انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء269 كيف نفز بتأييد الله في رحلة بناء النفس والوطن التقي ان شاء الله 6/2019

اذهب الى الأسفل

 علمني  رسول الله صلى الله عليه وسلم  واللقاء269 كيف نفز بتأييد الله في رحلة بناء النفس والوطن التقي ان شاء الله  6/2019 Empty علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء269 كيف نفز بتأييد الله في رحلة بناء النفس والوطن التقي ان شاء الله 6/2019

مُساهمة  الشيخ حسنى شتيوى الخميس سبتمبر 05, 2019 5:04 am


علمني
رسول الله صلى الله عليه وسلم
واللقاء269
كيف نفز بتأييد الله
في رحلة بناء النفس والوطن
التقي ان شاء الله
6/2019
•••••••••••••••••••••••••••••••••••

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪرب العالمين
الحمد لله
ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ
••••••••••••••••••
ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ
ﺻﻠﺼﺎﻝ ﻛﺎﻟﻔﺨﺎﺭ

ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺠﺎﻥ ﻣﻦ
ﻣﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ،
,,,,
ﺃﺭﺳﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ
ﻭﺃﺟﺮﻯ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ

ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻐﻴﺚ
ﻭﺃﻧﺒﺖ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ سبحانه ،
,,,,,
سبحانه
ﺳﺨﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻔُﻠﻚ
ﻭﻣﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﻣﻮﺍج ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ

سبحانه
ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻭﻗﻠﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
,,,,

ﺻﻮﺭﻧﺎ سبحانه
ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺻﻮﺭﻧﺎ،
ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ﻭﺍﻷﺑﺼﺎﺭ

قال وهو
أعظم من قال
﴿ ﻭَﺇِﻥْ ﺗَﻌُﺪُّﻭﺍ ﻧِﻌْﻤَﺖَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟَﺎ ﺗُﺤْﺼُﻮﻫَﺎ
ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥَ ﻟَﻈَﻠُﻮﻡٌ ﻛَﻔَّﺎﺭٌ ﴾
‏[ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ : 34 ‏]
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪



ونشهد ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
وحده لا شريك له
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ
ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ
،،،،،

ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲﺀ،
ﻓﻼ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺗﻪ
ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
،،،،،،،

ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ،
ﻓﻼ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ
ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ

ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ
ﻓﻼ ﺗﺤﺠﺐ ﺭﺅﻳﺘَﻪ
ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺭ

ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ

ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ
ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ؛
ﻓﻼ ﻫﺮﻭﺏ ﻭﻻ ﻓﺮﺍﺭ

ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻧﺎﺩﻡ
ﻗﺪ ﺃﺛﻘﻠﺘﻪ ﺍﻷﻭﺯﺍﺭ

ﻭﺍﻟﺒﺎﺳﻂ
ﻛﻒ ﺭﺣﻤﺘﻪ
ﻟﻠﻤﺴﺘﻐﻔﺮﻳﻦ ﺑﺎﻷﺳﺤﺎﺭ،

ﻭﻤﺒﺸِّﺮ ﻟﻠﻄﺎﺋﻌﻴﻦ
ﺑﻌُﻘﺒﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ

،،،،،،،،،




ﻭنشهد ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﻋﺒﺪﻩ
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ
ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ
••••••••••••••••••••••••



ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻫﺪ
ﻓﺎﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺑﺘﺎﺭ،

ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺎﻟﻢ
ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻧﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭ


ﺇﺫﺍ ﺳﺌﻞ ﺷﻴﺌﺎ
ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ،

ﺇﺫﺍ ﺳﻜﺖ
ﻋﻼﻩ ﺍﻟﺒﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ


ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ
ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﻧﻮﺭ
ﻛﻨﻮﺭ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻗﺖ ﺍﻹﺳﻔﺎﺭ


ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺒﺴَّﻢ
ﺃﺷﺮﻕ ﻭﺟﻬﻪ ﻛﺸﺮﻭﻕ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ


ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻕ
ﻓﺎﻟﺮﻳﺢ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ
ﺃﺭﻳﺞ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻭﺍﻷﺯﻫﺎﺭ،

ﻭﺇﺫﺍ ﻧﺎﻡ
ﻓﺎﻟﺤﺮﺱ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺃﻃﻬﺎﺭ


ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ
ﺳﻠَّﻤَﺖْ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ


ﻭﺇﺫﺍ ﺭﻛﺐ
ﺳﻌَﺖِ ﺍﻟﺮﻛﺎﺋﺐ اليه
ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﻝ ﻭﺍﻓﺘﺨﺎﺭ،

ﻭﺇﺫﺍ ﺟﻠﺲ
ﺍﻧﺤﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﻟﺘُﻈِﻠَّﻪ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ
،،،،،،،،،،،،
••••••••••••••••••••



إمام المرسلين
فداك روحي
وأرواح الأئمة والدعاة

رسول العالمين
فداك عرضي
وأعراض الأحبة والتقاة

ويا تاج التقى
تفديك نفسي
ونفس أولي الرئاسة والولاة

فعرضك عرضنا
ورؤاك فينا
بمنزلة الشهادة والصلاة

ولو سفكت دمانا
ودماء ابنائنا وأزواجنا
ما قضينا وفاءك والحقوق الواجبات
،،،،،،،،،،،،،

‏شَرفُ اللسانِ بذكرِ أحمدَسيِّدي
فَبذِكره نُكفى الهمُومُ ونَهتَدي
وحَبيبنا أوصى، فهيّا ردِّدوا
يَارب صلِّ على الحبيب محمدِ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠِّﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ
ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ،
ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻬﺎ
ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ
●●●●●●●●●



موعظة قبل التذكرة
إنها الدنيا
فأحذروها.
•••••••••••••
مرة اخرى ايه الاحبة
أقول
تمر بنا الأيام والليالي
يومًا بعد يوم
وليلة بعد ليلة
فيبلى الجديد
ويقرب البعيد
وكل يوم يظهر في الحياة شأن جديد.


أيام تمر
وليال تتكرر
وأجيال تتعاقب
فهذا مقبل
وهذا مدبر
وكلنا إلى الله سبحانه وتعالى
سائر.
،،،،،،،،،،،،،،،،،


كان خليد العصري
رحمه الله
يقول
كلنا قد أيقن
بالموت وما نرى له مستعدًا،
وكلنا قد أيقن
بالجنة وما نرى لها عاملًا ،
وكلنا قد أيقن
بالنار وما نرى لها خائفًا،
فعلام تُعرِّجون
وماذا عسيتم تنتظرون ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


فهذا الموت
أول وارد عليكم من الله بخير أو بشر،
فيا إخوتاه
سيروا إلى ربكم سيرًا جميلاً .
فكل حي سيفنى
وكل جديد سيبلى
وكل شيء سينتهي
﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ *
وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ
ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾
[الرحمن: 26، 27]

فما هي إلا لحظة واحدة
في غمضة عين أو لمحة بصر
يبدل الله من حال إلى حال
وتخرج الروح إلى بارئها
فإذا العبد في عداد الموتى.



هذه هي الحقيقة الكبرى
التي لا مفر منها
ولا مهرب عنها
مهما طال الزمان أو قصر
﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ
فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ
ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
[الجمعة: 8]

إنه ملاقيكم في أي مكان تكون سيأتيكم
﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ
وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾
[النساء: 78]
،،،،،،،،،،،،

فإلى الله نشكو
قسوة قد عمت
وغفلة قد طمت
وأيامًا أضعناها قد انتهت وطويت.
•••••••••••
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


وصدق من انشد يوما
قائلا
تزود من الدنيا فإنك لا تدري
إذا جنَ ليلُ هل تعيشَ إلى الفجرِ
****
فكم من صحيحٍ مات من غيرِ علةٍ
وكم من سقيمٍ عاش حينًا من الدهرِ
****
وكم من صغارٍ يرتجى طولَ عمرِهم
وقد أُدخلت أجسادُهم ظُلمةَ القبرِ
****
وكم من عروسٍ زينوها لزوجِها
وقد نُسجت أكفانُها وهي لا تدري
••••••••••••••




هذه هي الدنيا
من عاش فيها مات
ومن مات فات
وكل ما هو آت آت
﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ﴾ [العنكبوت: 5]


يقول النبي -
صلى الله عليه وسلم -
"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه"



كان عمر
رضي الله عنه
يردد دائمًا ويقول:
كل يوم يقولون مات فلان ومات فلان
وسيأتي يوم
وسيقولون مات عمر



وقال
عمر بن عبد العزيز
رحمه الله
لعالم من العلماء:
عظني،
فقال له:
لست أول خليفة تموت
قال: زدني
قال:
ليس من آبائك أحد إلى آدم إلا ذاق الموت وسيأتي دورك يا عمر..
وسيأتي دورك يا عمر..
فبكى عمر رحمه الله وخرَّ مغشيًا عليه.



هذه هي
حقيقة هذه الدار التي سماها الله سبحانه وتعالى متاع الغرور
فحياتها عناء
ونعيمها ابتلاء
وملكها فناء
العمر فيها قصير
والخطر المحدق كبير

والمرء فيها
بين حالين:
حال قد مضى وسُطر وانقضى
وأجل قد بقي
لا ندري ما الله سبحانه وتعالى قاض لنا فيه
﴿ يَا قَوْمِ
إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ
وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾
[غافر: 39]

﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ
وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى
وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾
[النساء: 77]

﴿ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ
فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾
[التوبة: 38]

﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ
فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا
وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى
أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾
[القصص: 60]

عباد الله:
ليلتان اثنتان
يجب على كل واحد منا
أن يحفر لهما في ذاكرته
وأن يجعلهما نصب عينيه
ليلة في بيته
منعمًا سعيدًا مع أهله وأطفاله
في صحة جيدة وعيش رغيد
فاغتنموها بالإكثار من الطاعات
وليلة تليها
حل فيها الضعف محل القوة
والحزن محل الفرح
والسكرات محل الضحكات
فاكنزوا لها من دنياكم الحسنات.
فلا القوة تنفع القوي
ولا الذكاء ينفع الذكي
ولا المال ينفع الغني
يقول الله
سبحانه وتعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ *
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ
فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ
أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ *
لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾
[الحشر: 18 - 20].

وقال سبحانه
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ *
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ
فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ
لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾
[فاطر: 5، 6].



الدنيا
سريعة الفَناء
قريبة الانقضاء
تعِدُ بالبقاء ثم تخلفُ في الوفاء
تنظر إليها فتراها ساكنة مستقرَّة
وهي تسير سيرًا عنيفًا
وترحل ارتحالًا سريعًا
ولكنَّ الناظرَ إليها قد لا يحس بحركتها
فيطمئن إليها
ولا يشعر بسرعتها إلا عند انقضائها
يقول الله
سبحانه وتعالى -:
﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ
مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ
اسمعوا يرحمكم الله
حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ
زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا
أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا
فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا
كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
[يونس: 24].

يقول النبي -
صلى الله عليه وسلم -
"الدنيا ملعونة ملعون ما فيها
إلا ذكر الله وما والاه
وعالم أو متعلم".

●●●●●●●●●●



وما بعد الموعظة إلا التذكرة
وتذكرة اليوم مع
علمني
رسول الله صلى الله عليه وسلم
واللقاء 269
كيف نفوز بتأييد الله
في رحلة بناء النفس والوطن
##########

فنحن
مازلنا مع المعلم الأعظم
الذي يعلمنا دروسا لاتعد ولاتحصى
ومن أجل وأعلى الدروس
كن لله عبدا شاكرا راضيا
يكن لك ربا حافظا وناصرا
ولنا في حبيبنا الأسوة والقدوة.
:::::::::::::::::::::::::::::::

صورة من القرأن
فيها من الدروس والعبر الربانية
من الله عز وجل لعباده
حتى يعلموا
مدى قدرة الله عز وجل
ولكن لمن الحفظ والتمكين
والإجابة
من كتاب رب العالمين
"الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ
ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ
(172)
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)"

وهذه صوره اخرة
من صور الضلال
لمن اردا أن يطفئ نور الله عز وجل
وهذا هو
ابرهة الاشرم
بجيشه وبفيله
الذين ارادوا هدم الكعبه
انظروا الى قدرة الله
وعظمته
فإن الله أنزل القرآن الكريم
لتدبره والعمل به،
فقال سبحانه:
﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾

ومن سور القرآن الكريم
التي تتكرر على أسماعنا
ونحن بحاجة إلى تدبرها
ومعرفة ما فيها من الحكم والفوائد الجليلة
سورة الفيل.
قَالَ تَعَالَى:
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل *
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيل *
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيل *
تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيل *
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُول ﴾ ....
قَولُهُ تَعَالَى:
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل ﴾
قال ابن كثير رحمه الله:
"هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش
فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل،
الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة
ومحو أثرها من الوجود
فأبادهم الله،
وأرغم آنافهم،
وخيب سعيهم،
وأضل عملهم،
وردهم بشر خيبة،


::::::::::::::::::::
وكما حفظ الرب العلي
البيت الأبي
حفظ الحبيب النبي(ص)
نعيش معكم
لنستلهم من وحي الهجرة المباركة
الدروس والعبر
ولنسقط أحداثها على واقع الأمة الأليم؛
لعلنا نعود إلى جادة الطريق؛

فالهجرة لم تكن
حدثا عاديا
بل كانت ملحمة
بين أهل الإيمان وأهل الكفر والطغيان،
الهجرة كانت وما زالت
سراجا يضيء للأمة لتنكشف به الغمة،
الهجرة كانت
معونة وتأييدا من الله -تعالى-
لنبيه -صلى الله عليه وسلم-،
الهجرة كانت نصرا وانتصارا
وفتحا مبينا لإقامة المدينة الفاضلة،
مدينة الإيمان،
مدينة الأمن،
مدينة الرحمة،
مدينة الأخلاق،

هيا لنشنف الآذان ببعض
صور التأييد
وكيفية الوصول إلى تأييد الله -
تعالى- لنا.
••••••••••••


أنواع التأييد:
واعلم زادك الله علما:
أن التأييد على
نوعين:

أحدهما:
ما يحصل من غير واسطة أسباب معتادة:
كتأييد الله لنبيه -
صلى الله عليه وسلم-
بالمعجزات كانشقاق القمر
ونصره بالرعب.

والثاني:
ما يحصلُ بواسطة أسباب
معتادة
الملائكة والمؤمنين؛

والتأيد
أما الذي يكون بالأسباب الباطنة
فهو المراد بقوله:
(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ)
[الأنفال: 62]؛
لأن أسبابه باطنة بغير وسائط معلومة وأما الذي يكون بالأسباب الظاهرة
فهو المراد بقوله:
(وَبِالْمُؤْمِنِينَ)؛

لأن أسبابه ظاهرة بوسائط وهم المؤمنون والله -سبحانه وتعالى-
هو مسبب الأسباب
وهو الذي أقامهم لنصره
ثم بيَّن كيف أيده بالمؤمنين
فقال تعالى:
(أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ
إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
[الأنفال: 63].

آيات التأييد في القرآن الكريم؛
واعلم بارك الله فيك-
أن آيات التأييد في القران الكريم تسع آيات نذكر منها ان
الله أيد الرسول
بنصره
وبالمؤمنين:
(وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ
هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)

الله أيد المؤمنين المستضعفين بنصره:
(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

الله هو
الذي أيد المؤمنين
من بني إسرائيل:
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ).

الله هو
من أنزل سكينته والرسول في الغار
وأيده
بجنود لا يراها الناس،
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ
إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى
وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا
وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

الله يؤيد
بنصره من يشاء:
(قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا
فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ
يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ
وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ).


فهيا معا سويا
لنري
صورا من حفظ الله
لنبيه في رحلة الهجرة
••••••••••••••••••••
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ
وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}،
وفي رحلة الهجرة النبوية الشريفة
تسارعت جنود الله
لتأييد النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
وصاحبه
في تلك الرحلة المباركة،
وهو ما ينبهنا إلى أن التوكل على الله
بعد الأخذ بالأسباب
سببًا في تأييد الله لعباده المخلصين.



أولا:
أيده الله -تعالى-
نبيه-
صلى الله عليه وسلم–
إذ جاءه جبريل -عليه السلام- بالوحي من الله -تعالى-
يخبره بالمؤمرة التي حاكها كفار مكة ضده جاء في الحديث
فأتى جبريل -عليه السلام-
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فقال:
“لا تبت هذه الليلة على فراشك
الذي كنت تبيت عليه".
فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبون عليه،
فلما رأى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -مكانهم
فقال
لعلي بن أبي طالب،
نم على فراشي، وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه
"فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم“
، وكان رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -
ينام في برده ذلك إذا نام.
(الصحيح من أحاديث السيرة النبوية (ص: 141) تهذيب سيرة ابن هشام ص 112).
وقد صور الله -
تعالى-
لنا ذلك المشهد
بقوله تعالي:
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا
لِيُثْبِتُوكَ
أَوْ يَقْتُلُوكَ
أَوْ يُخْرِجُوكَ
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ
وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
,,,,,,,,,,,



ثانيا:
(2)
عمى أعين المتربصين
من بين تلك المعجزات
خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسط الكفار
ليبدأ رحلة الهجرة دون أن يروه،
فلما بدأت دعوة الإسلام في الانتشار وازداد عدد المؤمنين
اجتمعت قبائل مكة
ليضعوا حدًا لهذا الدين الجديد،
واتفقوا على أن
يأخذوا من كل قبيله شاب
وينتظروا النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
ليلًا حتى
يقتلوه ويضربوه بالسيف ضربة رجل واحد فيتفرق دمه –
بأبي هو وأمي-
بين القبائل.

ووافق هذا اليوم
يوم الهجرة،
فلما كانت عتمة من الليل
أي الثلث الأول
اجتمعوا على باب النبي
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يرصدونه
حتى ينام
فيضربوه بالسيوف،
فلما رأى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
مكانهم
وعلم ما يكون منهم
قال
لعلي بن أبي طالب:
نم على فراشي
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ينام في برده ذلك إذا نام.

ثم خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم
واخترق صفوفهم
وأخذ حفنة من تراب
فجعل يذره على رؤوسهم
وقد أخذ الله على أبصارهم عنه
فلا يرونه
وهو تلو هذه الآيات:
{يس والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم}،
إلى قوله:
{وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون}،
ولم يبق منهم رجل
إلا وضع على رأسه تراباً.

ومضى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
إلى بيت أبي بكر
فخرجا من خوخة
في دار أبي بكر ليلاً
حتى لحقا
بغار ثور في اتجاه اليمن،
فأتاهم آت لم يكن معهم
فقال:
ما تنتظرون ههنا؟
قالوا: محمداً
فقال:
خبتم وخسرتم
والله قد خرج عليكم محمد
ثم ما ترك منكم رجلاً إلا وقد وضع على رأسه تراباً.
•••••••••••••




ثالثا
حماية الله -تعالى
لنبيه
صلى الله عليه وسلم
وصاحبه أبي بكر
رضي الله عنه
في الغار
وصل المشركون إلى الغار،
ورأى سيدنا أبو بكر -
رضي الله عنه -
أقدامهم
فقال:
“يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه أبصرنا“،
والرسول يهدئ من روع أبي بكر
ويقول:
“يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟
لا تحزن إن الله معنا”
( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ
إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ
إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا
فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى
وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا
وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
[التوبة:40].
لقد كان رسول الله في ثقة تامة
بالله -عز وجل-
وكيف لا وهو
لم يهمل سببا من الأسباب،
ولم يقصر في أمر يستطيعه،
وأكثر من هذا
فقد كان خروجه بأمر الله،
والله -تبارك وتعالى -
لا يضيع نبيه أبدا؛
لهذا كان الرسول يخاطب أبا بكر
وهو موقن أن الله لن يضيعهما
ولابد أن يرد عنهما عدوهما،
وقد كان.
أخذ الله -تعالى-
أبصارهم فأعماها عن رؤية النبي -
صلى الله عليه وسلم-
كما أعمى قلوبهم عن رؤية الهداية والنور الذي جاء به صلى الله عليه وسلم-
,,,,,,,,




رابعا ـ
سراقة بن مالك –
رضي الله عنه-
وتأييد الله -
تعالى- لنبيه بسراقة
قصة سُراقة بن مالك
ارتحل النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه
بعد ما مالت الشمس
وكانت قريش قد رصدت
مئتي ناقة لمن يقبض عليهما،
فطمع
سراقة ابن مالك في المكافئة
وخرج في أثر النبي وصاحبه
حتى أدركهما،
وأوشك أن يقبض عليهما،
فدعا عليه النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: :
"اللهم أكفنيه بما شئت ..
اللهم اصرعه عنا".

وما أن انتهى النبي من دعائه
حتى غاصت قدما فرس سراقة في الصخر، فقال سراقة:
إني أراكما قد دعوتما عليَّ،
فادعوَا لي،
فالله لكما أن أرد عنكما الطلب
واضلل الناس عنكم،
فعفا عنه النبي
ووعده بسواري كسرى مكافئة له عند فتح فارس.

ولما عاد سراقة
قال له أبو جهل:
إنه بلغنى أنك كذاب، وجدتهم وتركتهم.
قال سُراقة:
ياأبا الحكم:

لو كنت شاهداً لأمر جوادى ..
إذ تسيخ قوائمه

لعلمتُ ولم تشك بأن محمداً ..
رسول من الله فمن يقاومه

ومرت الأيام
وأسلم سراقة بعد فتح مكّة وحنين،
وفتحت بلاد فارس
وجاءت الغنائم
في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ، فأعطاه عمر سواري كسرى
تنفيذًا
لوعد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم.
••••••••••••••••


خامسا
(5)
شاة أم معبد
يقال إن
حادثة شاة أم معبد
من أعظم المعجزات التي وقعت في الهجرة، فحدث أن مر
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
في طريقه الى المدينة
هو وصاحبه على
أم معبد الخزعية،
فسألوا
تمرًا ولحمًا ليشتروه،
فلم يكن عندها شيء من ذلك،
فارادوا الاستضافة:
فقالت
ما عندنا طعام وشراب،
إلا شاة هزيلة
خلفها الجهد عن الغنم.
فقال-
عليه الصلاة والسلام
وعلى آله:
” هل بها من لبن؟”
قالت:
هي أجهد من ذلك وجف ضرعها.
قال:
” أتأذنين في أن أحلبها؟”،
قالت:
نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها.

ودعا الرسول-
صلى الله عليه وآله وسلم-
الله
ومسح ضرعها
وقال:
” اللهم بارك في شاتها
فتفاجت
ودرت لبنًت،
فدعا رسول الله-
صلى الله عليه وآله وسلم-
بإناء لها
فحلب فيه حتى امتلأ،
فسقاها فشربت حتى رويت،
ثم سقى صاحبه حتى ارتوا،
ثم شرب الحبيب
صلى الله عليه وآله وسلم
وقال:
” ساقي القوم آخرهم شربا “
فشربوا جميعا،
ثم انطلقوا.
•••••••••••
(6)
قصة
بريدة بن الحصيب في الهجرة

لم يُعَكِّر صفو الرحلة المباركة في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
بعد أن خرج من خيمة أم معبد
وموقفه مع سراقة بن مالك
شيءٌ
إلى أن اقترب
رسول الله صلى الله عليه وسلم
من المدينة المنورة؛
ففوجئ
برجل اسمه
بريدة بن الحصيب،
زعيم قبيلة أسلم،
قد خرج له في سبعين من قومه يُريد الإمساك بالرسول
صلى الله عليه وسلم وأصحابه
ليحصل على
مكافأة قريش الكبيرة،
فكان هذا الموقف النادر!

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،
عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم
لاَ يَتَطَيَّرُ،
وَلَكِنْ يَتَفَاءَلُ
قَالَ:
فَكَانَتْ قُرَيْشٌ جَعَلَتْ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ،
لِمَنْ يَأْخُذُ نَبِيَّ اللهِ
صلى الله عليه وسلم
فَيَرُدَّهُ عَلَيْهِمْ؛
حَيْثُ تَوَجَّهَ إِلَى الْمَدِينَةِ،
فَأَقْبَلَ بُرَيْدَةُ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا
مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ بَنِي سَهْمٍ
فَتَلَقَّوْا نَبِيَّ اللهِ
صلى الله عليه وسلم لَيْلاً.

فَقَالَ لَهُ
النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم:
“مَنْ أَنْتَ؟”
قَالَ:
أَنَا بُرَيْدَةُ.
فَالْتَفَتَ إِلَى أبي بكر رضي الله عنه،
فَقَالَ: “يَا أَبَا بَكْرٍ،
بَرُدَ[1] أَمْرُنَا وَصَلُحَ“.
قَالَ:
“ثُمَّ مِمَّنْ؟“
قَالَ: مِنْ أَسْلَمَ.
قَالَ: “سَلِمْتَ“.
قَالَ: “
ثُمَّ مِمَّنْ؟”
قَالَ:
مِنْ بَنِي سَهْمٍ.
قَالَ:
“خَرَجَ سَهْمُكَ [2]“.

فَقَالَ
لِلنَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم:
فَمَنْ أَنْتَ؟
قَالَ:
“مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رَسُولُ اللهِ“.
قَالَ بُرَيْدَةُ:
“أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ”.

قَالَ:
فَأَسْلَمَ بُرَيْدَةُ،
وَأَسْلَمَ الَّذِينَ مَعَهُ جَمِيعًا،
فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ،
قَالَ لِلنَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم:
لاَ تَدْخُلِ الْمَدِينَةَ إِلاَّ وَمَعَكَ لِوَاءٌ.
قَالَ:
فَحَلَّ عِمَامَتَهُ، ثُمَّ شَدَّهَا فِي رُمْحٍ،
ثُمَّ مَشَى بَيْنَ يَدَيْهِ
حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ[3].
,,,,,,, ,


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين،
والعاقبة للمتقين،
ولا عدوان إلا على الظالمين،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.
,,,,,,,,



وهنا نأتي الي
السؤال الأهم اليوم
وثمرة هذا اللقاء
كيف يؤيدنا الله
تعالى-؟!
إن الناظر إلى أحوال الأمة و ما يحاك ضدها و ما يحدث لأبنائها في كل مكان
من بلدان العالم ليرى أننا بحاجة ماسة إلى
أن نصحح المسار
و أن نبحث عن مواطن الخلل في نفوسنا
و في مجتمعاتنا،
وها نحن البوم
نستلهم من وحي الهجرة أسباب التأييد والنصر وإليك


بعض تلك الأسباب:
أولا:
الإيمان العميق:
أول شروط التأييد من
الله -تعالى-
أن يكون إيمانك عميق
قد تخلل نياط قلوب و عروق دمك
ان يخالط الإيمان بشاشة القلوب
قال الله -
تعالى-:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
[النور: 55].




ثانيا:
الثقة بمعية الله -تعالى
الثقة بالله
صفة من صفات الأنبياء؛
فهذا خليل الرحمن إبراهيم
عليه السلام
حينما ألقي في النار
كان على ثقة عظيمة بالله؛
حيث قال:
“حسبنا الله ونعم الوكيل”
فكفاه الله
شر ما أرادوا به من كيد،
وحفظه من أن تصيبه النار بسوء،
قال تعالى:
(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
[الأنبياء(69)].



والثقة صفة من صفات
الأولياء الصادقين؛
قال يحيى بن معاذ:
“ثلاث خصال من صفة الأولياء
الثقة بالله في كل شيء،
والغنى به عن كل شيء،
والرجوع إليه من كل شيء”
( أخرجه البخاري ومسلم )



في الهجرة المباركة
لما خاف الصديق على رسول الله
من أذى قريش،
وقال لرسول الله:
“لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ“، رفض الرسول -
صلى الله عليه وسلم-
هذه الرسالة السلبية
وقال له
في ثبات المؤمن ويقينه بربه:
“يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا“.
•••••••••••



فليعلم المسلم أن
الصراع بين الحق والباطل:
صراع قديم وممتد،
وهو سنة إلهية نافذة
قال عز وجل:
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ
إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ
وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ
لَّهُدِّمَتْ
صَوَامِعُ وَبِيَعٌ
وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا
وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ
إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

ولكن هذا الصراع معلوم العاقبة
(كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
،،،،،،



ثالثا
الصبر والثبات
ومن مؤهلات النصر والتأييد
الصبر والثبات
وعدم التزعزع والشك والريب
قال الله -تعالى
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا
لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ).
قال بعض العلماء:
بالصبر واليقين
تنال الإمامة في الدين؛

عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ،
قَالَ:
“شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ،
فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ،
فَقُلْنَا:
أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا،
أَلاَ تَدْعُو لَنَا،
فَقَالَ:
قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ
يُؤْخَذُ الرَّجُلُ،
فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ،
فَيُجْعَلُ فِيهَا،
فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ،
فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ،
فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ،
وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ،
فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ،
وَاللهِ،
لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ،
حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ
صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ،
لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ،
وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ،
وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ“
(أخرجه أحمد والبُخَارِي: ، وأبو داود، والنَّسائي)



رابعا
التضحية
واعلم زادك الله علما-
أن من مؤهلات النصر والتأييد التضحية،
والهجرة النبوية المباركة كانت ملحمة من ملاحم التضحية
بجميع أشكالها وألوانها:

التضحية بالنفس
وتتمثل في نوم علي بن أبي طالب
رضي الله عنه-
في فراش رسول الله –
صلى الله عليه وسلم-،

التضحية
بالأهل وتتمثل في
أبي سلمة رضي الله عنه-
عندما ترك ابنه وزوجته،

التضحية بالوطن
وتتمثل في جميع الصحابة
الذين غادروا
ملاعب الصبا والديار والأوطان،

التضحية بالمال
وتتمثل في صهيب الرومي
الذي ضحى بثروته
من اجل الهجرة
وكذا أبو بكر الصديق -
رضي الله عنهم أجمعين-
كانت هذه إشارات
وقطرات من وحي هجرة سيد الكائنات
صلى الله عليه وسلم-.












الشيخ حسنى شتيوى
الشيخ حسنى شتيوى
Admin
Admin

عدد المساهمات : 415
تاريخ التسجيل : 17/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
»  علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اصحابه هم مصابيح الهدي لمن أرادوا أن يهتدوا واللقاء 279 التقي ان شاء الله 8/11/2019
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم واللقاء 285بعنــــوان : أمة اقرأ .. أمة أتقن .. التقي ان شاء الله 13
» علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مايكب الناس علي وجههم يوم القيامة إلا حصائد الألسنة واللقاء272 التقي ان شاء الله 27/9/2019
» علمني رسول الله واللقاء 247 اذا اردنا بناء الأوطان فعلينا التمسك بالايمان التقي ان شاء الله 26/4/2019
» علمنى رسول الله 245واللقاء ال "ضوابط الاسواق وأدابها " التقي ان شاء الله 12/4/2019 ان شاء الله

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى