وهو القاهرة فوق عبادة
صفحة 1 من اصل 1
وهو القاهرة فوق عبادة
وهو القاهر فوق عباده
الحمد لله رب العالمين صاحب الرضى المرغوب والعذاب المرحوم
الحمد لله الذى
ارسل الرياح بقدرته فمنها الساكن ومنها الهبوب
الحمد لله الذى
قسم الارزاق بمشيئته فمنهم ممنوحا ومسلوب
الحمد لله الذى
ينادى بلسان العظمة والكبرياء فيقول
(ولقد خلقنا السماوات والارض فى ستة ايام وما مسنا من لغوب)
سبحانه
يعفوا ويصفح ويستر العيوب
سبحانه
يعطى ويرضى ويحقق المطلوب
سبحانه
يطعم ويسقى ويفرج الكروب
سبحانه
يضل من يشاء ويهدى من يشاء وهوعلام الغيوب
واشهدوان لااله الاالله وحده لاشريك له
شهدة بوحدانيته الكواكب فى شروقها والغروب
يفعل مايشاء بقدرتة
ويتحكم فى الامور بعظمته
فلاراد لحكمة ولامعقبالامره
يابن ادم
دع الايام تفعل ماتشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالى فما لحوادث الدنيا قضاء
وكن رجلا على المكائد جالدا وشيمتك السماحة والوفاء
واذا ما كنت ذا قلب سليما فانت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلي بساحته المنايا فلا ارض تقيه ولاسماء
وارضى الله واسع ولكن اذا نزل القضاء ضاق الفضاء
واشهدو ان سيدنا وحبيبنا واستاذنا وقائدنا وعالمنا
ومعلمنا وهاديا وشفيعنا بين يدى الله محمد(ص)
صاحب المقام الموهوب
لايأكل الصدفات ولايرتكب الهفوات وخاتم النبوة بين كتفية مضروب
من اطاعه فقد اطاع الله ومن سلك طريقه فقد ارضاه ومن خالف امره فهو فى النار مكبوب
اول من يسجد على البساط واول من يجوز على الصراط والكل من هول الحساب مكروب
صاحب المفام الاسمى وصاحب الشفاعة العظمى واسمه على ابواب الجنة مكتوب
اللهم صلى وسلم عليه صلاة تفرج بها عنا الكروب وتنور بها بصائرنا والقلوب
فاتقوا الله عباد الله واعملوا بقوله تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
النساء آية 1
هو لله القاهر فوق عباده فلا يُنازع فى والأمراحد
هو الله
ملك الملوك وقاهر المتكبرين ومذل الطغاة والمستبدين المتجبرين،
مَن تعزز بقوته أنجاه ومَن تعزز بغيره أذله وأرداه.
العز طاعة الرحمن مولانا
وليس فى ملكا ولا جاهاً وسلطاناً
يا الله..
ماذا فقد مَن وجدك ؟ وماذا وجد مَن فقدك ؟
يا الله..
مَن وجدك فقد وجد كل شيء ومن فقدك فقد كل شيء
سبحانك أنت القائل:
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)،
أيها المسلمون
كثيراً ما تحدثنا عن هموم الوطن ولا عجب في هذا فكلنا يحب الوطن ويتفانى في إعلاء رايته،
وكثيراً ما تحدثنا عن هموم الأمة وجراحها النازفة في فلسطين وأفغانستان والصومال والسودان وليبيا والعراق واليمن وسوريا
و لا عجب في ذلك فأمة الإسلام كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالحمى والسهر،
أما اليوم فحديثي إليكم حول هذه الكارثة المروعة التي وقعت في أقصي بلاد الدنيا؛
تسونامي اليابان الذي وقع يوم 11مارس.
فى العناصر الاتية
•اولا:
الإسلام دين الرحمة للإنسانية كلها:
يخطئ البعض عندما يقول وما لنا وهؤلاء وهم ليسوا من بني أمتنا ولا يتكلمون بلغتنا ؟؟
أقول: أليس هؤلاء من بني البشر الذين كرمهم الله فقال
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ)
الإسراء 70،
ألم يقم النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودي مرت عليه ؟؟
روى الإمام مسلم في صحيحة
أن قيس بن سعد وسهل بن حنيف كانا بالقادسية، فمرت بهما جنازة، فقاما،
فقيل لهما: إنها من أهل الأرض
، فقالا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام،
فقيل: إنه يهودي، فقال " أليست نفسا "
أليست رسالة الإسلام رحمة لكل البشرية
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
الأنبياء 107.
(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ً)
الفرقان 1.
فاحترام الإسلام لكرامة الإنسان وحقوقه من ثوابت الدين الإسلامي دون تفريق على أساس الدين أو العرق أو اللغة
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)
الحجرات 13.
والتعاون على الخير حتى مع غير المسلم من هذه المبادئ الخالدة
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)
المائدة 2.
وقد مدح الله المؤمنين بالإحسان إلى الأسير وإطعامه والأسرى ليسوا من المسلمين
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)
الإنسان 8.
•ثانيا:
وهو القاهر فوق عباده:
نعود إلى الحدث الرهيب الذي رأيناه في اليابان؛ هذا المد البحري المروع الذي حمل في وجهه كل شيء:
الرجال والنساء والأطفال والسيارات والمراكب واقتلع البيوت من أماكنها؛
تدمير هائل؛ وهذه الانفجارات المتوالية من المفاعلات النووية اليابانية التي نتج عنها تسرب إشعاعي
له بالغ الأثر على الحياة في هذه المنطقة التي قاموا حتى الآن بإخلاء السكان من المناطق المحيطة بالمفاعل.
وقع ذلك بعد حدوث زلزال مدمر بقوة 8.9 درجة بمقياس ريختر،
وقدرت السلطات اليابانية حصيلة كارثة الزلزال الذي تسبب بموجات المد الهائلة " تسونامي " بأكثر من 10 آلاف قتيل،
وأشارت إلى إجلاء 600 ألف شخص من المناطق المنكوبة الخسائر المادية بلغت 170 مليار دولار.
السؤال ترى ما السبب ؟؟
يدَّعون هذا هو غضب الطبيعة ! الزلازل ! تسونامي !
هذه كلها أسباب مادية،
ولكن أين الله ؟؟
أين مسبب الأسباب ومدبرها ؟؟
إنها رسالة قوية من رب البرية لكل هذه البشرية؛
أيها البشر لهذا الكون إله واحد ومدبر واحد بيده مفاتيح كل شيء وعنده خزائن كل شيء ولا يعجز عن فعل شيء إنه الله،
إنه الله القائل فى كتابه:
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)
الأنعام 18.
إنه الله..
ينادي على الإنسان
(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ)
الانفطار 6: 8.
إنه الله..
يا حكام العالم انتبهوا لستم أرباب هذا الكون، ومقاليده ليست بأيديكم
يا مَن ظلمتم وتجبرتم على شعوبكم وما زال البعض منكم يصرون على استبدادهم وظلم شعوبهم،
تذكروا قدرة الله،
فما أضعف الإنسان في هذا الكون أمام مشيئة الله وقدرته.
هذه قدرة الله الظاهرة في زوال ملوك وعروش المتكبرين في الأرض؛
وقوة الله القاهرة التي لا تضاهيها قوة على وجه الأرض
لا تردها تكنولوجيا ولا أسلحة نووية ولا جيوش مليونية
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
سورة يس
•ثالثا:
إن زلزلة الساعة شيء عظيم:
أيها المسلمون إن هذا الحدث العظيم يذكرنا بأهوال الآخرة
التي ذكرها لنا الله عز وجل في القرآن الكريم.
رأينا هذا الدمار الهائل جراء زلزال قوته 8.9 فقط بمقياس ريختر
فكيف سيكون زلزال يوم القيامة
(إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا)
الزلزلة 1: 3.
زلزال الآخرة يفوق الوصف والخيال قوته أضعاف أضعاف ما رأينا في اليابان
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)
الحج 1: 2.
عن عمران بن الحصين
( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم – إلى قوله – ولكن عذاب الله شديد،
قال: أنزلت عليه الآية وهو في سفر،
قال: أتدرون أي يوم ذلك ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: ذلك يوم يقول الله لآدم: ابعث بعث النار، قال: يا رب ! وما بعث النار ؟
قال: تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد إلى الجنة، فأنشأ المسلمون يبكون،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قاربوا وسددوا، فإنها لم تكن نبوة قط ؛ إلا كان بين يديها جاهلية،
قال: فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت؛ وإلا كملت من المنافقين،
وما مثلكم والأمم؛ إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة، أو كالشامة في جنب البعير
ثم قال:
إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبروا !
ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبروا !
ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبروا !
قال: ولا أدري ؟ قال: الثلثين أم لا ؟ )
سنن الترمذي – رقم: 3168 ( والرقمة العلامة البارزة ).
زلزال اليابان رأيناه يدفع الأمواج التي تحمل السيارت والمباني
أما زلزال الآخرة فيعصف بالجبال
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا)
طه 105: 107.
أهوال الآخرة لا تغيّر معالم مدينة أو دولة بل تغيّر معالم الأرض كلها
(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)
الانشقاق 3:4.
وليس التغيير فقط للأرض بل الأرض والسماء يالها من أهوال عظام
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)
إبراهيم 48.
•رابعا:
اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغـد:
وهنا نجد النداء الرباني لنا بالرجوع والعودة إليه جل شأنه والاستعداد ليوم المعاد
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
الحشر 18: 19
والنبي صلى الله عليه وسلم ينادي علينا
(بادروا بالأعمال سبعاً
هل تنتظرون إلا فقراً منسياً
أو غنى مطغياً
أو مرضاً مفسداً
أو هرماً مفنداً
أو موتا مجهزاً
أو الدجال فشر غائب ينتظر
أو الساعة فالساعة أدهى وأمر)
سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2306
فلنعمل للآخرة ولا ننشغل بالدنيا، فالذين يعملون للدنيا وينسون الآخرة لا نصيب لهم من الخير يوم القيامة،
وقد لا ينعمون في الدنيا فالدنيا لا تعطي مَن تشاء بل إن الله عز وجل هو الذي يعطي الدنيا لمن يشاء
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا)
الإسراء: 18.
فطلاب الدنيا منهم مَن يتمنى ويطلب الدنيا ولا يعطى إلا بعضاً مما طلب وتمنى؛
ومنهم مَن يتمنى ويطلب الدنيا ولا يعطى منها شيئا فيجتمع عليه فقر الدنيا وضياع نعيم الآخرة،
وهذه سنة الله فيمن يعملون للدنيا أما من يعملون للآخرة فسنة الله فيهم قوله تعالى
(وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا)
الإسراء: 19،
ويزيد الله في أجره ويضاعف في حسناته
(.مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ00. )
الشورى: 20.
قال الفضيل بن عياض:
لو كانت الدنيا ذهبا يفنى وكانت الآخرة خزفا يبقى لكان ينبغي أن تؤثر خزفاً يبقى على ذهب يفنى
فكيف والدنيا خزف يفنى والآخرة ذهب يبقى.
•خامسا:
صدق اللجوء إلي الله طريق النجاة:
إن من الدروس المهمة التي تلازمنا هذه الأيام اللجوء إلى الله عز وجل وهذا حال المسلم دائما مع ربه في كل ضر يصيبه وفي كل ضائقة تنزل به
(وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ)
النحل 53.
وعند حال الاضطرار والضيق يستجيب الله الدعاء
(أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)
النمل 62،
وفي حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله )
رواه البيهقي
في أيام الثورة المباركة وقت الضيق والشدة عايشنا بقلوبنا معنى قول ربنا
(لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ)
النجم 58،
فكان الفرج من عنده سبحانه وتعالى بالنصر المبين.
نتعلم الدعاء في وقت الشدة
من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال:
(اللهم ! منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم ! اهزمهم وزلزلهم).
رواه مسلم،
وحديث الثلاثة في الغار خير دليل على أن صدق اللجوء إلى الله بإخلاص طريق النجاة من كل شدة.
•اخيرا:
خاتمة ودعاء
و نذكر في الختام
وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها "
الألباني في السلسلة الصحيحة
فالفسيلة تعني زرع نخلة لا تُؤتي ثمارها إلا بعد سنين طويلة، وليس هناك أية نتيجة متوقعة إلا استمرار
الإيجابية والقيام بالواجب والحصول على الأجر. فلسنا مكلفين بالنتائج
علينا فقط العمل والغرس والله هو الزارع
(أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)
الواقعة63: 64،
نسألأ الله أن يوفقنا الله إلى مرضاته
اللهم هيئ لمصرنا رشدا واحفظ أهلها وشبابها وشعبها وجيشها وأمن بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم لا تشمت بنا حاسداً ولا حاقداً ولا تسلط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك ولا يرحمنا.
اللهم إنا نعوذ بك من درك الشقاء وسوء القضاء وجهد البلاء وشماتة الأعداء.
اللهم ارحم شهداءنا وارزق أهليهم الصبر وأعظم لهم الأجر
اللهم وحد صفنا في مصر واجمع كلمتنا على أتقي قلب رجل منا وألِّف بين قلوبنا.
اللهم كن مع إخواننا في ليبيا وأمدهم بمدد من عندك واحفظ ليبيا وشعبها وعجِّل لهم يارب بالفرج القريب.
اللهم رد كيد اليهود عن الأقصى والقدس وارزقنا صلاة في رحاب المسجد الأقصى آمنين مطمئنين يا رب العالمين.
اللهم نجنا من الزلازل والبراكين والرياح والأعاصير وأمنا في أوطاننا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم من ولي من أمرنا شيئا فرفق بنا فارفق به ومَن شق علينا فاشقق عليه.
اللهم اجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة إخوانا على سرر متقابلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب ال
عالمينالحمد لله رب العالمين صاحب الرضى المرغوب والعذاب المرحوم
الحمد لله الذى
ارسل الرياح بقدرته فمنها الساكن ومنها الهبوب
الحمد لله الذى
قسم الارزاق بمشيئته فمنهم ممنوحا ومسلوب
الحمد لله الذى
ينادى بلسان العظمة والكبرياء فيقول
(ولقد خلقنا السماوات والارض فى ستة ايام وما مسنا من لغوب)
سبحانه
يعفوا ويصفح ويستر العيوب
سبحانه
يعطى ويرضى ويحقق المطلوب
سبحانه
يطعم ويسقى ويفرج الكروب
سبحانه
يضل من يشاء ويهدى من يشاء وهوعلام الغيوب
واشهدوان لااله الاالله وحده لاشريك له
شهدة بوحدانيته الكواكب فى شروقها والغروب
يفعل مايشاء بقدرتة
ويتحكم فى الامور بعظمته
فلاراد لحكمة ولامعقبالامره
يابن ادم
دع الايام تفعل ماتشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالى فما لحوادث الدنيا قضاء
وكن رجلا على المكائد جالدا وشيمتك السماحة والوفاء
واذا ما كنت ذا قلب سليما فانت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلي بساحته المنايا فلا ارض تقيه ولاسماء
وارضى الله واسع ولكن اذا نزل القضاء ضاق الفضاء
واشهدو ان سيدنا وحبيبنا واستاذنا وقائدنا وعالمنا
ومعلمنا وهاديا وشفيعنا بين يدى الله محمد(ص)
صاحب المقام الموهوب
لايأكل الصدفات ولايرتكب الهفوات وخاتم النبوة بين كتفية مضروب
من اطاعه فقد اطاع الله ومن سلك طريقه فقد ارضاه ومن خالف امره فهو فى النار مكبوب
اول من يسجد على البساط واول من يجوز على الصراط والكل من هول الحساب مكروب
صاحب المفام الاسمى وصاحب الشفاعة العظمى واسمه على ابواب الجنة مكتوب
اللهم صلى وسلم عليه صلاة تفرج بها عنا الكروب وتنور بها بصائرنا والقلوب
فاتقوا الله عباد الله واعملوا بقوله تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
النساء آية 1
هو لله القاهر فوق عباده فلا يُنازع فى والأمراحد
هو الله
ملك الملوك وقاهر المتكبرين ومذل الطغاة والمستبدين المتجبرين،
مَن تعزز بقوته أنجاه ومَن تعزز بغيره أذله وأرداه.
العز طاعة الرحمن مولانا
وليس فى ملكا ولا جاهاً وسلطاناً
يا الله..
ماذا فقد مَن وجدك ؟ وماذا وجد مَن فقدك ؟
يا الله..
مَن وجدك فقد وجد كل شيء ومن فقدك فقد كل شيء
سبحانك أنت القائل:
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)،
أيها المسلمون
كثيراً ما تحدثنا عن هموم الوطن ولا عجب في هذا فكلنا يحب الوطن ويتفانى في إعلاء رايته،
وكثيراً ما تحدثنا عن هموم الأمة وجراحها النازفة في فلسطين وأفغانستان والصومال والسودان وليبيا والعراق واليمن وسوريا
و لا عجب في ذلك فأمة الإسلام كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالحمى والسهر،
أما اليوم فحديثي إليكم حول هذه الكارثة المروعة التي وقعت في أقصي بلاد الدنيا؛
تسونامي اليابان الذي وقع يوم 11مارس.
فى العناصر الاتية
•اولا:
الإسلام دين الرحمة للإنسانية كلها:
يخطئ البعض عندما يقول وما لنا وهؤلاء وهم ليسوا من بني أمتنا ولا يتكلمون بلغتنا ؟؟
أقول: أليس هؤلاء من بني البشر الذين كرمهم الله فقال
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ)
الإسراء 70،
ألم يقم النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودي مرت عليه ؟؟
روى الإمام مسلم في صحيحة
أن قيس بن سعد وسهل بن حنيف كانا بالقادسية، فمرت بهما جنازة، فقاما،
فقيل لهما: إنها من أهل الأرض
، فقالا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام،
فقيل: إنه يهودي، فقال " أليست نفسا "
أليست رسالة الإسلام رحمة لكل البشرية
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
الأنبياء 107.
(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ً)
الفرقان 1.
فاحترام الإسلام لكرامة الإنسان وحقوقه من ثوابت الدين الإسلامي دون تفريق على أساس الدين أو العرق أو اللغة
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)
الحجرات 13.
والتعاون على الخير حتى مع غير المسلم من هذه المبادئ الخالدة
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)
المائدة 2.
وقد مدح الله المؤمنين بالإحسان إلى الأسير وإطعامه والأسرى ليسوا من المسلمين
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)
الإنسان 8.
•ثانيا:
وهو القاهر فوق عباده:
نعود إلى الحدث الرهيب الذي رأيناه في اليابان؛ هذا المد البحري المروع الذي حمل في وجهه كل شيء:
الرجال والنساء والأطفال والسيارات والمراكب واقتلع البيوت من أماكنها؛
تدمير هائل؛ وهذه الانفجارات المتوالية من المفاعلات النووية اليابانية التي نتج عنها تسرب إشعاعي
له بالغ الأثر على الحياة في هذه المنطقة التي قاموا حتى الآن بإخلاء السكان من المناطق المحيطة بالمفاعل.
وقع ذلك بعد حدوث زلزال مدمر بقوة 8.9 درجة بمقياس ريختر،
وقدرت السلطات اليابانية حصيلة كارثة الزلزال الذي تسبب بموجات المد الهائلة " تسونامي " بأكثر من 10 آلاف قتيل،
وأشارت إلى إجلاء 600 ألف شخص من المناطق المنكوبة الخسائر المادية بلغت 170 مليار دولار.
السؤال ترى ما السبب ؟؟
يدَّعون هذا هو غضب الطبيعة ! الزلازل ! تسونامي !
هذه كلها أسباب مادية،
ولكن أين الله ؟؟
أين مسبب الأسباب ومدبرها ؟؟
إنها رسالة قوية من رب البرية لكل هذه البشرية؛
أيها البشر لهذا الكون إله واحد ومدبر واحد بيده مفاتيح كل شيء وعنده خزائن كل شيء ولا يعجز عن فعل شيء إنه الله،
إنه الله القائل فى كتابه:
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)
الأنعام 18.
إنه الله..
ينادي على الإنسان
(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ)
الانفطار 6: 8.
إنه الله..
يا حكام العالم انتبهوا لستم أرباب هذا الكون، ومقاليده ليست بأيديكم
يا مَن ظلمتم وتجبرتم على شعوبكم وما زال البعض منكم يصرون على استبدادهم وظلم شعوبهم،
تذكروا قدرة الله،
فما أضعف الإنسان في هذا الكون أمام مشيئة الله وقدرته.
هذه قدرة الله الظاهرة في زوال ملوك وعروش المتكبرين في الأرض؛
وقوة الله القاهرة التي لا تضاهيها قوة على وجه الأرض
لا تردها تكنولوجيا ولا أسلحة نووية ولا جيوش مليونية
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
سورة يس
•ثالثا:
إن زلزلة الساعة شيء عظيم:
أيها المسلمون إن هذا الحدث العظيم يذكرنا بأهوال الآخرة
التي ذكرها لنا الله عز وجل في القرآن الكريم.
رأينا هذا الدمار الهائل جراء زلزال قوته 8.9 فقط بمقياس ريختر
فكيف سيكون زلزال يوم القيامة
(إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا)
الزلزلة 1: 3.
زلزال الآخرة يفوق الوصف والخيال قوته أضعاف أضعاف ما رأينا في اليابان
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)
الحج 1: 2.
عن عمران بن الحصين
( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم – إلى قوله – ولكن عذاب الله شديد،
قال: أنزلت عليه الآية وهو في سفر،
قال: أتدرون أي يوم ذلك ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: ذلك يوم يقول الله لآدم: ابعث بعث النار، قال: يا رب ! وما بعث النار ؟
قال: تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد إلى الجنة، فأنشأ المسلمون يبكون،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قاربوا وسددوا، فإنها لم تكن نبوة قط ؛ إلا كان بين يديها جاهلية،
قال: فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت؛ وإلا كملت من المنافقين،
وما مثلكم والأمم؛ إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة، أو كالشامة في جنب البعير
ثم قال:
إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبروا !
ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبروا !
ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبروا !
قال: ولا أدري ؟ قال: الثلثين أم لا ؟ )
سنن الترمذي – رقم: 3168 ( والرقمة العلامة البارزة ).
زلزال اليابان رأيناه يدفع الأمواج التي تحمل السيارت والمباني
أما زلزال الآخرة فيعصف بالجبال
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا)
طه 105: 107.
أهوال الآخرة لا تغيّر معالم مدينة أو دولة بل تغيّر معالم الأرض كلها
(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)
الانشقاق 3:4.
وليس التغيير فقط للأرض بل الأرض والسماء يالها من أهوال عظام
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)
إبراهيم 48.
•رابعا:
اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغـد:
وهنا نجد النداء الرباني لنا بالرجوع والعودة إليه جل شأنه والاستعداد ليوم المعاد
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
الحشر 18: 19
والنبي صلى الله عليه وسلم ينادي علينا
(بادروا بالأعمال سبعاً
هل تنتظرون إلا فقراً منسياً
أو غنى مطغياً
أو مرضاً مفسداً
أو هرماً مفنداً
أو موتا مجهزاً
أو الدجال فشر غائب ينتظر
أو الساعة فالساعة أدهى وأمر)
سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2306
فلنعمل للآخرة ولا ننشغل بالدنيا، فالذين يعملون للدنيا وينسون الآخرة لا نصيب لهم من الخير يوم القيامة،
وقد لا ينعمون في الدنيا فالدنيا لا تعطي مَن تشاء بل إن الله عز وجل هو الذي يعطي الدنيا لمن يشاء
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا)
الإسراء: 18.
فطلاب الدنيا منهم مَن يتمنى ويطلب الدنيا ولا يعطى إلا بعضاً مما طلب وتمنى؛
ومنهم مَن يتمنى ويطلب الدنيا ولا يعطى منها شيئا فيجتمع عليه فقر الدنيا وضياع نعيم الآخرة،
وهذه سنة الله فيمن يعملون للدنيا أما من يعملون للآخرة فسنة الله فيهم قوله تعالى
(وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا)
الإسراء: 19،
ويزيد الله في أجره ويضاعف في حسناته
(.مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ00. )
الشورى: 20.
قال الفضيل بن عياض:
لو كانت الدنيا ذهبا يفنى وكانت الآخرة خزفا يبقى لكان ينبغي أن تؤثر خزفاً يبقى على ذهب يفنى
فكيف والدنيا خزف يفنى والآخرة ذهب يبقى.
•خامسا:
صدق اللجوء إلي الله طريق النجاة:
إن من الدروس المهمة التي تلازمنا هذه الأيام اللجوء إلى الله عز وجل وهذا حال المسلم دائما مع ربه في كل ضر يصيبه وفي كل ضائقة تنزل به
(وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ)
النحل 53.
وعند حال الاضطرار والضيق يستجيب الله الدعاء
(أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)
النمل 62،
وفي حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله )
رواه البيهقي
في أيام الثورة المباركة وقت الضيق والشدة عايشنا بقلوبنا معنى قول ربنا
(لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ)
النجم 58،
فكان الفرج من عنده سبحانه وتعالى بالنصر المبين.
نتعلم الدعاء في وقت الشدة
من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال:
(اللهم ! منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم ! اهزمهم وزلزلهم).
رواه مسلم،
وحديث الثلاثة في الغار خير دليل على أن صدق اللجوء إلى الله بإخلاص طريق النجاة من كل شدة.
•اخيرا:
خاتمة ودعاء
و نذكر في الختام
وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها "
الألباني في السلسلة الصحيحة
فالفسيلة تعني زرع نخلة لا تُؤتي ثمارها إلا بعد سنين طويلة، وليس هناك أية نتيجة متوقعة إلا استمرار
الإيجابية والقيام بالواجب والحصول على الأجر. فلسنا مكلفين بالنتائج
علينا فقط العمل والغرس والله هو الزارع
(أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)
الواقعة63: 64،
نسألأ الله أن يوفقنا الله إلى مرضاته
اللهم هيئ لمصرنا رشدا واحفظ أهلها وشبابها وشعبها وجيشها وأمن بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم لا تشمت بنا حاسداً ولا حاقداً ولا تسلط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك ولا يرحمنا.
اللهم إنا نعوذ بك من درك الشقاء وسوء القضاء وجهد البلاء وشماتة الأعداء.
اللهم ارحم شهداءنا وارزق أهليهم الصبر وأعظم لهم الأجر
اللهم وحد صفنا في مصر واجمع كلمتنا على أتقي قلب رجل منا وألِّف بين قلوبنا.
اللهم كن مع إخواننا في ليبيا وأمدهم بمدد من عندك واحفظ ليبيا وشعبها وعجِّل لهم يارب بالفرج القريب.
اللهم رد كيد اليهود عن الأقصى والقدس وارزقنا صلاة في رحاب المسجد الأقصى آمنين مطمئنين يا رب العالمين.
اللهم نجنا من الزلازل والبراكين والرياح والأعاصير وأمنا في أوطاننا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم من ولي من أمرنا شيئا فرفق بنا فارفق به ومَن شق علينا فاشقق عليه.
اللهم اجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة إخوانا على سرر متقابلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب ال
الشيخ حسنى شتيوى- Admin
- عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
مواضيع مماثلة
» عبادة الدعاء - قصص القرآن 22- عمرو خالد
» برنامج القاهرة اليوم - حملة حماية - عمرو خالد
» برنامج القاهرة اليوم - رحلة الدنمارك - عمرو خالد
» عمرو خالد لقاء القاهرة اليوم- صناع الحياة - عمرو خالد
» برنامج القاهرة اليوم - حملة حماية - عمرو خالد
» برنامج القاهرة اليوم - رحلة الدنمارك - عمرو خالد
» عمرو خالد لقاء القاهرة اليوم- صناع الحياة - عمرو خالد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى