انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علمني رسول الله ان الهجرة الي الله بالقلوب والأعمال سبيلا للايمان واللقاء 268 التقي ان شاء الله 30/8/2019

اذهب الى الأسفل

علمني رسول الله ان الهجرة الي الله بالقلوب والأعمال سبيلا للايمان واللقاء 268 التقي ان شاء الله   30/8/2019 Empty علمني رسول الله ان الهجرة الي الله بالقلوب والأعمال سبيلا للايمان واللقاء 268 التقي ان شاء الله 30/8/2019

مُساهمة  الشيخ حسنى شتيوى الخميس أغسطس 29, 2019 8:01 am

علمني رسول الله
ان الهجرة
الي الله بالقلوب والأعمال
سبيلا للايمان
واللقاء 268
التقي ان شاء الله
30/8/2019
########

الحمد لله رب العالمين
•••••••••••••••••••
والعاقبة للمتقين،
ولا عدوان إلا على الظالمين،

الحمد لله
الذي لا إله إلاهو،
إله الأولين والآخرين،
وقيُّوم السماوات والأراضين،
ومالك يوم الدين
سبحانه ،

سبحانه
أحصي كل شئ عددا.
وأحاط بكل شئ علما
ووسع كل شئ رحمة وفضلا.

سبحانه
لاتراه العيون
ولاتخالطه الظنون
ولا يصفه الواصفون
يعلم
مثاقيل الجبال
ومكاييل البحار
ويعلم
عدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار.
،،،،،،،،،،،،،،،،



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له
"""""""""""""
اله
ملك فقهر ،
وتأذن
بالزيادة لمن شكر ،
وتوعد
بالعذاب من جحد وكفر ،

ذم همة السافلين
فقال تعالي
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيد
ُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً
(18)

و مدح همة المؤمنين
فقال تعالي
وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا
وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً
(19)

وترك الاختيار لكل عبدا منا
كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ
وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً)
الإسراء،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،



ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه
########
البشير النذير
السراج المزهر المنير
أعظم الأنبياء مقاما
وخيرو الأنبياء كلاما
لبنة تمامهم
ومسك ختامهم
رافع الأسرى والاغلال
الداعي الى خير الاقوال والافعال والاعمال
أرسله الله الى العباد
ففتح الله به أعينا عميا
وآذانا صما وقلوبا غلفا

انت الذي من نورك البدر اكتسى والشمس مشرقة بنور بهاكا
أنت الذي ناداك ربك مرحبا ولقد دعاك لقربه وحباك
أنت الذي لما رفعت إلى السما بك قد سمت و تزينت لسراك
ماذا يقول المادحون وما عسى أن يجمع الكتاب في معناك
صلي عليك الله يا علم الهدي ما اشتاق مشتاق إلى رؤياك..

ياخير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والاكم
نفسي الفداء لقبر انت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
اللهم صل وسلم عليك يا سيدي يا رسول الله

:::::::::::::::::::::::::

وكما تعاهدنا دائما
الموعظة قبل التذكرة
وموعظة اليوم
كلمات توقظ القلوب..!
##########
الله يقول
"وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
(133)
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"


فشمروا السواعد ؛
وارفعوا الهمم؛
فالتسابق إلى الخيرات والتنافس في الصالحات
مطلب شرعي
حيث أمر الله عز وجل به
وحث عليه
فقال:
(وسابقوا إلى مغفرة من ربكم)
وقال:
(فاستبقوا الخيرات)


فمن سبق في الدنيا
إلى الخيرات
فهو السابق في الآخرة
إلى الجنات
فالسابقون أعلى الخلق درجة.
(ابن سعدي)


(الحسن البصري)
يقول
(من نافسك في دينك فنافسه،
ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره).

فلما سمع عكاشة
رضي الله عنه
أن سبعين ألفا سيدخلون *الجنة* بغير حساب
ففهم
فأسرع فقال يا رسول الله ،
ادع الله أن أكون منهم
قال أنت منهم.
فقال آخر ادع الله أن أكون منهم
قال
*ﷺ*:
سبقك بها عكاشة.
فبين دخول الجنةبغير حساب
وبين التعرض للحساب والمساءلة
لحظة واحدة
هي التي كانت بين سؤال عكاشة
رضي الله عنه
اليقظ إلى غايته
وصاحبه.

وهكذا الطاعات
عند الله لا تضيع
فيها التسبيحة وتقدم المرء
( أو تؤخره )
نية أو لحظة
أو دعوة أو دمعة!!


وصدق الله العظيم
القائل سبحانه
﴿والسّابقون السّابقون أُولئكَ المقرَّبون﴾.
ألسَابقونَ في الدُنيا إلى ألخيراتِ ،
همُ ألسَابقونَ في ألآخرةِ إلى الجَناتْ …

أشد الناس ندماً في الآخرة هم
*المهدرون لأعمارهم*-
حتى وإن دخلوا الجنة!!
بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة *آية*
وبينهما في العلو مسيرة خمسمائة عام!!




أيها المتأخرون ،
أفيقوا
فوقفة ساعة يوم
*القيامة*
تذيب الجسم من حرها
فكيف بمن سيقف يوم القيامة كله؟!!


********

وما بعد الموعظة
إلا
التذكرة
واللقاء 268
مع علمني رسول الله
ان الهجرة
الي الله بالقلوب والأعمال
سبيلا للايمان
########

تعالوا أيها الأحبة
لنعلم
( العبرة من مرور الأيام والأعوام )
#############

يقول
الله تعالى
في محكم آياته :
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
( آل عمران 190 )

و قال تعالى :
( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
خِلْفَةً
لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا )
( الفرقان 62 )
•••••••••••••


احباب رسول الله
صلى الله عليه وسلم

مضى عام
بكل ما يحمل من
أحداث وأفراح وأحزان،
وجاء عام
لا ندري ما الله فاعل فيه .

عام كامل،
تصرَّمت أيامه
وتفرقت أوصاله،
وقد حوى بين جنبيه
حِكَماً وعبراً،
وأحداثاً وعظات،
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

فكم شقي فيه من أناس؟
وكم سعد فيه آخرون؟

وكم من طفل قد تيتم؟
وكم من امرأة قد ترملت؟

وكم من مريض قد تعافى؟
وكم من سليم في التراب قد توارى؟.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


فرأينا
أهل بيت يشيعون ميتهم،
وآخرون
يزفون عروسهم،

نعم
دار تفرح بمولود،
وأخرى تُعَزَّى بمفقود،

هنا
عناق وعبرات من شوق اللقاء،
وهنا
عبرات تهلّ من لوعة الفراق،
وهذه
آلام تنقلب أفراحاً،
وأفراح تنقلب أتراحاً.

رأينا
أحدهم يتمنى دوام يومه ليتلذذ بفرحه وغبطته وسروره،
وآخر
يتمنى انتهاء يومه ليتخلص من همومه وشروره،

أيام
تمر على أصحابها كالأعوام،
وأعوام
تمر على أصحابها كالأيام .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،

مضى عام،
وهكذا تمر الأيام
تسحب وراءها الشهور
تجر خلفها السنين
ويمر جيل بعد جيل .

فعلموا احباب رسول الله
ان
في مرور هذه الأعوام و تتابع السنين ،
و انقضاء الأيام و الليالي
عبرة و عظة .
فما هي العبرة التي نأخذها من مرور السنين وتتابع الأيام ؟

فينبغي
للمسلم الذى يرجوا الله واليوم الآخر
أن يتوقف مع نفسه وقفة لله عز وجل،
يحاسبها على ما مضى
وينظر فيما هو آتٍ،

قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
[الحشر18].

وقال
عمر بن الخطاب
رضى الله عنه:
(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،
وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم،
واستعدوا للعرض الأكبر
{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}
[الحاقة 18].

وإذا كان الأمر كذلك
فأذكر نفسي وإياكم
بحديث عظيم
من أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم –
وكل أحاديثه عظيمة -.

فقد روى الترمذي
بسند حسن صحيح
(عَنْ أَبِى بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ
قَالَ
قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم-
« لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ
عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ
وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ
وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ
وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ ».

وفي رواية للبزار
(عَنْ مُعَاذٍ ،
أَحْسَبُهُ رَفَعَهُ ،
قَالَ :
لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ ،
عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ،
وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ ،
وَعَنْ عِلْمِهِ مَا عَمِلَ بِهِ ،
وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ،
وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ).

فالعبد سيُسأل عن كل شيء
قال تعالى:

{وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}
[الصافات 24]،

وقال عز وجل:
{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *
عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[الحجر 92،93]،

وقال عز وجل:
{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُوْلَئِكَ
كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}
[الإسراء 36].

قال الفضيل بن عياض
رحمه الله:
من علم أنه لله عبدا
وأنه إليه راجع
فليعلم بأنه موقوف،
ومن علم أنه موقوف
فليعلم بأنه مسؤول،
ومن علم أنه مسؤول
فليُعِدَّ للسؤال جواباً .

نعم
سيُسأل العبد عن كل شيء،
فقد سُطِّرت
أعماله وأقواله وحركاته وسكناته وجميع أفعاله في كتابٍ
{لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا}
[الكهف49].


لذا اعود واقول
نعم
إن من اجل الأحداث التي كان لها أثرها في تاريخ الأمة الإسلامية
" الهجرة النبوية"
ذلك أن المسلمين حينما
انتقلوا من مكة إلى المدينة أصبح لهم كيان خاص ،
من أسسه العدالة والمساواة،
ورعاية الحقوق والواجبات،
والتعايش السلمي بين البشر جميعهم على اختلاف أعراقهم ولغاتهم بل وأديانهم؛

فلم تكن الهجرة هروبا
ولا انكسارا،
وإنما كانت انطلاقا وانتصارا،
كما أنها لم تكن
تأييدا ربانيا فحسب ،
ولا تخطيطا بشريا فحسب ،
بل اجتمع فيها الأمران؛
التأييد الإلهي بعنايته ورعايته ،والتخطيط البشرى متمثلا في الأخذ بالأسباب.

إن معاني الهجرة ستبقي متجددة،
وستظل دروسها خالدة
بقاء الدهر لأن الذي أذن بها ويسر السبل لها
هو المولى جل وعلا
القائل في كتابه
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)
يس82
والذي كان قائدا لهذا الحدث ،من نزل عليه قول المولى جل وعلا
( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
(المائدة 67)

والذي قام بهذه الهجرة رجال ونساء امتدحهم القرآن
وعظم أجورهم،
ورفع درجاتهم؛ قال تعالى
( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
( التوبة 100)

وان كانت الهجرة بمعنى الانتقال،
قد انتهت بفتح مكة،
لقوله صلى الله عليه وسلم
"لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ
وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ،
وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا"
(رواه البخاري)



إلا إن الهجرة إلى الله ورسوله
لا تنتهي،
إذ يقول جل وعلا
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ )
الذاريات50

ويقول سبحانه
( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا * ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ
وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا )

ويقول سبحانه
( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )
(النساء13/14)

ولقد اظهرت الهجرة لنا مجموعة من الحقائق التي لابد ان نحيا بها

- فمن حقيقة الهجرة إلى الله ورسوله،

(1)
التوبة إلى الله جل وعلا،
•••••••••••••••••••••••••••••••••
عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم "
لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ،
وَلَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا "
(رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالدَّارِمِيُّ )


فمن فضل الله تعالى
انه يقبل التوبة عن عبادة ويعفو عن السيئات
قال تعالى
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ
وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ
وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )
(الشورى25)


ويبسط يده ليتوب إليه من أساء،
قال تعالى
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ
أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا )
(النساء27)


وعن أبي مُوسى
عَبْدِ اللَّهِ بنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيِّ، رضِي الله عنه، عن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ:
إِن الله تَعَالَى
يبْسُطُ يدهُ بِاللَّيْلِ ليتُوب مُسيءُ النَّهَارِ،
وَيبْسُطُ يَدهُ بالنَّهَارِ ليَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ
حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مغْرِبِها"
( رواه مسلم)

بل من فضله ورحمته وكرمه
انه يفرح بتوبة عبده إليه
فعن انس ابن مالك قَالَ :
قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ ، فَلَاةٍ
فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَأَيِسَ مِنْهَا ،
فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ ، إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا " ،
ثُمَّ قَالَ :
" مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ
اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ
أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ "
( رواه مسلم )

و هاهو إمام التائبين وسيد المستغفرين صلى الله عليه وسلم ،
يقول كما في صحيح مسلم
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ ،
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ،
فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّة"

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ ،
قَالَ :
" إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "
رواه أبو داود

فاللبيب من يلزم التوبة إلى الله جل وعلا ففيها الفلاح،
قال تعالى
(‏‏وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
(النور31‏).



(2)
- ومن حقيقة الهجرة إلى الله ورسوله،
هجر
الخطايا والذنوب على اختلاف صورها وألوانها،
قولا كانت أو عملا؛
############

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَال
َ " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ،
وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ "
(رواه البخاري)


وفى رواية لغير البخاري
" الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ،
وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ
مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ "


وعَنْ أُمِّ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا
أَنَّهَا قَالتْ :
يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِينِي ،
قَالَ :
" اهْجُرِي المَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ ،
وَحَافِظِي عَلى الفَرَائِضِ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْجِهَادِ ،
وَأَكْثِري مِنْ ذِكْرِ اللهِ ، فَإِنَّكِ لا تَأْتِينَّ اللهَ بِشَيْءٍ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِه




ِ " وعن فَضَالَة بْن عُبَيْدٍ ،
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ
بِالْمُؤْمِنِ؟
مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ،
وَالْمُسْلِمُ
مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ،
وَالْمُجَاهِدُ
مَنْ جَاهَدَ
نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ،
وَالْمُهَاجِرُ
مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ "
(رواه احمد وبن حبان والحاكم وغيرهم )



وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أَنَّ رَجُلً
ا قَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ
" أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ ".




(3)
- ومن حقيقة الهجرة
إلى الله ورسوله،
أن يستحى العبد
من الله جل وعلا،
#########
فقد قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ،
قَالَ:
قُلْنَا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ،
قَال
َ" لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ
أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى،
وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى،
وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى،
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا،
فَمَنْ فَعَلَ ذَلِك
َ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ
حَقَّ الْحَيَاءِ "
( رواه الترمذي)




(4)
- ومن حقيقة الهجرة
إلى الله ورسوله
الاستجابة لله ولرسوله
##########
فهي سر السعادة والفوز والفلاح
يقول سبحانه
(يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ
إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبِهِ
وأَنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
(الأنفال24)


فمن أراد إجابة الدعاء
فعليه بالاستجابة لله ورسوله
قال تعالى
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا
لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
(البقرة 186)


ومن أراد مغفرة للذنوب
فعليه بالاستجابة لله ولرسوله ، قال تعالى حكاية عن الجن
(يا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ
وَآمِنُوا بِهِ
يَغْفِرْ
لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ
وَيُجِرْكُم
مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
(الاحقاف31)


ومن أراد الفوز بالجنة فعليه بالاستجابة لله ولرسوله
قال تعالى
﴿ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى )
الرعد18





(5)
ومن حقيقة الهجرة
هجرة الأخلاق الذميمة
إلى الأخلاق الحميدة
على اختلاف صورها؛
#########

فقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم
" اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ ،
وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ،
وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "

وان أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا
كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم ،
فخيرية العبد لا تقاس
بصلاته وصيامه فحسب،
بل لا بد من النظر في أخلاقه وشيمه ،

فقد قال
صلى الله عليه وسلم
" خياركم أحاسنكم أخلاقًا "
( متفق عليه)


ويقول
صلى الله عليه وسلم
" إِنَّ الْمُؤْمِن
َ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ"
(رواه أبو داود )


وإذا سألت من اقرب الناس مجلسا
من الرسول صلى الله عليه وسلم
يوم القيامة لوجدت أن أحسن الناس أخلاقا هم اقرب مجلسا إلى الرسول وأحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم،
فقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا"
(رواه الترمذي) ،


وفى مقابل ذلك
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ :
أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟
قَالُوا :
الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ
وَلَا مَتَاعَ ،
فَقَالَ :
" إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
بِصَلَاةٍ ، وَصِيَامٍ ، وَزَكَاةٍ ،
وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ،
وَقَذَفَ هَذَا ،
وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ،
وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ،
وَضَرَبَ هَذَا ،
فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ،
وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ،
فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْه
ِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ ،
فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ
ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " .


فالأخلاق الحسنة
هي شعار المؤمنين،
وحلية المحسنين،
وسبب لطيب الحياة
والفوز والفلاح والسعادة
وعلو الدرجات في الدارين، وهي زينة المؤمن في الدنيا، وسبب دخول الجنة في الآخرة فقد قال
صلى الله عليه وسلم
" إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ يَحْسُنُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ
حُسْنُ خُلُقِهِ الْجَنَّةَ،
وَيَسُوءُ خُلُقُهُ
حَتَّى يُدْخِلَهُ سُوءُ خُلُقِهِ النَّارَ"
(شعب الإيمان للبيهقي)



(6)
ومن حقيقة الهجرة
يقظة الضمير
#########
فالضمير اليقظ من شانه أن يدفع الإنسان نحو الطريق القويم والعمل الراشد ،
قال تعالى
( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا *
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)
الشمس ⅞

و الضمير اليقظ
من شأنه أن يدفع العبد نحو فعل الخيرات ،
وترك المنكرات
وحب الصالحات ؛
ومن ثم كانت عناية الإسلام بيقظة الضمائر
, فلقد حث
المصطفى صلى الله عليه وسلم على إيقاظ الضمائر الإنسانية
و صحوتها
ومراقبة الله عز وجل
في الحركات والسكنات ،
أمام الناس وفى الظلمات ؛
فقد مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَام
ٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا ،
فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا ،
فَقَالَ :
" مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ " ،
قَالَ :
أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
قَالَ :
" أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ
، مَنْ غَشَّ ، فَلَيْسَ مِنِّي "
( رواه مسلم)

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ,
قَالَ :
إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
َ فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا ,
فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ , فَزَجَرُوهُ , قَالُوا : مَهْ مَهْ ,
فَقَالَ :
" ادْنُهْ " , فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا ,
قَالَ : فَجَلَسَ ,
قَالَ :
" أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ ؟ " ,
قَالَ :
لَا وَاللَّهِ , جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ,
قَالَ :
" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ "
, قَالَ : " أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ ؟ " ,
قَالَ :
لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ,
قَالَ :
" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ,
قَالَ :
أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ ؟ " ,
قَالَ :
لَا وَاللَّهِ , جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ
, قَالَ :
" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ ,
قَال :
أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ؟ "
, قَالَ :
لَا وَاللَّهِ , جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ,
قَالَ :
" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ,
قَالَ :
أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ؟ " ,
قَالَ :
لَا وَاللَّهِ , جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ,
قَالَ :
" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ ,
قَالَ :
فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ,
وَقَالَ : "
اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ ,
وَطَهِّرْ قَلْبَهُ ,
وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " ,
فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ "
( رواه احمد)



الخطبة الثانية
#####
(7)
ومن حقيقة الهجرة إلى الله ورسوله
الأخذ بسنة النبي
صلى الله عليه وسلم
والاهتداء بهديه،
##########
قال تعالى
( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
الاحزاب21

•••••••••••••
إمام المرسلين فداك روحي
وأرواح الأئمة والدعاة

رسول العالمين فداك عرضي
وأعراض الأحبة والتقاة

ويا تاج التقى تفديك نفسي
ونفس أولي الرئاسة والولاة

فعرضك عرضنا ورؤاك فينا
بمنزلة الشهادة والصلاة

ولو سفكت دمانا ودماء ابنائنا وأزواجنا
ما قضينا وفاءك والحقوق الواجبات
،،،،،،،




(Cool
كما أن من حقيقة الهجرة إلى الله تعالى،ا
لهجرة من الكسل والخمول
إلى السعي والكسب والعمل؛
###########
فقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم
" كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ"
"او ان يعول"
وفى المقابل
يقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ
إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا
حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ "
( رواه البخاري)


ومن ذلك كانت دعوة النبي
صلى الله عليه وسلم
إلى العمل والكسب
فقال
" إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَفي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ،
فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا؛ فَلْيَغْرِسْها

" ويقول سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه"
إني لأمقت الرجل
أن أراه فارغا ليس في شي من عمل الدنيا
ولا عمل الآخرة "

غير أن هذا الكسب هو باب الإنفاق وقضاء الحاجات
طمعا في رضا الرحمن،

والرسول صلى الله عليه وسلم
يقول
" أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ "

فالإسلام دين يدعو الناس
ويحثهم على عمارة دنياهم وأخراهم على السواء، ففي الاهتمام بالعاجلة وإغفال الآجلة أو العكس بعد عن التوازن وشرود، وإعراض عن المنهج السوي وصدود، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يعمر دنياه وأخراه، فما أكثر ما كان يدعو بهذا الدعاء القرآني الكريم
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(البقرة201)

وكان من دعائه أيضا
" وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي،
وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي "
(رواه مسلم)

لقد استقبلنا بالأمس القريب هذا العام الهجري
وها نحن في هذه الأيام نودعه،
فالأيام تمر
والأعوام تمر،
تدنى الإنسان من اجله
فالفطن يعلم
أن أنفاسه محدودة
وأيامه معدودة،
وهو مسئول عنها أمام الله تعالى فيقضي هذا العمر في طاعة وعبادة يغتنمه في الخير،
يهاجر فيه إلى الله ورسوله بفعل الصالحات
والبعد عن السيئات،
يسارع فيه الى الطاعات،
فقد قال تعالى
(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )
(آل عمران 133)

يغتنم وقته قبل العوائق والعوارض ،
فالصحة يفجؤها السقم،
والقوة يعتريها الوهن،
والشباب يعقبه الهرم،
فقد قال
صلى الله عليه وسلم
" بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا:
هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا،
أَوْ غِنًى مُطْغِيًا،
أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا،
أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا،
أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا،
أَوْ الدَّجَّالَ؛
فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ،
أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ"،


وقال أيضا
" اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ :
شَبَابُكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ،
وَصِحَّتُكَ قَبْلَ سِقَمِكَ ،
وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ،
وَفَرَاغُكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ،
وَحَيَاتُكَ قَبْلَ مَوْتِكَ "

فخذوا من
شبابكم لهرمكم ،
و من صحتكم لمرضكم ،
ومن غناكم لفقركم ،
ومن فراغكم لشغلكم،
ومن حياتكم لموتكم .








الشيخ حسنى شتيوى
الشيخ حسنى شتيوى
Admin
Admin

عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» علمني رسول الله سامح ليسامحك الله واعفوا عن خلقه ليعفوا عنك الله وارحم عباده يرحمك الله واللقاء 255 التقي 28/6/2019 ان شاء الله
» علمني رسول الله واللقاء 244 ان الله حذر كل راع فقال {{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مسؤولونَ }} التقي ان شاء الله 5/4/2019
» علمني رسول الله ان الصحبة سبيل النجاة واللقاء 267 التقي ان شاء الله 22/8/2019 إن شاء الله
» علمني رسول الله كيف يكون استقبال شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران واللقاء 248 التقي ان شاء الله 10/5/2019
» علمني رسول الله ان الشهيد من ربه قريب واللقاء 273 التقي ان شاء الله 4/10/2019

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى