ثق بربك وايك والظلم
صفحة 1 من اصل 1
ثق بربك وايك والظلم
الحمد لله رب العالمين
الذى يشكراليسير من العمل ويغفر الكثير من الزلل
القائل فى كتابه سبحانه
)قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم(
الحمد لله سبحانه
كل يوم هو فى شأن
يبتلى صحيحا ويشفى سقيما
يغفر ذنبا ويستر عيبا
يفرج كربا ويذيل هما
يرفع اقواما ويضع اخرين
يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شئ قدير
واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له
اجاب نبيه يونس فى الظلمات
واستجاب لزكريا فوهب له يحي بعد دعوته فى الخلوات
وازال الكرب عن ايوب
والان الحديد بين يدى داود
وسخر الريح لسليمان
وجعل النار بردا وسلاما على ابراهيم
وشق القمر للحبيب (ص(
الحسنة عنده بعشر امثالها ويزيد والسيئة بواحد ويعفوا عن المزيد
واشهد ان محمد عبده ورسوله
الذى علمنا الثقة بالله واليقين
ولما لا وقد تلا علينا قران يطمئن به ربنا من اطاعه من العبيد
قال رب العالمين مخاطبا موسى وهارون
)اننى معكما اسمع وارى(
وعلما الدنيا الثقة فى الله فى وقت الشدائد
فقال مجيبا صاحبه لما احيط بهما الكفار
فيقول ابوبكر يارسول الله لو نظر احدهما تحت قدماه لرأنا؟
فاجابه الحبيب
)يا ابا بكر لاتحزن ان الله معنا ماظنك بأثنين الله ثالثهم(
فثق بربك
واعلم ان للكون ربا
وان شات اذكر نفسى واحبابى
تذكرتن لمن اهتزة ثقته برب العالمين
لما دعا نوح ربه :
" أني مغلوب فانتصر,,
لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله
وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة
فَثِق بربك
لما ترك إبراهيم هاجر و ابنها
في صحراء جرداء
لا زرع فيها ولا ماء
لم يدر بخلده ان الماء سيتفجر من الارض زمزما الي يوم الدين
فقط خذ بالأسباب كهاجر
وتوكل علي الله كابراهيم
وادعوه بأن يجعل أفئدة الناس
تحن الي نصرة الدين
فثق بربك
طرح إبراهيم ولده الوحيد
واستلّ سكينه ليذبحه
وإسماعيل يردد : افعل ما تؤمر
وكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة من 500 عام تجهيزاً لهذه اللحظة
فَثِق بربك
جاع موسى وصراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع الكل مشغول به
آسية . . المراضع . . الحرس . .
كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولإبنها
فَثِق بربك
لما كان موسى يسري ليلاً
متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً . .
لم يدر بخُلده وهو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين
فَثِق بربك
لما سار موسي بقومه
هروباً من فرعون
ووجد البحر أمامه وفرعون من خلفه
لم يكن أمامه أي أفق للنجاه
إلا يقينه أن الله منجيه
فقط ثق بربك
لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن
ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع . .
بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم
فَثِق بربك
أطبقت الظلمات
على يونس . . واشتدت الهموم . . فلما اعتذر ونادى
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (
قال الله تعالى :
فاستجبنا له ونجيناه من الغم
فَثِق بربك
مستلقٍ عليه الصلاه والسلام في فراشه حزيناً
ماتت زوجته وعمه . .
واشتدت عليه الهموم . .
فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه يرفعه للسماء . .
فيسليه بالأنبياء ويخفف عنه بالملائكة
فَثِق بربك
ثق بربك
وارفع أكف الخضوع والتضرع واعلم أن فوق سبع سماوات
رب حكيم كريم نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا
اتسعت لنا السماء فكيف نيأس
الخلاصة اترك الدنيا لمن خلقها وايك وان تخرج منها ظالما لربك ونفسك وعباد الله
واسمع منى اليوم هذه الكلمات لوجه الله اقوله
اعلم ابتداء ان
الظلم ثلاثة أنواع
ظلم العبد نفسه بالشرك .1
ظلم العبد نفسه فيما بينه وبين الله .2
ظلم العبد لغيره من العباد .3
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت
قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل ثَلاَثَةٌ
دِيوَانٌ لاَ يَعْبَأُ الله بِهِ شَيْئاً
وَدِيوَانٌ لاَ يَتْرُكُ الله منه شَيْئاً
وَدِيوَانٌ لاَ يَغْفِرُهُ الله
فَأَمَّا الدِّيوَانُ الذي لاَ يَغْفِرُهُ الله فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قال الله عز وجل إنه من يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ الله عليه الْجَنَّةَ
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الذي لاَ يَعْبَأُ الله بِهِ شَيْئاً فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ من صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أو صَلاَةٍ تَرَكَهَا فإن اللَّهَ عز وجل يَغْفِرُ ذلك وَيَتَجَاوَزُ إن شَاءَ
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الذي لاَ يَتْرُكُ الله منه شَيْئاً فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً الْقِصَاصُ لاَ مَحَالَةَ
ولقد
نزه تعالى نفسه عن الظلم في آيات كثيرة
قال تعالى
( تِلْكَ آَيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالحَقِّ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ )
(آل عمران:108)
وقال تعالى
( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً )
(الكهف: 49)
وقال تعالى
( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا )
(طه:112)
وقال تعالى
( وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ )
(غافر:31)
وقال تعالى
(مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )
(ق :29)
وفي الحديث القدسي قال تعالى
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
ويحذرنا
النبي صلى الله عليه وسلم من الظلم بيقول(ص)
" اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "
وقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الأمور التي يتظالم فيها الناس فقال عليه الصلاة والسلام
وقام النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يبين حرمة هذه الدماء فيقول
ففى الصحيحين من حديث ابن عباس وأبى بكرة – رضى الله عنهما-
أن النبى خطب الناس يوم النحر فى منى وقال
:"أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟"فرد الصحابة رضوان الله عليهم... فى أدب جم: قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ
وهل يشك أحدكم فى أن الصحابة لا يعلمون؟! إنهم فى يوم النحر، لكنه الأدب مع النبى يقول لهم النبى:" أى يوم هذا"؟ ...
قالوا: الله ورسوله أعلم . قال النبى صلى الله عليه وسلم :"أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟" قُلْنَا بَلَى
قَالَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ أَلَيْسَ ذُو الْحَجَّةِ قُلْنَا بَلَى
قَالَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ قُلْنَا بَلَى
قَالَ
فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ
أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ قَالُوا نَعَمْ
قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ
فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ"
فحرمة الدماء عظيمة عند الله لأجل ذلك جعل الدماء هى أول شئ يقضى فيها الله بين العباد يوم القيامة
كما فى الصحيحين من حديث عَبْدِ اللَّهِ قَال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ"
وقال صلى الله عليه وسلم
لَا تَحَاسَدُوا ولا تَنَاجَشُوا ولا تَبَاغَضُوا ولا تَدَابَرُوا ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ على بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى ها هنا -وَيُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ –
بِحَسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ
وأشد صور ظلم المخلوقين القتل
قال تعالى
( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )
(النساء:93)
وقال عليه الصلاة والسلام
( كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا مَن مات مشركا أو مؤمن قتل مؤمنا تعمدا )
وقال عليه الصلاة والسلام
( لا يزال المؤمن في فسحة مِن دينه ما لم يصب دما حراما )
وقال عليه الصلاة والسلام
( مَن أَشَارَ إلى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فإن الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حتى يَدَعَهُ وَإِنْ كان أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ )
حكم ظلم الكافر والمعاهد
يظن بعض الناس أن أموال غير المسلمين ودماءهم مستباحة على كل حال فتجده يتساهل في عدم تسليم العمال من غير المسلمين مستحقاتهم من رواتب أو أجرة عمل وقد ينكر ذلك ظانا أن كفرهم يسوِّغ له أكلها ولا شك أن هذا خطأ بيِّن وظلم ظاهر
قال عليه الصلاة والسلام
( مَن قَتَلَ مُعَاهَدًا لم يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ من مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا )
عن أَنَسَ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال :
قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
( اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كان كَافِراً فإنه ليس دُونَهَا حِجَابٌ )
وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال
( ألا مَن ظَلَمَ مُعَاهِدًا أو انْتَقَصَهُ أو كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أو أَخَذَ منه شيئا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يوم الْقِيَامَةِ )
دعوة المظلوم والتحذير منها
من الأمور التي قد تفتك بالظالم فتكا عظيما دعوة المظلوم تلك الدعوة التي قالها صادقا مَن تفطر قلبه كمدا بسبب الظلم
وقد وعده الله تعالى بالإجابة قال عليه الصلاة والسلام
( وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ على الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل وعزتي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ )
وقال عليه الصلاة والسلام :
( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )
قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه
أدِّ الأمانة والخيـانةَ فـاجتنب واعدل ولا تظلم يطيب المكسب
واحذر من المظلـوم سهما صائبا واعلـم بأن دعـاءه لا
والمظلوم لا يضيع من حقه شيء إن أدركه في الدنيا وإلا أخذه وافيا يوم القيامة
قال عليه الصلاة والسلام :
( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء )
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلـوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
التوبة من الظلم
باب التوبة مفتوح للظالم وغيره إذا توافرت شروطها قال تعالى
( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً )
(النساء:110) وقال تعالى
( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
(المائدة:39) .
فمَن تاب مِن ذنب توبة صادقة تاب الله تعالى عليه قال تعالى
( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ( 68)
يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ( 69)
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا )
الذى يشكراليسير من العمل ويغفر الكثير من الزلل
القائل فى كتابه سبحانه
)قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم(
الحمد لله سبحانه
كل يوم هو فى شأن
يبتلى صحيحا ويشفى سقيما
يغفر ذنبا ويستر عيبا
يفرج كربا ويذيل هما
يرفع اقواما ويضع اخرين
يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شئ قدير
واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له
اجاب نبيه يونس فى الظلمات
واستجاب لزكريا فوهب له يحي بعد دعوته فى الخلوات
وازال الكرب عن ايوب
والان الحديد بين يدى داود
وسخر الريح لسليمان
وجعل النار بردا وسلاما على ابراهيم
وشق القمر للحبيب (ص(
الحسنة عنده بعشر امثالها ويزيد والسيئة بواحد ويعفوا عن المزيد
واشهد ان محمد عبده ورسوله
الذى علمنا الثقة بالله واليقين
ولما لا وقد تلا علينا قران يطمئن به ربنا من اطاعه من العبيد
قال رب العالمين مخاطبا موسى وهارون
)اننى معكما اسمع وارى(
وعلما الدنيا الثقة فى الله فى وقت الشدائد
فقال مجيبا صاحبه لما احيط بهما الكفار
فيقول ابوبكر يارسول الله لو نظر احدهما تحت قدماه لرأنا؟
فاجابه الحبيب
)يا ابا بكر لاتحزن ان الله معنا ماظنك بأثنين الله ثالثهم(
فثق بربك
واعلم ان للكون ربا
وان شات اذكر نفسى واحبابى
تذكرتن لمن اهتزة ثقته برب العالمين
لما دعا نوح ربه :
" أني مغلوب فانتصر,,
لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله
وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة
فَثِق بربك
لما ترك إبراهيم هاجر و ابنها
في صحراء جرداء
لا زرع فيها ولا ماء
لم يدر بخلده ان الماء سيتفجر من الارض زمزما الي يوم الدين
فقط خذ بالأسباب كهاجر
وتوكل علي الله كابراهيم
وادعوه بأن يجعل أفئدة الناس
تحن الي نصرة الدين
فثق بربك
طرح إبراهيم ولده الوحيد
واستلّ سكينه ليذبحه
وإسماعيل يردد : افعل ما تؤمر
وكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة من 500 عام تجهيزاً لهذه اللحظة
فَثِق بربك
جاع موسى وصراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع الكل مشغول به
آسية . . المراضع . . الحرس . .
كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولإبنها
فَثِق بربك
لما كان موسى يسري ليلاً
متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً . .
لم يدر بخُلده وهو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين
فَثِق بربك
لما سار موسي بقومه
هروباً من فرعون
ووجد البحر أمامه وفرعون من خلفه
لم يكن أمامه أي أفق للنجاه
إلا يقينه أن الله منجيه
فقط ثق بربك
لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن
ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع . .
بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم
فَثِق بربك
أطبقت الظلمات
على يونس . . واشتدت الهموم . . فلما اعتذر ونادى
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (
قال الله تعالى :
فاستجبنا له ونجيناه من الغم
فَثِق بربك
مستلقٍ عليه الصلاه والسلام في فراشه حزيناً
ماتت زوجته وعمه . .
واشتدت عليه الهموم . .
فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه يرفعه للسماء . .
فيسليه بالأنبياء ويخفف عنه بالملائكة
فَثِق بربك
ثق بربك
وارفع أكف الخضوع والتضرع واعلم أن فوق سبع سماوات
رب حكيم كريم نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا
اتسعت لنا السماء فكيف نيأس
الخلاصة اترك الدنيا لمن خلقها وايك وان تخرج منها ظالما لربك ونفسك وعباد الله
واسمع منى اليوم هذه الكلمات لوجه الله اقوله
اعلم ابتداء ان
الظلم ثلاثة أنواع
ظلم العبد نفسه بالشرك .1
ظلم العبد نفسه فيما بينه وبين الله .2
ظلم العبد لغيره من العباد .3
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت
قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل ثَلاَثَةٌ
دِيوَانٌ لاَ يَعْبَأُ الله بِهِ شَيْئاً
وَدِيوَانٌ لاَ يَتْرُكُ الله منه شَيْئاً
وَدِيوَانٌ لاَ يَغْفِرُهُ الله
فَأَمَّا الدِّيوَانُ الذي لاَ يَغْفِرُهُ الله فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قال الله عز وجل إنه من يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ الله عليه الْجَنَّةَ
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الذي لاَ يَعْبَأُ الله بِهِ شَيْئاً فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ من صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أو صَلاَةٍ تَرَكَهَا فإن اللَّهَ عز وجل يَغْفِرُ ذلك وَيَتَجَاوَزُ إن شَاءَ
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الذي لاَ يَتْرُكُ الله منه شَيْئاً فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً الْقِصَاصُ لاَ مَحَالَةَ
ولقد
نزه تعالى نفسه عن الظلم في آيات كثيرة
قال تعالى
( تِلْكَ آَيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالحَقِّ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ )
(آل عمران:108)
وقال تعالى
( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً )
(الكهف: 49)
وقال تعالى
( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا )
(طه:112)
وقال تعالى
( وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ )
(غافر:31)
وقال تعالى
(مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )
(ق :29)
وفي الحديث القدسي قال تعالى
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
ويحذرنا
النبي صلى الله عليه وسلم من الظلم بيقول(ص)
" اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "
وقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الأمور التي يتظالم فيها الناس فقال عليه الصلاة والسلام
وقام النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يبين حرمة هذه الدماء فيقول
ففى الصحيحين من حديث ابن عباس وأبى بكرة – رضى الله عنهما-
أن النبى خطب الناس يوم النحر فى منى وقال
:"أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟"فرد الصحابة رضوان الله عليهم... فى أدب جم: قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ
وهل يشك أحدكم فى أن الصحابة لا يعلمون؟! إنهم فى يوم النحر، لكنه الأدب مع النبى يقول لهم النبى:" أى يوم هذا"؟ ...
قالوا: الله ورسوله أعلم . قال النبى صلى الله عليه وسلم :"أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟" قُلْنَا بَلَى
قَالَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ أَلَيْسَ ذُو الْحَجَّةِ قُلْنَا بَلَى
قَالَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ قُلْنَا بَلَى
قَالَ
فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ
أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ قَالُوا نَعَمْ
قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ
فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ"
فحرمة الدماء عظيمة عند الله لأجل ذلك جعل الدماء هى أول شئ يقضى فيها الله بين العباد يوم القيامة
كما فى الصحيحين من حديث عَبْدِ اللَّهِ قَال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ"
وقال صلى الله عليه وسلم
لَا تَحَاسَدُوا ولا تَنَاجَشُوا ولا تَبَاغَضُوا ولا تَدَابَرُوا ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ على بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى ها هنا -وَيُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ –
بِحَسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ
وأشد صور ظلم المخلوقين القتل
قال تعالى
( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )
(النساء:93)
وقال عليه الصلاة والسلام
( كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا مَن مات مشركا أو مؤمن قتل مؤمنا تعمدا )
وقال عليه الصلاة والسلام
( لا يزال المؤمن في فسحة مِن دينه ما لم يصب دما حراما )
وقال عليه الصلاة والسلام
( مَن أَشَارَ إلى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فإن الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حتى يَدَعَهُ وَإِنْ كان أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ )
حكم ظلم الكافر والمعاهد
يظن بعض الناس أن أموال غير المسلمين ودماءهم مستباحة على كل حال فتجده يتساهل في عدم تسليم العمال من غير المسلمين مستحقاتهم من رواتب أو أجرة عمل وقد ينكر ذلك ظانا أن كفرهم يسوِّغ له أكلها ولا شك أن هذا خطأ بيِّن وظلم ظاهر
قال عليه الصلاة والسلام
( مَن قَتَلَ مُعَاهَدًا لم يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ من مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا )
عن أَنَسَ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال :
قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
( اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كان كَافِراً فإنه ليس دُونَهَا حِجَابٌ )
وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال
( ألا مَن ظَلَمَ مُعَاهِدًا أو انْتَقَصَهُ أو كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أو أَخَذَ منه شيئا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يوم الْقِيَامَةِ )
دعوة المظلوم والتحذير منها
من الأمور التي قد تفتك بالظالم فتكا عظيما دعوة المظلوم تلك الدعوة التي قالها صادقا مَن تفطر قلبه كمدا بسبب الظلم
وقد وعده الله تعالى بالإجابة قال عليه الصلاة والسلام
( وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ على الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل وعزتي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ )
وقال عليه الصلاة والسلام :
( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )
قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه
أدِّ الأمانة والخيـانةَ فـاجتنب واعدل ولا تظلم يطيب المكسب
واحذر من المظلـوم سهما صائبا واعلـم بأن دعـاءه لا
والمظلوم لا يضيع من حقه شيء إن أدركه في الدنيا وإلا أخذه وافيا يوم القيامة
قال عليه الصلاة والسلام :
( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء )
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلـوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
التوبة من الظلم
باب التوبة مفتوح للظالم وغيره إذا توافرت شروطها قال تعالى
( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً )
(النساء:110) وقال تعالى
( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
(المائدة:39) .
فمَن تاب مِن ذنب توبة صادقة تاب الله تعالى عليه قال تعالى
( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ( 68)
يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ( 69)
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا )
الشيخ حسنى شتيوى- Admin
- عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى