا و ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد ؟!
فذهبوا إلى المسجد مسرعين ، ثم رجعوا إلى أبي هريرة يقولون له :
ما وجدنا شيئا يقسم بالمسجد .
فقال لهم ابو هريرة :
أما رأيت
قوما يصلون ،
وقوما يقرأون القرأن ،
وقوما يتذاكرون الحلال
و الحرام ؟
ذلك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم
.،،،،،،،،،،،،،،،


)3(
إِنَّهُ الْعِلْمُ يَا عِبَادَ اللهِ،
الْعِلْمُ الَّذِي يَرْفَعُ اللهُ بِهِ أَهْلَهُ فِي الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ،
قَالَ اللهُ تَعَالَى
( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) [المجادلة:11[

انه العلم
تَعَلُّمُهُ للهِ خَشْيَةٌ،
وَطَلَبُهُ عِبَادَةٌ،
وَمُدَارَسَتُهُ تَسْبِيحٌ،
وَالْبَحْثُ عَنْهُ جِهَادٌ،

العلم هو
الأَنِيسُ فِي الْوَحْشَةِ،
وَالصَّاحِبُ فِي الْخَلْوَةِ،

وبِالعلم
يُطَاعُ الله
ُ وَيُعْبَدُ،
وَيُذْكَرُ سُبْحَانَهُ وَيُمَجَّدُ،
وَبِهِ تُوصَلُ
الأَرْحَامُ،
وَيُعْرَفُ الْحَلاَلُ وَالْحَرَامُ،
وَتُعْلَمُ الشَّرَائِعُ وَالأَحْكَامُ،

العلم
يُلْهَمُهُ السُّعَدَاءُ،
وَيُحْرَمُهُ الأَشْقِيَاءُ،
وَهُوَ إِمَامٌ وَالْعَمَلُ مَأْمُومٌ،
وَهُوَ قَائِدٌ وَالْعَمَلُ مَقُودٌ،



)4(
والعلم
أَحَدُ مَعَاقِدِ الأَمَلِ؛
فِي حَيَاةٍ حُرَّةٍ كَرِيمَةٍ فِي الدُّنْيَا،
وَمَنْزِلَةٍ عَالِيَةٍ رَفِيعَةٍ فِي الأُخْرَى،

فَإِنَّهُ عَلَى الْفَضْلِ دَلِيلٌ،
وَإِلَى الْجَنَّةِ سَبِيلٌ؛

فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ
«وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ»
[رَوَاهُ مُسْلِمٌ].



)5(
وَهُوَ الَّذِي يُبْقِي اللهُ بَعْدَ الْمَوْتِ أَثَرَهُ،
وَيَجْنِي صَاحِبُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ثَمَرَهُ؛

فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللهِ
«إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ:
إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ،
أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ،
أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»
[رَوَاهُ مُسْلِمٌ].


!!!!
مَا الْفَخْرُ إِلاَّ لأَِهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُـمُ عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ
***
وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ وَالْجَاهِلُونَ لأَِهْلِ الْعِلْمِ أَعْـدَاءُ
***
فَفُزْ بِعِلْـمٍ تَعِشْ حَيّاً بِهِ أَبَـداً النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ
!!!!!





)6(
ان الكونه كله
يستغفر لاهل العلم،
وَمِنْ فَضْلِ أَهْلِهِ وَشَرَفِهِمْ:
أَنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَضَعُ لَهُمْ أَجْنِحَتَهَا رِضاً بِمَا يَصْنَعُونَ،
وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَهُمْ مَغْبُوطُونَ؛
حَتَّى الْحِيتَانُ فِي بَحْرِهَا، وَالنَّمْلُ فِي جُحْرِهَا؛
فَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
يَقُولُ
«وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ،
وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ،
وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ،
إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ؛
إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا،
إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ،
فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»
[رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ].



إِنَّ ذَلِكَ الْفَضْلَ الْعَظِيمَ لِلْعِلْمِ، وَتِلْكَ الْمَنْزِلَةَ الرَّفِيعَةَ لِلْعُلَمَاءِ، إِنَّمَا هِيَ لِلْعِلْمِ النَّافِعِ فِي الدِّينِ، وَلِلْعُلَمَاءِ الْعَامِلِينَ الْمُخْلِصِينَ، فَقَدْ أَثْنَى
اللهُ تَعَالَى
عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ وَأَهْلِهِ،
وَذَمَّ الْعِلْمَ الَّذِي لاَ يَنْفَعُ أَهْلَهُ،

فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
[الزمر:9[

وَضَرَبَ سُبْحَانَهُ مَثَلاً قَبِيحاً لِلَّذِينَ لاَ يَنْتَفِعُونَ بِالْعِلْمِ
فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:
( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
[الجمعة:5[


)7(
الدنيا والعلم
وَالْعُلَمَاءُ الْعَامِلُونَ وَطُلاَّبُهُ الْمُخْلِصُونَ
مُسْتَثْنَوْنَ مِنَ اللَّعْنِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؛

فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ:
«أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ
مَلْعُونٌ مَا فِيهَا
إِلاَّ ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالاَهُ،
وَعَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً»
[رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ].
:؛:؛:؛:؛:؛:؛:؛:


وَعَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ
يَقُولُ
«إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَِرْبَعَةِ نَفَرٍ:

عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا؛
فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ،
وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ،
وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا،
فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ،

وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً؛
فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ
يَقُولُ:
لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ
فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ،

وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا؛
فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ،
وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ،
وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا،
فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ،

وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْمًا؛
فَهُوَ يَقُولُ:
لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ
فَهُوَ بِنِيَّتِهِ
فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ»
[رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ].
########



)8(
الخلاصة
صورتين
من هلاك الجاهل
ونجاة العالم،،

(ا)
في اعمالك
فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد
***********
هلاك الجاهل بجهله،

روى أن عابداً
من بني إسرائيل كان يعبد الله سبحانه وتعالى في صومعة فوق الجبل ،
وذات يوم خرج كعادته لكي يتجول متأملاً في ملكوت الله تعالى حول صومعته ،
وأثناء تجوله هذا رأى في طريقه جثة آدمي تنبعث منها رائحة كريهة ،
فمال العابد إلى اتجاه آخر حتى يتفادى شم هذه الرائحة .
عند ذلك ظهر
له الشيطان في صورة رجل من الصالحين الناصحين ،
وقال له :
لقد تبخرت حسناتك ولم يعد لك رصيد منها عند الله
فقال له العابد :
ولم ؟
قال :
لأنك أبيت أن تشم رائحة آدمي مثلك
. وعندما ظهر الألم على وجه العابد
قال له الشيطان
مشفقاً وناصحاً
إذا أردت أن يغفر الله لك زلتك فإني ناصحك
بأن تصطاد فأراً جبليا
ً وتعلقه في رقبتك
على أن تعبد الله به طوال حياتك .
ونفذ العابد الجاهل نصيحة الشيطان الذي كان يتحين له الفرص ؛
فاصطاد الفأر الجبلي ،
وظل يتعبد به
حاملاً النجاسة أكثر من ستين عاماً إلى أن مات
( فبطلت كل عبادته ) .
وقد ورد أن النبي
(صلى الله عليه وسلم)
قال معلقاً على الخبر
:" مسألة علم ـ
أو مجلس علم ـ
خير من عبادة ستين سنة ".
!!!!!!!!!!

(ب)
ونجاة العالم
بعلمه
،،
روى عن عيسى عليه السلام كان ذات يوم يقف فوق الجبل فجاءه إبليس وقال له :
ألستم تقولون إن الإنسان إذا أراد الله له الموت
لابد من موته ؟
قال : نعم .
قال : وإلا .
قال :
فلن يموت .
عند ذلك قال إبليس ـ
عليه اللعنة ـ
لسيدنا عيسى عليه السلام :
إذن فاقذف بنفسك من فوق الجبل
فإن كان الله قد أراد لك الموت فستموت
وإلا فلا .
فقال له سيدنا عيسى عليه السلام :
اخسأ يا لعين
إن لله تعالى
يمتحن عبده
وليس للعبد أن يختبر ربه .
!!!!!!!!
#########


الخطبة الثانية
########
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ الإِنْسَانَ، وَعَلَّمَهُ الْبَيَانَ،

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهِ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، جَعَلَ الْعِلْمَ هَادِياً إِلَى الرِّفْعَةِ وَالْجِنَانِ،

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَخِيرَةُ خَلْقِهِ مِنْ إِنْسٍ وَجَانٍّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ حَازُوا الْفَضْلَ وَالرِّضْوَانَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً يَمْلأُ الْمِيزَانَ.
أَمَّا بَعْد
,,,,,,,,ُ
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَرِضَاهُ.


)9(
والعلم نجاة
روى أبو داود وغيره
من حديث جَابِر
ٍ قَالَ:
خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ، فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ،
ثُمَّ احْتَلَمَ،
فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ،
فَقَالَ:
هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟
فَقَالُوا:
مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ،
فَاغْتَسَلَ،
فَمَاتَ.
فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
َ أُخْبِرَ بِذَلِكَ
فَقَالَ:
قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ،
أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا؛
فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ،
إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ، وَيَعْصِبَ عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً،
ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا،
وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ. اهـ.
( وكان سبب وفاة الرجل دخول الماء في رأسه من خلال شجة الرأس )
،،،،،،،،،،،،،

)10(
واخير
لاعلم بلا عمل.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي
يَنْفَعُ صَاحِبَه
ُ وَيُنَمِّيهِ، وَيَرْفَعُ دَرَجَتَهُ وَيُزَكِّيهِ؛ هُوَ ذَاكَ الْعِلْمُ
الَّذِي يَتْبَعُهُ الْعَمَلُ؛
فَإِنَّهُ أَعْظَمُ ثَمْرَةٍ لَهُ وَأَرْجَاهَا، وَأَجْمَلُ زِينَةٍ لَهُ وَأَبْهَاهَا؛
إِذِ الْعِلْمُ بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّأْسِ بِلاَ جَسَدٍ؛
فَلَقَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِأَنَّ الإِنْسَانَ بِلاَ إِيمَانٍ وَلاَ عَمَلٍ فِي خُسْرَانٍ،
وَالإِيمَانُ مَنْبَعُهُ الْعِلْمُ بِوَحْدَانِيَّةِ اللهِ وَعَظَمَتِهِ فِي رُبُوبِيَّتِهِ وَأُلُوهِيَّتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ،
فَقَال
َ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
[العصر:1-3[



وَقَالَ عَلِيٌّ
«هَتَفَ الْعِلْمُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ ارْتَحَلَ».

وَالْعِلْمُ يُثْمِرُ الْخَشْيَةَ وَالْمُرَاقَبَةَ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ،
قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )
[فاطر:28[
********


«الْعِلْمُ شَجَرَةٌ، وَالْعَمَلُ ثَمَرَةٌ». وَكَيْفَ لاَ؟!
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ r:
«لاَ تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ،
وَمِنْهَا:
وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ؟»
[رَوَاهُ التِّرْمِذِي
ُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ]


)11(
وليكن عملك لله
خالصا،
وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ،
دائما ما يكون سببا للمغفرة والفوز بجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ.

( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ
وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
[التوبة:105[


الدعاء
،،،،،،،،
اللَّهُمَّ اهْدِنَا لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ،
وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ سِيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ،

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، وَقَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَدَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا.

وَنَسْأَلُكَ – يَا رَبَّنَا – عِلْماً نَافِعاً، وَرِزْقاً وَاسِعاً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِخَيْرِ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَتَوَلَّ أَمْرَنَا، وَاجْبُرْ كَسْرَنَا، وَارْحَمْ ضَعْفَنَا، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ،