لماذا لانحب الرسول
صفحة 1 من اصل 1
لماذا لانحب الرسول
لماذا لا نحب رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟!!
________________________________________
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:
محمد صلى الله عليه وسلم.. لولاه لهلكنا ومتنا على الكفر واستحققنا الخلود في النار.. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقَنَا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، وما من خبيث إلا ونهانا عنه، ومن حقه علينا أن نحبه،
يحشر المرء مع من أحب
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة ؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أعددت لها؟ ". قال: إني أحب الله ورسوله. قال: " أنت مع من أحببت ".
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة الهنيئة التي لا ظمأ بعدها أبداً.
" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ".
الرحمة المهداة
قال عز وجل: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ".
لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود في النار.. لولاه لضعنا.
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.
- وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم، لأن حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم.
- وأما المعاهدون له: فعاشوا فى الدنيا تحت ظله وعهده وذمته، وهم أقل شراً بذلك العهد من المحاربين له.
- وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها، وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- وأما الأمم النائية عنه: فإن الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته ".
ما أشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: " رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم".
وقول عيسى عليه السلام: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم "، فرفع يديه وقال: " اللهم أمتي.. أمتي ". وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل.. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.
حتى لا تكون فاسقاً
قال الله في سورة التوبة، _التي سميت بالفاضحة والمبعثرة لأنها فضحت المنافقين وبعثرت جمعهم _: " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ".
كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ".
قد تمر علينا هذه الكلمات مروراً عابراً لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شئ إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الآن يا عمر ".
قال الخطابي: " فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفنى نفسك في طاعتي، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكك ".
آخذ بحجزنا عن النار
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلى كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ".
ما أشد حب رسولنا لنا، ولأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟! ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته أبلغ وخوفه علينا أشد، ففي الحديث: " وعرضت على النار فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاني ".
وفى رواية أحمد: " إن النار أدنيت منى حتى نفخت حرها عن وجهي ".
ولذلك كان من الطبيعي أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: " صبحكم ومساكم ".
ولأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا وخوفه علينا كان يود أن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة أبلغ وأنجح، قال صلى الله عليه وسلم: " وددت أنى لقيت إخواني الذين آمنوا ولم يروني ".
ولم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا وجنتنا من النار.
حجاب.. واثنان.. وثلاثة
1. حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم: " اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشق تمرة ".
2. حجاب الذكر: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " خذوا جنتكم من النار.. قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات ".صحيح الجامع, وحسنه ابن حجر في الفتح.
3. حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم: " ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له ستراً من النار ".
ولى كل مؤمن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفى من المؤمنين فترك ديناً فعلى قضاؤه ".
لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما... ".
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله على هواه.. فيحس أن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل اللذات الأرضية، ولأن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، فكلما ازداد العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم حباً كلما ازداد له ذكراً، ولأحاديثه ترديداً، ولسنته اتباعاً، ومع هذا كل تزداد حلاوة الإيمان.
وبعد كل هذا البذل والتعب ؟! نهجر سنته، ونقتدي بغيره، ونستبدل هدى غيره بهديه!!.
يا ويحنا.. وقد أحبنا وضحى من أجلنا لينقذنا، ودعانا إلى حبه، لا لننفعه في شئ بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟! وحبنا له؟! بأي وجه سنلقاه على الحوض؟! بأي عمل نرتجي شفاعته صلى الله عليه وسلم؟! -بأبي هو وأمي- بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس؟!.
اللهم صلي وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
5
مشاهد حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا
مشاهد حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا
هكذا وردتني
|معاني القصص صحيح بغض النظر عن دقة الألفاظ |
ما رأيك في هذا الحب؟
عطش أبوبكر الصديق
يقول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه : كنا في الهجرة وأنا عطشان جدا ً، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وقلت له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي صلى الله عليه وسلمحتى ارتويتٌ!!
لا تكذّب عينيك!! فالكلمة صحيحة ومقصودة، فهكذا قالها أبو بكرالصديق ..
هل ذقت جمال هذا الحب؟إنه حب من نوع خاص..!!
أين نحن من هذا الحب!؟
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --
وإليك هذه ولا تتعجب، إنه الحب... حب النبي أكثر من النفس ..
يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة [ والد سيدنا أبو بكر]، وكان إسلامه متأخرا جدا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ' يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن إليه' فقال أبو بكر: لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله .. وأسلم أبو قحافة.. فبكى سيدنا أبو بكر الصديق، فقالوا له :هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟ .. ماذا قال أبو بكر..؟ قال: لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب،لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر....
سبحان الله ، فرحته لفرح النبي أكبر من فرحته لأبيه أين نحن من هذا؟
...
ما رأيك في هذا الحب؟
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --
ثوبان رضي الله عنه
غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا ثوبان خادمه وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' أهذا يبكيك ؟' قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فنزل قول الله تعالى { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [69] سورة النساء
...
ما رأيك في هذا الحب؟
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --
سواد رضي الله عنه
سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش:' استووا.. استقيموا '. فينظر النبي فيرى سوادا لم ينضبط فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' استو يا سواد' فقال سواد: نعم يا رسول الله ووقف ولكنه ل ينضبط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادا في بطنه قال: ' استو يا سواد '، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني ! فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:' اقتص ياسواد'. فانكب سواد على بطن الله عليه وسلم يقبله ....يقول: هذا ما أردت وقال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادةفأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك
...
ما رأيك في هذا الحب؟
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- ------
وأخيرا لا تكن أقل من الجذع....
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبربجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة ... فيقف النبي صلى الله عليه وسلم يمسك الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب 'فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي صلى الله عليه وسلم،فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر ويعود للجذعويمسح عليه ويقول له النبي صلى الله عليه وسلم:' ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة؟'. فسكن
...
ما رأيك في هذا الحب؟
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليللة يحرس الناس،فرأى مصباحاً في بيت،وإذا عجوز تنفش صوفاً،وتقول:0
على محمد صلاة الأبرار0000صلى عليه الطيّبون الأخيار
قد كنت قواماً بكا الأسحار00يا ليت شعري والمناياأطوار
هل تجمعني وحبيبي الدار
تعني النبي صلى الله عليه وسلم0
فجلس عمر....وتذكّر النبي صلى الله عليه وسلم، والأيام الجميلة التي قضاها معه،وسيرته العطرة...فَحَنّ إلى تلك الأيام......وأخذ يبكي شوقاً وتحناناً وحباً للنبي صلى الله عليه وسلم0
وعندما سُئِلَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه:كيف كان حُبّكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال:كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا،ومن الماء البارد على الظّمأ0
وعندما حضرت الوفاة بلال بن رباح رضي الله عنه صاحت إمرأته:وا حُزناه000
فقال بلال:بل وآ فرحتاه...وآ طرباه...غداً ألقى الأحبة محمداً وحزبه0(قالها شوقاً للقاء النبي صلى الله عليه وسلم)0
فليكن لنا نصيب ولنتبع سنة الحبيب
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد
صلى الله عليه وسلّم
صور من محبة الصحابة لرسول الله صلى حب
الله عليه وسلم
زيد بن ثابت رضي الله عنه:
«والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً»
لا خير فينا ان خلص إلى رسول الله سوء وفينا عين تطرف وقلب ينبض
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
«بأبي وأمي يا رسول الله»
يجب الاقتداء بهؤلاء الصحب الكرام في محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإخلاصهم في نصرته ونصرة شرعه ودينه
لقد ضرب الجيل الفريد جيل الصحابة أروع الأمثلة، وأجمل الصور في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقوا الله ما عاهدوه، من نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم، واعانته، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
وهذه مجموعة من المواقف والأحداث التي تكشف لنا عن حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنبيهم عليه الصلاة والسلام، ومدى ما قدموه من بذلٍ للأنفس والأموال والأوقات، فمن تلك المواقف الرائعة:
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
روت عائشة رضي الله تعالى عنها، أنه «لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألحّ أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر انا قليل، فلم يزل أبو بكر يلحُّ حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا الى الله تعالى والى رسوله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ووُطئ أبو بكر وضُرِب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين، ويُحرِّفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر رضي الله عنه، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون، فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشكّون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا الى أبي بكر فجعل أبو قحافة (والده) وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب،
فتكلم آخر النهار، فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فمُّسوا منه بألسنتهم وعذلوه، وقالوا لأمه أم الخير: انظري ان تطعميه شيئاً أو تسقيه اياه، فلما خلت به ألحّت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
فقالت: والله ما لي علم بصاحبك،
فقال: اذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه،
فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: ان أبا بكر يسألك عن محمد بن عبدالله.
فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبدالله، وان كنت تحبين ان أذهب معك الى ابنك، قالت: نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دنفاً، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح، وقالت: والله ان قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، انني لأرجو ان ينتقم الله لك منهم،
قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
قالت: هذه أمك تسمع،
قال: فلا شيء عليك منها،
قالت: سالمٌ صالحٌ.
قال: أين هو؟!
قالت: في دار الأرقم،
قال: فان لله على ألا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمهلتا حتى اذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: فأكبّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقّبله، وأكبّ عليه المسلمون، ورقّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة،
فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس الا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها، وأنت مبارك فادعها الى الله، وادع الله لها، عسى الله ان يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاها الى الله فأسلمت»(1).
خبيب بن عدي رضي الله عنه
لما رفع كفار قريش خبيباً رضي الله عنه على الخشبة ونادوه يناشدونه:
«أتحبّ ان محمداً مكانك؟!.
قال: لا والله العظيم ما أحب ان يفديني بشوكة يشاكها في قدمه، فضحكوا منه»(2).
وترّس أبو دجانة يوم أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره، والنبل يقع فيه، وهو لا يتحرك(3).
- مالك الخدري (أبوسعيد) رضي الله عنه:
ومصّ مالك الخدري (أبوسعيد) رضي الله عنه جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنقاه، فقال له صلى الله عليه وسلّم: «مجه.قال: والله ما أمجّه أبداً» (4).
زيد بن ثابت رضي الله عنه:
وقال زيد بن ثابت: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقال لي: ان رأيته فأقرئه مني السلام،
وقل له: يقول لك رسول الله صلى لله عليه وسلم: كيف تجدك؟!.
قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم،
فقلت: يا سعد، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟!.
فقال: على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام: قل له: يا رسول الله أجد ريح الجنة.
وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله ان خلص الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف.وفاضت نفسه من وقته»(5).
ولم يكن هذا التفاني، وذاك الحب خاصاً بالرجال فحسب، بل حتى النساء ضربن أروع الأمثلة في البذل والفداء، والتضحية والعطاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهر منهن من صدق الحب له عليه الصلاة والسلام الشيء العظيم، والمواقف هي التي تكشف عن هذا الأمر، فمن تلك المواقف: خرجت امرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالوا: خيراً هو بحمد الله كما تحبين! قالت: أرونيه حتى أنظر اليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل» (6).
أم حبيبة رضي الله عنها:
ولما قدم أبو سفيان المدينة، دخل على ابنته أم حبيبة
«فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه،
فقال: يا بنية، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟!
«قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس» (7).
عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه:
وأخيراً: يجسد لنا عروة بن مسعود الثقفي مدى محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو الرجل الذي وفد على الكثير من الملوك، فيقول في ذلك:
«أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، على كسرى وقيصر والنجاشي، والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً، والله ان تنخم نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلّك بها وجهه وجلده، واذا أمرهم ابتدروا أمره، واذا توضأ كادوا يقتتلون على وضٌوئه، واذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدُّون اليه النظر تعظيماً له» (.
فيا ترى: ما موقفنا من محمد صلى الله عليه وسلم؟!
وما مدى محبتنا له صلى الله عليه وسلم؟!
وما مصداقية هذه المحبة؟!
وهل لها أثر في واقع حياتنا؟! ومجريات سلوكنا؟!
وماذا قدمنا للدفاع عن سنته، والذب عنه، ونشر سنته في العالمين؟!
انه يجدر بنا ان نقتدي بهؤلاء الصحب الكرام في محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واخلاصهم في نصرته ونصرة شرعه ودينه.وبخاصة مع تلك الهجمات التي تهدف الى النيل من حبيبنا صلى الله عليه وسلم، ألا فليتنبه العقلاء وليستيقظ الشرفاء، انه لا خير فينا ان خلص الى رسول الله سوء وفينا عين تطرف وقلب ينبض.اللهم بلغت فأشهد
من نوادر الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد ضرب الجيل الفريد أروع الأمثلة، وأجمل الصور في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقوا الله ما عاهدوه، من نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإعانته، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
وهذه مجموعة من المواقف والأحداث التي تكشف لنا حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنبيهم عليه الصلاة والسلام، ومدى ما قدموه من بذلٍ للأنفس والأموال والأوقات، فمن تلك المواقف الرائعة:
لما رفع كفار قريش خبيباً رضي الله عنه على الخشبة ونادوه يناشدونه: "أتحبّ أن محمد مكانك؟!. قال: لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه، فضحكوا منه" (1).
وترّس أبو دجانة يوم أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره، والنبل يقع فيه، وهو لا يتحرك(2).
ومصّ مالك الخدري جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنقاه، فقال له صلى الله عليه وسلّم: "مجه. قال: والله ما أمجّه أبداً" (3).
وقال زيد بن ثابت: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقال لي: إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى لله عليه وسلم: كيف تجدك؟!.
قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم، فقلت: يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟!.
فقال: على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام: قل له: يا رسول الله أجد ريح الجنة. وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف. وفاضت نفسه من وقته"(4).
وروت عائشة رضي الله تعالى عنه، أنه "لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألح أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم في نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووُطئ أبو بكر وضُرِب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين، ويُحرِّفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر رضي الله عنه، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون، فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشكّون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة (والده) وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار، فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، وقالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئًا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقالت: والله ما لي علم بصاحبك، فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله. فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك، قالت: نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا دنفًا، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح، وقالت: والله إن قومًا نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم، قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سالم صالح. قال: أين هو؟! قالت: في دار الأرقم، قال: فإن لله علي أن لا أذوق طعامًا ولا أشرب شرابًا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة، فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولده، وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها، عسى الله أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاها إلى الله فأسلمت"(1).
ولم يكن هذا التفاني، وذاك الحب خاصا بالرجال فحسب، بل حتى النساء ضربن أروع الأمثلة في البذل والفداء، والتضحية والعطاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهر من صدق الحب له عليه الصلاة والسلام من هن الشيء العظيم، والمواقف هي التي تكشف هذا الأمر، فمن تلك المواقف:
خرجت امرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالوا: خيراً هو بحمد الله كما تحبين! قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل" (2).
و لما قدم أبو سفيان المدينة، دخل على ابنته أم حبيبة "فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه، فقال: يا بنية، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟! "
قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس" (3).
وأخيراً: يجسد لنا عروة بن مسعود الثقفي مدى محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو الرجل الذي وفد على الكثير من الملوك، فيقول في ذلك:
"أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، على كسرى وقيصر والنجاشي، والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضٌوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدُّون إليه النظر تعظيماً له"
(4).
فيا ترى: ما موقفنا من محمد صلى الله عليه وسلم؟!.
وما مدى محبتنا له صلى الله عليه وسلم؟!.
وما مصداقية هذه المحبة؟!.
وهل لها أثر في واقع حياتنا؟! ومجريات سلوكنا؟!.
وماذا قدمنا للدفاع عن سنته، والذب عنه، ونشر سنته في العالمين؟!.
أدع الإجابة لكل قارئ ليجيب بنفسه، والله تعالى حسيبه
________________________________________
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:
محمد صلى الله عليه وسلم.. لولاه لهلكنا ومتنا على الكفر واستحققنا الخلود في النار.. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقَنَا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، وما من خبيث إلا ونهانا عنه، ومن حقه علينا أن نحبه،
يحشر المرء مع من أحب
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة ؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أعددت لها؟ ". قال: إني أحب الله ورسوله. قال: " أنت مع من أحببت ".
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة الهنيئة التي لا ظمأ بعدها أبداً.
" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ".
الرحمة المهداة
قال عز وجل: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ".
لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود في النار.. لولاه لضعنا.
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.
- وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم، لأن حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم.
- وأما المعاهدون له: فعاشوا فى الدنيا تحت ظله وعهده وذمته، وهم أقل شراً بذلك العهد من المحاربين له.
- وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها، وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- وأما الأمم النائية عنه: فإن الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته ".
ما أشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: " رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم".
وقول عيسى عليه السلام: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم "، فرفع يديه وقال: " اللهم أمتي.. أمتي ". وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل.. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.
حتى لا تكون فاسقاً
قال الله في سورة التوبة، _التي سميت بالفاضحة والمبعثرة لأنها فضحت المنافقين وبعثرت جمعهم _: " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ".
كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ".
قد تمر علينا هذه الكلمات مروراً عابراً لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شئ إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الآن يا عمر ".
قال الخطابي: " فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفنى نفسك في طاعتي، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكك ".
آخذ بحجزنا عن النار
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلى كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ".
ما أشد حب رسولنا لنا، ولأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟! ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته أبلغ وخوفه علينا أشد، ففي الحديث: " وعرضت على النار فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاني ".
وفى رواية أحمد: " إن النار أدنيت منى حتى نفخت حرها عن وجهي ".
ولذلك كان من الطبيعي أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: " صبحكم ومساكم ".
ولأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا وخوفه علينا كان يود أن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة أبلغ وأنجح، قال صلى الله عليه وسلم: " وددت أنى لقيت إخواني الذين آمنوا ولم يروني ".
ولم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا وجنتنا من النار.
حجاب.. واثنان.. وثلاثة
1. حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم: " اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشق تمرة ".
2. حجاب الذكر: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " خذوا جنتكم من النار.. قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات ".صحيح الجامع, وحسنه ابن حجر في الفتح.
3. حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم: " ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له ستراً من النار ".
ولى كل مؤمن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفى من المؤمنين فترك ديناً فعلى قضاؤه ".
لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما... ".
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله على هواه.. فيحس أن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل اللذات الأرضية، ولأن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، فكلما ازداد العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم حباً كلما ازداد له ذكراً، ولأحاديثه ترديداً، ولسنته اتباعاً، ومع هذا كل تزداد حلاوة الإيمان.
وبعد كل هذا البذل والتعب ؟! نهجر سنته، ونقتدي بغيره، ونستبدل هدى غيره بهديه!!.
يا ويحنا.. وقد أحبنا وضحى من أجلنا لينقذنا، ودعانا إلى حبه، لا لننفعه في شئ بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟! وحبنا له؟! بأي وجه سنلقاه على الحوض؟! بأي عمل نرتجي شفاعته صلى الله عليه وسلم؟! -بأبي هو وأمي- بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس؟!.
اللهم صلي وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
5
مشاهد حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا
مشاهد حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا
هكذا وردتني
|معاني القصص صحيح بغض النظر عن دقة الألفاظ |
ما رأيك في هذا الحب؟
عطش أبوبكر الصديق
يقول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه : كنا في الهجرة وأنا عطشان جدا ً، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وقلت له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي صلى الله عليه وسلمحتى ارتويتٌ!!
لا تكذّب عينيك!! فالكلمة صحيحة ومقصودة، فهكذا قالها أبو بكرالصديق ..
هل ذقت جمال هذا الحب؟إنه حب من نوع خاص..!!
أين نحن من هذا الحب!؟
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --
وإليك هذه ولا تتعجب، إنه الحب... حب النبي أكثر من النفس ..
يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة [ والد سيدنا أبو بكر]، وكان إسلامه متأخرا جدا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ' يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن إليه' فقال أبو بكر: لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله .. وأسلم أبو قحافة.. فبكى سيدنا أبو بكر الصديق، فقالوا له :هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟ .. ماذا قال أبو بكر..؟ قال: لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب،لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر....
سبحان الله ، فرحته لفرح النبي أكبر من فرحته لأبيه أين نحن من هذا؟
...
ما رأيك في هذا الحب؟
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --
ثوبان رضي الله عنه
غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا ثوبان خادمه وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' أهذا يبكيك ؟' قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فنزل قول الله تعالى { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [69] سورة النساء
...
ما رأيك في هذا الحب؟
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --
سواد رضي الله عنه
سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش:' استووا.. استقيموا '. فينظر النبي فيرى سوادا لم ينضبط فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' استو يا سواد' فقال سواد: نعم يا رسول الله ووقف ولكنه ل ينضبط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادا في بطنه قال: ' استو يا سواد '، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني ! فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:' اقتص ياسواد'. فانكب سواد على بطن الله عليه وسلم يقبله ....يقول: هذا ما أردت وقال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادةفأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك
...
ما رأيك في هذا الحب؟
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- ------
وأخيرا لا تكن أقل من الجذع....
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبربجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة ... فيقف النبي صلى الله عليه وسلم يمسك الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب 'فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي صلى الله عليه وسلم،فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر ويعود للجذعويمسح عليه ويقول له النبي صلى الله عليه وسلم:' ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة؟'. فسكن
...
ما رأيك في هذا الحب؟
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليللة يحرس الناس،فرأى مصباحاً في بيت،وإذا عجوز تنفش صوفاً،وتقول:0
على محمد صلاة الأبرار0000صلى عليه الطيّبون الأخيار
قد كنت قواماً بكا الأسحار00يا ليت شعري والمناياأطوار
هل تجمعني وحبيبي الدار
تعني النبي صلى الله عليه وسلم0
فجلس عمر....وتذكّر النبي صلى الله عليه وسلم، والأيام الجميلة التي قضاها معه،وسيرته العطرة...فَحَنّ إلى تلك الأيام......وأخذ يبكي شوقاً وتحناناً وحباً للنبي صلى الله عليه وسلم0
وعندما سُئِلَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه:كيف كان حُبّكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال:كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا،ومن الماء البارد على الظّمأ0
وعندما حضرت الوفاة بلال بن رباح رضي الله عنه صاحت إمرأته:وا حُزناه000
فقال بلال:بل وآ فرحتاه...وآ طرباه...غداً ألقى الأحبة محمداً وحزبه0(قالها شوقاً للقاء النبي صلى الله عليه وسلم)0
فليكن لنا نصيب ولنتبع سنة الحبيب
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد
صلى الله عليه وسلّم
صور من محبة الصحابة لرسول الله صلى حب
الله عليه وسلم
زيد بن ثابت رضي الله عنه:
«والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً»
لا خير فينا ان خلص إلى رسول الله سوء وفينا عين تطرف وقلب ينبض
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
«بأبي وأمي يا رسول الله»
يجب الاقتداء بهؤلاء الصحب الكرام في محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإخلاصهم في نصرته ونصرة شرعه ودينه
لقد ضرب الجيل الفريد جيل الصحابة أروع الأمثلة، وأجمل الصور في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقوا الله ما عاهدوه، من نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم، واعانته، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
وهذه مجموعة من المواقف والأحداث التي تكشف لنا عن حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنبيهم عليه الصلاة والسلام، ومدى ما قدموه من بذلٍ للأنفس والأموال والأوقات، فمن تلك المواقف الرائعة:
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
روت عائشة رضي الله تعالى عنها، أنه «لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألحّ أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر انا قليل، فلم يزل أبو بكر يلحُّ حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا الى الله تعالى والى رسوله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ووُطئ أبو بكر وضُرِب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين، ويُحرِّفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر رضي الله عنه، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون، فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشكّون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا الى أبي بكر فجعل أبو قحافة (والده) وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب،
فتكلم آخر النهار، فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فمُّسوا منه بألسنتهم وعذلوه، وقالوا لأمه أم الخير: انظري ان تطعميه شيئاً أو تسقيه اياه، فلما خلت به ألحّت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
فقالت: والله ما لي علم بصاحبك،
فقال: اذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه،
فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: ان أبا بكر يسألك عن محمد بن عبدالله.
فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبدالله، وان كنت تحبين ان أذهب معك الى ابنك، قالت: نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دنفاً، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح، وقالت: والله ان قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، انني لأرجو ان ينتقم الله لك منهم،
قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
قالت: هذه أمك تسمع،
قال: فلا شيء عليك منها،
قالت: سالمٌ صالحٌ.
قال: أين هو؟!
قالت: في دار الأرقم،
قال: فان لله على ألا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمهلتا حتى اذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: فأكبّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقّبله، وأكبّ عليه المسلمون، ورقّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة،
فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس الا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها، وأنت مبارك فادعها الى الله، وادع الله لها، عسى الله ان يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاها الى الله فأسلمت»(1).
خبيب بن عدي رضي الله عنه
لما رفع كفار قريش خبيباً رضي الله عنه على الخشبة ونادوه يناشدونه:
«أتحبّ ان محمداً مكانك؟!.
قال: لا والله العظيم ما أحب ان يفديني بشوكة يشاكها في قدمه، فضحكوا منه»(2).
وترّس أبو دجانة يوم أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره، والنبل يقع فيه، وهو لا يتحرك(3).
- مالك الخدري (أبوسعيد) رضي الله عنه:
ومصّ مالك الخدري (أبوسعيد) رضي الله عنه جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنقاه، فقال له صلى الله عليه وسلّم: «مجه.قال: والله ما أمجّه أبداً» (4).
زيد بن ثابت رضي الله عنه:
وقال زيد بن ثابت: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقال لي: ان رأيته فأقرئه مني السلام،
وقل له: يقول لك رسول الله صلى لله عليه وسلم: كيف تجدك؟!.
قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم،
فقلت: يا سعد، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟!.
فقال: على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام: قل له: يا رسول الله أجد ريح الجنة.
وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله ان خلص الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف.وفاضت نفسه من وقته»(5).
ولم يكن هذا التفاني، وذاك الحب خاصاً بالرجال فحسب، بل حتى النساء ضربن أروع الأمثلة في البذل والفداء، والتضحية والعطاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهر منهن من صدق الحب له عليه الصلاة والسلام الشيء العظيم، والمواقف هي التي تكشف عن هذا الأمر، فمن تلك المواقف: خرجت امرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالوا: خيراً هو بحمد الله كما تحبين! قالت: أرونيه حتى أنظر اليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل» (6).
أم حبيبة رضي الله عنها:
ولما قدم أبو سفيان المدينة، دخل على ابنته أم حبيبة
«فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه،
فقال: يا بنية، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟!
«قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس» (7).
عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه:
وأخيراً: يجسد لنا عروة بن مسعود الثقفي مدى محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو الرجل الذي وفد على الكثير من الملوك، فيقول في ذلك:
«أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، على كسرى وقيصر والنجاشي، والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً، والله ان تنخم نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلّك بها وجهه وجلده، واذا أمرهم ابتدروا أمره، واذا توضأ كادوا يقتتلون على وضٌوئه، واذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدُّون اليه النظر تعظيماً له» (.
فيا ترى: ما موقفنا من محمد صلى الله عليه وسلم؟!
وما مدى محبتنا له صلى الله عليه وسلم؟!
وما مصداقية هذه المحبة؟!
وهل لها أثر في واقع حياتنا؟! ومجريات سلوكنا؟!
وماذا قدمنا للدفاع عن سنته، والذب عنه، ونشر سنته في العالمين؟!
انه يجدر بنا ان نقتدي بهؤلاء الصحب الكرام في محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واخلاصهم في نصرته ونصرة شرعه ودينه.وبخاصة مع تلك الهجمات التي تهدف الى النيل من حبيبنا صلى الله عليه وسلم، ألا فليتنبه العقلاء وليستيقظ الشرفاء، انه لا خير فينا ان خلص الى رسول الله سوء وفينا عين تطرف وقلب ينبض.اللهم بلغت فأشهد
من نوادر الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد ضرب الجيل الفريد أروع الأمثلة، وأجمل الصور في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقوا الله ما عاهدوه، من نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإعانته، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
وهذه مجموعة من المواقف والأحداث التي تكشف لنا حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنبيهم عليه الصلاة والسلام، ومدى ما قدموه من بذلٍ للأنفس والأموال والأوقات، فمن تلك المواقف الرائعة:
لما رفع كفار قريش خبيباً رضي الله عنه على الخشبة ونادوه يناشدونه: "أتحبّ أن محمد مكانك؟!. قال: لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه، فضحكوا منه" (1).
وترّس أبو دجانة يوم أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره، والنبل يقع فيه، وهو لا يتحرك(2).
ومصّ مالك الخدري جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنقاه، فقال له صلى الله عليه وسلّم: "مجه. قال: والله ما أمجّه أبداً" (3).
وقال زيد بن ثابت: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقال لي: إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى لله عليه وسلم: كيف تجدك؟!.
قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم، فقلت: يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟!.
فقال: على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام: قل له: يا رسول الله أجد ريح الجنة. وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف. وفاضت نفسه من وقته"(4).
وروت عائشة رضي الله تعالى عنه، أنه "لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألح أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم في نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووُطئ أبو بكر وضُرِب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين، ويُحرِّفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر رضي الله عنه، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون، فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشكّون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة (والده) وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار، فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، وقالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئًا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقالت: والله ما لي علم بصاحبك، فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله. فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك، قالت: نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا دنفًا، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح، وقالت: والله إن قومًا نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم، قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سالم صالح. قال: أين هو؟! قالت: في دار الأرقم، قال: فإن لله علي أن لا أذوق طعامًا ولا أشرب شرابًا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة، فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولده، وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها، عسى الله أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاها إلى الله فأسلمت"(1).
ولم يكن هذا التفاني، وذاك الحب خاصا بالرجال فحسب، بل حتى النساء ضربن أروع الأمثلة في البذل والفداء، والتضحية والعطاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهر من صدق الحب له عليه الصلاة والسلام من هن الشيء العظيم، والمواقف هي التي تكشف هذا الأمر، فمن تلك المواقف:
خرجت امرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالوا: خيراً هو بحمد الله كما تحبين! قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل" (2).
و لما قدم أبو سفيان المدينة، دخل على ابنته أم حبيبة "فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه، فقال: يا بنية، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟! "
قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس" (3).
وأخيراً: يجسد لنا عروة بن مسعود الثقفي مدى محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو الرجل الذي وفد على الكثير من الملوك، فيقول في ذلك:
"أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، على كسرى وقيصر والنجاشي، والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضٌوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدُّون إليه النظر تعظيماً له"
(4).
فيا ترى: ما موقفنا من محمد صلى الله عليه وسلم؟!.
وما مدى محبتنا له صلى الله عليه وسلم؟!.
وما مصداقية هذه المحبة؟!.
وهل لها أثر في واقع حياتنا؟! ومجريات سلوكنا؟!.
وماذا قدمنا للدفاع عن سنته، والذب عنه، ونشر سنته في العالمين؟!.
أدع الإجابة لكل قارئ ليجيب بنفسه، والله تعالى حسيبه
مواضيع مماثلة
» وفاة الرسول - على خطى الحبيب 28 - عمرو خالد
» ح 19 صلح الحديبية :: لماذا محمد ؟
» ح 7 بدء الوحي :: لماذا محمد ؟
» ح 11 عام الحزن :: لماذا محمد ؟
» ح 15 الطريق الى بدر :: لماذا محمد ؟
» ح 19 صلح الحديبية :: لماذا محمد ؟
» ح 7 بدء الوحي :: لماذا محمد ؟
» ح 11 عام الحزن :: لماذا محمد ؟
» ح 15 الطريق الى بدر :: لماذا محمد ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى