علمني رسول الله ان الصحابة نورا يهتدي بفعله واللقاء280 التقي ان شاء الله 15/11/2019
صفحة 1 من اصل 1
علمني رسول الله ان الصحابة نورا يهتدي بفعله واللقاء280 التقي ان شاء الله 15/11/2019
علمني رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أن
الصحابة نورا يهتدي بفعلهم
واللقاء 280
التقي 15/11/2019
إن شاء الله
===========
الحمد لله
الملك المعبود..
ذى العطاء والمن و الجود.
واهب الحياة وخالق الوجود .
الحمد لله لا نحصي
ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه
حيث كان ولم يكن هناك وجود .
*****
نحـمـده تبـارك و تـعـالـى
و نستعينه
فـهـو الـرحـيـم الودود .
ونعوذ
بنور وجهه الكريم
من فكر محدود
وقلب مسدود
و نسأله
العناية والهداية والرعاية
وأن يجعلنا بفضله
من الركع السجود .
***********************
و نشهد أن لا إلـه إلا الله
************************
الـعزيز الحمـيد
ذي العـرش المجيــد
الـفـعـال لمـا يـريـد
المحصي المبدئ المعيد .
خلق الخلق فمنهم شقي ومنهم سعيد .
الحـكـم العـدل
ليـس بـ ظـلام لـلـ عبيـد .
*********************
ونشهد أن سيدنـا محمـد عبـده و رسـوله
ذو الخلق الحميد
***************
و الـرأي الـرشـيـد .
و القـول السـديـد .
والبأس الشديد .
بلغ الرسالة على التحديد .
و أدى الأمـانـة
دون نـقـص أو مـزيـد .
فشرفه ربه
بـ الوسيلة و الفضيلة
والدرجة العالية الرفيعة
وبشره بالمقام المحمود .
والحوض المورود والظل الممدود
واللواء المعقود .
و جـعـلـه يـوم الـقيـامـة شـهـيدا عـلى الشـهـود .
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه،
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وبعد
**********
أيها الأحبة ابتدأ فأقول
موعظة اليوم
《بمن تثق؟》
《ء بالله عز وجل ام بغيره؟》
الله يقول
" وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "
إجابة كافية شافية
لزرع الثقة في القلوب
فهل بربكم تثقون ؟
****
انها الثقة بالله
فلتحسن ظنك
وسوف يتحقق أملك بأمر الله
الثقة بالله
أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً ،
فالكل يثق في نفسه وماله وجاهه وسلطانه ومكانة من دون آلله إلا من رحمه الله.
فما أحوجنا اليوم إلى الرجوع الي الله
والثقة بالله
لنعيد بها توازن الحياة المنهار.
ولكن ماهي الثقة بالله ؟؟؟
والاجابة
الثقة بالله
تجدها في إبراهيم
عندما ألقي في النار …
فقال بعزة الواثق بالله
"حسبنا الله ونعم الوكيل"
فجاء الأمر الإلهي
" يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم" …
الثقة بالله.
تجدها في زوجته السيدة هاجر
عندما ولى زوجها وقد تركها في واد
غير ذي زرع .
صحراء قاحلة
وشمس ملتهبة
ووحشة قائلة:
يا إبراهيم لمن تتركنا ؟!
قالتها فقط لتسمع منه كلمة يطمئن بها قلبها
فلما علمت أنه أمر إلهي
قالت بعزة الواثق بالله
إذا لا يضيعنا ابدا.
…
الثقة بالله
تجدها في أولئك القوم الذين
آمنوا بربهم
وصحبوا نبيهم
وتوكلوا على خالقهم
وعبدو بصدق لا نفاقا رازقهم
وعلموا أنه وحده سبحانه حافظهم.
قيل لهم
"إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم" .. ولكن ثقتهم بالله
أكبر من قوة أعدائهم وعدتهم .
فقالوا بعزة الواثقين بالله
"حسبنا الله ونعم الوكيل
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسهم سوء"
...
*****
الثقة في الله
علمها النبي (ص)
لسراقة
بل الامة كلها
يوم أن قال له
" ارجع يا سراقة
ولك سوارا كسرى"
رجع سراقة موقنا بالوعد وهو مشرك.
أفلا يوقن أهل الحق
بوعود الرحمن ؟!
*****
الله وعدكم فهل انتم بوعد ربكم توقنون؟
الله يقول
"ولقد كتبنا في الزبور
من بعد الذكر
أن الأرض يرثها
عبادي الصالحون"
اتصدقون .
****
أفلا يوقن المسلمون
رب العرش العظيم
القائل سبحانه
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا
مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم
بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
****
الله يعلمكم. ويخبركم
وينادي عليكم جميعا
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ
وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ
فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)}
[سورة فاطر]
*****
صورة واحدة
اسمع معي
الي ربك وقدرته
وثقة فتية الكهف بربهم
قال سبحانه
" إذ أوى الفتية إلى الكهف
فقالوا
ربنا آتنا من لدنك رحمة
وهيئ لنا من أمرنا رشدا "
تأملوا معي
حال فتية الكهف
كيف طويت لهم
أحداث مئات السنين
( أكثر من ثلاثمائة سنة )
في نومة واحدة
بل كأنها قيلولة
كانت من الضحى إلى بعد الظهر
واستيقظوا
وهم يريدون الغداء ،
وقد جعل الله هذا النوم آية من آياته التي يستدل بها على
كمال قدرة الله ،
وتنوع إحسانه ،
وليعلم العباد أن
وعد الله حق .
فلم يشعروا بأحداث هذه السنوات الطويلة،
وأن الأمم قد تغيرت
فذهبت أمة وجاءت أخرى،
وتعاقب
على الحكم عدة ملوك،
فتغيرت
أحوال الناس ودياناتهم،
وتغير
بيعهم وشرائهم وحتى العملة
قد تغيرت..!!!
وأن البيوت والقرى والمعالم
التي فارقوها بالأمس وهي شامخة،
قد اندثرت
وأصبحت اليوم أطلال هامدة
وأثار شاهدة
على طول المدة التي نام فيها هؤلاء الفتية ....
والشاهد
انهم ناموا
وهم في نظر البعض
عصاة ومتمردين،
واستيقظوا
وهم عند الجميع
أولياء وصالحين
إنه وعد الله!!
ناموا وأهل
دينهم في ضعف وذلة
ومطاردين ومشردين،
واستيقظوا وأهل دينهم
في قوة وعزة
بل وقد صاروا هم الحاكمين.
إنه وعد الله!!
ناموا وهم
يفكرون كيف الخلاص لقومهم
الذين هم على دينهم
من ظلم الطغاة،
واستيقظوا وقومهم
يحكمون الأرض،
و قد أهلك الله الظالمين
وصاروا رُفاة..
إنه وعد الله!!
ناموا وهم
يقولون في انفسهم
هل سنرى الحق يحكم في الأرض يوما،
وهل سيعلنوا الحقيقة التي كانوا يقولونها للناس في الخفاء يوما،
واستيقظوا
وقد تحقق ذلك
وشاهدوا الحقيقة أمام أعينهم
وقد تحققت في غيابهم .
كم يتمنى
البعض في هذا الزمان
أن ينامو هكذا نومة فتية الكهف ، ليستيقظ
وقد تغيرت الدول،
وأهلك الله الطغاة والظالمين ،
وساد الحق أرجاء الأرض،
وعمّ الخير
وانتشر الحق والعدل
وعلت راية التوحيد في كل المعمورة.....!!!!!
************************
ايها الاحبة اخيرا احذر!!
فالله يقول
﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ .
وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ
لا_يُوقِنُونَ ﴾¤
******
واعمل
فالله يقول
﴿فَاصبِر إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ
وَاستَغفِر لِذَنبِكَ
وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ
بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ﴾
******
كن يعقوب هذا الزمان
لما قال
يعقوب عليه السلام
" وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ "
[يوسف: 13]
اختفى يوسف،
وأصيب هو بالعمى .
وحين قال
" وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ "
[غافر: 44]،
عاد له يوسف
وعادت له عيناه...
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء .
***********************************
وما بعد الموعظة إلا التذكرة وتذكرت اليوم مع علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن
الصحابة نورا يهتدي بفعلهم
واللقاء 280
التقي 15/11/2019
إن شاء الله
**************
***************
يقول المولي جلا وعلا
في كتابه الكريم
﴿ والسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
(التوبة 100)
وقال
الله تعالى
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)
(الحشر10)
والحبيب (ص)
يقول في حديثه الشريف"
خَيْرُكُمْ قَرْنِى،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ".
( رواه البخاري)
أيها الأحبة
تعالوا سويا
في هذه الدقائق المباركة،
من هذا الساعة الطيبة؛
نعيش مع آثارهم
ونستلهم الدروس والعبر من أقوالهم وأفعالهم
التي اقتدوا فيها بنبينا ونبيهم
صلى الله عليه وسلم
انهم كانوا بصدق
رجال
(1)
وكانوا حقا لله عبادا
وحالهم
المداومة على فعل الطاعات
ومداومة العبادات
والتقرب إلى الله بالصالحات؛
استجابة وطاعة لله ولرسوله
فقد قال جل وعلا
(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
( آل عمران 133):
*******
فهذا هو
سعيد بن المسيب
الذي قال:
" ما فاتتني الصلاة في الجماعة
منذ أربعين سنة".
******
سمع
عامر بن عبد الله
المؤذن يؤذن لصلاة المغرب
وهو يجود بنفسه
في مرض شديد
فقال:
خذوا بيدي..
فقيل له :
إنك عليل وقد عذرك الله ..
فقال :
والله إني أستحي أن أسمع منادي الله ولا أجيب .
الله اكبر .
كم هم اليوم الذين يسمعون ولا يجيبون؟ !!
فدخل في صلاة المغرب
فركع مع الإمام ركعة
ثم مات ..
انظرى كيف يبعث يوم القيامة
(يَا قَوْمَنَا
أَجِيْبُوْا دَاعِيَ الْلَّهِ
وَآَمِنُوا بِهِ
يَغْفِرْ لَكُمْ مِّنَ ذُنُوْبِكُمْ
وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيْمٍ ،
وَمَنْ لَّا يُجِبْ دَاعِيَ الْلَّهِ
فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِيْ الْأَرْضِ
وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُوْنِهِ أَوْلِيَاءِ
أُوْلَئِكَ فِيْ ضَلَالٍ مُّبِيْنٍ)
********
وها هو
محمد بن سيرين:
كان يدخل إلى السوق
نصف النهار،
فيكبّر الله،
ويسبّحه،
ويذكره،
فيُسأل عن ذلك،
فيقول:
" إنها ساعة غفلة الناس ".
فما أحوجنا إلى طاعة الله جل وعلا
والتقرب بالعبادات والصالحات
فقد قال
الله جل وعلا
(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا *
ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ
وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا )
(النساء69، 70) .
***********************************
(2)
حب النبي
صلى الله عليه وسلم
فهو من خصال الإيمان
ومن لوازم الإحسان
وكفي في مكانته
قول النبي
صلى الله عليه وسلم
" لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ
حَتَّى أَكونَ أحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ
وَالِدِهِ وَوَلَدِه وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ "
( متفق عليه)
فقد روى ابن حبان في
"صحيحه" "
أن الحسن البصري
كان إذا حدث بحديث
حنين الجزع إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
يبكي
ثم يقول
" يَا عِبَادَ اللَّهِ
الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَوْقًا إِلَيْهِ
لِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ،
فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إِلَى لِقَائِهِ "
****
. كما جاء عن
سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى
أنه سُئل عن حديث وهو
مضطجع في مرضه
فجلس وحدث به،
فقيل له:
وددت أنك لم تتعن
فقال:
كرهت أن أحدث عن
رسول الله وأنا مضطجع .
****
وعن أبي سلمة الخزاعي:
كان مالك بن أنس
إذا أراد أن يخرج يحدث،
توضأ وضوءه للصلاة،
ولبس أحسن ثيابه،
ومشط لحيته.
فقيل له في ذلك فقال:
أقر به حديث رسول-
صلى الله عليه وسلم.
فما أعظم أن نحقق
محبة النبي
صلى الله عليه وسلم.
****
فعَنْ أَنَسٍ،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
عَنْ السَّاعَةِ،
فَقَالَ :
مَتَى السَّاعَةُ؟
قَالَ
"وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَها "
قَالَ لَا شَيْءَ
إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ
" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ
"قَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا
بِقَوْلِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ
قَالَ أَنَسٌ
فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ
بِحُبِّي إِيَّاهُمْ
وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ
(رواه البخاري)
فَلْتَشْهَدِي يَا أَرْضُ هَذَا
وَالسَّمَا وَالكَوْنُ يَشْهَدْ
إِنَّا نُحِبُّكَ يَا رَسُــــــــــــــــــولَ الله
حُبَّاً لا يُبَدَّدْ
******************************
(3)
كانوا صابرون
راضون
بقضاء الله والصبر
على الابتلاء
فهو من سنن الله في خلقه
فعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ،
عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ:
" قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟ ،
قَالَ:
" الأَنْبِيَاءُ
ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ،
فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ،
فَإِنْ كَانَ في دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ،
وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ
حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ
و مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ"
( رواه الترمذي)
ويقول
صلى الله عليه وسلم
"إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ،
وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ،
فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا،
وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ"
وفي ذلك
يقول
شريح رحمه الله:
" إني لأصاب بالمصيبة
فأحمد الله
عليها أربع مرات،
أحمد إذ لم يكن أعظم منها،
وأحمد إذ رزقني الصبر عليها،
وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب،
وأحمد إذ لم يجعلها في ديني".
.
وعن الزهري،
أن عروة بن الزبير
لما وقَعَت الأَكَلَة في رِجْلِهِ ،
فقيل له :
ألا ندعو لك طبيباً ؟
قال :
" إن شئتم " ،
فجاء الطبيب ،
فقال :
أسقيك شراباً يزول فيه عقلك ؟
فقال :
" امضِ لشأنك ،
ما ظننتُ أنَّ خلقاً شرب شراباً يزول فيه عقْله حتى لا يعرف ربّه "،
قال :
فوضع المنشار على ركبته اليسرى ،
ونحن حوله ،
فما سمعنا حساً .
فلما قطعها
جعل يقول :
" لئن أخذت لقد أبقيت ،
ولئن ابتليت لقد عافيت " .
************************************
(4)
شكر الله جل وعلا؛
فهو سبحانه القائل
( وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)
(إبراهيم 7)
جاء رجل إلى
يونس بن عبيد رحمه الله
فشكا اليه ضيقا من
حاله ومعاشه
واغتماما بذلك
فقال:
ايسرك ببصرك مئة الف ؟
قال:
لا،
قال: فبسمعك؟
قال
:لا،
قال: فبلسانك؟
قال
:لا،
قال: فبعقلك؟
قال
:لا،
وذكره نعم الله عليه
ثم قال يونس:
أرى لك مئات الألوف
وأنت تشكو الحاجة .
************************************
(5)
الصدق شعارهم
والأمانة سبيلهم ؛
فهما من أعظم
الأخلاق
وأحسنها
وأزكاها
إذ يقول النبي
صلى الله عليه وسلم
" إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ"
ويقول أيضا:
" لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ"
(رواه احمد)
وما أعظمهما في التجارة
والنبي صلى الله عليه وسلم
يقول
" :التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ"
( رواه الدارمي)
كان
لمحمد بن المنكدر
وهو من معادن الصدق والأمانة،
سلع تباع بخمسة،
وسلع تباع بعشرة،
فباع غلامه في غَيبته شيئا من سلع الخمسة بعشرة ،
فلما عرف ابن المنكدر ما فعل غلامه
اغتمّ لصنيعه،
وطفق يبحث عن المشتري
طوال النهار،
حتى وجده،
وكان من الأعراب،
فقال له ابن المنكدر :
إنَّ الغلام قد غلط
فباعك ما يساوي خمسة بعشرة،
فقال الأعرابي:
يا هذا قد رضيت.
فقال ابن المنكدر:
وإن رضيت فإنّا لا نرضى لك إلا ما نرضاه لأنفسنا،
فاختر إحدى ثلاث:
إما أن تستعيد مالك وتعيد السلعة،
وإما أن تُردَّ إليك خمسة،
وإما أن تأخذ من سلعة الخمس سلعة العشر. فقال الأعرابي:
أعطني خمسة،
فرد عليه الخمسة وانصرف؛
فسأل الأعرابي أهل السـوق عن هذا التاجـــر الأمين؟
فقيل له:
هذا محمد بن المنكدر،
فقال:
لا إله إلا الله، هذا الذي ملأ الآفاق ذكره.
***********************************
(6)
التكافل والتراحم؛
فقد قال الله تعالى
(وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ
وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ
وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ )
( البقرة272)
ومن ذلك ما كان من
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه
إذ كان يحمل الصدقات والطعام
ليلاً على ظهره،
إلى أبواب بيوت
الأرامل والفقراء
في المدينة،
دون أن يعلموا من يحملها إليهم،
وبقي كذلك سنوات طويلة،
وما كان الفقراء والأرامل
يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام،
فلما مات
وجدوا على ظهره آثاراً من السواد،
فعلموا أن ذلك بسبب
ما كان يحمله على ظهره .
******
وانظر ما كان من
عبدالله بن المبارك؛
إذ خرج عبد الله بن المبارك
رحمه الله مرةً إلى الحج،
فاجتاز ببعض البلاد،
فمات طائر معهم،
فأمر بإلقائه على مزبلة،
وسار أصحابه أمامه
وتخلف هو وراءهم،
فلما مر بالمزبلة
إذا جارية
قد خرجت من دار قريبة منها،
فأخذت ذلك الطائر الميت،
فكشف عن أمرها وفحص،
حتى سألها،
فقالت:
أنا وأختي ها هنا،
ليس لنا شيء،
وقد حلَّت لنا الميتة،
وكان أبونا له مال عظيم،
فظُلِم
وأُخِذ ماله
وقُتِل،
فأمر عبد الله بن المبارك
برد الأحمال،
وقال لوكيله:
كم معك من النفقة؟
فقال:
ألف دينار،
فقال:
عد منها عشرين دينارًا تكفينا إلى مرو،
وأعطها الباقي،
فهذا أفضل من حجنا في هذا العام،
ثم رجع.
******************************
(7)
الخوف من الله
جل وعلا :
فهو باب الفلاح،
وطريق الفوز والنجاح؛
إذ يقول النبي
صلى الله عليه وسلم
"من خافَ أدلَجَ ،
ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ ،
ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ غاليةٌ ،
ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ الجنَّةُ"
(رواه الترمذي)،
فهذا أبو الدرداء
كان يقول :
إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة
أن يقال لي :
يا أبا الدرداء ،
قد علمت ،
فكيف عملت فيما علمت ؟
بكى الحسن -رحمه الله-:
فقيل:
ما يبكيك؟
قال:
《أخاف》
《 أن يطرحني غدا في النّار ولا يبالي》
فمن أقوال الحسن البصري
رحمه الله
" يا ابن آدم إنما أنت أيام،
كلّما ذهبَ يوم
ذهب بعضُك"
ومنها:
" يا ابن آدم بِـع دُنياك بآخرتك؛
تربحهما جميعاً،
ولا تبيعنَّ آخرتك بدُنياك؛
فتخسرهما جميعاً" .
وانظر ما كان
الربيع بن خيثم
كما قال الماوردي :
َحَفَرَ الرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَم فِي دَارِهِ قَبْرًا ،
فَكَانَ إذَا وَجَدَ فِي قَلْبِهِ قَسْوَةً
جَاءَ فَاضْطَجَعَ فِي الْقَبْرِ
فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ،
ثُمَّ يَقُولُ :
(رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) .ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى نَفْسِهِ فَيَقُولُ :
قَدْ أَرْجَعْتُك فَجِدِّي .
فَمَكَثَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ .
**********************************
(
إيثارهم
حتى بالحياة:
وقد وصل الحال بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آثروا إخوانهم بحياتهم،
وهذا غاية الجود،
ومنتهى البذل والعطاء.
ففي غزوة اليرموك
قال
عكرمة بن أبي جهل
قاتلت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في مواطن وأفرُّ منكم اليوم؟!
ثمَّ نادى:
مَن يبايع على الموت؟
فبايعه
عمُّه الحارث بن هشام،
وضرار بن الأزور
في أربعمائة مِن وجوه المسلمين وفرسانهم،
فقاتلوا قدَّام فسطاط خالد
حتى أُثْبِتُوا جميعًا جراحًا،
وقُتِل منهم خلقٌ،
منهم ضرار بن الأزور
رضي الله عنهم،
فلمَّا صرعوا مِن الجراح
استسقوا ماء،
فجيء إليهم بشربة ماء،
فلمَّا قربت إلى أحدهم
نظر إليه الآخر،
فقال:
ادفعها إليه.
فلما دُفِعَت إليه نظر إليه الآخر،
فقال:
ادفعها إليه.
فتدافعوها كلُّهم مِن واحد إلى واحد
حتى ماتوا جميعًا
ولم يشربها أحد منهم
رضي الله عنهم أجمعين.
********
(9)
بر الوالدين:
فما أعظم مكانتهما
إذ قرن الله جل وعلا طاعتهما
بطاعته فقال تعالى
(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء 23، 24)
فها هو
الحسن البصري
كان لا يأكل من
الصحن الواحد مع أمه
لأنه كان يخاف أن تسبق يده إلى شيء
وأمه تشتهيه .
فما أعظم أن نقتدي بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسير على طريقه الذي سار عليه أهل الصلاح والفلاح من الصحابة والتابعين وتابعيهم؛
فقد قال الله
جل وعلا
"لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (الاحزاب21)
(اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق إنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها إنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، وأحفظ مصر من كل مكروه وسوء )
صلى الله عليه وسلم
أن
الصحابة نورا يهتدي بفعلهم
واللقاء 280
التقي 15/11/2019
إن شاء الله
===========
الحمد لله
الملك المعبود..
ذى العطاء والمن و الجود.
واهب الحياة وخالق الوجود .
الحمد لله لا نحصي
ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه
حيث كان ولم يكن هناك وجود .
*****
نحـمـده تبـارك و تـعـالـى
و نستعينه
فـهـو الـرحـيـم الودود .
ونعوذ
بنور وجهه الكريم
من فكر محدود
وقلب مسدود
و نسأله
العناية والهداية والرعاية
وأن يجعلنا بفضله
من الركع السجود .
***********************
و نشهد أن لا إلـه إلا الله
************************
الـعزيز الحمـيد
ذي العـرش المجيــد
الـفـعـال لمـا يـريـد
المحصي المبدئ المعيد .
خلق الخلق فمنهم شقي ومنهم سعيد .
الحـكـم العـدل
ليـس بـ ظـلام لـلـ عبيـد .
*********************
ونشهد أن سيدنـا محمـد عبـده و رسـوله
ذو الخلق الحميد
***************
و الـرأي الـرشـيـد .
و القـول السـديـد .
والبأس الشديد .
بلغ الرسالة على التحديد .
و أدى الأمـانـة
دون نـقـص أو مـزيـد .
فشرفه ربه
بـ الوسيلة و الفضيلة
والدرجة العالية الرفيعة
وبشره بالمقام المحمود .
والحوض المورود والظل الممدود
واللواء المعقود .
و جـعـلـه يـوم الـقيـامـة شـهـيدا عـلى الشـهـود .
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه،
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وبعد
**********
أيها الأحبة ابتدأ فأقول
موعظة اليوم
《بمن تثق؟》
《ء بالله عز وجل ام بغيره؟》
الله يقول
" وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "
إجابة كافية شافية
لزرع الثقة في القلوب
فهل بربكم تثقون ؟
****
انها الثقة بالله
فلتحسن ظنك
وسوف يتحقق أملك بأمر الله
الثقة بالله
أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً ،
فالكل يثق في نفسه وماله وجاهه وسلطانه ومكانة من دون آلله إلا من رحمه الله.
فما أحوجنا اليوم إلى الرجوع الي الله
والثقة بالله
لنعيد بها توازن الحياة المنهار.
ولكن ماهي الثقة بالله ؟؟؟
والاجابة
الثقة بالله
تجدها في إبراهيم
عندما ألقي في النار …
فقال بعزة الواثق بالله
"حسبنا الله ونعم الوكيل"
فجاء الأمر الإلهي
" يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم" …
الثقة بالله.
تجدها في زوجته السيدة هاجر
عندما ولى زوجها وقد تركها في واد
غير ذي زرع .
صحراء قاحلة
وشمس ملتهبة
ووحشة قائلة:
يا إبراهيم لمن تتركنا ؟!
قالتها فقط لتسمع منه كلمة يطمئن بها قلبها
فلما علمت أنه أمر إلهي
قالت بعزة الواثق بالله
إذا لا يضيعنا ابدا.
…
الثقة بالله
تجدها في أولئك القوم الذين
آمنوا بربهم
وصحبوا نبيهم
وتوكلوا على خالقهم
وعبدو بصدق لا نفاقا رازقهم
وعلموا أنه وحده سبحانه حافظهم.
قيل لهم
"إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم" .. ولكن ثقتهم بالله
أكبر من قوة أعدائهم وعدتهم .
فقالوا بعزة الواثقين بالله
"حسبنا الله ونعم الوكيل
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسهم سوء"
...
*****
الثقة في الله
علمها النبي (ص)
لسراقة
بل الامة كلها
يوم أن قال له
" ارجع يا سراقة
ولك سوارا كسرى"
رجع سراقة موقنا بالوعد وهو مشرك.
أفلا يوقن أهل الحق
بوعود الرحمن ؟!
*****
الله وعدكم فهل انتم بوعد ربكم توقنون؟
الله يقول
"ولقد كتبنا في الزبور
من بعد الذكر
أن الأرض يرثها
عبادي الصالحون"
اتصدقون .
****
أفلا يوقن المسلمون
رب العرش العظيم
القائل سبحانه
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا
مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم
بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
****
الله يعلمكم. ويخبركم
وينادي عليكم جميعا
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ
وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ
فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)}
[سورة فاطر]
*****
صورة واحدة
اسمع معي
الي ربك وقدرته
وثقة فتية الكهف بربهم
قال سبحانه
" إذ أوى الفتية إلى الكهف
فقالوا
ربنا آتنا من لدنك رحمة
وهيئ لنا من أمرنا رشدا "
تأملوا معي
حال فتية الكهف
كيف طويت لهم
أحداث مئات السنين
( أكثر من ثلاثمائة سنة )
في نومة واحدة
بل كأنها قيلولة
كانت من الضحى إلى بعد الظهر
واستيقظوا
وهم يريدون الغداء ،
وقد جعل الله هذا النوم آية من آياته التي يستدل بها على
كمال قدرة الله ،
وتنوع إحسانه ،
وليعلم العباد أن
وعد الله حق .
فلم يشعروا بأحداث هذه السنوات الطويلة،
وأن الأمم قد تغيرت
فذهبت أمة وجاءت أخرى،
وتعاقب
على الحكم عدة ملوك،
فتغيرت
أحوال الناس ودياناتهم،
وتغير
بيعهم وشرائهم وحتى العملة
قد تغيرت..!!!
وأن البيوت والقرى والمعالم
التي فارقوها بالأمس وهي شامخة،
قد اندثرت
وأصبحت اليوم أطلال هامدة
وأثار شاهدة
على طول المدة التي نام فيها هؤلاء الفتية ....
والشاهد
انهم ناموا
وهم في نظر البعض
عصاة ومتمردين،
واستيقظوا
وهم عند الجميع
أولياء وصالحين
إنه وعد الله!!
ناموا وأهل
دينهم في ضعف وذلة
ومطاردين ومشردين،
واستيقظوا وأهل دينهم
في قوة وعزة
بل وقد صاروا هم الحاكمين.
إنه وعد الله!!
ناموا وهم
يفكرون كيف الخلاص لقومهم
الذين هم على دينهم
من ظلم الطغاة،
واستيقظوا وقومهم
يحكمون الأرض،
و قد أهلك الله الظالمين
وصاروا رُفاة..
إنه وعد الله!!
ناموا وهم
يقولون في انفسهم
هل سنرى الحق يحكم في الأرض يوما،
وهل سيعلنوا الحقيقة التي كانوا يقولونها للناس في الخفاء يوما،
واستيقظوا
وقد تحقق ذلك
وشاهدوا الحقيقة أمام أعينهم
وقد تحققت في غيابهم .
كم يتمنى
البعض في هذا الزمان
أن ينامو هكذا نومة فتية الكهف ، ليستيقظ
وقد تغيرت الدول،
وأهلك الله الطغاة والظالمين ،
وساد الحق أرجاء الأرض،
وعمّ الخير
وانتشر الحق والعدل
وعلت راية التوحيد في كل المعمورة.....!!!!!
************************
ايها الاحبة اخيرا احذر!!
فالله يقول
﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ .
وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ
لا_يُوقِنُونَ ﴾¤
******
واعمل
فالله يقول
﴿فَاصبِر إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ
وَاستَغفِر لِذَنبِكَ
وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ
بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ﴾
******
كن يعقوب هذا الزمان
لما قال
يعقوب عليه السلام
" وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ "
[يوسف: 13]
اختفى يوسف،
وأصيب هو بالعمى .
وحين قال
" وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ "
[غافر: 44]،
عاد له يوسف
وعادت له عيناه...
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء .
***********************************
وما بعد الموعظة إلا التذكرة وتذكرت اليوم مع علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن
الصحابة نورا يهتدي بفعلهم
واللقاء 280
التقي 15/11/2019
إن شاء الله
**************
***************
يقول المولي جلا وعلا
في كتابه الكريم
﴿ والسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
(التوبة 100)
وقال
الله تعالى
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)
(الحشر10)
والحبيب (ص)
يقول في حديثه الشريف"
خَيْرُكُمْ قَرْنِى،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ".
( رواه البخاري)
أيها الأحبة
تعالوا سويا
في هذه الدقائق المباركة،
من هذا الساعة الطيبة؛
نعيش مع آثارهم
ونستلهم الدروس والعبر من أقوالهم وأفعالهم
التي اقتدوا فيها بنبينا ونبيهم
صلى الله عليه وسلم
انهم كانوا بصدق
رجال
(1)
وكانوا حقا لله عبادا
وحالهم
المداومة على فعل الطاعات
ومداومة العبادات
والتقرب إلى الله بالصالحات؛
استجابة وطاعة لله ولرسوله
فقد قال جل وعلا
(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
( آل عمران 133):
*******
فهذا هو
سعيد بن المسيب
الذي قال:
" ما فاتتني الصلاة في الجماعة
منذ أربعين سنة".
******
سمع
عامر بن عبد الله
المؤذن يؤذن لصلاة المغرب
وهو يجود بنفسه
في مرض شديد
فقال:
خذوا بيدي..
فقيل له :
إنك عليل وقد عذرك الله ..
فقال :
والله إني أستحي أن أسمع منادي الله ولا أجيب .
الله اكبر .
كم هم اليوم الذين يسمعون ولا يجيبون؟ !!
فدخل في صلاة المغرب
فركع مع الإمام ركعة
ثم مات ..
انظرى كيف يبعث يوم القيامة
(يَا قَوْمَنَا
أَجِيْبُوْا دَاعِيَ الْلَّهِ
وَآَمِنُوا بِهِ
يَغْفِرْ لَكُمْ مِّنَ ذُنُوْبِكُمْ
وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيْمٍ ،
وَمَنْ لَّا يُجِبْ دَاعِيَ الْلَّهِ
فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِيْ الْأَرْضِ
وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُوْنِهِ أَوْلِيَاءِ
أُوْلَئِكَ فِيْ ضَلَالٍ مُّبِيْنٍ)
********
وها هو
محمد بن سيرين:
كان يدخل إلى السوق
نصف النهار،
فيكبّر الله،
ويسبّحه،
ويذكره،
فيُسأل عن ذلك،
فيقول:
" إنها ساعة غفلة الناس ".
فما أحوجنا إلى طاعة الله جل وعلا
والتقرب بالعبادات والصالحات
فقد قال
الله جل وعلا
(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا *
ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ
وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا )
(النساء69، 70) .
***********************************
(2)
حب النبي
صلى الله عليه وسلم
فهو من خصال الإيمان
ومن لوازم الإحسان
وكفي في مكانته
قول النبي
صلى الله عليه وسلم
" لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ
حَتَّى أَكونَ أحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ
وَالِدِهِ وَوَلَدِه وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ "
( متفق عليه)
فقد روى ابن حبان في
"صحيحه" "
أن الحسن البصري
كان إذا حدث بحديث
حنين الجزع إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
يبكي
ثم يقول
" يَا عِبَادَ اللَّهِ
الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَوْقًا إِلَيْهِ
لِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ،
فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إِلَى لِقَائِهِ "
****
. كما جاء عن
سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى
أنه سُئل عن حديث وهو
مضطجع في مرضه
فجلس وحدث به،
فقيل له:
وددت أنك لم تتعن
فقال:
كرهت أن أحدث عن
رسول الله وأنا مضطجع .
****
وعن أبي سلمة الخزاعي:
كان مالك بن أنس
إذا أراد أن يخرج يحدث،
توضأ وضوءه للصلاة،
ولبس أحسن ثيابه،
ومشط لحيته.
فقيل له في ذلك فقال:
أقر به حديث رسول-
صلى الله عليه وسلم.
فما أعظم أن نحقق
محبة النبي
صلى الله عليه وسلم.
****
فعَنْ أَنَسٍ،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
عَنْ السَّاعَةِ،
فَقَالَ :
مَتَى السَّاعَةُ؟
قَالَ
"وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَها "
قَالَ لَا شَيْءَ
إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ
" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ
"قَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا
بِقَوْلِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ
قَالَ أَنَسٌ
فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ
بِحُبِّي إِيَّاهُمْ
وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ
(رواه البخاري)
فَلْتَشْهَدِي يَا أَرْضُ هَذَا
وَالسَّمَا وَالكَوْنُ يَشْهَدْ
إِنَّا نُحِبُّكَ يَا رَسُــــــــــــــــــولَ الله
حُبَّاً لا يُبَدَّدْ
******************************
(3)
كانوا صابرون
راضون
بقضاء الله والصبر
على الابتلاء
فهو من سنن الله في خلقه
فعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ،
عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ:
" قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟ ،
قَالَ:
" الأَنْبِيَاءُ
ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ،
فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ،
فَإِنْ كَانَ في دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ،
وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ
حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ
و مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ"
( رواه الترمذي)
ويقول
صلى الله عليه وسلم
"إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ،
وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ،
فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا،
وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ"
وفي ذلك
يقول
شريح رحمه الله:
" إني لأصاب بالمصيبة
فأحمد الله
عليها أربع مرات،
أحمد إذ لم يكن أعظم منها،
وأحمد إذ رزقني الصبر عليها،
وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب،
وأحمد إذ لم يجعلها في ديني".
.
وعن الزهري،
أن عروة بن الزبير
لما وقَعَت الأَكَلَة في رِجْلِهِ ،
فقيل له :
ألا ندعو لك طبيباً ؟
قال :
" إن شئتم " ،
فجاء الطبيب ،
فقال :
أسقيك شراباً يزول فيه عقلك ؟
فقال :
" امضِ لشأنك ،
ما ظننتُ أنَّ خلقاً شرب شراباً يزول فيه عقْله حتى لا يعرف ربّه "،
قال :
فوضع المنشار على ركبته اليسرى ،
ونحن حوله ،
فما سمعنا حساً .
فلما قطعها
جعل يقول :
" لئن أخذت لقد أبقيت ،
ولئن ابتليت لقد عافيت " .
************************************
(4)
شكر الله جل وعلا؛
فهو سبحانه القائل
( وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)
(إبراهيم 7)
جاء رجل إلى
يونس بن عبيد رحمه الله
فشكا اليه ضيقا من
حاله ومعاشه
واغتماما بذلك
فقال:
ايسرك ببصرك مئة الف ؟
قال:
لا،
قال: فبسمعك؟
قال
:لا،
قال: فبلسانك؟
قال
:لا،
قال: فبعقلك؟
قال
:لا،
وذكره نعم الله عليه
ثم قال يونس:
أرى لك مئات الألوف
وأنت تشكو الحاجة .
************************************
(5)
الصدق شعارهم
والأمانة سبيلهم ؛
فهما من أعظم
الأخلاق
وأحسنها
وأزكاها
إذ يقول النبي
صلى الله عليه وسلم
" إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ"
ويقول أيضا:
" لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ"
(رواه احمد)
وما أعظمهما في التجارة
والنبي صلى الله عليه وسلم
يقول
" :التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ"
( رواه الدارمي)
كان
لمحمد بن المنكدر
وهو من معادن الصدق والأمانة،
سلع تباع بخمسة،
وسلع تباع بعشرة،
فباع غلامه في غَيبته شيئا من سلع الخمسة بعشرة ،
فلما عرف ابن المنكدر ما فعل غلامه
اغتمّ لصنيعه،
وطفق يبحث عن المشتري
طوال النهار،
حتى وجده،
وكان من الأعراب،
فقال له ابن المنكدر :
إنَّ الغلام قد غلط
فباعك ما يساوي خمسة بعشرة،
فقال الأعرابي:
يا هذا قد رضيت.
فقال ابن المنكدر:
وإن رضيت فإنّا لا نرضى لك إلا ما نرضاه لأنفسنا،
فاختر إحدى ثلاث:
إما أن تستعيد مالك وتعيد السلعة،
وإما أن تُردَّ إليك خمسة،
وإما أن تأخذ من سلعة الخمس سلعة العشر. فقال الأعرابي:
أعطني خمسة،
فرد عليه الخمسة وانصرف؛
فسأل الأعرابي أهل السـوق عن هذا التاجـــر الأمين؟
فقيل له:
هذا محمد بن المنكدر،
فقال:
لا إله إلا الله، هذا الذي ملأ الآفاق ذكره.
***********************************
(6)
التكافل والتراحم؛
فقد قال الله تعالى
(وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ
وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ
وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ )
( البقرة272)
ومن ذلك ما كان من
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه
إذ كان يحمل الصدقات والطعام
ليلاً على ظهره،
إلى أبواب بيوت
الأرامل والفقراء
في المدينة،
دون أن يعلموا من يحملها إليهم،
وبقي كذلك سنوات طويلة،
وما كان الفقراء والأرامل
يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام،
فلما مات
وجدوا على ظهره آثاراً من السواد،
فعلموا أن ذلك بسبب
ما كان يحمله على ظهره .
******
وانظر ما كان من
عبدالله بن المبارك؛
إذ خرج عبد الله بن المبارك
رحمه الله مرةً إلى الحج،
فاجتاز ببعض البلاد،
فمات طائر معهم،
فأمر بإلقائه على مزبلة،
وسار أصحابه أمامه
وتخلف هو وراءهم،
فلما مر بالمزبلة
إذا جارية
قد خرجت من دار قريبة منها،
فأخذت ذلك الطائر الميت،
فكشف عن أمرها وفحص،
حتى سألها،
فقالت:
أنا وأختي ها هنا،
ليس لنا شيء،
وقد حلَّت لنا الميتة،
وكان أبونا له مال عظيم،
فظُلِم
وأُخِذ ماله
وقُتِل،
فأمر عبد الله بن المبارك
برد الأحمال،
وقال لوكيله:
كم معك من النفقة؟
فقال:
ألف دينار،
فقال:
عد منها عشرين دينارًا تكفينا إلى مرو،
وأعطها الباقي،
فهذا أفضل من حجنا في هذا العام،
ثم رجع.
******************************
(7)
الخوف من الله
جل وعلا :
فهو باب الفلاح،
وطريق الفوز والنجاح؛
إذ يقول النبي
صلى الله عليه وسلم
"من خافَ أدلَجَ ،
ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ ،
ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ غاليةٌ ،
ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ الجنَّةُ"
(رواه الترمذي)،
فهذا أبو الدرداء
كان يقول :
إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة
أن يقال لي :
يا أبا الدرداء ،
قد علمت ،
فكيف عملت فيما علمت ؟
بكى الحسن -رحمه الله-:
فقيل:
ما يبكيك؟
قال:
《أخاف》
《 أن يطرحني غدا في النّار ولا يبالي》
فمن أقوال الحسن البصري
رحمه الله
" يا ابن آدم إنما أنت أيام،
كلّما ذهبَ يوم
ذهب بعضُك"
ومنها:
" يا ابن آدم بِـع دُنياك بآخرتك؛
تربحهما جميعاً،
ولا تبيعنَّ آخرتك بدُنياك؛
فتخسرهما جميعاً" .
وانظر ما كان
الربيع بن خيثم
كما قال الماوردي :
َحَفَرَ الرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَم فِي دَارِهِ قَبْرًا ،
فَكَانَ إذَا وَجَدَ فِي قَلْبِهِ قَسْوَةً
جَاءَ فَاضْطَجَعَ فِي الْقَبْرِ
فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ،
ثُمَّ يَقُولُ :
(رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) .ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى نَفْسِهِ فَيَقُولُ :
قَدْ أَرْجَعْتُك فَجِدِّي .
فَمَكَثَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ .
**********************************
(
إيثارهم
حتى بالحياة:
وقد وصل الحال بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آثروا إخوانهم بحياتهم،
وهذا غاية الجود،
ومنتهى البذل والعطاء.
ففي غزوة اليرموك
قال
عكرمة بن أبي جهل
قاتلت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في مواطن وأفرُّ منكم اليوم؟!
ثمَّ نادى:
مَن يبايع على الموت؟
فبايعه
عمُّه الحارث بن هشام،
وضرار بن الأزور
في أربعمائة مِن وجوه المسلمين وفرسانهم،
فقاتلوا قدَّام فسطاط خالد
حتى أُثْبِتُوا جميعًا جراحًا،
وقُتِل منهم خلقٌ،
منهم ضرار بن الأزور
رضي الله عنهم،
فلمَّا صرعوا مِن الجراح
استسقوا ماء،
فجيء إليهم بشربة ماء،
فلمَّا قربت إلى أحدهم
نظر إليه الآخر،
فقال:
ادفعها إليه.
فلما دُفِعَت إليه نظر إليه الآخر،
فقال:
ادفعها إليه.
فتدافعوها كلُّهم مِن واحد إلى واحد
حتى ماتوا جميعًا
ولم يشربها أحد منهم
رضي الله عنهم أجمعين.
********
(9)
بر الوالدين:
فما أعظم مكانتهما
إذ قرن الله جل وعلا طاعتهما
بطاعته فقال تعالى
(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء 23، 24)
فها هو
الحسن البصري
كان لا يأكل من
الصحن الواحد مع أمه
لأنه كان يخاف أن تسبق يده إلى شيء
وأمه تشتهيه .
فما أعظم أن نقتدي بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسير على طريقه الذي سار عليه أهل الصلاح والفلاح من الصحابة والتابعين وتابعيهم؛
فقد قال الله
جل وعلا
"لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (الاحزاب21)
(اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق إنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها إنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، وأحفظ مصر من كل مكروه وسوء )
الشيخ حسنى شتيوى- Admin
- عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
مواضيع مماثلة
» علمني رسول الله ان الصحبة سبيل النجاة واللقاء 267 التقي ان شاء الله 22/8/2019 إن شاء الله
» علمني رسول الله سامح ليسامحك الله واعفوا عن خلقه ليعفوا عنك الله وارحم عباده يرحمك الله واللقاء 255 التقي 28/6/2019 ان شاء الله
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء269 كيف نفز بتأييد الله في رحلة بناء النفس والوطن التقي ان شاء الله 6/2019
» وصية الحبيب النبي كن تقى هاكذا علمني رسول الله واللقاء 250 التقي ان شاء الله 17/5/2019 الجمعة الثانية من رمضان 1440 ان شاء الله
» علمني رسول الله واللقاء264 علمنى رسول الله ان فى الاستجابة لأمر الله وأمر رسوله النجاة التقي ان شاء الله 26/7/2019 ●○●○●○●○●○● الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي لا يسأم من كثرة السؤال والطلب سبحانه ####### إذا سئل أعطى وأجاب .. وإذا لم يسأل
» علمني رسول الله سامح ليسامحك الله واعفوا عن خلقه ليعفوا عنك الله وارحم عباده يرحمك الله واللقاء 255 التقي 28/6/2019 ان شاء الله
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء269 كيف نفز بتأييد الله في رحلة بناء النفس والوطن التقي ان شاء الله 6/2019
» وصية الحبيب النبي كن تقى هاكذا علمني رسول الله واللقاء 250 التقي ان شاء الله 17/5/2019 الجمعة الثانية من رمضان 1440 ان شاء الله
» علمني رسول الله واللقاء264 علمنى رسول الله ان فى الاستجابة لأمر الله وأمر رسوله النجاة التقي ان شاء الله 26/7/2019 ●○●○●○●○●○● الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي لا يسأم من كثرة السؤال والطلب سبحانه ####### إذا سئل أعطى وأجاب .. وإذا لم يسأل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى