انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احذروا يوم التناد (2)

اذهب الى الأسفل

احذروا يوم التناد (2) Empty احذروا يوم التناد (2)

مُساهمة  الشيخ حسنى شتيوى الأحد يوليو 10, 2011 11:24 am

يوم التناد (2)

الحمد لله ،
الحمد لله الذي ما خلق الجن والإنس إلا ليعبدوه ،
فوعد من آمن وصدق وعمل صالحا بحسن المآب وكريم الثواب ،
وتوعد من كذب وأعرض وأفسد في الأرض بشديد العقاب وأليم العذاب...

الحمدلله
اللطيفِ الرؤوف المنانْ
الغني القويِ السلطانْ،
الحليمِ الكريمِ الرحيمِ الرحمانْ،
الأولِ فلا شئ قبله
والأخرِ فلا شئ بعده،
والظاهرِ فلا شئ فوقه،
والباطنِ فلا شئ دونه،
يعلمُ ماكانَ وما يكونُ وما لم يكنْ لو كانَ كيف يكونْ،

أرسي الأرضَ بالجبالِ في نواحيها
وأرسلَ السحابَ الثقالَ بماءٍ يحييها
ثمَّ قضي بالفناءِ علي جميعِ ساكنيها،
ليجزيَ الذين أساؤا بما عملوا ويجزيَ الذين أحسنوا بالحسني،
أحمدُهُ عزّ وجلّ وأشكرُه ومن مساويِ عملي أستغفرُه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له،
جلّ عنِ الأشباهِ والأمثالْ وتقدَسَ عنِ الشركاءِ والأضدادْ،
لا مانع لما أعطي ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد،

وأشهد أن سيدَنا وحبيبَنا وإمامنا وقدوتَنا وأسوتَنا محمدٌ رسولُ الله
عِترتُه خيرُ عِترة،
وسيِرته خيرُ سيرة،
وشجَرتهُ خيرُ شجرة نبتت في حرمٍ وبسقت في كرمْ،
أرسله الله بشيرا ونذيرا وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيرا،
ففتّح الله به أعيناً عميا وأذاناً صما وقلوباً غلفا

من أين أبدأ
مــن أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمـــــــدٍ ؟
الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ لا

هو صاحبُ الخلق ِالرفيع ِعلى المدى
هو
قائدٌ للمسلمينَ همـــــــامُ

هو سيدُ الأخلاق ِدون منافـــــــــس ٍ
هو
ملهمٌ هو قائدٌ مقــــــدام

مــــــاذا نقولُ عن الحبيبِ المصطفى
فمحمدٌ للعالمينَ إمــــــــــامُ

مـــــــاذا نقولُ عن الحبيـبِ
المجتبى في وصفهِ تتكسرُ الأقــــلامُ

يا سيدَ
الثقلين ِيا نورَ الهــــــــدى
مــــــاذا أقولُ تخونُنُي الأقلام

الله أثنى عليك في آياتـــــــــــــــــهِ
والمدحُ في
آياتـــــــــــهِ إفحـــــــامُ

صلى عليك
الله يانور الـــــــهـــدى مـــــا دارت الأفلاكُ والأجــــــرامُ
صلى
عليكَ الله ياخيرَ الــــــــــورى مـــــا مرت الساعاتُ والأيــــــــامُ
،
فصلواتُ الله عليه وعلي آله وصحبه الغر الميامين
ومن تبعهم بإحسانٍ إلي يومِ الدين

وبعد
أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوي الله

ﭧ ﭨ
ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ
ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﭼ
ﭽ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ
الأحزاب: ٧١
تزود للذي لابد منه فإن الموت ميقات العباد
وتب مما جنيت وأنت حي وكن متهيأ قبل الرقاد
ستندم إن رحلت بغير زاد وتشقي إذ يناديك المناد
أترضي أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد


نحن اليوم مع اللقاء الثانى مع ذاك اليوم
الذي يجمع الخلق ليوم التناد.
ومازلنا مع هذا النداء من مؤمن الا فرعون
{وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ}
(غافر:32)،
وقلنا احبابى احباب رسول الله (ص) انه سُمي بيوم التنادي لكثرة النداءات فيه،
نداءات كثيرة تتعالى في ذلك اليوم،
إنه يوم نداء وزحام وخصام،
{وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ}
(ق:41- 42)،
يخرجون من القبور صاغرين،
لا أموال، ولا قصور، لا مراكب، ولا مناصب،
الكل بارز بين يدي الله تعالى،
{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}
(غافر:16- 17)،
{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
(6) سورة المطففين،
ينادي الله الخلق جميعاً،
عن عبد الله بن أنيس قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلاً بهماً))،
أي: غير مختونين، بهماً ليس معهم شيء، لا رصيد، ولا خدم، لا ملابس، ولا أثاث،
((فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما سمعه من قرب))،
ماذا يقول تعالى؟
صوت عجيب يسمعه البعيد كما يسمعه القريب
((أنا الملك، أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه))،
عدل سبحانه، حتى الكافر الذي له حق يأخذه،
((ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة))
قلنا: وكيف، وإنما نأتي الله عز وجل عراة غراً بهماً؟
كيف سيكون السداد، كيف ستكون التعويضات ولا معنا مال؟
قال:
((بالحسنات والسيئات))،
[رواه أحمد15612 وهو حديث حسن]

الله يتكلم بصوت حقيقي، بحرف، وصوت يسمعه الناس.

فالله ربي لم يزل متكلماً *** حقاً إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده *** موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا *** جهراً فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا *** قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه *** صدقاً بلا كذب ولا بهتان
لسنا نشبه صوته بكلامنا *** إذ ليس يدرك وصفه بعيان

قال عليه الصلاة والسلام عن ذلك المشهد العظيم:
يوم ينادى الله رب العالمين
((يطوي الله عز وجل السموات يوم القيامة، ثم يأخذنهن بيده اليمنى،
ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟
أين المتكبرون؟
ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون أين المتكبرون))
[رواه مسلم2788]،

ينادي الله عبيده، يسألهم عن التوحيد، ينادي المشركين فلم ينفعوهم،
{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ}
(الأنعام:94)،
ينادي الله الكفار
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}
(غافر:10)،
إنه فضيحة، وخزي يصيبهم،
إنهم يسألون الرجعة فلا يجابون،
إن هؤلاء يناديهم الله تعالى ويقول لهم:
{لَمَقْتُ اللَّهِ}
وتناديهم الملائكة موبخين
{لَمَقْتُ اللَّهِ}
أي: بغض الله إياكم
{لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ}
لأنهم يمقتون أنفسهم جداً في ذلك اليوم، ويوبخونها للغاية، لماذا لم تستجب؟
{إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}
فالسخط مستمر عليكم حتى آل بكم الأمر إلى ما ترون،

ويتنادى الخلق،
فمن مستشفع، ومن متضرع، ومن مهنأ،
ومن موبخ، ومن معتذر، ينادى المؤمن،
وينادي أيضاً بعد أخذ صحيفته ويقول:
{هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}
وينادى الكافر بالعذاب، وينادي أيضاً بالويل، والثبور،
والحسرة، ويصرخ،
{يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ}
تنادي جهنم، ولها نداءات يومئذ،
أين الجبارون، أين المتكبرون،
وتنادي الجنة
أين المشمرون في طاعة الله،
وأين الصابرون،
وينادى كل أناس بإمامهم،
فهنيئاً لمن كان إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم،
وهنيئاً لمن كانت أئمتهم الأنبياء،
أهل التوحيد الذين ينادون بأنبيائهم،
ويدعون بعبادتهم، وإخلاصهم لله تعالى.

ينادى حين يذبح الموت:
((يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت))
[رواه البخاري 4730 ومسلم2849]،

يوم الخزي لأهل الشرك، والكفر، والنفاق،
والعصيان،والمبارزة لله الواحد القهار،
أين الغافلون يومئذ؟ وأين المعاندون؟
أين أكلة الحقوق؟ وأين المفرطون؟ أين مضيعو الصلوات؟
أين مانعو الزكوات؟ أين آكلو أموال اليتامى؟
أين الأكالون للسحت والرُشى؟ أين الذين يسرقون أموال الناس، ويبغون في الأرض بغير الحق؟
أين الظلمة؟ أين أهل البدعة الذين تسود وجوههم؟
أين المشركون والكفار؟ ينادي المنادي
{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}
(المائدة:109)،

قال أبو العالية:
"كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون،
ماذا كنتم تعبدون؟
وماذا أجبتم المرسلين؟"
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}
(القصص:65)،
أطعتموهم أم عصيتموهم؟ اتبعتموهم أم خالفتموهم؟
هل كنتم على سنتهم أم على الهوى؟

الأمر جد وهو غير مزاحِ *** فاعمل لنفسك صالحاً يا صاحِ
كيف البقاء مع اختلاف طبائع *** ومرور ليل دائم وصباحِ
تجري بنا الدنيا على خطر كما *** تجري عليها سفينة الملاحِ
تجري بنا في لج بحر ما له *** من ساحل أبداً ولا ضحضاحِ

ينادي المنادي في ذلك اليوم ليتبع كل من كان يعبد شيئاً ذلك الشيء،
عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون،
فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم،
وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم،
حتى يبقى من كان يعبد الله من بر، أو فاجر، وغبرات من أهل الكتاب))،
أي: من كان يوحد الله من أهل الكتاب،
((ثم يؤتى بجنهم تعرض كأنها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟
قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله، فيقال: كذبتم لم يكن لله صاحبة، ولا ولد، فما تريدون؟
قالوا: نريد أن تسقينا، عطشنا ربنا فاسقنا، فيقال: اشربوا فيتساقطون في جهنم،
ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟
فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال: كذبتم لم يكن لله صاحبة، ولا ولد، فما تريدون؟
فيقولون: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا فيتساقطون في جهنم،
حتى يبقى من كان يعبد الله من بر، أو فاجر، فيقال لهم:
ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟
فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم،
وإنا سمعنا منادياً ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا))
[رواه البخاري7440]،
فهنيئاً لمن يوحد الله، هل عرفنا ما أهمية التوحيد،
وما ثمرة التوحيد الذي هو حق الله على العبيد،

ينادى المنافقون يوم القيامة،وينادون أيضاً،
{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا}
(الحديد:13)،
انتظرونا
{نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}
لكن هيهات لن ينتظروهم، فسيعبر المؤمنون الصراط،
وسيقع المنافقون والمنافقات في النار؛ لأنكم
{فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ}
بالنفاق،
{وَتَرَبَّصْتُمْ}
الدوائر بالمؤمنين،
{وَارْتَبْتُمْ}
شككتم في الخير والحق،
{وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ}
الآمال، والأباطيل، وطول العمر،
{وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}
أي: الشيطان،
{فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ}
مهما حاولتم تقديم فدية للنجاة من النار والافتكاك من سجن جهنم فلن يقبل منكم،
لا عدل، ولا شفاعة، لا صرف، ولا فدية،
{وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}
النار هي مولاكم تتولاكم،
{وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}


يوم القيامة هنالك أناس ينادون المتحابون في الله،
يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي))،
[رواه مسلم2566]،

أهل الصيام يقال يوم القيامة:
أين الصائمون، لما يفتح باب الريان فيقومون،
الذين صاموا النوافل بعد الفرائض، فيقومون لا يدخل منهم أحد غيرهم،
فإذا دخلوا أغلق،

ونداءالمكثرين من النوافل بعد الفرائض،
((دعي من باب الصلاة،
ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد،
ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة،
ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان))،
قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله
قال: "فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟" ضرب بنصيب وافر في شتى الأعمال الصالحة،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((نعم، وأرجوا أن تكون منهم))
[رواه مسلم1027]،
ونداء من كاظم الغيظ، كاف الغضب، الذي لجم نفسه،
((من كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء))
[رواه الترمذي2493 وهو حديث حسن]،

ينادى على الفقراء،
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((يجتمعون يوم القيامة فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟
فيقومون، فيقال لهم: ماذا عملتم؟ فيقولون: ربنا ابتلينا فصبرنا ووليت الأموال والسلطان غيرنا،
فيقول الله عز وجل: صدقتم، قال: فيدخلون الجنة قبل الناس، وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان))
[رواه ابن حبان في صحيحه7419 وهو حديث حسن].


الخطبة الثانية:
اين الطريق للنجاة
(1)
اولا
فى الدنيا الا نلجأ الا الى الله اولا

قال رجل يوما لاخا له : مالي أراك حزين ؟!
أجاب : هموم ملأت نفسي وضاق بها صدري.
سأله من جديد :
هل شكوت همومك لأحد ؟!
قال :
لا والله أنت أول من أبوح له بما في خلجات نفسي علك تساعدني.
قال له :
هل لجأت إلى الله كاشف الكرب ومزيل الهموم والأحزان ؟
هل دعوت الله ؟ ..
صمت ولم يتكلم ...
أكمل ذلك قائلاً :
الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا دعاء نقوله عند الكرب والهم.
سأل بلهفة :
دعاء ! أخبرني به.
قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب فيقول :
(لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السمـوات ورب الأرض رب العرش الكريم).
أخي الحبيب ..
إذا مر بك أمراً وجاءتك ضائقة وكدر صفو عيشك كرب وضيق،
قبل أن تتوجه إلى أي إنسان توجه إلى الله
فهو من يملك كشف همك وتفريج كربك وجلاء حزنك وغمك


(2)
هذا الامر العملى الثانى
احذروا الشيطان وخدعه
رجل أستيقظ مبكرا ليصلي صلاه الفجر في المسجد
لبس وتوضأ وذهب إلى المسجد
وفي منتصف الطريق
تعثر ووقع وتوسخت
ملابسه وقال الحمد لله
قام ورجع إلى بيته وغير ملابسه وتوضأ
وذهب ليصلي
وفي نفس المكان تعثر ووقع وتوسخت ملابسه وقال ايضا الحمد لله
قام ورجع إلى بيته وغير ملابسه وتوضأ
وخرج من البيت
لقي شخص معه مصباح سأله :
من أنت ؟
قال :
أنا رأيتك وقعت مرتين وقلت انور لك الطريق إلى المسجد ..
ونور له الطريق للمسجد وعند باب المسجد
قال له :
أدخل لنصلي ..
رفض الدخول
وكرر طلبه لكنه رفض وبشده الدخول للصلاة
سأله : لماذا لاتحب أن تصلي ؟
قال له: انا الشيطان
إنا أوقعتك المره الاولى لكي ترجع البيت
ولاتصلي بالمسجد ولكنك رجعت
ولما رجعت إلى البيت غفر الله لك ذنوبك ،،
ولما أوقعتك المرة الثانية
وفي المرة الثالثة خفت أن أوقعك فيغفر الله لاهل قريتك.
فلا تجعلوا للشيطان عليكم سبيلا ..
الله لا إلَه إلا هُو الحَيُّ القَيّومُ
لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلى العظيم
لا اله الا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم

(3)
هذا الامر العملى الثالث
ان نطبق امر الله لنا اذيقول
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون
ومن اعظم انواع البر ذاك البر المفقود بيننا الا من رحما ربنا
فلقد نادى علينا الله
وقد ربط سبحانه بر الوالدين بحقه فى افراده بالعبادة
فقال
(واعبدواالله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا)
ولقد جاء فى الاثر
ان كليم الله موسى بن عمران سال ربه
فقال ياربى
من سيكون رفيقا لى فى الجنة؟
فقال الله ياموسى
اول رجل يمر عليك سيكون رفيقا لك فى الجنة
فمر رجل فلحق به موسى
فدخل بيتا فدخل موسى ورائه والرجل لا يعرفه
فوجدموسى هذا الرجل يطعم امه بيديه
فقال له موسى عليه السلام
ايها الرجل منذ كم من الزمن وانت تفعل ذلك مع امك
فقال الرجل منذ زمن بعيد
فقال موسى وهل تدعو لك امك بشئ
فقال الرجل نعم
انى كلما اطعمتها دعت لى مرارا وتكرارا
اللهم اجعل ولدى رفيقا لموسى بن عمران فى الجنة

ولقدوردا فى الاثر كذلك
ان العبد اذا ماتت امه نادى منادى من قبل الله
ماتت التى كنا نكرمك من اجلها
فاعمل لنفسك عملا نكرمك من اجله

ولم لاولقد جعل الله رضى الوالدين من رضاه
وسخط الوالدين من سخطه
فلقد قال سبحانه
(أن اشكر لى ولوالديك الى المصير)

ولقدارشدنا الحبيب (ص)
الى الاحسان الى الوالدين وحذرنا من عقوقهما
واخبرنا ان من السبع الموبقات عقوقهما
بل واخبرنا انه لن يدخل الجنة عاق لوالديه
بل واخبرنا انه من اعظم علامات الساعة عقوقهما فقال (ص)
(لن تقوم الساعة حتى تلد الامة ربتها)
اى ان الام تصبح جارية اوخادمة او امة عند ابنتها من كثرة اهانتها

لذلك قال الامام الشافعى
اطع الاله كما امر واملأ فؤادك بالحذر
واطع اباك فانه رباك فى عهد الصغر
واخضع لامك وأرضها فعقوقها احدى الكبر

وقال الامام على رحمه الله ورضى عنه
لو يعلم العباد شيئا اثقل من كلمة اف لانزلها الله عليهم
فليعمل العاق مايشاء من الاعمال فوالله لن يدخل الجنة
وليعمل البار مايشاء فوالله لن يدخل النار
واخيرا
فاستكثروا من طاعة وبر الوالدين فانه مؤثر عند خاتمة العبد وتركه الدنيا واقباله على الاخرة
وانظروا الى قصة علقمة هذا الصحابى الجليل
الذى كان لايئلوا جهدا
ولا يدخر وسعا فى طاعة الله عزوجل
الا انه وللاسف حينما حضرته الوفاه منع من النطق بكلمة التوحيد وهو يحتضر
وماذاك الا لان امه كانت غير راضية عنه
حكى أنه في زمن النبى عليه أفضل الصلاة والسلام شاب يسمى علقمة
وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه
فأرسلت امرأته إلى رسول الله أن زوجي علقمة في النزع فأردت أن أعلمك يا رسول بحاله،
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عمارا وصهيبا وبلالا وقال :
امضوا إليه ولقنوه الشهادة،
فمضوا عليه ودخلوا عليه فوجدوه فى النزع
فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ولسانه لا ينطق بها
فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبرونه
أنه لا ينطق لسانه بالشهادة،
فقال صلى الله عليه وسلم : هل من أبويه أحد حي ؟؟
قيل : يا رسول الله أم كبيرة بالسن.
فأرسل إليها رسول الله وقال للرسول :
قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله وإلا فقري في المنزل حتى يأتيك.
فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :
نفسي له الفداء أنا أحق بإتيانه،
فتوكأت على عصا وأتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسلمت فرد عليها السلام وقال لها :
يا أم علقمة كيف كان حال ولدك علقمة ؟؟
قالت : يا رسول الله كثير الصلاة وكثير الصيام وكثير الصدقة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فما حالك ؟
قالت : يا رسول الله أنا عليه ساخطة.
قال : ولم ؟
قالت : يا رسول الله يؤثر علي زوجته ويعصينى.
فقال رسول الله :
إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة من الشهادة،
ثم قال : يا بلال انطلق واجمع لى حطبا كثيرا.
قالت : يا رسول الله وما تصنع به ؟
قال : احرقه بالنار بين يديك.
قالت : يا رسول الله ولدي
لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي.
قال : يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى،
فإن سرك أن يغفر الله فارضي عنه
فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة.
فقالت :
يا رسول الله إنى أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرنى من المسلمين أنى رضيت عن ولدي علقمة.
فقال رسول الله :
انطلق يا بلال إليه فانظر هل يستطيع أن يقول لاإله إلا الله أم لا ؟
فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لاإله إلا الله.
فدخل بلال وقال :
يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه.
ثم مات علقمة من يومه فحضر رسول الله فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه،
ثم قام على شفير قبره فقال :
يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين.
لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عزوجل ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضى الله فى رضاها.
وكذلك من اعظم انواع البر فى الدنيا الانفاق فى سبيل الله
وهنا اتذكرو هذة القصة
كان احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
على فراش الموت فنطق بثلاث كلمات
ليته كان جديدا
: ويذهب في غفوة ويفيق وهو يقول
ليته كان بعيدا
: ويذهب في غفوة ويفيق وهو يقول
ليته كان كاملا
و بعدها فاضت روحه ،
ذهب الصحابة رضوان الله عليهم الى رسول الله صلى الله عليه و سلم
ليسألوه عن هذه الكلمات
ليته كان جديدا
: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم

ان هذا الرجل فى يوم من الايام كان يمشي
و كان معه ثوب قديم فوجد مسكينا يشتكي من شدة البرد فأعطاه الثوب
فلما حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة
فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك
فقال : لأى عمل عملته ؟؟
فقالوا له : لأنك تصدّقت ذات ليلة على مسكين بثوب
فقال الرجل :
انه كان باليا فما بالنا لو كان جديدا
ليته كان بعيدا
و كان فى يوم ذاهبا للمسجد فرأى مقعداضريرا لايرى طريقه الى بيت الله وليس له صاحب
يريد ان يذهب للمسجد فأخذ بيده الى المسجد
فلما حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة
فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك
فقال : لأي عمل عملته؟؟
فقالوا له :
لانك حملت مقعدا ليصلي فى المسجد : فقال الرجل
ان المسجد كان قريبا فما بالنا لو كان بعيدا
ليته كان كاملا
ان هذا الرجل فى يوم من الايام كان يمشي و كان معه بعض رغيف
فوجد مسكينا جائعا فأعطاه جزء منه
فلما حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة
فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك
فقال لاي عمل عملته؟؟
: فقالوا له لانك تصدّقت ببعض رغيف لمسكين :
فقال الرجل
انه كان بعض رغيف فما بالنا لو كان كاملا

(5)
ولذلك فمن اعظم انواع البر

-السعي علي الأرامل والمساكين
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله
" الساعي علي الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله "
وفي رواية تانية ".... كالقائم الذي لا يفتر والصائم الذي لا يفطر "

(6)
اطعام الطعام,
قال النبي صلي الله عليه وسلم "ان في الجنة غرفا يري ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها " قالوا لمن هي يارسول الله ؟ قال :" لمن اطعم الطعام واطاب الكلام وصلي بالليل والناس نيام "

(7)
-قضاء حوائج الناس,
ان لله عبادا اختصهم لقضاء حوائج الناس
قال صلي الله عليه وسلم " المسلم اخو المسلم لايظلمه ولا يسلمه ؛ من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عنه كربه فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة "



(Cool
نتذكر نعم المولى علينا
فذكرنا لنعم الله طريقنا الى الجنة
صاحبي أتدري متى غفر الله لنا؟
قال سليمان الداراني:
"كان لي أخ في الله اجتمعنا عليه وتفرقنا عليه ،
فلما مات رأيته في المنام فقال لي:
"أتدري متى غفر الله لنا؟"
قلت:"لا"
قال أتذكر يوم ذهبنا إلى السوق يوم كذا ،
وعرجنا على عطار فجلسنا عنده ساعة نتذكر نعم الله علينا ،
ودمعت عيوننا؟
قلت: "نعم" ،
قال:
"في هذا اليوم غفر لنا

و اماطة الاذي عن الطريق
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله " مر رجل بغصن شجرة علي ظهر طريق فقال : والله لانحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فأُدخل الجنة


الدعاء

اللهم نجنا يوم الدين، واجعلنا ممن يأتيك بقلب سليم،
ارحمنا يا رب العالمين، اللهم استرنا بسترك واصفح عنا بصفحك،
واغفر لنا بمغفرتك وتب علينا يا تواب،
اللهم استرنا يا ستير، اللهم ارحمنا في الدنيا، وفي الآخرة، وفي القبر، ويوم يقوم الأشهاد،
لا تخزنا يوم يبعثون، لا تخزنا يوم يبعثون، لا تخزنا يوم يبعثون، واجعلنا مما يأتيك بقلب سليم،
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وولاة أمورنا، واغفر لنا يا ربنا،
اللهم من أراد أمن هذه البلاد بسوء فابطش به، واجعل كيده في نحره،
اللهم من أراد العبث بأمننا وإيماننا فأشغله في نفسه،
اللهم من أراد أعراض نسائنا بسوء فاجعله عبرة للمعتبرين،
اللهم من أراد أن يحارب العفاف، والستر، والفضيلة، والحجاب، فامكر به وابطش به،
اللهم اجعله نكالاً لمن بين يديه ومن خلفه،
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا في خير وعافية،
اللهم إنا نسألك العفو والعافية.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
إنه هو الغفور ال
رحيم.
الشيخ حسنى شتيوى
الشيخ حسنى شتيوى
Admin
Admin

عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى